ما الذي يعرفه الأشخاص الناجحون حول "العقل" و أنت لا تعرفه ؟!

الأشخاصُ النّاجحُون يسيطرُون على حياتهم. فهم يملكُون الإرادة و القُدرة على الانضباط الذَّاتي والذَّكاء العاطفي لتصميم حياةٍ يفخرُون بها، وذلك لأنهم يأخذون وقتاً لمعرفة كيفية عمل عقُولهم وأفضل طريقة لاستخدامها لصالِحهم.

ما الذي يعرفه الأشخاص الناجحون حول "العقل"

من أجل أن تفعل الشَّيء نفسه، من المهمِّ في البداية أن تفهم جزأين من عقلك - الواعي (الظاهر) واللاّوعي (الباطن) وأدوار كلٍّ منهما.

العقل الواعي.

عقلُك الواعي هو حيث تقوم بالتفكير والتخطيط، إنّه مكان المنطق. ولكن عقلك الواعي يؤدِّي فقط من 1 إلى 5 في المئة من عمل العقل، وفقاً لعالم الأحياء التنموي بروس ليبتون.

تصوَّر هذا: عقلُك الواعي هو مثل سائق العجلة الرّافعة - فهو يوجِّه ويتحكَّم في الرّافعة، لكنّه لا يؤدِّي أيّ عملٍ فعلي. عقلُك الواعي هو السائق لعجلة عقلك الباطن القوية بشكلٍ لا يُصدَّق. فماذا يعني هذا بالنسبة لك؟

هل سبق لك أن حاولت تغيير عادةٍ ما، مثل الإقلاع عن التدخين أو فقدان الوزن باستخدام قوة الإرادة المَحضة؟ إذا فعلت ذلك، فأنت تعرف أنّ قوة الإرادة هي استراتيجية سيِّئة لخلق تغييرٍ دائم في حياتك. لأنّ قوة الإرادة تنشأ في العقل الواعي، وبالتالي فهي محدُودة في قدراتِها. عند محاولة استخدام إرادتك الخاصّة لإجراء تغيير، فأنتَ تستخدم فقط من 1 إلى 5 في المئة من مواردك الخاصّة لتحقيق نتيجةٍ غير مرغوبٍ فيها بالفعل!

تعلُّم الاستفادة بشكلٍ فعَّال من عقلك الواعي لتوجيه عقلك الباطن هو ما يجعلُك تَعيش أفضل حياة. وقد تعلم أفضل المؤدِّين في العالم كيفية القيام بذلك، ولكن ما إذا كان بإمكانهم التعبير عن كيفية القيام بذلك هو مسألةٌ أخرى تماماً.

اقرأ أيضا:

العقل الباطن.

العقل الباطن

عقلُك الباطن هو الجزء الذي لم تكن على علمٍ به. هو حصان العمل الذي يؤدِّي 95-99 في المئة من كل ما تعتقده. اللاوعي يضمن أنّ قلبك لا يزال ينبض، والرئتين تواصل التنفس، العضلات تتذكَّر كيفية المشي ونظامُك المناعي يتذكَّر كيفية محاربة البكتيريا.

عقلُك اللاَّوعي هو مُرشدك الآلي الذي يعملُ في الخلفية، ممَّا يسمح لعقلك الواعي بالتفكير والتعلُّم والنُّمو. لسُوء الحظ، كثيرٌ من الناس لا يفهمُون أبدًا قوة العقل الباطن أو كيفية العمل معه بتعمُّد. فهم يسمحُون للسُّلوكيات السلبية والأفكار أن تبقى على المُرشد الآلي لفترةٍ طويلة بحيث لا يمكنهم أن يتصوّروا القيام بأيِّ شيءٍ مختلف. إنّهم عالقون.

 * تذهب إلى الكليّة لأنّ والديك يقولان لك كلّ يوم أنّه يجب عليك ذلك.
 * تحصل على وظيفة، وتشتري منزلا وتشكِّل أسرة لأنك كنت مشروطاً للاعتقاد بأنّ هذا هو تعريف النّجاح والأمن.

ليس هناك خطأٌٌ في هذه التجارب إذا كانت هي ما تريده، ولكن هنا تكمُن المشكلة. معظمنا نمرُّ من خلال حياتنا كلّها دون اتخاذ أي قرارٍ واضح حول ما نريد القيام به في حياتنا أو من نريد أن نكون. نحن نسمح لعقلنا اللاّوعي بالسّيطرة علينا من خلال الحياة الافتراضية النّاجمة عن طريق التكيُّف الاجتماعي.

يمكنك تغيير حياتك وطلاؤها بشكلٍ جميل كما يسمح خيالك. تريد أن تكون مليونيرا؟ يمكنك أن تفعل ذلك. تريد أن تبدأ جمعية خيرية تُخفف من الجوع في العالم؟ يمكنك أن تفعل ذلك. ولكن أولاً، يجب عليك اتخاذ قرار القيام بذلك، وليس مجرَّد القول. ابذُل كل ما تستطيع من جهود في زراعة الإيمان المُطلق في نفسك وقدراتك.

للبدء، يجبُ أن ترمِّم عقلك الباطن، لفصل نفسك عن فكرة أنك أفكارك.

أنت لست أفكارك.

الكثير من الأشخاص يرون أنفسهم تتويجا للثّرثرة العقلية التي تحتشد داخل رؤوسهم باستمرار. هذه الثرثرة استمرّت لفترة طويلة بحيث نفترض أنّ هذا هو نحن. عليك تغيير أفكارك لتغيير حياتك، وفي البداية، قد تُقاوم فكرة فقدان هويتك.

إذا كنت تعمل على مُرشدك الآلي لفترةٍ من الوقت، سيستقر عقلك وهويتك في أخدود. قد يتطلّب بعض الجُهد الجاد لتغيير هذا الأخدود. إنّه مثل شعورك في صباح الشتاء البارد بينما أنت تحت بطانية دافئة - التفكيرُ في الخروج من السرير غير مريح. فذلك يتطلّب دافعاً وإرادة.

عندما تبدأ في فهم أنّك شيءٌ أكبر بكثيرٍ من أفكارك، عليك أن تبدأ في فهم أنّه لديك القدرة على اختيار الأفكار التي ستفكِّر فيها وتبدأ في نهاية المطاف لإعادة برمجة العقل الباطن الخاص بك.

اقرأ أيضا:
المصدر: هنــا