كيفية "إعادة تشغيل" دماغك الإبداعي وإنعاش تركيزك في 15 دقيقة أو أقل

في عالم اليوم المهوُوس بالمعلومات، فإنَّ عقولنا في حالة مستمرّة من العمل المُضاعف.

كيف "إعادة تشغيل" دماغك الإبداعي

إنَّ دماغك عضوٌ حي ومبتكّر ومتجدِّد بسرعة، يحتاج إلى كلِّ العناية والصِّيانة التي يحتاجها ليعمل بشكلٍ جيد وينفِّذ كلّ يوم.

يمكن أن تساعد إعادة شحن دماغِك، على إعادة تنظيم طاقتك من أجل تحسين التركيز والإبداع والمرُونة.

يُمكننا التكيّف مع ذلك لتحقيق أقصى استفادةٍ من أدمغتنا؛ فكلّما حصلنا على مزيدٍ من الفهم وإعادة شحنِ أدمغتنا، كلّما كان ذلك أفضل على نحوٍ أفضل، وبالتالي سيأتي إبداعنا.

غيٍّر عقلك، تتغيّر حياتك. إذا كنت تريد السيطرة على حياتك، تحكَّم في مركز قيادة جسمك.

1- ابدأ والتزم بروتين.

روتين

في كتاب "دماغك أثناء العمل" ، قال ديفيد روك: " تتضمّن إحدى الأفكار النهائية حول تحديد الأولويات، الانضباط بشأن ما لا تضعه على المسرح.

هذا يعني عدم التفكير في الوقت الذي لا يتعين عليك فيه التفكير، وتصبح منضبطاً بشأن عدم الاهتمام بالمهام غير العاجلة إلاَّ إذا كان ذلك ضروريًا حقًا".

معظمنا بحاجةٍ إلى بنية حتى يتمكّن من العمل بفعالية.

إنَّ الاستيقاظ مبكِّرًا، وإيجاد روتين، وتحديد مواعيد نهائية، سوف يُفيدك في إنتاجيتك، وسيتيح لك إنشاء أفضل أعمالك.

لكن الانضباط لا يعني العمل من 9 إلى 5.

لا توجد قواعد محدَّدة لكونك مُبدعاً أو منتجاً.

- قام موزارت بدقّة بإحصاء 60 حبّة من حبوب البن لقهوته الصّباحية كلّ يوم.

- كان همنغواي يستيقظ في الساعة 5.30 صباحاً قبل أن يعمل حتى ظهر منتصف النهار والكاتب توني شوارتز يضبطُ توقيته لمدة 90 دقيقة، مع التركيز باهتمام لمدة ساعة ونصف قبل أخذ استراحةٍ طويلة.

لا توجد طريقة "صحيحة" لترتيب يومك، لكن الخيط المشترك هو أنَّ العديد من أعظم العقول المبدعة لديها عاداتٌ يومية صارِمة.

اعثر على أفضل ما يُناسبك وحاوِل الالتزام به.

2- امنح نفسك شيئًا لمتابعته.

القراءة في العالم العربي

عندما تستثمرُ الوقت والاهتمام في ملاحقة الإبداع، فإنك تزوّد نفسك بحاجةٍ شديدة، للفرار من ضُغوطك اليومية.

فأنت تقفز إلى رحلة مبدعة ومرضية وذات مغزى، ليس لها ضغوط أو مواعيد نهائية أو قواعد، وتزوِّد عقلك بفرصةٍ لإعادة الشّحن، وفي كلِّ مرة تخصِّص وقتًا لذلك.


قال توم باول، مؤلف كتاب "هل أنت متهم بالكامل": "إنّ فرص المشاركة الكاملة في عملك تزداد بنسبة 250٪ إذا كنت تعمل على مشاريع ذات مغزى كلَّ يوم".

سواء كان الكتابة أو الرسم أو التصوير الفوتوغرافي أو أي نوعٍ من المهن، فإنّ استثمار الوقت في هوايةٍ مبدعة هو طريقة رائعة لزيادة طاقة الدِّماغ.

عندما تتابع شيئًا ما، فأنت لا تجلس بإهمالٍ في انتظار حدوث شيءٍ ما. فأنت تعمل بجدٍّ وأحيانًا تقاتل من أجل المتابعة. أنت تكافح من أجل حياة تعني شيئًا لك.

الحياة قصيرة جدًّا وثمينة جدًّا، لعدم متابعة شيء يُبرِز أفضل ما فيك

فقد أدلى Tim O’Reilly ببيانٍ عميق حول السّعي وراء شيء ذو مغزى. قال ذات مرة: "تابع شيئًا مهمًا جدًا حتى لو فشلت، سيكون العالم أفضل حالًا بعد أن حاولت".

إبدأ بشيءٍ يمكنك القيام به اليوم أو هذا الأسبوع، حتى لو كان بإمكانك أن تلتزم ببعض الدّقائق. وغداً، افعل ذلك مرّة أخرى. ربما لبضع دقائق أخرى. وما إلى ذلك وهلم جرا.

وعندما تختار مشروعًا، يجب أن يكون هدفك ذا مغزى. ركِّز على تلك الأشياء التي تجعل حياتك أكثر أهمية وجديرة بالاهتمام. فالنّاتج عن متابعة مشروعٍ ذي مغزى هو السّعادة.

3- كن غزيرًا.

كن غزيرًا

مثل الأطفال فهم أقلّ انتقادا لإبداعهم.

سيختبر الأطفال بسعادة، الأفكار والصُّور والرُّسومات والخربشات دون أيّ خوف من أن تكون غير كاملة بنسبة 100٪.

في كتاب "Body of Work" أُعثُر على الخيط الذي يربط حياتك المهنية معا" ، تقول "باميلا سليم": "نحن مصمّمون لنبدع. نشعر أننا مفيدون عندما نُبدع. نطلق "التزامنا" عند نُبدع. نعيد اختراع حياتنا، ونخبر قصصًا جديدة، ونعيد بناء المجتمعات عندما نُبدع. نحن نستعيد تقديرنا وشعورنا وأملنا عندما نبدع".

إذا كنت تستطيع قبول بعض الإخفاقات ولا تسعى دائمًا لتحقيق الكمال، فإنّك تزيد من فرص إنتاج شيءٍ مدهش وستجد نفسك دائمًا تتعلّم أشياء جديدة.

صنع بيكاسو 50 ألف قطعة فنية في حياته. قام موزارت بتأليف أكثر من 600 قطعة في حياته.

العديد من الكتاب والفنانين العظماء يُنشئون أعمالهم الرئيسية، ومن ثم يُنجزونها. وآخرون، هم الأكثر إنتاجا طوال سنوات إنتاجهم.

أن تكون وافرًا يبرز أفضل ما فيك، ولكن ليس من الضّروري أن تكون فنانًا. من خلال الممارسة والقابلية للتأثر، سيتم الكشف عن الجينات الإبداعية فيك.

اقرأ أيضا:
4- احتضِن استهلاكاً منضبطاً.

إستهلك كلّ ما يتعلق بمهنتك. اقرأ، شاهد الفيديوهات، وابحث عن مصدر إلهام على الإنترنت، وتحقق من عمل تلك المشهورة والغامضة في مجالك، واستوعب كلّ شيء على الإطلاق.

في حين يمكن للناس أن يشعروا بالقلق من أنّ هذه العادة يمكن أن تجعل عملهم ثانوياً، يمكن أن تشتعل الأفكار الأصلية في كثير من الأحيان من خلال تفاعلك مع عمل الآخرين.

من خلال اهتمامك ومشاركتك في العالم، فإنَّ الفرص، هي أن يعكس عملك هذا الشَّغف وأن يصبح أكثر إثارةً للاهتمام والانخراط مع الآخرين.

على الرَّغم من أنه ليس من الأفضل أبدًا إجراء انتحالٍ صارخ، إلاَّ أنَّ فكرتك الإبداعية الرائعة قد تكون مخفية في مشروع شخصٍ آخر.

غالباً ما يتم العثور على الإلهام في أعمال الآخرين، ومن هنا يُمكن القول إنّ جميع الأفكار الإبداعية تتأثر بالآخرين.

أين سيكون أفلاطون وأرسطو بدون سقراط!

5- خذ نزهاتٍ هادفة / قيلولة.

قيلولة

التفكير الإبداعي ينشِّط موجات ألفا الدِّماغية التي تُساعد على إطلاق فكرة بأقلّ تفكير واع.

درس البروفيسور "جوناثان سكولر" من جامعة كاليفورنيا نشاط الموجة الدماغية خلال العملية الإبداعية.

ووجد أنّ القيام بشيءٍ مختلف عن الجلوس على مكتب، يسمح لهذه الأفكار اللاواعية أن تترسّخ.

كان كلٌّ من بيتهوفن وتشايكوفسي يؤمنان إيمانًا راسخًا بأنّ المشي لمدة ساعتين يوميًا يساعدهما في تكوينهما الموسيقي.

إنّ أخذ استراحة من التشتيت والانحناء المستمر، والأغاني والمُراوغات من أجهزتنا المختلفة، يمكن أن تسمح لأدمغتنا بالاسترخاء والابتكار لتطفو ببطءٍ إلى السّطح.

المشي في مساحة خضراء، يسمح لعقلك بالتجوّل، ويعيد الانتباه بسرعة وفعالية.

كما أنّ القيلولة تُحسّن القدرة العقلية. تزيد من مستويات السيروتونين ممّا يجعلك في مزاجٍ أفضل ويزيد من الأداء.

لزيادة اليقظة، ينصحُ الخبراء بقيلولة لمدة 10-20 دقيقة مناسبة لاستعادة نشاط الدماغ وزيادة الذاكرة الإجرائية.

6- تحدّى عقلك.

تحدى عقلك

الأنشطة البدنية والعقلية هي أكثر الطُّرق التي يمكن الاعتماد عليها لتعزيز تنشُّؤ النسيج العصبي (ولادة خلايا عصبية جديدة في الدِّماغ).

يعزِّز التمرين البدني معدّل تكوين الخلايا العصبية في الدِّماغ، في حين أنَّ التمارين العقلية تزيد من معدّل بقاء خلايا الدماغ الجديدة هذه وتكوينها.

إنَّ الخلايا العصبية التي تنتجها خلال مرحلة البلوغ جيدة بشكلٍ خاص في التعلم والذاكرة، ولكن عليك أن تستخدمها وإلا ستفقدها.

إذا كنت لا تتحدى دماغك، فإنّ العديد من الخلايا العصبية الجديدة التي أنشأَها سوف تموت في غضون بضعةِ أشهر.

يجب أن يكون النّشاط الذهني منتظمًا ومعقدًا إلى حدٍّ كبير ومتنوعًا - فالكلمات المتقاطعة الفردية أو لغز سودوكو ليست كافية.

يجب أن يتضمن نشاطك العقلي تعلُّم شيءٍ جديد!

ويجب أن يكون أيضًا شيئًا تستمتع به حتى تلتصق به!

اقرأ أيضا:
المصدر: هنــا