5 طرق فعّالة لملء الفراغ الروحي في حياتك

معظمُنا تقريبا يشعر بالفراغ الروحي في مرحلةٍ ما من حياته، ولكن الكثيرين لا يمكنُهم تحديد بالضّبط لماذا يشعرون بهذه الطَّريقة. معظمهم يلُوم الحبيب المفقُود، وعدم وجود غرضٍ، والملل، عدم وجود ما يكفي من الأصدقاء، أو لأسبابٍ أخرى، ولكن هذه أعذارٌ فقط حول السّبب الحقيقي للفراغ.

الفراغ الروحي في حياتك

ومع ذلك، لا أحد من هذه الأسباب يدلُّنا على السّبب الجذري حول لماذا يشعر النّاس بالفراغ؛ فهي مجرّد قناع للمُشكلة الأساسية.

الآن، لدينا الكثير من الفوضَى والدَّمار على هذا الكوكب لأنّ الناس يشعرون بهذا الفراغ، ويسعون خارج أنفسهم من أجل إصلاحه.

أو، من الإحباط والوحدة، فإنّهم يؤذُون الآخرين للإفراج عن هذه المشاعِر. بيد أنّ أياًّ من ذلك لن يحلّ المُشكلة.

لذلك، نحن نعلم الآن أنّ عدم وجود الحب والاحترام الذّاتي يسبِّب مشاعر الفَراغ، ولكن ماذا يمكننا أن نفعل حيال ذلك؟

إليك هنا 5 طرقٍ لملء الفراغ الروحي في حياتك:

1- إقرأ القرآن بشكلٍ يومي.

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ) .. فالقرآن بما أنه كلام الله سبحانه وتعالى، ومنهج حياة متكامل للفرد المسلم، فإنّ فيه روحاً موصُولة بالله عزوجل (وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا) ولذلك حفِظ من التحريف، وهذه الرُّوح التي في القرآن، هي التي تعمل على شفائك من الهمّ والغمّ وتُزيل ما في صدرك من غيظٍ وآلامٍ وتربُت على قلبك..

لذلك، المُداوَمة على تلاوة القرآن تجعلك تشعر بانشراح الصّدر لما يقف عليه من حقائق حول الدُّنيا، فهو يخاطب العقل ويذكره بماهية الإنسان ووظيفته ويصقله بنضجٍ عجيب، وذلك من شأنه أن أن يغير تفكيره وأحاسيسه.

فهذا القرآن – عهد الله - يفتح أبواب خيره للمؤمنين، الذاكرين، المطمئنين، السالكين إلى الله عَبْرَ مسالك اليقين! متدرجين بالغدو والآصال، ما بين نداءات الصلوات ومجالس القرآن، مُرتّلِينَ للآيات، متدارسين ومتعلمين؛ حتى يأتيهم اليقين.

تلك مدرسة القرآن؛ لتحرير الإنسان، وفَك إسَارِهِ العتيد من أغلال الأوثان، ومفاهيم الشيطان!

جرّب أن تواظِب على قراءة وردك القرآني يومياً وستتغيَّر حياتك.! صدّقني.

2- احفر عميقاً داخل نفسِك لفهم مشاعرك.

لا يمكننا حلّ المشكلة إذا لم نفهمها أولاً. ما الذي يمنعك من عدم الالتزام الكامل بحبِّ نفسك؟ بعد كلِّ شيء، السّبب الوحيد الذي يجعلُنا نشعُر بالفراغ يكمُن داخلنا. 

بطبيعة الحال، فإنّ فقدان شخص تحبّه أو مرورك بتجربةٍ مؤلمة يبرِّر مشاعر الفراغ. ومع ذلك، فإنّ مشاعر الفراغ المستمرّة يمكنها أن تشير إلى شيءٍ أعمق يحدث داخلك.

يتطلّب منك الأمر الشَّجاعة لتجاوُز جروحك وتعلُّم أن تحبَّ ندوبك، ولكن هذه خطوة ضرورية على طريق الحبِّ-الاحترام الذاتي.

لن يحدث ذلك بين عشيَّة وضُحاها، ولكن عليك أن تُقابل "الأنا" الخاصّة بك وجهًا لوجه في مرحلةٍ ما، وتُظهر لها الحبّ. 

3- اسمح لنفسك بمخرجٍ لعواطفك.

لا يمكنك أن تعيش حياتك وتُحافظ على كلِّ مشاعرك ممتلئة في الدَّاخل. هذا ليس فقط شيئاً غير صحي، ولكنّه ليس طبيعي. نحن كائنات معقّدة مع مجموعة متنوعة من العواطف، ولا ينبغي أن نقوم بكبتِها فقط لأنّ المجتمع ينظُر بشكلٍ دوني إلى الأشخاص الذين يعبِّرون عن أنفسهم.

كلُّ ما يجعلك تشعر بأنّه مُتكامل مع نفسك، إفعله. إذا كنت ترغب في الرسم، الكتابة، الطلاء، التمثيل، التنزه، أو ركوب الدّراجة، فقط افعل الشّيء الذي يبدو طبيعياً بالنّسبة لك.

هذا سوف يُساعدك على ملء الفراغ، ويمنحُك وسيلة صحية للتعبير عن نفسك.

4- التزِم بحبِّ نفسك!

لدينا كلّ الأسباب في العالم لنُحبَّ أنفُسنا وهنا لا نقصد (التضخُّم الذاتي)، ولكن عندما يتعلّق الأمر بذلك، الكثير منّا لا يشعر بالرّضى بما فيه الكفاية. يمكننا تسجيل الدخول إلى وسائل التواصُل الاجتماعي وعمل مُقارنة لا نهاية لها مع الآخرين.

يمكننا أن نبحثَ عن شيءٍ ما من شأنه أن يجعلنا "مِثاليين"، ويمكنُنا الاستماع إلى الآخرين يحلِّلوننا ويقلِّلون من شأننا. ومع ذلك، يمكننا أيضا اختيار أن نبتعد عن كلِّ هذا، ونلتزم بمحبّة أنفسنا دون قيدٍ أو شرط.

كيف تفعل هذا؟ اتّخذ  قراراً. اتّخذ خيار الاستمرار في محبّة نفسك بغضِّ النظر عن ما يفكّر فيه الناس حولك، ما الأخطاء التي تقوم بها، أو ما الطريق الذي تتّخذه في الحياة.

لا يمكنك أن تعيش الحياة إذا كنت لا تستطيع حتى الاستمتاع وتحبّ الشخص الذي تقضي معظم الوقت معه - نفسك.

5- انخرِط في الأنشطة التي تجعلك سعيدا.

الشُّعور بالفراغ في حياتك سوف يبدو صعباً إذا كنت تفعل الأشياء التي تجعل قلبك سعيداً. حتى أنك لن تتذكر شُعور الفراغ في حياتك إذا كنت ملأته بالأنشطة التي تجلبُ لك الفَرح.

حتى لو أصابك الرّكود لفترةٍ من الوقت، يمكنك دائما الحصُول على نسخةٍ احتياطية. يمكنك دائما اختيار الوقوف والقتال بدلاً من الخُضوع لمشاعر العدم والهزيمة.

اشترك في دُروس فنون الدِّفاع عن النفس أو دروس اليوغا، أوالانضمام إلى مجموعة لممارسة الرّكض لمسافاتٍ طويلة، جنبا إلى جنبٍ مع قضاء بعض الوقت مع الأصدقاء وطهي وجبات صحيّة لبعضكم البعض، أو فعل فقط ما يجعلك تشعرُ بالرِّضى حقًّا. بعد ذلك، سوف يتلاشى الفراغ ببطء، كما يمكنك البدء في استبدال تلك المشاعر مشاعر الحب.

تذكَّر، الحياة تتطلّب منّا أن نتحرّك باستمرار من أجل الازدهار. أن نعيش في الطبيعة، وليس مجرّد البقاء في مكانٍ واحد لفتراتٍ طويلة من الزمن. الزّخم والعمل هم أسوأ أعداء الفراغ.

لن تُلاحظ الفراغ حتى، إذا اخترت أن تتّخذ خطواتٍ كلّ يوم نحو الشُّعور على قيد الحياة مرّة أخرى، لذلك قم باتّخاذ هذا الاختيار. يمكنك أن تفعل ذلك، بغضِّ النظر عن كيف يبدو صعباً في البداية.