كيف تقوم بإعادة صياغة فشلك إلى نجاح ؟!

في يومٍ من الأيام، عاد صبيٌ أصمٌّ جزئياً يبلغ من العمر 4 سنوات إلى بيته مع ملاحظة من معلِّمه: "ابنك تومي غبِّي جدا للتعلُّم. لا يمكنه أن يكون في مدرستنا ". قرّرت والدته أن تعلِّمه بنفسها. الشّاب تومي قد يكون يعاني من صعوبة في السمع، لكنّه كان طالباً جيِّدًا وترعرع ليكون "توماس".

كيف تقوم بإعادة صياغة فشلك إلى نجاح

توماس أديسون. نعم، الرّجل الذي غير إلى الأبد كيف يعيش الناس وكيف يتواصلُون مع بعضهم، والذي قامت طفولته بتعزيز قدرته على الصمود من خلال آلاف الإخفاقات التي سبقت نجاح المصباح الكهربائي. وقد قال في وقتٍ لاحق، "كثيرٌ من إخفاقات الحياة هم أشخاصٌ انسحبوا قبل وقتٍ قريب جدا".

في كثيرٍ من الأحيان، نغفل النّكسات ونرى فقط النجاح.

إذا بحثتَ في التاريخ، سوف تجد أنّ أفضل قصصِ النّجاح كانت أيضا قصصاً من الضّغط من خلال الفشل. لأننا في كثيرٍ من الأحيان، نغفل النّكسات ونرى فقط النجاح. نعتقد أنّ الشخص وصل إليه صدفة.

لقد كانوا في المكان المناسب في الوقت المناسب. لقد وُلدوا بعبقرية نحن نفتقر إليها. لقد كانوا متجهين إلى العَظمة.. ولكن هذا كلّه كلام تافه. على الرّغم من أنّه قد تضمّن قليلا من كلِّ واحدة منها، واكن ما أدَّى في نهاية المطاف إلى نجاحهم كان رفض السّماح للنّكسات والفشل في إياقفهم.

خذ والت ديزني كمثال. وكرسّام كاريكاتير ناشئ، واجه الشباب والت رفضًا لا يحصى من محرِّري الصحف. وقالوا "أنّه يفتقر إلى المواهب الطبيعية".

وفي يوم من الأيام، قام أحد الرهبان من إحدى الكنائس المحلية بالشّفقة عليه واستأجره لرسم بعض الرسوم الكاريكاتورية في سقيفة صغيرة خلف الكنيسة تنتشر فيها القوارض.

بعد رؤيته لماوس، أصبح مصدر إلهامٍ لرسمه. وهكذا ولد ميكي ماوس.

حتى أوبرا وينفري، كان لها نصيب وافرٌ من الانتكاسات، بما في ذلك طردُها من واحدة من وظائفها الأولى كمراسل تلفزيوني، قيل أنّها كانت "غير صالحة للتلفزيون".

لو أنّها تركت آراء الآخرين تحدِّدها أو أخذت نكساتها كعلامة على أنّها لا يمكنها الخروج أبداً من بداياتها المُتواضعة، لما أصبحت واحدة من أكثر النساء تأثيرا في العالم اليوم.

كيف تقوم بإعادة صياغة فشلك إلى نجاح

"أنت لن تنجح بتجنُّب الفشل. ستنجح من خلال المُحاولة وارتكاب الأخطاء والتعلُّم والبدء من جديد. "

بالطبع، قد تشعر وكأنه لديك القليل من القواسم المشتركة مع الأشخاص الذين قد صعدوا إلى القمم: أوبرا، ديزني أو إديسون. ولكن هذا ليس صحيحاً. فهم لم يولدوا بالمرونة التي تحميهم من خيبة الأمل، والشك الذاتي أو المخاوف.

لقد كان على كلِّ واحدٍ منهم أن يخوض معاركه الدَّاخلية مع الخوف من الفشل، حيث عمل جاهدًا على التغلُّب على العقبات الخارجية التي اعترضت طريقه نحو النّجاح. وكما قال لي ماريوت، رئيس فنادق ماريوت، في حديث، "أنت لن تنجح بتجنُّب الفشل. أنت تنجح من خلال المحاولة وارتكاب الأخطاء والتعلُّم والبدء من جديد. "

ما يميِّز هؤلاء الأشخاص هو أنّهم لم يصبحوا ضحية لفشلهم. وعندما قلَّت جهودهم، ضغطوا عليها.

عندما سقطوا، استطاعوا أن ينهضوا. عندما أخبرهم الناس بأنّهم لا يملكون ما يلزم، وجدوا أبواباً جديدة لقرعها. 

هناك أشياء أنت وفقط من يمكنه القيام بها. الأشياء التي لن يتم إنجازها إذا لم تقم أنت بإنجازها. ولكن أيّ إنجاز جدير بالاهتمام سيدعوك إلى الثِّقة في نفسك بشكلٍ كامل، للمخاطرة وارتكاب الأخطاء وإعادة صياغة إخفاقاتك على قدم المساواة في مسار ما سيأخذك لتحقيق النجاح.

والأهمُّ من ذلك كلِّه، عليك أن تخطو خارج منطقة الرَّاحة الخاصَّة بك مرارًا وتكرارًا، بغضِّ النّظر عن مدى صوت الشك الصاخب في رأسك الذي يدعوك للّعب بأمان، والعودة إلى الوراء أو الانسحاب.

"كيف تختار تفسير الفشل هو ما سينقلك إمّا إلى الأمام في الحياة أو يُقعدُك مرّة أخرى."

كلُّ فشل يمكن أن يتحوّل إلى نقطة انطلاق للنّجاح. كل خطأ هو درس في ما لا يجب أن تفعله.

كلُّ نكسة هي فرصة للحفر أعمق في نفسك، للوصول إلى الموارد التي لم تكن تعرف أنّ تملكها والحصول على الحكمة التي لا يمكنك اكتسابها بأيِّ وسيلةٍ أخرى. كما يقو ريتشارد برانسون، يجب أن لا نكون مُحرجين بسبب إخفاقاتنا. وبدلاً من ذلك، نحتاج إلى أن نتعلَّم منها ونستخدمها لكي "نخطئ إلى الأمام" وننجح أسرع مَّا كنا نخاطر به.

"إنّ الأشياء التي نريدها أكثر من غيرها تقع على الجانب الآخر لما يخيفنا أكثر". ما لم نكن على استعداد لخطر الفشل، لن نصل أبدًا إلى معرفة ما نحن قادرون على تحقيقه.

هذا هو السبب في أن النّاس الأكثر نجاحًا يفشلُون مرارا وتكرارا ولكن لا يسمحون لأنفسهم بالانسحاب أبداً. لذلك إذا لم تحرِّكك قصّة فشلك في الماضي إلى الأمام، إذاً حان الوقت لإعادة كتابة واحدة من شأنها أن تفعل ذلك.

المصدر: هنــا