العلم يشرح ما يحدث لجسمك عندما تعانق كل يوم

هل ترغبُ في العناق؟ حسناً، قد يكون هناك بعض المنطِق العلمي وراء مشاعِر المحبّة هذه للآخرين.

 ما يحدث لجسمك عندما تعانق كل يوم

شعورُنا باللّمس هو الإحساس الأول الذي نطوِّره. بعد ثمانية أسابيع فقط في الرّحم، يمتلك الجنين البالغ طوله 2.5 سنتيمترا حاسة اللّمس. نحو نهاية الحياة لكلٍّ مّنا، فإنّ إحساسنا باللمس هو الإحساس الأخير الذي يضعُف.

كما اتّضح، المظاهر المادية للّمس حيوية للرفاه النفسي. كتبت "كاترين هارمون"، الكاتبة والصحافية الحائزة على جوائز في مجلة Scientific American، في عام 2010:

"... لقد اكتشفَ الباحثُون كيف أنَّ التركيز على التّلامس الجلدي بين الطِّفل والوالدين يمكن أن يكون نعمة لكليهما، وكيف يمكن أن يؤدّي الارتباط العاطفي الثابت مع الرُّضع إلى تسريع نموِّهم وتقديرهم لأنفُسهم".

تلاحظ هارمون، بشكلٍ مأساوي، أنَّ الأطفال المحرُومين من اللّمس والمشاركة العاطفية "هم أكثر عرضة للمشاكل السلوكية والعاطفية والاجتماعية عندما يكبرون." هذه المشاكل ، كما تقول هارمون، يمكن أن تبقى مع شخصٍ طوال حياته.

من الأطفال إلى غرفة النّوم ...

تم ذكر أبحاث هارمون لهذا السَّبب: إظهار التأثير البدني والنَّفسي المذهل للّمسات الإنسانية. نحن مبرمَجين بيولوجيًا لاستقبال اللمس، وكما تُوضِّح هارمون، فإنَّ عدم وجوده يمكن أن يتجلّى في مشاكل خطيرة.

وهو ما يقودنا إلى العناق. العناق، كما نعلم جميعًا، هو فعل إمساك شخصٍ ما كطريقة لإظهار الحب أو المودّة. كما أنها واحدة من أكثر أشكال اللّمس فعالية. (الحضن هو أيضا ممارسة شائعة بين أفرادٍ من نفس الجنس - والفوائد هي ملموسة تماما).

في ما يلي بعضُ الأشياء التي يقولها العلم لجسمِك عندما تحضن:

"على الرغم من أنَّ الشُّعراء والمؤلفين حاولوا وصف الحب، إلاّ أنّه في عالم علم الأعصاب، وجد الباحثون أنَّ هرمون الأوكسيتوسين الذي يحدث بشكلٍ طبيعي والحب يرتبطان ارتباطًا وثيقًا". - Psychology Today.

1- تشعر بالسَّعادة.

الحضن يحفِّز إفراز الأوكسيتوسين الكيميائي في الدِّماغ، وهو أحد هرمونات الدماغ "الشعور بالراحة". يشير بعض الناس أيضًا إلى الأوكسيتوسين على أنّه "هرمون الحب"، لأّنه يخلق مشاعر قوية من الاسترخاء والاستقرار والثقة. بالإضافة إلى ذلك، يبدو أنّ الأوكسيتوسين يقلّل من استجابات الإجهاد، بما في ذلك القلق. كما يؤثِّر إيجابًا على سلوك التّرابط.

يُنتج الأوكسيتوسين أيضًا العديد من التأثيرات الجسدية والنّفسية. في الإناث، يلعب الأوكسيتوسين أدوارًا أساسية في وظائِف الإنجاب، بما في ذلك الرضاعة الطبيعية والولادة والنشاط الجنسي.

2- تشعر أنك أكثر اتصالاً.

وفقاً للدكتور فرانوالفيش، فإن الحضن هو وسيلة قوية للتّقريب بين شَخصين:

"إن الفائدة الأكثر وضوحًا للاحتضان هو الاقتراب من شريك حياتك بالمعنى المادي. هناك أيضا إطلاق الدوبامين وهو هُرمون مثير يزيد الرّغبة الجنسية".

الحضن أيضاً يعزِّز الرابطة بين الآباء والأمهات والأطفال. يشير العلم إلى إطلاق neuropeptides كسبب لهذا التأثير.

اقرأ أيضا:

مترجم: 7 أسباب تشرح لماذا تحتاج إلى المزيد من العناق (مثبتة علميا)

3- تتواصل بشكلٍ أفضل.

وكما نعلم جميعًا، فإنّ التواصل غير اللّفظي قوي مثله مثل النّوع اللفظي. كلنا نريد أن نفهم، والتواصل هو أساسُ التعاطف والتفاهم.

"سارة واتسون"، وهي مستشارة زواج مرخصَّة، تقول "الحضن هو وسيلة رائعة للأزواج للتواصل! (إنه) يساعدنا على الترابط، ويمكن أن يقلّل من القلق والاكتئاب وضغط الدّم. أوصي بالحضن لزيادة العلاقة الحميمة مع شريكك ".

4- تشعر بتحسُّن أفضل.

في دراسةٍ نشرها معهد ماكس بلانك للطبّ النفسي في ميونيخ بألمانيا، وجد الباحثون أنّ تنشيط أجزاء من محور HPA في الدّماغ يساعد على تعزيز الراحة. وبشكل أكثر تحديدًا، فإنّ تصرفات النيوروببتيدات في محور HPA تنظِّم سلوكيات النوم والاستيقاظ الصحيّة.

أيّ زوجين يحبّان احتضان بعضهما يمكنهما أن يشهدا بلا شكٍّ على نتائج الدراسة. في الواقع، قد تساعد هذه الاستجابة البيولوجية المُرتبطة بالحض على تفسير سببِ صعوبة النوم للأزواج عندما يكون المرء بعيداً عن المنزل.

اقرا أيضا:

06 طرق طبيعية لزيادة الدوبامين في دماغك