الأشخاص الذين يُعانون من انعدام الأمن في علاقاتهم يفعلون أشياء غير منطقية في كلِّ وقت. يرسلون رسائل نصية لشُركائهم مليون مرّة على التوالي، أو الاتصال باستمرار. ربّما هي محاولات لتتبُّع مكان وجود شريك حياتهم، وحتى التحقُّق من بريده الإلكتروني أو رسائل الفيسبوك عندما يكون ذلك ممكنًا. ربّما قد واجهت هذا، إما باعتبارك شخصاً غير آمن، أو أنّ شريكك غير آمن في العلاقة. أو ربّما كنت كلاهما، في علاقاتٍ مختلفة.
كما يمكن أن يكون انعدام الأمن بسبب الأشخاص الذين جعلوهم يشعرون بالرّفض في العلاقات السّابقة. إنّ رفض أو خداع صديق أو شريك رومانسي يجعل النّاس يشعرون بأنّهم غير مرغوبٍ فيهم. يشعرون بأذى شديد ويشكِّكون في تقديرهم الذّاتي.
ويمكنهم أن يجدوا صعوبة في الانفتاح على الآخرين والثقة في أيِّ شخصٍ آخر. وعندما يجدون أنّ الثقة في الآخرين أمرٌ شاق، سيشعرون حتمًا بعدم الأمان في العلاقة.
ومع مرور الوقت، تصبح الشُّعلة أصغر حجمًا لأنها تفتقر إلى الوقود.
كما ترى، انعدام الأمن لا يأتي من العلاقة الحالية أو الشّريك. ويأتي، بدلاً من ذلك، من الخوف الداخلي من التخلِّي عنه، وعدم حبه، وعدم تقييمه. فقد تمّ بناء هذا الشُّعور على طول الطريق.
حتى لو لم تكن هذه علاماتٌ تدلُّ على علاقةٍ صحية، إلا أنّ هذه السُّلوكيات الشائعة تجعل الناس يشعرون أكثر أمنًا في العلاقة.
بعد الحصول على ردٍّ من الشّريك على الرسالة، الفيسبوك، أو مكالمة فعلية، فإنه يشعر على نحوٍ أفضل.
والمشكلة هي أنّ الناس في نهاية المطاف يجعلون من هذه الأعمال عادة، ويكرِّرونها مرارا وتكرارا للبقاء آمنين.
هذه الإجراءات الصّغيرة، على الرّغم من أنّها غير ضارة، يمكنها أن تضرّ العلاقة. قد يشعر البعض بالانزعاج من قبل شركائهم دائمي التحقُّق منهم. قد يشعر البعض أنّ هناك مشكلة ثقة عميقة لم يتمّ حلها.
أصل انعدام الأمن.
تخيّل عالَمًا يحتفظ فيه الجميع بكميّة معينة من الوقود في أيديهم.
وفي الوقت نفسه، تشتعل النّار في قلوبهم، وأنّ هذه النّار تحتاج إلى تأجيج دائم لتبقى على قيد الحياة.
كلّ شخص سوف يجد شخصاً يتوافق معه، في بعضِ الأحيان إنّه تبادلٌ سلِس للوقود. سيجد الأفراد أفراداً آخرين مثل أفراد الأسرة أو الأصدقاء للحفاظ على شُعلتهم مضاءة.
ولكن في كثير من الأحيان، يرفضُ الناس منحهم الوقود.
هؤلاء الأشخاص يمكن أن يكونوا من الذين والديهم قد فشلُوا في منحهم ما يكفي من الاهتمام حينما كانوا أطفالاً. وتعتمد تنمية الطفولة كثيرًا على قدرة الطفل على تكوين علاقةٍ قوية مع مقدِّم الرعاية.
من الضّروري للأطفال الرُّضع والأطفال البقاء على قيد الحياة من خلال التعلُّق بمقدِّم الاهتمام والرعاية. لذلك إذا نمَا الأطفال دون أن يتلقّوا ما يكفِي من الاهتمام، فإنّ ذلك يمكن أن ينمّيهم بسُهولة وهم يشعُرون بعدم الأمان ويواجهون صعوبة في الثِّقة بالآخرين. بالإضافة إلى الشُّعور بالهجر، بل قد يشكِّكون في جدارة أنفسهم وخوفهم الشّديد من أن يكونوا غير مرغوبٍ فيهم.
كما يمكن أن يكون انعدام الأمن بسبب الأشخاص الذين جعلوهم يشعرون بالرّفض في العلاقات السّابقة. إنّ رفض أو خداع صديق أو شريك رومانسي يجعل النّاس يشعرون بأنّهم غير مرغوبٍ فيهم. يشعرون بأذى شديد ويشكِّكون في تقديرهم الذّاتي.
ويمكنهم أن يجدوا صعوبة في الانفتاح على الآخرين والثقة في أيِّ شخصٍ آخر. وعندما يجدون أنّ الثقة في الآخرين أمرٌ شاق، سيشعرون حتمًا بعدم الأمان في العلاقة.
ومع مرور الوقت، تصبح الشُّعلة أصغر حجمًا لأنها تفتقر إلى الوقود.
وأخيرًا، عندما يجدون الشّخص المُناسب لإعطائهم الوقود، يطمحون للكثير من هذا الشّريك - في بعض الأحيان، أكثر من اللاّزم.
ومن أجل ضمان إمداداتٍ ثابتة من الوقُود، فإنهم يفعلون كلّ ما في وسعهم: وهنا يبدؤون في التحقُّق من رسائل شريكهم أو الاتصال في كثيرٍ من الأحيان. لا يستطيعون أن يثقوا بشريكهم بسبب ما حدث في ماضيهم.
ولكن عندما يطلُبون الكثير من الوقود، فإنّ ذلك يستنزف الشّخص الآخر.
وهكذا كلّ الأشياء التي يقوم بها شخصٌ ما في محاولة ليشعر أنّه أكثر أمنًا يمكنها أن تزعج أو تضر الشّخص الآخر. على سبيل المثال، قد يتقاتلون كثيراً على الأشياء الصغيرة بسبب لحظاتٍ من انعدام الأمن. وكلاهما سيُستنفذ: واحدٌ يطالب بالكثير من الوقود، والآخر يحاول دائمًا توفير الطّلب الكبير.
كما ترى، انعدام الأمن لا يأتي من العلاقة الحالية أو الشّريك. ويأتي، بدلاً من ذلك، من الخوف الداخلي من التخلِّي عنه، وعدم حبه، وعدم تقييمه. فقد تمّ بناء هذا الشُّعور على طول الطريق.
أين نبحث عن الأمن.
النّار داخل شخصٍ ما هي إلا انعدام الأمن، والوقود هو وسيلة ليشعر بالأمان.
الانتظار من شخصٍ آخر أن يعطيك الوقود هو مجرّد سندٍ كامل من انعدام الأمن. عندما لا يرغب الآخرون في القيام بذلك، أو أنّ وقودهم لا يعمل بشكل جيّد بالنسبة لك، سوف تُصبح النّار الخاصّة بك أصغر.
عندما يعتمد أمنُك على شخصٍ آخر، يمكنك التخلّي عن كلِّ طاقتك. وهذا هو السبب الذي يجعلك تشعر بعدمِ الأمان عندما يتم رفضك أو إهمالك أو خيانتك.
إعطاء نفسك الوقود الذي تحتاجه يمكِّنك من جعل أمنك الخاص مستداماً حقًّا.
1- أوقِد شعلتك الخاصّة.
1- أوقِد شعلتك الخاصّة.
ربّما شعرت بالرّفض عندما كنتَ صغيرًا. أو في علاقاتك السّابقة، جعلك الآخرون تشعر بعدم الأهمية أو عدم الاحترام. على كلٍّ ذلك لا يعكس قيمتك الذاتية.
عندما تشعر بعدمِ الأمان، غالبا ما تركِّز على شيءٍ تشعر أنّك تفتقر إليه. على سبيل المثال، عندما لا تشعر بالرِّضا عن من أنت في الدّاخل، فمن الطّبيعي تماما أن تبحث خارج نفسك للتحقُّق من صحة ذلك.
ولكن هذه ليست طريقة جيِّدة للبقاء مكتفياً ذاتيًا. بدلاً من ذلك، افعل شيئًا لجعل نفسك تشعر بالرّوعة والأمان، وأنّك لن تنظر خارجاً للتحقق من ذلك.
2- احتفظ بوقودك المستقل عن شريكك.
حتى عندما تكُون في علاقَة، فمن الأهمية الحفاظ على استقلاليتك. وأيّ علاقة صحيّة تتكوّن من شخصين صحيين. يمكن أن يؤدي الاندماج بشكلٍ مفرط في علاقة إلى حدود محدَّدة بشكلٍ سيء. سيكون لديك شعورٌ منتشر بشكلٍ مفرط حول احتياجاتك الخاصّة.
عندما كنت لا تعتمد على علاقتك لملء احتياجاتك الخاصّة، ستشعر أنّك أكثر أمنًا في حياتك. من المهمِّ الحفاظ على الشعور بالهوية الذاتية ورعاية احتياجاتك الخاصّة.
إذا كانت لديك هوايات سابقة لعلاقتك، حفاظ عليها. على سبيل المثال، إذا كنت عداءً، استمر في الاستيقاظ في وقتٍ مبكِّر واجعل تلك أولوية في حياتك. وجود حياةٍ خاصّة خارج علاقتك يجعلك مثيراً للاهتمام باستمرار ويساعدك على النُّمو.
كلُّ شخص لديه ما يحتاجه ليشعر بالأمان. معظمُ الناس لا يدركون ذلك ويحاولون البحث عنه في الآخرين.
ولكن الاعتماد على الآخرين لتشعُر بالأمان ليس صحيًّا وسوف يستنزف العَلاقة.
افعل ما يجعلك تشعُر بالثِّقة والجدارة، وتوقّف عن البحث عن تحقُّق الآخرين منك، وستجد الأمن الذي كنت في حاجةٍ إليه دائماً. قم بإضاءة شُعلتك الخاصّة بنفسك.
المصدر: هنــا
محول الأكوادإخفاء محول الأكواد الإبتساماتإخفاء الإبتسامات