هل تريد أن تُصبح لا تقاوم؟.. إليك أهم 3 مفاتيح

في ما يلي سؤالٌ روتيني يتمُّ طرحه في مُقابلات العمل والمواعيد الأولى وما إلى ذلك: ما هو الشيء الأكثر أهمية الذي تبحث عنه لدى الآخرين؟

تُصبح لا تقاوم

هناك اختلافاتٌ في هذا الشَّكل (أي "ما هو النّوع الأكثر جاذبية والذي تبحثُ عنه في شريكٍ مُحتمل؟" أو "ما هي أعظم قوةٍ لديك؟" وهكذا) ولكن، بشكلٍ عام، تظلُّ الإجابة كما هي: سمة الشخصية فوق كلِّ شيء. 

يقول الكاتب "جون غورمان": الصِّدق، الفكاهة، الثِّقة، الكاريزما، وما إلى ذلك. هذه إجاباتٌ رائعة ولكنها ليست في تقديري الصحيح.

يضيف: "وهكذا في يومٍ من الأيام جلستُ على أريكتي الصّغيرة، وأعددتُ بعض الشاي، وحاولت أن أفهمَ جوهر ما يجعل الناس مميزين حقًا. قمت بتحليل الأشخاص الذين نظرت إليهم، الأشخاص الذين كنت منجذباً إليهم، الأشخاص الذين لم أستطع أن أحلم بأن أكون بدونهم. ووجدت أنَّ الإجابة لا يمكن أبداً أن تكون شيئًا واحدًا. 

إليك هنا المكوِّنات الثلاثة التي عندما تؤخذ معًا، تخلق فتنة فائقة للشّخص - شخصٌ يمكنه قيادة غرفة والتحكُّم في مصيرها، شخصٌ يمكن أن يكون مثيراً وذكيًا..

1- التّواضع.

التّواضع

هذه السِّمة هي أصل كلُّ النُّمو والتعلُّم واللُّطف. إنّه الاعتقاد بأنّك لست عظيماً إلى درجة أن عقلك لا يمكنه أن ينفتح للآخرين، ووجود العقل يذكِّرنا أنّنا جميعًا مترابطُون، وأنَّ الظلم ضد المرء هو ظلم ضدّ الجميع.

إنّه، بشكلٍ قاطع، غياب الاستحقاق. فالناس الذين يُظهِرون التواضع يَدَعُون عملهم يتكلَّم نيابةً عنهم، ويبْقُون سلِسين في مُواجهة معاناتهم، ويذكِّرون أنفسهم - وغيرهم - بأنَّ الحياة هشّة وهو ما يجعلها ذات قيمة. التواضع يقمعُ الجهل ويزرع النّعمة. أنا أريد هذا في الأشخاص الذين أريدهم عزيزي.

2- حب الاستطلاع (الفضول).

الفضول

بدون فضول، لا يمكنك أن تكون آسرًا أو حتى جذّاباً، ولا - أكثر بدائيةً من كلِّ شيء - ناجحاً. إنَّه مستحيل بصراحة. يقود الفضول إلى بحثٍ لا ينضب عن المعرفة والثقافة والحداثة والتجربة والجمال والفنّ والاتصال.

إنّه الأساس الذي يمكنك به بناء حياةٍ مليئة بالقصصِ والذِّكريات والإنجازات والعلاقات.  العالم كبيرٌ جدا ووقته قصير جدا بحيث لا تزال راضيا تماما في سعيك لأيّة أفكارٍ جديدة. أريد من الناس من حولي أن يظلُّوا فضُوليين. إفحص العالم من خلال عيونٍ جديدة، واستخدم عيونهم للعثُور على زوايا جديدة من العالم.

3- العطف.

العطف

هذه السِّمة هي مُعجزة الإنسانية. إنها أبسط وأعذب سِمة يمكن للمرء أن يمتلكها، والأكثر أهمية، تستحق غرسها، لتحقيق النّجاح الاجتماعي. التعاطف يجعلُ من النّاس أقرب، ويجعل الآخرين يشعرون بأنّهم مفهومين وأقلّ وحدة داخلياً.

وإذا كان هناك شيءٌ واحد نسعى إليه جميعاً، فإنّنا جميعًا نتطلّع إلى أن نكون أقل وحدة قليلاً. يقول "جون" عندما أرى أشخاصًا متعاطفين حقًا، أرى أشخاصًا يهتمون حقًا، ولكن أيضًا الأشخاص الذين يذكِّروننا بأنّه في بعض الأحيانلا بأس من أن تظلّ مع شخصٍ آخر دون غزو مساحته أو تجاوز حدوده.

هذه القدرة الفريدة، لفهم العالم من خلال عيون الآخرين والولُوج إلى قلوب الآخرين وفهمها. التّعاطف يولِّد التعاطف والاتصال والحب. إنه مقدمة سابقة للنّزاهة.

ربما لاحظت أنَّ هذه المكوّنات الثلاثة مرتبطة ارتباطًا وثيقًا. هذا ليس مجرّد حادث. في الواقع، عندما تكدِّس التواضع والفضول والتعاطف، يمكنك أن ترى بسهولة كيفية توسِّع بعضها البعض.

التّواضع هو الرُّوح. الفضول هو العقل. التعاطف هو القلب.

التواضع هو كيف تقدِّر نفسك. الفضول هو كيف تقدِّر الآخرين. التعاطف هو كيف تقدّر الروابط بينك وبين الآخرين.

التواضع هو تُربة المعرفة. الفضول هو الماء الذي يساعد على نموِّها. التعاطف هو أشعة الشمس التي توضح لنا طريقة الانحناء.

وإذا أخذت أيّ اثنتين بدون الثالثة، فستفقد مكوّنًا حاسمًا: فالأشخاص المُتواضعون، الفضوليون، ولكن غير مبالين، تجدُهم كسولين.. أمّا الأشخاص المتواضعون، السّاخطون والمتعاطفون حسَّاسون، ولكنهم ليسوا مثيرين للاهتمام.. أمّا الأشخاص الصّارخون، الفضوليون، المتعاطفون، تجدهم مرهِقين. ولكن عندما تجمعه هذه السّمات معًا، فإنك تنشئ ثلاثية رائعة.

هذه الصِّفات الثلاثة هي مفتاح أن تكون ودوداً وذكياً ولا تُنسى. فهي صفاتٌ لا يمكن كبحها ولا تُقاوم. يقول "جون" إنّها صفاتي المفضلة في الآخرين: الأكثر جاذبية والأقوى والأكثر روعة.