3 تمارين لبناء قوتك العقلية في 5 دقائق فقط في اليوم

سواء كُنت تميل إلى إعطاء نفسك الرّاحة، أو كنت على وشك التخلِّي عن أهدافك، المُثابرة ليست سهلة.

بناء قوتك العقلية

ولكن قبل أن تلوم افتقارك إلى الإرادة المعطاة من الله، وقبل أن تخلق ذريعة لسوء الأداء، أُنظر في هذا؛ لا يستغرق الأمرُ سوى بضع دقائق في اليوم لبناء العضلات العقلية التي تحتاجها للوُصول إلى أكبر إمكاناتك.

بناء القُوة العقلية يشبه بناء القوة البدنية. ممارسة تمرين الرّفع (push up) خمسين مرّة في اليوم لا يستغرق سوى بضع دقائق من وقتك، ولكن القيام بذلك باستمرار سوف يُساعدك على بناء كمية هائلة من قوة الجزء العلوي من الجِسم.

الشّيء نفسه يمكن أن يُقال مع عضلاتك العقلية. في بضع دقائق فقط كلّ يوم، يمكنك تدريب عقلِك على التفكير بشكلٍ مختلف، وإدارة العواطف، والتصرُّف بشكلٍ مثمر. مع ممارسة متنظمة، ستقوم ببناء قوتك العقلية.

في حين أنّ هناك العديد من التمارين التي يمكنُها أن تساعدك على النُّمو بشكلٍ أقوى، إليك هنا ثلاثة تمارين من شأنِها أن تُساعدك على بناء عضلاتك العقلية في خمس دقائق أو أقلّ:

1- قم بتحديد ثلاثة أشياء أنت ممتنٌّ لها.

عَدُّ بركاتك - بدلاً من أعبائك - له تأثير كبيرٌ على صحتك النّفسية. فقد أظهرت الدِّراسات باستمرار أنّ الامتنان يزيد من السَّعادة ويقلِّل من الاكتئاب.

اجعل الامتنان عادةً يومية عن طريق تعمُّد تحديد ثلاثة أشياء أنت ممتنٌ لها في حياتك.

يمكن أن تكون بسيطة مثل الشكر على المياه النظيفة التي تخرج من الصّنبور الخاص بك أو تقدير نسيم بارد في يومٍ دافئ.. (وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا).

كما تظهر الدِّراسات أيضاً أنّه يمكنك تغيير الدماغ فيزيائياًعن طريق عادة الامتنان. اكتب في دفتر يومي، قائمة الأشياء التي تشعر بالامتنان لها بعد تناول وجبة العشاء، أو تحديد ما أنت ممتنٌ له قبل أن تذهب إلى الفِراش.. (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ).

مع مرور الوقت، يُصبح الشُّكر جوهرُك، وسوف تواجه فوائد جمّة من تحسين النوم حتى الحصُول على مناعة أفضل.. (وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ).

2- ممارسة التركيز الذهني.

فمن المُستحيل أن تبقى قوياً عندما تقوم باسترجاع شيءٍ ما حدث في الأسبُوع الماضِي أو عندما تتوقَّع حدوث أشياء فظيعة غداً!.

التركيز الكامل للذّهن هو عن البقاء حاضراً في الوقت الرّاهن. وبما أنّ الوقت الوحيد الذي يمكنك فيه تغيير سلوكك هو الآن، فمن المهم أن تكون قادراً على التركيز على هنا والآن.. (لِّكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ).

يظهر العلم أنّ التركيز الذّهني لديه العديد من الفوائد الجسدية والنفسية. ومن بين تلك الفوائد تقليل التوتر وحوارٌ داخلي أكثر تعاطفًا.

لذلك خذ دقيقة فقط للتركيز على ما يجري من حولك. أنصِت لمعرفة ما يبدو وكأنّك تسمعه.

أُنظر حولك في الغُرفة وافحص ما تُلاحظ. قم بإجراء مسحٍ سريع بجسمك وانتبه إلى كيف تشعر.

مع المُمارسة العادية، سوف تزيد من قُدرتك على التركيز - وهو أمرٌ صعب للقيام به في عالمٍ سريع الخطى.

وسوف تكون قادراً أيضاً على التمتُّع بكلِّ لحظة لأنك سوف تكون أقلّ تشتتا من مشاكل الأمسِ ومخاوف الغد.

3- تصرّف "كما لو أنّك كذلك"

قد يكون من المُغري الانتظار حتى تشعر أنّك مختلف لإجراءٍ تغيير. ولكنّ الانتظار حتى تشعر بالرِّضا عن نفسك قلتحديد أهدافك، أو الانتظار حتى تشعر بالسَّعادة لتعلُّم شيءٍ جديد أو قراءة كتابٍ مفيد يُمكن أن يعطي نتائج عكسية.

بدلاً من ذلك، تُظهر الدِّراسات أنّه يجب عليك أن تتصرَّف مثل الشَّخص الذي تريد أن تصبح عليه. عندما تقوم بتغيير سلوكك، ستلحقُ أفكارك وعواطفك.. (إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ)

عندما تكون حزيناً قد تحْنِي كتفيك وتقوّس ظهرك وتنظُر إلى الأرض. القيام بذلك يبقيك في حالة الاكتئاب.

اسحَب كتفيكَ إلى الوراء مرَّة أخرى، ارفع رأسَك وابتسم، وسوف تشعر بتعزيزٍ فوري في مِزاجك.

ولا تتوقع أنّ مشاعر الثقة ستخرُج من لا مكان. بدلاً من ذلك، اسأل نفسك، كيف يمكنني التصرف بثقة؟ حتى عندما أكون مليئاً بالشك الذاتي.

التصرُّف كشخصٍ واثق يساعدك على الشعور بالثّقة في نفسك. وتبيِّن البحوث أنّ التصرُّف بثقة، يزيد حتى ثقة الآخرين بك.

حاول أن تسأل نفسك ماذا يفعل شخصٌ قويٌ عقليا؟ ثم، تصرّف كما لو أنّك تشعر بالقوة بالفعل. وسوف تنمو أقوى قليلا.

كلَّ يوم هو فُرصة لتطوير بعض العضلات العقلية. ببساطة، مُمارسة التمارين القَصيرة باستمرار مع مرور الوقت يُساعدك على بناء القوة العقلية.

بالإضافة إلى ذلك، انتبه إلى العادات السيئة التي تسرقُ منك القوة العقلية. الشعور بالأسى لنفسك، والإنسحاب بعد الفشل الأول. فالتخلّي عن تلك العادات غير الصحيّة سوف يُساعدك على العمل بشكلٍ أكثر ذكاء.

ملاحظة: نشرتُ هذا المقال لأول مرة على ساسة بوست