5 تجارب نفسية من شأنها أن تغيّر نظرتك حول نفسك !

بقدر ما نودُّ أن نعتقدَ أننا نعرف أنفسنا وعقولنا، في الواقع هناك الكثير ممَّا لا نعرفه، لا يزال يتعين اكتشافه وأحيانًا قد لا نعرفه أبدًا.

تجارب نفسية

العقل البشري يعمل بطرقٍ غامضة والدِّراسات التي لا نهاية لها في جوانب مختلفة يمكنها أن تُوسِّع فهمنا فقط، وليس استكماله. لقد قام علماء النفس بتأثير كبير على فهمنا للسُّلوكيات البشرية وكيفية رؤيتنا للعالم من حولنا، لكن هناك الكثير ممَّا يجب علينا تعلُّمه.

وسنعرضُ لكم هنا بعض الدِّراسات المفاجئة التي ستغيِّر نظرتك إلى نفسِك، ونأمل أن تساعدك على التعرف على العقل البشري بشكل أفضل قليلاً:

1- تجربة سجن ستانفورد.

تجربة سجن ستانفورد

يُقال أنّ هذه التجربة هي أشهرُ دراسة علمِ نفسٍ في التاريخ، وتوضِّح كيف يمكن أن تؤثِّر البيئات الاجتماعية على السُّلوك البشري. ووَضَعت الدِّراسة 24 طالبًا جامعيًا من الأصحَّاء دون خلفية جنائية في سجنٍ زائِف، وطُلبَ من بعضهِم العمل كحرَّاس والباقي ليعملُوا كسُجناء. بعد ستة أيام (كان من المقرَّر أن تجرى التجربة لمدّة أسبوعين)، كان لا بد من وقفها بسببِ السُّلوك العنيف للحرَّاس.

وعلَّق "فيليب زيمبارو"، الذي أدار التجربة، على السُّلوك: "صعَّد الحرَّاس من عدوانهم على السُّجناء، وقاموا بتجريدهم من ملابسهم، ووضعُوا الحقائب فوق رؤُوسهم، ثم قاموا أخيرًا بممارسة أنشطة جنسية مهينة بشكلٍ متزايد".

علَّمتنا هذه الدِّراسة أنه حتى أولئك الذين يبدون أنَّهم "طبيعيين" نفسيًا، يمكنهم إظهار خطٍّ شرِّير عند وضعهِم في بيئاتٍ معيَّنة. 

2- تجربة الباب الخشبي.


تجربة أُخرى مشهورة حيث تمَّ استهداف أشخاصٍ من قبل باحث يسألُ عن الوجهة. في منتصف الحديث، مرَّ العاملين الذين كانَا يُمسكان ببابٍ خشبي بين المتحدّثين (الباحث عن الوجهة والشخص الأخر)، وتبديل الأماكن مع الشخص الذي كان يسأل عن الوِجهة.!

وكانت النتيجة، أنّ نصف المشاركين لم يلاحظوا أنَّ الشخص الذي سألل عن الوجهة قد تغيَّر تمامًا. وهذا يوضِّح كيف يُمكن للعقل البشري تجربة "تغيير العمى" وكيف قد لا نكون مدركين عندما يحدث شيء ما أمام أعيننا.

3- تجربة ميلجرام السّلطوية.


بعد الحرب العالمية الثانية، أراد "ستانلي ميلجرام" أن يفهم لماذا ارتكب المُجرمون النّازيون الجرائِم التي ارتكبوها وما إذا كان لشخصٍ من السّلطة الحاكمة علاقة بهذا الأمر.

كان لدى "المعلم والمتعلم" تجربة قام بها أحد الباحثين بإرشاد أحد المُشاركين إلى إنتاج صدمات كهربائية فولتية عالية على إنسانٍ آخر أمامه، وذلك ببساطة لأنَّه طُلب منه القيام بذلك. 65٪ من المشاركين أداروا أعلى توتر كهربائي ممكن من 450 فولت عندما طلب منهم ذلك من قبل شخصية السلطة، على الرغم من أنه يبدو متضايقًا وغير مرتاحٍ عند القيام بذلك.

كيف يمكنك الأداء حول شخصياتِ السُّلطة؟ هل تتسبَّب في ضررٍ للآخرين إذا طُلب منك ذلك شخصٌ ما في السلطة؟

4- دراسة منحة هارفارد.

تابعت هذه الدِّراسة على مدار 75 عامًا، 268 من خريجي هارفارد الذُّكور في نقاطٍ مختلفة من حياتهِم لتسجيل بياناتٍ حول جوانب مُختلفة من حياتهم. خاتمة التّجربة هي أنَّ الحب يجعلنا سعداء بالفعل ويملأنا شعورًا بالرِّضا عن الحياة، لا نحصل عليه من مناطق أخرى من حياتنا.

ربما تكون هذه الدراسة من أكثر القصص رواجًا، خاصةً وأنَّ أحد المشاركين بدأ الدِّراسة بأقل معدّل من الاستقرار في المُستقبل وحاول الانتحار، لكن في نهاية الدراسة كان أحد أسعد الناس - السبب في أنه قضى حياته يبحث عن الحب.

5- تجربة التنافُر الإدراكي.


واحدة من النّظريات الأكثر شعبية في علمِ النّفس، التنافر المعرِفي وهو فِكرة تقومُ على أنَّ البشر لا يستطيعون التعامل مع الأفكار المتضاربة أو العواطف أو القيم، وبذلك يتعرّضون إلى بعض الاضطرابات العقلية.

كانت هناك العديد من التجارب في هذا المجال، لكن واحدة من أكثرها إثارة للاهتمام تمَّ تنفيذها من قبل "ليون فيستينجر"، حيث طلَبَ من المشاركين إكمال مهام عادية طويلة الأجل، ثم عرض على نِصفهم 1 دولار، والنِّصف الآخر 20 دولار لإخبار المُشاركين المنتظرين أنَّهم استمتعوا بهذه المهمَّة.

شعرت مجموعة الـ1 دولار بالحاجة إلى تبرير الوقت المستغرق بالقول بأنّها مهمَّة مرحة، في حين أنّ المجموعة الأعلى أجلاً تعتقد أنّ لديها مبررًا كافيًا لإنجاز المهمة. 

باختصار، نحنُ نميل إلى أن نقول لأنفسنا الأكاذيب لتبرير الأحداث التي تحدُث طوال حياتنا، حتى تلك البسيطة مثل المهام العادية.

هناك العديد من التَّجارب التي تظهر مدى ضآلة ما نعرفه عن أنفسنا وعن عقولنا كبشر، وهذه الدِّراسات لا تخدش سوى السطح. ما الذي تتَّفق معه أكثر؟ هل هناك المزيد من الدِّراسات التي سمعت عنها والتي علَّمتك شيئًا جديدًا عن نفسك؟


المصادر: simplypsychologylearning-mind / huffingtonpost / study