تعلم أن تسامح نفسك من خلال طرح هذه الأسئلة الـ4

البشر بطبيعتهم يرتكبُون الأخطاء، ممّا يجعلُنا نشعُر بالعار، والذنب، والقلق والتّعاسة. إنّ إعتاقنا من أخطائنا يساوي الحرية من الذّنب والخوف - بداية جديدة وإمكانية البهجة.

سامح نفسك

في بعض المجتمعات الدينية كالبوذية والهندوسية، قد تتطلب هذه البداية الجديدة بعض الفعل من التضحية بالنفس، والعقاب الذّاتي أو تجديد الإخلاص.

الافتداء الذّاتي هو بنفس القدر من الأهمية عندما يتعلَّق الأمر بالرفاه العاطفي، وهو مدرُوس من خلال طريقٍ مواز للغُفران الذاتي. تفعل شيئاً ما - تكسر وعدك لصديق مثلاً، ربّما، تشعر بالسّوء حيال ذلك. والحادث يأكلك.

إنّ إدانتك لنفسك قد تجعلُك تتساءلُ عن قيمتِك كشخصٍ "جيد". الإجهاد يثقُبك، اعتزازُك بنفسك يُعاني، والصعب الاستمتاع بالحياة اليومية.

إنّ استعادة الصحَّة العاطفية والجسدية، يتوقّف على التّسامح نفسه - وهذا التسامُح الذّاتي ينتهي إلى الغفران الإلهي..  (وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (102) التوبة.

"مارلين كورنيش"، دكتوراه، أستاذ مساعد للاستشارات في جامعة أوبورن كلية التربية في أوبورن، ألاباما، وضعت نموذجاً علاجياً من أربعة أجزاء للتسامح الذاتي: المسؤولية والندم والترميم والتجديد. 

اسأل نفسك الأسئلة التالية لتحقيق خلاصِك الشّخصي:

1- لماذا فعلتُ ذلك؟

يمكن أن تُصبح مُسامحة الذّات وهما ذاتياً إذا كنت لا تتقبّل اللَّوم على ما قُمت به. لا تختلق الأعذار، وتبحث عن مبرِّر لسُلوكك أو تُلقي اللّوم على أشخاصٍ آخرين. انظر داخل نفسك لفهم جِذر سلوكك.

هل أنت ممّن يقومُ بالكثير من أجلٍ إرضاء الناس ثم يخيِّب نفس الأشخاص الذين أراد أن يُرضيهُم؟ هل يسبب انعدام أمنك واستقرارك أن تُقلِّل من نجاح الآخرين؟ بمجرّد قبولك للمسؤولية، يمكنك أن تبدأ في تعديلها ومنع نفسك من تكرارِ الجرائم نفسها.

2- هل أفكِّر في نفسي أكثر من الشَّخص الذي آذيته؟

حاول توجيه مشاعر الخِزي والذّنب لديك نحو التعاطف بدلاً من النّقد الذاتي. الجميع يُخطئ، وضرب نفسك باستمرار لا يساعد أيَّ شخص. فكِّر في مشاعر الشَّخص الآخر: هل هو مُستاءٌ كما تتصوّر؟ لماذا قد يكون متضرِّراً بشكلٍ خاص؟ هل أوضح لك أنه مستاء منك؟

قد تكون القضية هي أنّ الحرج والندم يُضخِّمان الحالة. إذا لم يكن كذلك، يمكنك البدء في إجراء تعديلات.

3- كيف يُمكنني تصحيح خطأي؟

وهنا الجُزء الصَّعب. الآن بعد أن فهمت دافعك، وأخذتَ في الاعتبار مشاعر صديقك/قريبك/زميلك، تحتاج إلى أن تفعل ما فِي وسعك لإصلاحِ الضَّرر. اعتذر من دون حُجج وأعذار. تعهّد بالقيام بعملٍ أفضل.

4- ماذا لو لم يُسامحني الشخص الآخر؟

ليس من واجب أيّ شخصٍ آخر أن يغفِر لك، ولا يمكنُك أن تربط عفوكَ لنفسك بالعفو الخارجي. إذا كنت قد قُمت بالعمل الذي يدلّ على فهمك لخطئِك، وقد فعلتَ كلّ ما في وسعك لتصحيحه، فقد حان الوقت لتجاوُز الأمر.

قد تشعُر بالذّنب دائماً، ولكن استمرارك في معاقبة الذات والاجترار سوف يسحبُ منك طاقتك بعيداً عن تحسين نفسك. نُوصي بكتابة رسالة مغفرة لنفسك توضِّح ما تعلَّمته من خطئِك والتغييرات الإيجابية التي أجريتها كنتيجة لذلك.

وبهذه الطّريقة، مُسامحة نفسك هو عملٌ من الرحمة تجاه نفسك - والآخرين. (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) - الزّمر.

المصدر: هنــا (بتصرف)