7 طرق يتعلَّمها عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI لتعزيز ثقتهم

تقول "لاراى كوي": في أوّل يومٍ لي في أكاديمية FBI، لم أشعر بأنّني خارقة. في الحقيقة لم يكن الأمر كذلك إلاَّ بعد مرور أربعة أشهر مُرهقة من وضعي في مواقف خطِرة ومُربكة، حيث قمت ببناء الثقة بالنفس اللاَّزمة لمهنتي. إنَّ تعزيز الثقة هو الهدف الأساسِي للأكاديمية - قبل إرسال الوُكلاء باستخدام مسدّس وشارة.

الثقة بالنفس

كانت هناك أيامٌ تسارعت فيها نبضاتُ قلبي وتعرّقت يداي في التحديات الجديدة التي واجهتني. لكنني تعلَّمت أنّ النّجاح لن يجعلني واثقة - الثقة في نفسي وقدراتي ستجعلني ناجحة.

تضيف "كوي": في اليوم الأول، كنت مليئة بالشك. لم أحمل سلاحا مطلقاً، ولم أعتقل أو أحقِّق مع جاسوسٍ أجنبي أبداً - هذه التحديات دفعتني خارج منطقة راحتي. شعرت أنّني كنت تحت رحمة المجهُول، لم أعرف كيف سأقف على قدمي. لكنني تمسّكتُ بحلمي بأن أصبح وكيلة وعميلة مهمّة.

الثِّقة هي حجر الزّاوية في القيادة. إذا كنت لا تؤمن بنفسك، كيف يُمكن للآخرين أن يُؤمنوا بك؟ وفي ما يلي سبع طرق يتعلَّمها عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي لتعزيز ثقتهم، أي الحيل العقلية التي يُمكنك استخدامها لتكون أكثر ثقة بنفسك، أيضًا:

1- إدفع نفسك من خلال المعتقدات الذاتية الحد.

عندما كنّا أطفالاً، كنّا نعتقد أنّه بإمكاننا التغلُّب على العالم، ولكن في مكانٍ ما بين الطفولة والبلُوغ، يتمُّ سحق حماسنا وميولنا الطبيعية إلى أحلامٍ كبيرة. يبدأ الآباء والمعلمون بفرض معتقداتهم الخاصة علينا - حول ما نستطيع وما لا نستطيع فعله في الحياة -.

تقول "كوي": إذا لم يدفعنا المدرِّبون في أكاديمية FBI إلى تجاوز معتقداتنا الخاصة المحدودة ذاتياً، فإنّهم لم يقوموا بعملهم.

كيف تعملُ ذلك:
أعثُر على حدودك من خلال تعريضِ نفسك لمواقف مختلفة ودفع نفسك من خلال تلك غير المُريحة. بمجرَّد أن تثق بنفسك، فسوف تندهش ممَّا يُمكنك إنجازه.

2- لا تخلِط أبدًا بين الذاكرة والحقائق.

لا تخزِّن ذاكرتنا المعلُومات بالضَّبط كما يتمُّ تقديمها إلينا. بدلاً من ذلك، نستخرج جوهر التجربة ونخزِّنها بطرقٍ أكثر منطقية بالنِّسبة لنا. هذا هو السَّبب في أنَّ الأشخاص المختلفين الذين يشهدون الحدث نفسه غالبًا ما يكون لديهم إصداراتٌ مختلفة.

يحتوي دماغُك على تأكيد التحيُّز. وهذا يعني أنّه يخزن معلومات تتَّسق مع معتقداتك وقيمك وصورك الذّاتية. يساعد هذا النظام الانتقائي للذاكرة على إبقاء الدماغ محملاً بكمياتٍ كبيرة من المعلومات.

لذلك عليك أن تُدرك أنَّ ذاكرتك لا تزوِّدك دائمًا بمعلوماتٍ دقيقة. على سبيل المثال، إذا كان لديك تقدير منخفضٌ لذاتك، فإنَّ دماغك يميلُ إلى تخزين المعلومات التي تؤكِّد عدم ثقتك بنفسك. سيكون هذا كلّ ما تتذكَّره حول حدثٍ معيّن.

كيف تعمل ذلك:
قُم بإعادة النّظر في حقائق الذَّاكرة المحمَّلة مع المُعتقدات الذاتية الحدّ وحاول الحُصول على منظورٍ أكثر دقّة في هذا الحدث. تحدَّث مع الآخرين الذين قد يكون لديهم منظورٌ مختلف.

3- تحدَّث إلى نفسك.

هذا قد يبدو مجنوناً، لكنّه يعمل. يمكن أن يجعلك التحدُّث إلى نفسك أكثر ذكاءً، وأن يحسّن ذاكرتك، ويُساعدك على التركيز، بل وحتى زيادة الأداء الرياضي. يدَّعي الفيلم الوثائقي "دماغ الإنسان" أنّنا نقول ما بين 300 إلى 1000 كلمة لأنفُسنا في الدقيقة. تستخدم قوات البحرية قوة الكلام الذاتي الإيجابي كطريقةٍ للتغلُّب على الأوقاتِ الصَّعبة.

على سبيل المثال، بتعليم المجنَّدون أن يكونُوا قساةً عقليًا ويتحدّثون بإيجابية مع أنفُسهم، يمكنهم تعلُّم كيفية تجاوز المخاوف النّاتجة عن نظام الدِّماغ الحوفي، وهو جزءٌ أساسي من الدِّماغ يساعدنا على التّعامل مع القلق.

كيف تعمل ذلك:

كن إيجابياً، لأنَّ الطريقة التي تتحدّث بها لنفسك تؤثِّر على استجابتك العصبية الحيوية. عندما تقول، أعرف ماذا أفعل هنا أو أرى الأشياء على أنَّها تحدٍ وليست مشكلة، فقد حوَّلت ردَّك إلى ردٍّ إيجابي.
4- فكِّر بشكلٍ إيجابي للتغلُّب على تحيزك السلبي.

منذ الأيام الأولى، تعلّم البشر كيفية تناول الغذاء. لقد حفظنا تحيُّزنا تجاه السّلبية الطبيعية عن الخطر منذُ آلاف السنين. لكن ليس كلّ شيءٍ جديد أو مختلف هو تهديدٌ لبقائنا. يمكن لهذا الانحياز السلبي أن ينتزع ثقتنا لأننا نميلُ للاهتمام بكلِّ ما فعلناه خطأ.

يتم تعليك وُكلاء FBI اصطياد الأشياء الجيدة. يمكن أن يكون ذلك صعباً في بعض الأحيان لأنَّ المعلومات الإيجابية تسقُط بسهولة. لكن المعلومات السّلبية، تلتصق.

كيف تعمل ذلك:
1 - استحضِر خمس أفكار إيجابية لمواجهة كلِّ فكرة سِلبية.
2 - دع كلّ فكرة إيجابية تبقى لمدة 20 ثانية قبل الانتقال إلى الفكرة الإيجابية التالية.
3 - اعترف بكلٍّ من العواطف الجيدة والسيّئة.
4 - لا تحاول قمع تلك السلبية.
5 - ضع في اعتبارك العواطف على حقيقتها وامضِي قُدمًا. لا تدخل في الحوار الدَّاخلي حول العاطفة السلبية لأنه يُصبح أكثر قوة.

5- إرفع مستويات فضولك.

الفضول هو سِمة مهمَّة لعملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي الذين يعملون في التحقيقات وأيّ شخص يريد أن يكون واثقاً وناجحاً.

الفُضول هو أساس النُّمو مدى الحياة. إذا ظلَلنا نشعر بالفُضول، فسنكون قادرين على التعلّم وتنمية عقولنا وقلوبنا بشكلٍ أكبر كلّ يوم. يمكننا الحفاظ على عقلية المبتدئين من خلال التطلُّع دائمًا واكتشاف تجارب جديدة والكشف عن معلوماتٍ جديدة.

كيف تعمل ذلك:
اطرح الأسئلة وكن فضوليًا لأنّه:

- يجعل عقلك نشطاً بدلا من السّلبية.
- يشجِّعك على أن تكون أكثر مراعاةً للأفكار الجديدة.
- إنّه يفتح عوالم وإمكانياتٍ جديدة.
- يخلق استجابة مُغامرة تقودك في اتجاهٍ جديد.

6- تغلَّب على الشكّ الذاتي.

إذا كنت تفتقر إلى الثِّقة بالنفس، فسوف تشعر دائمًا وكأنّك تحت رحمة أشخاصٍ آخرين. عندما تفترض عقلية الضّحية، فأنتَ لم تعد قادراً على تحمُّل العقبات والحواجز التي لا مفرَّ منها في الحياة.

يذهب عُملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي إلى المكان الذي يحتاجون إليه، وليس إلى المكان الذي يشعُرون فيه بالرَّاحة. تقول "كوي"، لقد تمّ تكليفي بتحقيقاتٍ لم يكن لديّ أيّ فكرة عن كيفية حلِّها. ولكن تفكيري كان هذا: ضعني في وسط أيّ فرقة أو أيّ موقف، في أيّ مكان وفي أيّ وقت. لن أخاف لأنّني على ثقةٍ من أنني سوف أنجح أينما كنت.

كيف تعمل ذلك:
لا أحد غيرك يمنعك من تحقيق ما تريدُ تحقيقه. حان الوقت لتحديد المناطق التي تشكُّ فيها بنفسك وإزالة العوائق.

7- واجِه مخاوفك.

عندما نشعر بالسّيطرة، لا نخاف. عندما يكون لدينا مستوى من الراحة مع شيءٍ ما، فهذا ليس مخيفًا. عندما لا نشعر بالسّيطرة، لا نفكِّر بوضوح لأنَّ دماغنا العاطفي يكون في مقعد السَّائق ويسيطر عليه. هذا هو السّبب في أنَّ الخوف غالباً ما يبدو عشوائيًا وغير عقلاني - حيث تكون عواطفنا هي المُسيطرة.

لزيادة الأمان، يتمّ تدريب عُملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي على الاقتراب من التّهديد. لأنّه لا يجدي تجنُّب أو إنكار أو تجاهل الخوف.

كيف تعمل ذلك:
يُوصي الأستاذ في جامعة هارفارد الطبية، "رونالد سيجل"، في كتابه "Mindfulness Solution":

فكِّر في أسوأ مخاوفك. اقضِ بعض الوقتِ معها. الآن اجعل خوفك أسوأ من خلال الاقتراب منه. تخيّل أسوأ ما يمكن أن يحدُث. ركِّز الآن على تنفُّسك. أشعر بأنّ جسمك يسترخي. رأيت، أنت لم تمُت، أليس كذلك؟ أنت في طريقك لقهر خوفِك.

إذا كنت لا تؤمن بنفسك، كيف تتوقّع ذلك من أيّ شخصٍ آخر؟ إبدأ اليوم.

اقرأ أيضا: