5 أشياء تحدث لك أثناء الإفاقة «الصحوة الروحية»

بغضِّ النّظر عن ما تعنيه (الصحوة الروحية) بالنسبة لك، فإنَّ الاستيقاظ على ذاتك الحقيقية الأصلية، يتطلب حتمًا اتخاذ بعض الخطوات التي لا يرغب الكثيرون منَّا في اتخاذها.

الصحوة الروحية

إنَّ ترك المعتقدات العميقة، عمليات التفكير القديمة، الخُروج من الإطار الفكري، وحتى العلاقات التي عفا عليها الزمن ليس سهلًا، ولكن علينا جميعًا أن نقضي بعض الوقت في الزَّوايا المُظلمة لأرواحنا من أجل اكتشافِ ذواتنا الحقيقية.

يتجنَّب الكثيرُ من النّاس مواجهة عواطِفهم وأنفُسهم لأنّ ذلك يحدِثُ قدرًا كبيرًا من الألم والضعف، ولكن من أجل الوُصول إلى إمكاناتنا الكامنة والارتقاءِ إلى أعلى مستوياتنا، يجب علينا مواجهة شياطيننا وجهًا لوجه والإفراج عن أيِّ مشاعر أو أشخاصِ سلبيين.

1- الانفصال عن الأنا/ الذّات الزّائفة.

عندما نبدأ في اليقظة، نُدرك أنّ نفوسنا هي من كان يُسيّر حياتنا كلّها، لكنّ نفوسنا لا تمثل ذواتنا الحقيقية. هي فقط تعملُ كقناع، إذا صحَّ التعبير، على أنفسنا الأصِيلة، بالتغطية على هويتنا الحقيقية. وظائفنا، وضعُنا الاجتماعي، مستوى الثروة، وجميع هذه التصنيفات العالمية لا تحدِّدنا ككائناتٍ روحية.

إنَّها تصرفُنا عن الحقيقة فقط – لدينا إمكاناتٌ لا حدود لها، لكن المجتمع لا يريد منك أن تعرف هذا. في طريقك إلى اليقظة، ستُواجه نفسك عدَّة مرات، وستلتمسُ الإقرار والقوة – لكن تجويع الأنا وتغذية الرُّوح سيُساعدك على التّواصل مع نفسك الحقيقية.

غالبًا ما تكون هذه الخطوة في اليقظة هي الأصعب بالنِّسبة للناس، لأنَّ كل شيء عرفته بنفسك ينزلق بعيدًا فجأة.

لا تدَع هذا يُخِفْك رغم ذلك؛ تجريد روحك من الأنا يسمح لك بعيش الغرض الذي خُلقت من أجله – كائن روحي لديه خبرة إنسانية، وليس العكس.

2- تنظيف الجروح العاطفية السَّابقة.

في رحلتك إلى اليقظة، ستطفو الكثير من الأمتعة العاطفية على السَّطح، وسيسمح لك مسحها بالعيش في اللحظة الحالية والخروج من ألمِ الماضي.

لن يؤدي فتح جروحِك مرَّة أُخرى إلى الشُّعور بالشِّفاء في هذه اللحظة، ولكن لاستعادة روحك والتعرف على نفسك العليا، يجب عليك إعادة النظر في الماضي وقبوله. يجب عليك إغلاق الفصول القديمة في قصَّتك إذا كنت تريد كتابة فصولٍ جديدة.

يمكن أن يُساعد التأمُّل وقضاء الوقت وحيدًا بشكلٍ كبير في ذلك، لأنَّك ستفهم أنَّ كل ما حدث لك خلال رحلتك شكَّلك وساعدك على إعادة التواصُل بهويتك الحقيقية.

3- مُسامحة الأشخاص الذين أساؤُوا إليك.

يأتي هذا جنبًا إلى جنب مع الخطوة السَّابقة، لكنّ مُسامحة أولئك الذين تسبَّبوا لكَ بألم سيبدو مخيفًا أيضًا في ذلك الوقت. «الأنا» لن تتفاعل مع هذا بشكل جيِّد جدًا، وستحارب دائمًا من أجل أن تكون في نُقطة الصَّدارة في ذهنك.

لا تستمع إليها رغم ذلك؛ إدراك أنَّ الأشخاص الذين أخطؤوا في حقك قد ساعدوك بالفِعل، هو خطوة كبيرة في رحلتك إلى التنوير، ويجب أن تشعر بالفخر بنفسك للوصول إلى هذه النقطة.

عندما تخرُج من عالم الانتقام والاستياء وعقلية الضّحية، فإنّك تزيل عبء تحمُّل الضّغينة من وعيك، وتفسح المجال للعلاقات الجميلة لتزدهر.

4- الشُّعور بالضعف والتسُّاؤل حول كلِّ شيء تظنُّ أنك تعرفه.

ستشعُر بالتأكيد بالخطر والارتباك والعزلة في بعض الأحيان في رحلتك الرُّوحية. ستبدأ جدران السَّلامة والألفة والمعرفة الكاذبة بعالمنا في الانهيار، وسوف ترى عالمًا غامضًا مخفيًا وراء تلك الجُدران المليئة بالحقيقة والتفاهم.

ومع ذلك، فإنَّ هذا سوف يتركُك ممزَّقًا بين العالم الذي كنت تعرفُه، والغوصِ في المجهول.

بعد الوصول إلى هذا النَّموذج الجديد، لن ترغب أبدًا في الرُّجوع إلى النَّموذج القديم. ستشعر في البداية وكأنّك شخص غريب على هذا الكوكب، مليء بالآخرين الذين لم يفهموا بعد ما تفعله، ولكن في النهاية، ستجد مكانك وتقف بقوة على حقيقة وجودك. فقط استرخِ وثِق في العملية؛ فأنت لست وحدك.

5- تركُ أيِّ شيءٍ لا يتوافق مع حقيقتك الأصلية.

خلال هذه المرحلة من اليقظة، من المحتمل أن يُعْلِمَك حدسُك بالعلاقات، الأماكن، الوظائف، أو أيّ جانب آخر من حياتك لم يعُد يخدمك.

لكي تتطوَّر إلى أعلى مُستوى من نفسِك، يجب أن تشكر كلَّ شخص وكلَّ شيء لكونه جزءًا من رحلتك، ولكن أيضًا لا تشعر بالخجل أو الذنب لتركه وراءك إذا لزم الأمر.

أثناء زيادة ذبذباتك وتواصُلك الكوني، ستجذبُ بطبيعة الحال المزيد من الخبرات والأشخاص الذين يطابقونك، وترْك أيّ شيءٍ لا يخدم اهتماماتك.


ملاحظة: نشرت هذا المقال لأول مرة على ساسة بوست