العقلية الثابتة vs العقلية النامية: 17 نصيحة لتطوير عقلية النمو

وفقاً للباحثة "كارول دويك"، هناك نوعان من العقليات: عقلية ثابتة وعقلية النُّمو.

عقلية النمو

في العقلية الثابتة، يعتقدُ النّاس أنّ صفاتهم هي سماتٌ ثابتة وبالتالي لا يمكن تغييرها. يقوم هؤلاء الأشخاص بتوثيق ذكائِهم ومواهبهم بدلاً من العمل على تطوِيرها وتحسينها. كما يعتقدون أنَّ الموهبة وحدها تؤدِّي إلى النّجاح، والجهد ليس مطلوبًا.

بدلاً من ذلك، في العقلية النّامية، يكون لدى الناس اعتقادٌ أساسي بأنّ تعلّمهم وذكاءَهم يمكن أن ينمو مع الوقت والتّجربة. عندما يعتقد النّاس أنّهم يستطيعون أن يصبحوا أكثر ذكاءً، فهم يدركون أنَّ جهودهم لها تأثيرٌ على نجاحهم، لذا فهم يضعون وقتًا إضافيًا، ممَّا يؤدي إلى تحقيق إنجازٍ أعلى.

قدمت كارول دويك، وهي باحثة في جامعة ستانفورد، هذه الأفكار وكتبت كتابًا لوصف كل عقلية بمزيدٍ من التفصيل.

وفقاً لدويك، عندما يكون لدى الطَّالب عقلية ثابتة، فإنّه يعتقد أنَّ قدراته الأساسية، ذكاءه، ومواهبه هي سماتٌ ثابتة. يعتقد أنّه يولد بكميّة معيّنة وهذا كل ما لديه.

الأشخاص ذوو العقلية الثابتة دائماً يريدون الظُّهور بذكاء، لأنّهم يعتقدون أنَّهم وُلدوا بمستوى ذكاءٍ ثابت لا يمكن تعديله. هؤلاء النّاس لديهم خوفٌ من النّظر إلى الناس لأنّهم لا يعتقدون أنّهم يستطيعون تخليصَ أنفُسهم، عندما ينظُر إليهم الآخرون على أنّهم غير أذكياء.

لكن في عقلية النُّمو، يعتقد الطُّلاب أنّ قدراتهم وذكاءهُم يمكن تطويرهما بالجُهد والتعلُّم والمُثابرة. قدراتهم الأساسية هي ببساطة نقطة انطلاقٍ لإمكاناتهم. إنّهم لا يعتقدون أن الجميع متشابهون، لكنَّهم يصِرّون على أنَّ الجميع يمكن أن يصبحوا أكثر ذكاء إذا حاولوا.

لماذا تعتبر العقلية مهمَّة في تطوير العادات الإيجابية؟

سوف تمنعُك معتقداتك الثّابتة من إجراءِ أيّ تغيير إيجابي. إذا كانت لديك سِمة تعتقد أنه لا يمكنُك تغييرها، مثل ذكائك، أو وزنك، أو عاداتك السيِّئة، فسوف تتجنَّب المواقف التي قد تكون غير مريحة أو التي تعتقد أنّها غير مجدية.

كيفية تطوير عقلية النُّمو:

1- اعترف واحتضِن نقاط ضُعفِك.

ربما أنت تعرف أنّك كسُول وتميل إلى تركِ الأشياء حتى اللَّحظة الأخيرة. حاول التّخطيط حول ذلك من خلال تحقيق أهدافٍ متواضعة، وإعطاء نفسك فترةً معقولة من الوقتِ لإنجازها.

2- أُنظُر إلى التّحديات كفُرص.

نحن نواجه باستمرار قراراتٍ مهمّة، مثل قبول وظيفة جديدة، أو التسجيل لأخذ فصلٍ دراسي جديد.

تعتبر مواجهة هذه التحدِّيات جزءًا كبيرًا من التطوُّر كشخص. كلّما تحدَّينا أنفسنا، زادت الفُرص التي علينا أن نتعلَّمها عن أنفسنا. تحديات جديدة تساوي فُرص جديدة.

قد يكون التحايل على تحدٍّ جديد مخيفًا بسبب الخوف من الفشل. قد يؤدِّي هذا إلى تجنّب العديد من التحدِّيات ومواصلة السير على الطَّريق المعتاد، والتمسُّك بالأعذار التي نقولها لأنفسنا حتى نتمكَّن من البقاء في مناطق الرّاحة خاصتنا.

والحقيقة هي، البقاء في منطقة الرّاحة الخاصّة بك لأنك خائف من الخُروج منها يمكن أن يُصبح غير مريح. إذا كنت تتفادى التحدِّيات، فلن تُتاح لك فرصُ التعلُّم والنُّمو. بدلاً من ذلك، سوف تشعر بالانزعاج من الشُّعور بأنَّ الأمور ليست صحيحة.

3- اعرف أسلوبك التعليمي واستخدم استراتيجيات التعلم الصحيحة.

إذا كنت قادرًا على تحديدِ أفضل الطُّرق التي تتعلّم بها، يمكنك تحسين وقتك أثناء البحث أو حضور الدروس.

يمكن أن تعمل أساليب التعلُّم المُختلفة معًا للأشخاص الذين لديهم عقلية النّمو، وأنّ أساليب التعلُّم تسمح للطلاب بمزج ودمج وحدات الذَّكاء الخاصة بهم في أنماطٍ عديدة مختلفة.

ترتبطُ أساليب التعلُّم بمناهج التعلُّم المختلفة التي يراها الطُّلاب لتكون الأكثر فاعلية بالنسبة لهم، لذلك بمجرّد التعرف على هؤلاء، يمكن أن يشعر الناس بأنَّ معرفتهم تتوسَّع وأنّهم يتحسَّنون فيما يدرسونه.

4- تذكَّر أنَّ الدماغ لديه القدرة على التغيير طوال الحياة. اقرأ المزيد عن المرونة العصبية.

يشكِّل دماغك اتصالاتٍ جديدة طوال الحياة تسمح ُله بإجراء تعديلاتٍ عندما تواجه مواقف جديدة أو بيئة جديدة.

تشرحُ المرونة العصبية كيف يمكن إعادة تدريب دماغك وإعادة تنظيمه، ممّا يدلُّ على وجود مجالٍ دائم للنمو. إذا كنت على دراية بأنَّ دماغك يتغيّر باستمرار، فمن الأرجح أن تتبنّى عقلية النّمو.

تذكَّر أنّه إذا لم يتم تثبيتُ الدِّماغ، فلا ينبغي أن يكون العقل ثابتًا أيضًا.

5- إعطاء الأولوية للتعلُّم أكثر من السّعي للحصُول على الموافقة.

عندما تكون أكثر اهتماما بالحصول على موافقةٍ من أشخاص آخرين أكثر من تعلُّم أشياء جديدة، فإنّك تتخلّى عن إمكاناتك الخاصّة للنُّمو.

لا تقلق بشأنِ ما يعتقده الآخرون عنك، وبدلاً من ذلك ركِّز على تحسين نفسك لمصلحتِك الخاصة.


الناس الذين لديهم عقلية النّمو غالبا ما يكونون متناغمين جدًّا مع ذكائهم ورغبتهم في التعلّم.

فهم يدركون أنّ أيَّ نمو سيكون عبارة عن عملية، ويقومون بعمل أهدافهم الخاصة لمساعدتهم على الوصول إلى نهاية العملية.

من المهمّ أن تتمتّع بعملية التعلُّم حتى تتمكَّن من تحقيق أقصى استفادةٍ منها، وتكون منفتحًا على استمرار العملية إلى ما بعد الإطار الزّمني المتوقّع.

واحدة من أهم الأشياء في عملية التعلًّم هي الدُّروس غير المتوقعة التي قد تلتقطها على طول الطريق.

7- اغرس الشعور بالغرض.

الطُّلاب ذوو عقلية النُّمو قادِرُون على النظر إلى الأهداف طويلة المدى ولديهم إحساسٌ أكبر بغرضِ حياتهم. ضع هدف النّهاية في اعتبارك وانظر دائمًا إلى الصُّورة الكبيرة.

اسأل نفسك بشكلٍ منتظم عن الغرض من العمل الذي تقوم به. هل تفعل ذلك لأنّك تستمتع به أم أنّه جزء من هدفٍ أكبر؟ دائما اعمل بغرض بحيث يكون لديك الدَّافع لمواصلة العمل.

8- اختر التعلُّم الجيّد على التعلُّم السريع.

يعود هذا إلى التركيز على عملية التعلُّم بدلاً من النتيجة النِّهائية.

التعلُّم ليس شيئًا يمكنك الاندفاع إليه. عليك أن تمر ببعض الأخطاء لكي تجد النّجاح حقاً، ولن يأتي أي من ذلك بسهولةٍ أو بسرعة.

9- كافئ الجهد والإجراءات، وليس السِّمات.

دع الآخرين يعرفون متى يفعلون شيئًا مبدعًا أو ذكيًا بشكلٍ خاص بدلاً من إخبارهم بأنهم أذكياء بشكلٍ عام.

فهذا يساعد الناس على الاستمرار في القيام بالأشياء الذكية بدلاً من جعلهم يشعرُون بأنّهم قد حققوا بالفعل الهدف النهائي المتمثِّل في أن يكونوا أذكياء.

10- تعلم إعطاء وتلقي النّقد البناء.

فكِّر في النّقد كطريقةٍ للتعلُّم. إذا كان لديك منطقة فيها ضعف، وكان هناك شخصٌ قادر على الإشارة إلى ذلك، فكِّر في ذلك كهدية تجعلك على علمٍ بأخطائك حتى تتمكّن من التركيز عليها للتحسُّن.

من المهمّ عدم اتّخاذ النّقد البناء على محملٍ شخصي. في كثيرٍ من الأحيان، يحاول الأشخاص تقديم المساعدة، وبالتالي يقدِّمون لك معروفًا بدلاً من محاولة إسقاطك.

11- الحاجة إلى التحسُّن لا يعني الفشل.

فقط لأنك تحتاج إلى التحسُّن في منطقةٍ واحدة لا يعني أنّك فشلت. هذا يعني أنّك على الطَّريق الصحيح، فأنت لست موجودًا بعد.

12- تأمّل في ما تعلّمته كلّ يوم.

تأكّد من استيعاب كلّ ما تتعلّمه طوال اليوم، سواء كان ذلك يعني تدوين النقاط الرئيسية في نهاية اليوم أو إجراءِ المزيد من الأبحاث حول موضوعٍ حظي باهتمامك أكثر في ذلك اليوم.

من اليوم لا تدع دروسك تطفو بعيدًا. قم بتدوينها في دفترٍ يومي أو قم بعمل نوعٍ آخر من السجّل الدائم. في الحد الأدنى، إجلِس مع فكرة ما تعلّمته لفترةٍ من الوقت واسمح لنفسك أن تغرَق في جميع الدُّروس.

13- تعلّم من أخطاء الآخرين.

لا يعني هذا مقارنة نفسك بأشخاصٍ آخرين دائماً، ولكن من المهمّ أن ترى أنَّ الآخرين لديهم نفس نقاط ضعفك.

عندما ترى شخصًا يرتكب خطأً ويتعرف على كيفية القيام به بشكلٍ صحيح، ضع ذلك في الاعتبار للمُستقبل عندما تكون في وضعه.

يمكنك حتى أن تضع نفسكمكانه في الوقت الحالي وتتظاهر بأنّك ارتكبت الخطأ، وحاول أن تتعلّم منه بنفسك.

14- فكِّر في التعلُّم كـ "تدريب الدماغ".

كلّما تعلمت أكثر، كلما كنت تدرِّب عقلك على التصرُّف بطريقةٍ معينة وإجراء اتصالاتٍ مختلفة. عليك تدريب دماغك قدر المستطاع، والذي يساوي الاستمرار في التعلُّم طوال الحياة.

سيتعيّن تدريب عقلك وإعادة تدريبه مع تطور العالم وتغيّر الأمور، لذا فمن الضَّروري أن تكون منفتحًا على فكرة التلاعب بدماغك لمواكبة الاتجاهات الحالية.

15- إغرِس عزماً.

تريد أن يكون لديك شغفٌ بما تقوم به حتى تتمكَّن من المثابرة لرؤيته.

إنّ الاهتمام العميق بعملك هو أحد أهمِّ الأشياء التي تجعلك متحمِّسا كلّ يوم، والتي تبقيك راغبا في النّجاح في مجالك. من أجل تحقيق أهدافك على المدى الطَّويل، يجب أن يكون لديك العزمُ للحفاظِ على دوافعِك والسّير على الطَّريق الصحيح.

16- لا تتوقّف عن التعلُّم. حدد هدفًا جديدًا لكلِّ هدفٍ تحقِّقه.

لن تنتهي من التعلُّم تماماً أبداً. فقط لأنك انتهيت من فصلٍ واحد أو مشروعٍ واحد لا يعني أنه يجب عليك التخلّي عن هذا الموضوع.

يستطيع الأشخاص ذوو العقلية النّامية الاستمرار في خلق أهدافٍ جديدة حتى يظلُّوا متحفّزين ومهتمِّين بالموضوعات التي يختارون دراستها. التعلُّم لا ينتهي أبدًا، حيث يوجد دائمًا هدفٌ آخر للوصول أو إجراء المزيد من الأبحاث.

17- تذكر أنّ الأمر يستغرق بعض الوقت للتعلم.

لا شيء ذو قيمة يأتي بسرعة وبسهولة. يجب أن تكون واقعيًا بشأنِ الوقت الذي ستستغرقه لتعلم المعلومات التي تهمُّك إلى حدِّ رضاك.

قد يتطلب الأمر عدّة طرق مختلفة للتعلُّم أو عدّة مرات من تطبيق تقنيةٍ جديدة إلى أن تتمسَّك بها بالفعل وتستطيع التحكُّم بها. بالإضافة إلى ذلك، لأنّ الأشياء تتغيّر باستمرار، فإنَّ هذا يعني أن عملية التعلُّم قد لا تنتهي أبداً.

هل أنت مستعد للنمو؟

من أجل تطوير عقلية النُّمو، عليك أن تكون مستعدًا وملتزمًا بتغيير معتقداتك حول ما تستطيع القيام به. لا يمكنك البقاء في فكرة أنَّك ولدت بكلِّ مواهبك وقدراتك، وليس لديك مجال للنُّمو.

يتعيّن عليك أيضًا اتخاذ الإجراءاتِ المناسبة للتعلُّم والحفاظ على الدَّوافع من خلال النّظر إلى الصُّورة الكبيرة التي تفسِّر سبب اختيارك لدراسة ما لديك، وكيف ستفيدك على المدى الطويل.

كيف تشعر حيال العقلية الثابتة مقابل عقلية النمو. إذا كنت تعتقد أنّّ الذكاء يقتصرُ على ما وُلدت به، آمل أن تمنحك هذه المقالة وقفة كافية على الأقلّ لتجربة عقلية النُّمو ورؤية كيف ستُناسبك.

المصدر: هنــا