ستندم بشدة على اختيارات الحياة هذه للأبد.. وكيف يمكنك إصلاحها

الحياة قصيرة، الشباب محدود، والنّدم هو ما يحدث عندما تكون مشغولًا بوضع الخطط، التي لا تُتابعها أبدًا!

ستندم بشدة على اختيارات الحياة



لديك كلُّ فرصة لتحقيق أقصى استفادة من حياتِك الآن. ستحدِّد اختياراتك اليوم كمّ النّدم الذي ستحصل عليه في السنوات العشر القادمة.

من أكثر ما ستندمُ عليه ربما: الفرص الضائعة، عدم قضاء الوقت قضاء أكثر حِكمة، وعدم القيام بعملٍ ذي مغزى، والمُماطلة، وعدم تكوين عاداتٍ أفضل، وعدم إتقان لغة أو مهارة أخرى، والدخول في علاقات سيّئة، أو ارتكاب الأخطاء في علاقاتٍ سابقة.

ولكن اليوم، والآن، يمكنك القيام بشيءٍ حيال خياراتك للحد من ندمك في المستقبل. وإذا كان لديك شهرٌ لتعيش فيه: كيف ستقضيه؟

– يُمكنك قضاء وقتٍ ممتع مع الأشخاص الذين تحبُّهم كثيرًا، مع التركيز على كلّ كلمة قالوها، يمكنك السّفر والحصول على بعض التّجارب المذهلة، واستكشاف العالم، يُمكنك قضاؤه في التعلم قدر ما تستطيع، في الكتب ودراسة الحياة نفسها، يمكنك أن تبتكر شيئًا، يمكنك تحسين حياة الناس أو حلِّ مشكلة عالمية بطريقتك الخاصة الصغيرة.

أي من هذه الخيارات، أو مزيج منها، سيكون وسيلة قيّمة لقضاء ذلك الشهر. فكل لحظة هي: محدودة، عابرة، ثمينة، بالعقلية نفسها حول الوقت، عِش حياتك على أكمل وجهٍ، الآن! إنه خيار يمكنك تنفيذه وحدك لتجنُّب ذلك النّدم في المستقبل.

وإليك أخي القارئ في هذه المقالة خمسة خيارات ستندم عليها بشدة، وكيف يمكنك تداركها قبل فوات الأوان:

1- انتظار الوقت المثالي

"لا تنتظر حتى يصبح كلُّ شيء على ما يرام، لن يكون مثاليًا أبدًا، ستكون هناك دائمًا تحدِّيات وعقباتٌ وأقلَّ من الظُّروف المثالية. وماذا في ذلك. ابدأ الآن، مع كل خطوة تقوم بها، ستصبح أقوى وأقوى، أكثر مهارة وأكثر ثقة بالنفس وأكثر نجاحًا. " - مارك فيكتور هانسن.

لا يوجد أبدًا وقتٌ مثالي لاتِّخاذ إجراء. لا يوجد مطلقًا وقتٌ مثالي لإطلاق ذلك المشروع، أو قضاء بعض الوقت مع عائلتك، أو كتابة كتاب، أو تغيير عاداتك، أو اكتساب عادات جديدة. بمجرّد أن تقرّ بهذا، ستحصل على الكثير من الأعمال اليومية ذات المغزى.

أنا مُتعب للغاية. ليس لديّ الوقت. أنا لست قادرًا. شخصٌ آخر سوف يفعل ذلك. الوقت متأخر جدًّا الآن. الآن ليس الوقت المُناسب. أنا لست موهوبًا. أنا لست مستعدًا. أنا خائفٌ للغاية. لن يساعدنِي أحد. ماذا لو فشلت؟ لا أشعر بدافع. أفضل ألاّ أفعل شيئًا. ليس لدي المال، بعد الآن!

من السهل تقديم الأعذار وتبرير عدم البدء. كلَّما ملأت رأسك بتبريراتٍ وأعذار فارغة، قلّ الوقت اللازم لاتخاذ إجراء. من السّهل أن تقول: «سأبدأ عندما يكون لدي المزيد من الخبرة والمال والوقت والموارد». بحلول هذا الوقت من العام القادم، سيكون لديك الكثير من الأعذار.

إنها حلقة مفرغة، وبمجرد الوقوع فيها يمكن أن يكون من الصَّعب أن تتحرَّر وأن تفعل شيئًا مفيدًا. سوف يكون النّقد الذاتي والشك الذاتي حاضرين دائمًا، والحلُّ الوحيد هو العمل على الرغم من ذلك.

أول كتاب إلكتروني، أو مقال، أو بودكاست، أو عمل حرّ، أو أيّ عملٍ إبداعي، لن يكون أبدًا مُرضيًا ومثاليًّا، ولا بأس بكلّ ذلك، لأنّه يدفع للبدء على أيِّ حال.

في خلال 10 سنوات، سوف تكون سعيدًا لأنّك حاولت. سيكون هناك دائمًا سببٌ لعدم القيام بذلك. يشرح النّاس باستمرار سبب عدم استطاعتهم، أو لماذا لا ينبغي عليهم ذلك، أو لمَ لمْ يفعلوا ذلك.

عندما تقدِّم الأعذار، فأنت ببساطة تقول: «أنا لست مسيطرًا».

لكن خمِّن ماذا – أنت الشخص الوحيد الذي يتحكُّم بالكامل، في تصرفاتك وقراراتك في العالم. خلقُ الأعذار يسلبُك قوتك الشَّخصية. فالناس يخلُقون الأعذار بسببِ الخوف من المجهُول. وآخرون خائفون من التغيير والرّفض والإحراج.

الخوف يحجزُك في منطقة الرّاحة الخاصة بك. ولا شيء سحري أو ملحوظ يحدث في هذه المنطقة. يمكنك التوقف عن تقديم الأعذار إذا تعلّمت كيف تزيل كلّ آثار الخوف من حياتك.

في المرة التالية التي تواجه فيها نكسة، لا تخلق عذرًا. انظُر إليها بتحدٍّ، وتعلّم منها وامض قدمًا.

2- انتظار أن تُنتَقى.

"إنّ انتقاء نفسك يعني أنّه لم يكن من السهل أبدًا أن تقرِّر أن تكون مسؤولًا عن عملك، وعن أجندتك الخاصّة، وعن التغيير الذي تحدثه في العالم. فلديك فرصة للاعتبار. انتقاء نفسك يعني أنّنا يجب أن نتوقّف عن الانتظار والأنين والمُماطلة. النتيجة ما تزال محلّ شك، لكن من الواضح أن الانتظار لا يدفع." - سيث غودين.

اليوم، هناك طرقٌ أكثر من أي وقت مضى لانتقاء نفسك وإظهار عملك «وسائل الإعلام والتواصُل الاجتماعي». فمن السّهل أن يلاحظ شخصٌ ما عملك الإبداعي. وإذا كنت مدفوعًا ومركّزًا، فقد تكتشف أنَّ السُّوق يرغب فيما تعمله، وذلك من شأنه أن يجعلَ النّاس يتطلّعون إلى مزيدٍ مما لديك.

هذه هي الطريقة التي تبني بها سُمعة عامة، جيِّدة أو حتى عظيمة. ويمكنك أن تصبح الأفضل في العالم في شيء يقدِّره الناس. قد لا تتمكَّن من تحقيق الدَّخل منه على الفور، ولكن العمل اليومي يعمل أكبر فارق.

لا تفكِّر كثيرًا في المستقبل. استخدم ما لديك الآن في المكان الذي توجد فيه وشاهد سحر العمل الإبداعي. إذا كنت تفكر فيه كثيرًا، فمن المحتمل أنك تقتله.

مهما اخترت أن تفعل، هناك موارد يمكنها أن تساعدك على تحقيق أهدافك في خطواتٍ بسيطة. ليس من الضروري أن يكون أيّ شيء صعب. يمكنك أن تبدأ بخطواتٍ صغيرة ولكنها متسقة.

اختر أن تكون أصيل الجوهر، وأن تكون نفسك الآن. أنتَ الشخص الوحيد الذي يمكنه دفعُ نفسك إلى أبعد قليلًا للبدء، الإبداع، أو النّشر. توقّف عن انتظار أن تنتقى! اختر نفسك.

اقرأ أيضا:


يتعلّمون من الماضي ويقبلون التحديات .. إليك 18 عادة يفعلها الأشخاص الأقوياء عقلياً

3- أن تعيش حلم شخصٍ آخر

وقتك محدود، لذلك لا تضيّعه في عيشِ حياة شخصٍ آخر، لا تدع ضجيج آراء الآخرين يُغرق صوتك الداخلي. والأهم من ذلك، امتلك الشّجاعة لمتابعة قلبك وحدسِك، فهما يعرفان بالفعل ما تريد أن تصبح حقًّا. كلّ شيءٍ آخر هو شيء ثانوي. - ستيف جوبز

أكبر تحدٍّ في الحياة هو اكتشاف من أنت، الثاني هو السعادة مع ما تجده، والاستفادة القصوى منه. إنَّ قرار البقاء الصادق مع أهدافك وأحلامِك هو تغيير الحياة.

خصِّص وقتًا لمتابعة مشروعك العاطفي، بغضِّ النّظر عن مدى انشغالك. إذا كنت تريد دائمًا أن تكون كاتبًا، انشر كتابًا. يمكنك اختيار نفسك. لست بحاجةٍ إلى إذنٍ لتوصيل أفكارك إلى الجُمهور المناسب.

«ليس لدي وقت للكتابة» ليس عذرًا. الوقت قبل ذهابك إلى السَّرير هو وقت ذهبي، بما أنّه موجود في كلّ يوم، وعادةً ما يُنهي جدولك الزّمني.

مع وظيفة بدوامٍ كامل، وربّما عائلة، لن يكون هناك وقت مثالي على الإطلاق. عليك أن تخصص تلك السّاعات عمليًا. خصّص بعضَ الوقت لفعل ما تحب، واقطع أشياء أخرى من حياتك تستهلك وقتك، ولا تدع أيّ شيء يتداخل مع مشروعِ شغفك هذا.

تخيّل ما يمكنك تحقيقه في غضون 10 سنوات، إذا كنت تتّخذ إجراءً بشكلٍ مستمرّ حول حلمك. ليس عليك حتى قضاء ساعاتٍ في ذلك. يمكن أن يكون دقائق كلّ يوم.

4- الفشل في المُحاولة

"جرّب وافشل، لكن لا تفشل في المحاولة." - جون كوينسي آدامز.

السبب الرئيسي وراء فشل الناس في خلق العادات، أو تغيير حياتهم، أو متابعة أهدافهم، أو مجرد اتخاذ الإجراءات، هو أنّهم لا يستطيعون إيجاد الدافع للبدء.

تكمُن المشكلة في أنك تشعر بالراحة حيال ما تقوم به «الروتين الحالي»، وأنّ العادة الجديدة التي تحتاج بالفعل إلى تحسينها أقلّ راحة «الأمر صعب للغاية».

أنت تتشبّث بالراحة. من السَّهل جدًّا أن يغريك راتب ثابت، وروتين متين وحياةٍ مريحة، ولكن على أيّ حساب؟ «أنت بذلك تفوِّت 100% من الفرص التي لا تأخذها». لا يمكنك تحقيق تقدُّم إلا إذا اتخذت خطوة. التغلُّب على الخوف من الفشل هو الخُطوة الأولى نحو النجاح.

ابدأ في مواجهة مخاوِفك اليوم واتّخذ الخُطوة الأساسية نحو ما عليك القيام به. تذكر الحلم الذي كنت خائفًا جدًا من مطاردته؟ لم يفت الأوان بعد لتجربته. لا تفوِّت فرصة المُحاولة.

قال توني روبنز ذات مرة: «بغضِّ النظر عن عدد الأخطاء التي ترتكبها، أو مدى تقدُّمك البطيء، فإنّك ما تزال متقدِّما على كلِّ من لا يحاول».

التقدم البطيء أفضل من عدم اتخاذ أيّ إجراءٍ على الإطلاق. لا يمكنك التغيير إلاَّ إذا حاولت فعل شيءٍ ما. مهما فعلت، لا تفشل في المُحاولة.

لتسهيل البدء في تحقيق أي شيء، ركِّز على أصغر شيء -ما عليك سوى البدء، لا يتعيّن عليك استثمار ساعة- فقط ابدأ. من السهل للغاية أن نقول «لا».

إذا قمت بخطوات حتى تحقِّق أصغر تقدُّم، فستضع نفسك لتحقيق النجاح الدائم بدون ندم.

5- الاستسلام مبكِّرًا

"لا تنسحب، لا تتخلّ مطلقًا عن محاولة بناء العالم الذي يمكنك رؤيته، حتى إذا كان الآخرون لا يمكنهم رؤيته، استمع إلى صوتك الدّاخلي فقط. إنّه أحلى صوت." - سايمون سينك

إذا سبق لك أن فشلت في الماضي، ولكنك لم تستسلم أبدًا، فأنت أقوى ممّا تعتقد. إذا فشلت في الآونة الأخيرة، وكنت تفكِّر في الاستسلام، لا تفعل ذلك.

العائق بلا ريب هو الطريق، سيكون هناك دائمًا طريقة للخُروج. أنت لم تعثر عليها بعد. واصل المحاولة. اكتشف لماذا وكيف واجهتك المشكلة، وحفز نفسك لتجاوز النّكسة المؤقتة. لسوء الحظ، يرفض معظم الناس أن يفعلوا شيئًا بشأن إخفاقاتِهم.

في النهاية، يتخلون عن أحلامهم ويتوقّفون عن العمل على المشاريع التي تهمُّهم ويستمرون في الغرق في السّخط.

أو تعلم لماذا لا ينجح كلّ النّاس؟! لأنّ الجميع يخشى من الفشل، لأنّ تجربة ذلك أمر لا مفرّ منه، لكن كيفية الردّ عليه هو الذي يصنع الفارق.

وكما يقول توماس أديسون: أنا لم أفشل ألف مرّة، بل وجدت ألف طريقة لا يمكن للمصباح أن يعملَ بها.

ما مدى استمرارك في متابعة أحلامك وأهدافك في الحياة؟ أحد أهم أسرار النجاح هو تعلم التغلُّب على شكوكك. معظمنا يتخلّى عن فضوله في وقتٍ مبكِّر جدًّا. كلّ شخص ناجح تعرفه اليوم لديه قصة مثابرة للمشاركة.

ربما لا يوجد مثال أفضل على المثابرة من قصة أبراهام لنكولن. فشل في العمل التجاري في سن 21، خسر سباق التشريعيات في سن 22، فشل في العمل التجاري مرة أخرى في سن 24، وخسر سباق الكونجرس عندما كان في سن 34. في سن 45 خسر سباق مجلس الشيوخ. وفشل في محاولة ليصبح نائبًا للرئيس عندما كان عمره 47 عامًا.

لكنه انتخب أخيرًا رئيس الولايات المتحدة في سنّ 52. لم ينسحب لنكولن أبدًا. كان يمكن أن يستسلم بعد عدة محاولات، لكنه تابع طموحه لتولي المنصب الأعلى في أمريكا.

لا يوجد بديلٌ عن المُثابرة. طالما أنّك ما تزال تُحاول جاهدًا بعد كلِّ فشل، فإنك لم تُخفِق بعد.

السؤال الآن هو: هل ستغير أي شيءٍ اليوم، أو غدًا لتعيش حياة أكثر إرضاءً وذات مغزى؟

اقرأ أيضا:


5 أشياء يفعلها الأشخاص الذين خرجوا من الاكتئاب بشكل مختلف


هذا المقال نشرته لأول مرة على ساسة بوست هنــا