هذه الحوارات الداخلية الخطرة الـ6 تقتل قوة دماغك .. أوقفها حالا !

هل سبق وأجريت حواراً داخلياً في دماغك من قبل؟ يبدو أنّ عقلك يعمل دائمًا حتى عندما تكون الأمور هادئة.

الحوارات الداخلية الخطرة

نحن لا نستخدم هذا الحوار فقط لحلِّ المشاكل، فنحن أيضا نقضي جزءاً من وقتنا في إجراء محادثة داخلية مع أنفسنا.

لدينا عالَمٌ داخل رؤوسنا مليء بالعبارات الآسرة والشِّعارات الرّنانة.

معظمنا لا يُدرك حتى أننا نواجه هذه المحادثة. مايكل سينغر، مؤلف "الروح غير المربوطة"، يشبِّه هذا الثرثرة العقلية بـ "الحجرة الداخلية".

الحجرة الدّاخلية الخاصة بك هي صوتٌ في الجزء الخلفي من رأسك يروي حياتك لك. هذا الصوت قد يقدِّم لك تأكيداتٍ إيجابية مثل "أنا قوي وقادر" أو "أستطيع التعامل مع التّغيير". هذا الصّوت يمكن أن يكون أيضا عبارات مثل "أنا لستُ جيداً بما فيه الكفاية"، أو" لا أستطيع". في كثيرٍ من الأحيان، نحن نجري هذه المحادثات مع أنفسنا كثيرًا، وبالكاد ندرك أنّها تحدث.

هذه الأفكار لديها قوة أكبر ممّا نُدرك. والكلمات التي نقولها لأنفسنا يمكنها أن تُظهر إمكانياتٍ لا تصدّق، ويمكن أن تملأنا بالسِّلبية.

وباعتبارها أنّها تبدو غير مؤذية، فإن ما نقوله لأنفسنا يمكن أن يؤدِّي إلى "تحقيق الذات" أو "تخريب الذات".

هذه المحادثات الصّامتة يمكنها أن تؤثِّر على كيفية عمل الدِّماغ.

إنّ المحادثات الصامتة التي تجريها مع نفسك يمكن أن يكون لها تأثيرٌ عميق على كيفية معاينة العالم.

نحن نعالج الكلام الذي نسمعه في الفصّ الصّدغي والجداري للدِّماغ. عندما يبدأ صوتنا الدّاخلي يتحدث إلينا، يتمُّ تنشيط العديد من نفس المناطق في الدِّماغ المستخدمة لسماع الكلام.

كلماتنا هي أكثر من مجرّد ثرثرة فارغة. قوة الأفكار التي تنتقل عن طريق اللُّغة إلى حدِّ ما معزّزة من قبل الاستجابات الفسيولوجية التي لدينا للكلمات، سواء كنّا نتكلم بصوتٍ عال أو نسمعها من الحجرة الدّاخلية لدينا. الكلمات السّلبية تزيد من الكورتيزول، وهو هرمون التوتّر التي يمكن أن يعيث فسادا في جسمك ويكون له تأثيرٌ على كيفية التعامل مع المواقف الصّعبة.

كلّما سمعت شيئا أكثر، كلّما صدّقته.

حتى و أنّ صوتنا الداخلي يقول لنا أشياء في أذهاننا، إلا أنّ دماغنا لا يزال يعامل الكلام الدّاخلي تماما مثل الكلمات المنطوقة بصوتٍ عال. منطقة بروكا، هي منطقة في الفص الجبهي وهي المسؤولة عن معالجة الكلام النّشط في كلتا الحالتين.

سماع نفسك تقول شيئا في عقلك يحمل نفس الوزن لسماع نفسك تقول شيئًا بصوتٍ عال. وكلّما كرّرت ذلك، تلك الأفكار ستحمل المزيد من الوزن لأنك قبلتها على أنّها الحقيقة.

وهذا هو السّبب في أنّ تكرار قولك لنفسك أنّك على ما يرام، يمكن أن يجعلك تشعر على نحوٍ أفضل عندما تكون عصبيًا. دماغُك يسمعك تقول ذلك، ثم بعد ذلك لديك استجابة فسيولوجية وهرمونية لهذه التعويذة. ولسوء الحظ، فإنّ الأشياء التي نخبرها لأنفسنا يمكنها أن تثير أيضا استجابات التوتر والضّغط النفسي.

أيّ من هذه العبارات الدّاخلية تخرِّبك؟

الحوارات الداخلية الخطرة

هناك الكثير من الأشياء العظيمة التي قد تقولها نفسك، ولكن الكثير منا أيضا يُواجه حلقات الحوار الدّاخلي السّلبي. إذا تمكّنت من اكتشافها، حينذاك يمكنك تصحيحها.

 1- حسنا.

لا بأس من أن تقول "هذا بخير". عندما تتفق حقًّا مع شيءٍ ما. المشكلة هي أنّنا نقول لأنفسنا أنّ الأمور على ما يرام حتى عندما لا تكون كذلك. إخبار نفسك أنّ شيئا ما بخير عندما لا يكون كذلك، يمكن أن يُديم حالة من الانزعاج.

عندما يطلب منك زميلك في نهاية الأسبوع أن تغطّي على مكانه في العمل بينما لديك موعد مهمٌّ جدًّا ولا يمكنك تفويته، تقول أنه ليس هناك مشكل لأنّك تخاف من إحداث اضطراب في العمل. عندما تخبر نفسك أنّ هذا على ما يرام، سيتوقف عقلك عن البحث عن بدائل.

تجنّب الموافقة على الأشياء إذا لم تشعر أنّها صحيحة. إذا تمكّنت من قطع حلقة "هذا بخير"، ستكون قادرًا على التوصُّل إلى حلٍّ أفضل. على الأقل ستكون صادقاً مع نفسك.

 - إنّه سهل.

الاطلاع على مهمّة صعبة للغاية يمكن أن يجعلها مَهُولة، ولكن يمكنك الاستخفاف بشيءٍ ما من خلال الإعلان أنه سهل. عندما تعتقد أنّ شيئا ما سهل، فهذا يعني أنّه لديك المهارات المطلوبة والمعرفة الكافية لمعالجة المُشكلة. أمّا إذا كنت لا تملك تلك الأشياء، فوضع علامة على شيء بأنّه "سهل" يمكن أن يتسبّب في أخذِ وجهة نظر مبسّطة أكثر من اللاّزم.

عندما تفكر في الأمر على أنّه سهل، قد تتوقف عن البحث عن حلولٍ أفضل، وقد لا تلاحظ تفاصيل صغيرة يمكنها أن تحدّد النجاح أو الفشل.

استيعاب أنّ شيئا ما من السّهل جدا عمله صعبٌ للناس من حولنا. إذا طلب منك شخصٌ ما المساعدة، يمكنك أن تجعله يشعر بالحماقة من خلال تقديم ردٍّ مثل، "إنّ هذا سهل جدًّا".

حتى لو كنت تعتقد أنّه بسيط، قد لا تكون قادرًا على شرح ذلك بطريقةٍ تجعل من السّهل على الآخرين فهمُها.

 - لقد كان دائماً مثل هذا.

عندما تعتمد على سابقة تاريخية لأفعالك، قد لا تتمكن من النّظر في القضايا من وجهات نظرٍ جديدة. لن تقدم أبدًا أو تتعلّم أشياء جديدة إذا كنت عالقًا في الماضي.

لو رفض الناس تجريب الهواتف النّقالة لأنّ الهواتف كانت دائما تتّصل بأسلاك وترتبط بخطٍّ أرضي، لما كان لدينا الهواتف الذّكية اليوم. نحن بالتأكيد كان لا يمكننا أن نتصوّر هاتف يحوي كاميرا وعقل الكتروني صغير، ما لم يقرر شخصٌ ما أننا بحاجة إلى تجريب أشياء جديدة.

 - أنا لا أعرف.

وربّما هذه هي أسوأ العبارات العقلية. عندما نقول لأنفسنا أنّنا لا نعرف، فقد قذفنا أيدينا في الهزيمة. لقد وضعنا أنفسنا خارجاً، لذلك لا نستطيع التوصُّل إلى حلّ. هذا هو السّبب في كونك شخصاً يشكو في كلِّ وقتٍ ولكن لا يفعل أيّ شيء حول ذلك.

فكِّر في الأوقات التي قلت فيها لشخصٍ ما، "أنا لا أعرف". هناك احتمالات، أنّك قد جمَّدت كلّ الأنشطة لأنّك انتظرت شخصًا ما ليعطيك تلميحاً أو يضعك على المسار.

معرفة أنك لا تعرف شيئا ما يمكِّنك من البحث عن إجابات، ولكن إذا ظلّ حوارك الدّاخلي عالقا في "أنا لا أعرف"، فأنت ذاهب لقضاء المزيد من الوقت في البحث عن مساعداتٍ من الآخرين بدلاً من معرفة الأشياء لنفسك.

لا يمكنك أن تنمو بهذه الطريقة لأنك تنتظر دائماً من الآخرين.

 - أنا فقط لا أشعر أنّه صواب.

هذه العبارة تعمل مثل قول: "إنّه سهل"، لأنها تجعلنا نتوقف عن البحث عن حلول. والفرق الرئيسي هو أنه عندما تقولها، ستشعر أنّك تعيسٌ وبائس.

إذا كان هناك شيءٌ لا يُشعِرك بخير، إذاً هناك ربما سبب، ولكن بقولك "أنا فقط لا أشعر أنه صواب". فأنت تقوم بإيقاف نفسك عن معرفة ما لا تحبه.

تخيّل أنّك كنت في منتصف بحثٍ شاق عن عمل، وقد حصلت على عرض. يمكنك رفض العرض لأنّه "لا يبدو صحيحا". في هذه الحالة، تحتاج إلى معرفة ما هو الخطأ. هل ببساطة لم تعجب قيم الشركة؟ هل جعلتك المقابلة غير مريحة؟ هل كان الراتب منخفضاً جدًّا؟ معرفة هذا يمكن أن يُساعدك على صقل بحثك ويحفظك من التوتر والضّغط للقيام بمزيدٍ من المقابلات للوظائف التي لا تلبِّي معاييرك الخاصة.

 - هذا مستحيل.

إذا كنت تستطيع أن تتخيّله، إذاً فهو ممكن. بغضِّ النَّظر عما إذا كنت بحاجةٍ إلى الحظ أو عليك بذلُ الكثير من الجُهد، إلا أنّ مجال الإمكانيات واسع. عندما تقول أنّ هذا الشيئ مستحيل، فإنّك تسمح لنمط التفكير السِّلبي بالسّيطرة على وجهةِ نظرك.

عقلك، يبحث فقط عن جعل الأمور أسهل لك، عندما يسمع "هذا مستحيل"، فإنّه يعمل على تأكيد هذا البيان.

إذا حاولت أن تفعل شيئًا جديدًا واعتقدت أنّه مستحيل، حينئذٍ ستبقي نفسك بعيداً عن إيجاد طرقٍ لجعله ممكنًا. بدلا من إخبار نفسك بأنّك تفعل شيئاً مستحيلاً، حاول أن تضع قائمة لـمجموعة من "يمكن". حدِّد التحديات التي قد تمنعك من الوصولِ إلى أهدافك. يمكنك اجتيازُ جميع العقبات، ولكن لن تتمكّن أبدًا من اجتياز الاعتقاد العام بالاستحالة.

الحوارات الداخلية الخطرة



حان الوقت لإيقاف الحوار الداخلي مؤقتا.

في كلّ مرة تقبضُ على نفسك تكرِّر تعويذة سلبية، اضغط زر التوقف الدّاخلي، وحالو التوصُّل إلى حلٍّ أفضل. إذا كنت مُذنبًا بالقول، "لا أعرف"، إذاً حاول قول شيءٍ مثل، "أنا لا أعرف، ولكن أنا أبحث لأعرف". من خلال قلب تصريحاتك السِّلبية إلى إيجابية، ستسمح لعقلك أن يرقى إلى كامل إمكانياته لحلِّ المشاكل.