رائع حقا! معلمة استخدمت التفاح لإظهار كيف يمكن للكلمات أن تكون مؤلمة.. إليك التجربة

الكلِمات يمكنها أن تبني شخصاً ما أو تكسره، ولدينا القُدرة على اختيار كلِماتنا بعناية. شيءٌ ما يبدو غير مؤذٍ لنا قد يضرُّ الشّخص الآخر، لذلك قبل أن نقول شيئًا، يجب أن نفكِّر دائمًا في كيفية تأثيره على الشَّخص الآخر.

كيف يمكن للكلمات أن تكون مؤلمة

الكلمات تحملُ طاقة، وبعض الإيجابية وبعضَ السلبية. الكلمات يمكنها أن تغيِّر حياة إلى الأفضل، أو أن تدمِّرها، لذلك يجب علينا استخدامها بحكمة.

يمكننا تعليمُ الأطفال من سنٍّ مبكِّرة كيفية استخدام كلماتهم للإلهام، المُساعدة، الشِّفاء، وجلب السَّعادة للآخرين.

فالكِبار يتذكّرون جيّداً ما قد تعلّموه من والديهم ومعلّميهم أيضا، لأنّه لا يمكنهم أن ينسوا بسهولة الدّروس التي تعلّموها منذ سنوات.

مع أخذِ هذا في الاعتبار، جاء المعلِّمة بِفكرة رائِعة للأطفال لإظهار التأثير الذي يُمكن أن تُحدثه الكلِمات علَى الآخرين، وهذه التجربة عالقة في كلِّ طفلٍ بعد فترة طويلة من لذك.

وإليك هنا كيف استخدمت المعلّمة التفاحة لإظهار كيف يُمكن للكلمات أن تُؤذي.
استغلّت روزي دوتون، المدرِّبة في Relax Kids Tamworth، خبرتها في العمل مع الأطفال لمدّة 15 عامًا والاضطلاع بتعليم الأطفال للتّعامل مع عواطِفهم بطريقةٍ صحية لتنفيذ هذه التّجربة المدهشة.

ذات يومٍ وفي واحدة من أقسامِها، أظهرت للأطفال تُفاحتينِ مُختلفتين.

"... (لم يكن الأطفال على علمٍ بهذا، ولكن قبل الصفِّ قمتُ بإسقاطِ إحدى التّفاحتين مِرارًا وتكرارًا على الأرض، رغم ذلك، كلا التفاحتين تبدُوان كاملتين). تحدَّثنا عن التفاح ووصفَ الأطفال كيف تبدو التفاحَتين متشابهتين؛ وكلاهُما حمراء، ومن حجمٍ مماثل" هكذا كتبت على موقع الفيسبوك.

ثم التقطت التُّفاحة التي أسقطتها على الأرض وأخبرت الأطفال كيف أنّها لا تحبّ هذه التفاحة. وقالت لهم أنّها تعتقد أنّها تبدو مثيرة للاشمئزاز، لقد كان لديها سببٌ لذلك: كانت تريد لهُم أن يكرهوا هذه التفاحة، لذلك استمرت في وصفها بأسماء سيئة.

تقول "كان بعض الأطفال ينظُرون لي وكأنَّني مجنونة، ورغم ذلك مرَّرنا التفاحة حول الأطفال وهو يقولون،" أنتِ تفاحة كريهة"،" أنا لا أعرف حتى لماذا أنت موجودة "،" ربما أنتِ ممتلئة بالدّيدان داخلك "الخ".

كما واصلت هي وباقي القسم هجماتِهم اللفظية على التفاحة، حتى بدأ بعض الطلاب يشعرون بالتعاطف معها.

ثم، مرَّرت عليهم تُفاحة أُخرى وبدأوا يقولون أشياءَ لطيفة مثل "أنتِ تُفاحة جميلة"، "بشرتكِ جميلة"، "لونك جميل".

كانت المعلّمة تحمل كِلا من التفاحتين في الصف، وتتحدّث إلى الأطفال عن أوجُه التشابه والاختلاف بينهما. واتفقوا جميعاً على أنَّ كلا التفاحتين تتشابهان كثيراً - وأنّ الفرق الوحيد هو كيف تحدَّثوا إليهما.

ثم قامت بقطع التفاحة الجيّدة بعد المُناقشة لإظهار كيف أنّها جميلة وجديدة في الدَّاخل. بعد ذلك، قطعت التفاحة الأخرى التي ألقيت على الأرض.

قالت : "التفاحة التي وجّهنا إليها كلماتٍ قاسية أُصيبت بكدمات وصارت طرية في الداخل."

لقد أدركَ الأطفالُ أنّ الكيفية التي يتحدَّثون بها تمثِّل ما يحدُث داخلهم عندما تُساءُ معاملتُهم.

"عندما يتعرَّض النَّاس للتخويف، وخاصَّة الأطفال، يشعُرون بالروعة في الدَّاخل وأحيانا لا تظهر عليهم ولا يُخبرون الآخرين كيف يشعُرون. لو لم نقطِّع هذه التفاحة، لما عرفنا كمّ الألم الذي تسبَّبنا به ... "

ثم شاركتهم المعلّمة تجربة شخصية لما شعرت به عندما قال لها أحدُ الأشخاصِ كلماتٍ غير لطيفة في الأُسبوع السابق. وأوضحت أنّه لا يمكن لأحدٍ أن يعرف من الخارج كيف شعَرَت لأنّها كانت لا تزالُ تبتسم. ولكنّها في الداخل، قالت أنّها شعرت بكدماتٍ وكسر.

تقول: "على عكس التُّفاح، لدينا القدرة على منع هذا من الحدُوث. يُمكننا تعليم الأطفال أنه ليس من المقبول أن نقول أشياء غير لطيفة لبعضنا البعض ونُناقش كيف يشعر الآخرين. يمكننا تعليم أطفالنا أن يقفوا لبعضهم البعض لمنعِ أيّ شكلٍ من أشكال البلطَجة، تمامًا كما فعلت فتاة صغيرة اليوم عندما رفضت أن تقول كلماتٍ غير لطيفة للتفاح ".

يمكننا تعليم الأطفال اللّطف والرحمة حرفياً من سنٍّ مبكِّرة، وبالتالي، خلقُ عالمٍ أكثر لُطفاً.
المصدر: هنــا