أهداف العملية vs أهداف النتيجة: ما هو نمط تحديد الأهداف الأفضل؟

جميعاً لدينا نتائج نُريد تحقيقَهَا. نريد أن نجني المزيد من المال، أو نفقِد الوزن، أو نمتلك علاقاتٍ أفضل.

 نمط تحديد الأهداف الأفضل

هذه كلُّها أشياء إيجابية، وتحفِّزنا على اتّخاذ إجراءاتٍ لتحقيقِ أهدافنا.

المشكلة مع النتائج Outcomes.

تأتي المُشكلة عندما نُصبح مهوُوسين بالنّتائج التي نريدها وننسَى العملية التي ستُوصلنا إلى هناك. الشّيء الذي حفَّزنا في البداية على اتخاذ إجراء، قد ينتهي بنا إلى وضعِنا في عقليةٍ خاطِئة وتشجيع السُّلوكيات الخاطِئة.

عندما تُصبح شديد التركيز على النّتيجة التي تريد تحقيقَها، يمكنك بالفعل أن تُبرمج نفسك بعقليةٍ سلبية. إذا كان هدفك هو خسارة 20 رطلاً وتمّ استهلاكك لتحقيقِ الهدف، فأنت تُخبر نفسك دون وعي "لن أكون سعيدًا حتى أفقد 20 رطلاً".

أنت الآن تركِّز على ما لا تملكه وليس ما هو تحت سيطرتك. الشّيء الذي أنت غير راضٍ عنه هو الذي يهيمنُ على أفكارك، وقد ينتهي بك الأمر إلى أن تكون غير سعيدٍ بينما تحاول الوُصول إلى هدفك لأنَّك تعتقد أنك "لا تستحق" أن تكون سعيدًا حتى تفقد الوزن.

عندما تقوم بتقييم النّتائج على العملية التي تحصّلت بها عليهم، يُمكنك في نهاية المطاف قياس مدى تقدُّمك بشكلٍ متكرِّر جدًا للحصول على أي تعليقاتٍ مفيدة. إذا كنت تزنُ نفسكَ خمس مرَّاتٍ يوميًا، فلن تحصُل على أيّ معلوماتٍ يمكن استخدامُها لمساعدتك.

كل كيلٍ يمنحُك انفعالاً عاطفياً مرتفعًا أو منخفضًا على الرّغم من أنّه أكثر دلالة على التقلُّبات اليومية العادية أكثر من أيّ شيءٍ آخر. إنّه أمرٌ مرهق، فأنت تُهدر المزيد من الطَّاقة في الكيل والتوتر بدلاً من اتخاذ إجراءاتٍ إيجابية.

هذه العقلية يمكن أن تشجِّع أيضاً على السُّلوكيات الخاطئة. إذا كنت تهتمُّ فقط بفُقدان الوزن بحلول نهاية الشّهر، فلن ترى أيّ فرق بين عاداتِ إنقاص الوزن التي تكون مستدامة أو اتباع نظامٍ غذائي متقلِّب يُمكنه تحريك الوزن بشكلٍ مؤقت على حساب صحّتك على المدى الطويل.

قد يؤدِّي الوصول إلى أهدافك إلى مشاكل أُخرى إذا لم تتَّبع عملية جيِّدة.

النتائج غير مضمونة مع أهداف النتيجة Outcome Goals.

من ناحيةٍ أُخرى، فإنَّ أهداف العملية تدور حول العملية. فهي تفعلُ الشيء الصحيح، بغضِّ النّظر عن النتيجة، مع العلم أنّ الأنشطة الصَّحيحة سوف تقُودك إلى النّصر النّهائي.

فالعملية تكون تحت سيطرتك بالكامل. استمرارًا مع نموذج الهدف المِثالي لفقدان الوزن، قد تقوم "بهدف العملية" وذلك، بالذّهاب إلى صالة الألعاب الرياضية 4 مرّاتٍ في الأسبوع أو بدء ممارسة المشي كلَّ يوم. هذا قابلٌ للقياس بسُهولة وقابلة للتنفيذ. أنت مسؤول تمامًا عن تحقيق هدفك أم لا.

النتائج لا يمكن التنبُّؤ بها بعد اتباع أهداف النتائج. لأنّها يُمكن أن تتكوَّن من العديد من العوامل، وبعضها خارج سيطرتك تمامًا، كما أنها لا تأتي دائمًا بشكل متساوٍ وثابت.

إذا خسرت 2 أرطال في الأسبوع الماضي بنجاح، فقد يرجع ذلك إلى نظام التمرين الجديد الخاص بك، ولكن قد يرجع ذلك أيضًا إلى أنماط النّوم أو مستويات التوتر أو العديد من الأشياءِ الأخرى.

من المحتمل أن يكون مزيجًا من العديد من الأشياءِ المختلفة التي تسبَّبت في نتائجك. إذا كنت قد بالغت في رَدَّة فعلك تجاه النّتائج، فقد تنسب نجاحك وإخفاقاتك إلى الأحداث التي لم تسبِّبها فعلاً.

من المهمّ أيضًا التركيز على العملية بدلَ النتائج لتقليل الإحباط الناتج عن النتائج غير المتَّسقة. النتائج يمكن أن تختلف من شهرٍ إلى شهر ومن شخصٍ لآخر. ربّما تكون قد خسرت 2 أرطال هذا الشهر بينما خسر صديقك الذي يتّبع نفس النّظام الغذائي 10 أرطال.

هذا يمكن أن يسبِّب الإحباط، ولكن النتائج غير المتّسقة تحدُث غالباً، وخاصّة خلال فتراتٍ زمنية قصيرة. قد يتمُّ إعدادك للحصول على نتائج أفضل في الشَّهر التالي، ولكنك لن تعرف أبدًا ما إذا كنت تشعر بالإحباط وقرَّرت التبديل إلى نظامٍ غذائي مختلف.

فالأشخاص الذين يقفزُون من نظام غذائي أو برنامج تدريبِي إلى آخر كلّ أسبوع يركِّزون بشكلٍ واضح على النتائج ولا يحترمون العملية. دون التمسُّك ببرنامج واحدٍ لفترة أطول من الوقت، لن يعرفوا أبداً أيّها يعمل وأيها لا يعمل.

تحتاجُ إلى اتباع عمليةٍ معيّنة لفترةٍ من الوقت للحصول على أيِّ فكرةٍ مفيدة حول ما إذا كانت تعمل أم لا.

أهداف العملية تجنِّبك الارتفاعات والانخفاضات.

من المعروف أنَّ بعض الأشخاص الذين يفقدون كمياتٍ هائلة من الوزن في فتراتٍ زمنية قصيرة، يستعيدون بعد ذلك الكثير من الوزن الذي فقدوه، ومع ذلك فنحن ما زلنا مفتونين بالدراما قبل وبعد الصور وغيرها من النّتائج السَّريعة.

لا أحد متحمِّس لاحتمالية اتباع عملية لشُهور أو لسنوات وتحقيق تقدُّم بطيء ولكنّه ثابت. قصّة الرجل الذي فقد 100 رطل في السّنة هي أسهل بكثير للبيع، حتى لو انتهى به الأمر لاحقاً إلى استعادة كلّ الوزن.

"متابعة العملية" هي عبارة شائِعة الاستخدام من قبل المدرِّبين واللاَّعبين في العديد من الألعاب الرياضية المختلفة. لقد تعلّموا أنه من السّهل جدًا أن ينتشي المرء بعد الفوز أو أن يكتئبَ بعد الخسارة. يمكن لأيّ منهما أن يسبِّب لك فقدان الانضباط ونسيان العملية.

لا تربط مشاعرك بالنتائج. يمكن أن تكون الارتفاعات خطِرة مثل الانخفاضات بالضّبط لأنك ترغب في استمرار تكرار نتائجك الرَّائعة إلى أجلٍ غير مسمَّى حتى ولو لم يكن ذلك ممكنًا.

بناء العادات اليومية يُعطيك شيئًا متّسقا للتركيز عليه. تختلف النتائج، ولكن تبقى العملية ثابتة بغضِّ النظر عن أيِّ شيء. كلّ يوم تشعُر بالرِّضا لمعرفة أنّك تحصل على الأفضل قليلاً.

اتّبع العملية.

ابحث عن طرقٍ لتحويل النتائج المرجوّة إلى أهداف العملية. ركِّز على الأشياء التي يمكنك التحكُّم بها والتي ستجعلك ناجحًا على المدَى الطَّويل. تمسَّك بعملية طويلة بما فيه الكفاية للتأكُّد من أنّها تعمل أم لا.

بدلاً من الانتظار حتى تحقق نتائجك للاحتفال، احتفل في كلِّ مرة تتابع فيها العملية. كلّ يوم تعمل فيه لتكون أفضل هو يومٌ ناجح. اعلم أنّه حتى لو كانت نتائِجك تستغرق سنواتٍ لتحقيقها، فإنَّ كل خطوة تتّخذها تجاهها لا تقلّ أهمية عنها.


المصدر: هنــا