10 مهارات أساسية للتواصل لا تدرس في المدارس على الإطلاق !

لقد تعلّمنا أساسيات التواصل في وقتٍ مبكِّر في الفصول الدراسية. لنكون قادرين على القراءة والكتابة والتحدُّث بفعالية، كان علينا أن نتعلَّم المفردات والنحو وقواعد الصّرف والإملاء، الكتابة اليدوية، والنّطق. غير أنها ركّزت على الهدف المبدئي المتمثِّل في نقل المعلومات أو تبادلها.

10 مهارات تواصل أساسية

فالتّواصُل يذهب أبعد بكثير من أكاديميي الكلمة المكتوبة أو المنطوقة. والغرض من التواصل هو بناء وتنمية الروابط مع الآخرين على مستوى عاطفي. هذا هو المكان الذي يتوقف فيه التعلُّم في الفصول الدِّراسية القصيرة ويبدأ التعلُّم من الحياة. وبالنسبة لكثيرٍ من الناس، يمكن أن يكون هذا التحوُّل متناقضًا نوعا ما.

وإليك هنا 10 مهارات تواصل أساسية افتقدتها مدرستك:

1- أظهر التعاطف.

يقول ثيودور روزفلت: "الناس لا يهتمون كم تعرف حتى يعرفون كم تهتم". التعاطف يجعلنا بشراً. يمكنك التواصل مع الآخرين أفضل بكثيرٍ عندما تظهر التعاطف في تواصلك.

كيف أطبِّق ذلك:

كن حاضرًا مع الشخص واشعر بما يشعر به. عندما يفتح شخصٌ ما معك مشاكله، انظر من وجهة نظره. أجِّل حكمك الخاص حول ما هو صحيح أو خطأ. استمع إلى عواطِفه. تفاعل مرّة أخرى مع ضعفه من خلال مشاركته ضعفك. اطرح الأسئلة للولوج أعمق في عالمه. شجِّعه. قدِّم المُساعدة إذا أمكن. أظهِر اللُّطف والرحمة التي تأمل أن تتلقاها من شخصٍ آخر عندما تكون في وضعٍ مماثل.

2- حل النِّزاع.

هذه قنبلة التخلُّص منها يُعادل مهارات الاتصال. النِّزاع يمكن أن يترك العلاقات مضطربة باستمرار. تجنب الصراع تمامًا ليس حلاًّ، بما أنك غالبا ما تكون غارقاً في الإحباط والاستياء. وغالبًا ما يحدث النزاع نتيجة لسوء التواصل. لحلِّ مثل هذا الصراع، أنت بحاجةٍ إلى مهارات اتصال أفضل.

كيف أطبِّق ذلك:

قم بالرد، ولكن لا تبدي رد فعل. عندما تنفعل مع حالة صراع، فإنّك تسمح للعواطف بأن تقود كلماتك وتصرُّفاتك. الرد على الوضع يعني أن تبقي مشاعرك في الاختيار وتركِّز على المشكلة، وليس على الشخص.

دع الطرف الآخر يعرف نيتك في التوصُّل إلى حلٍّ مقبول للطّرفين. في كثير من الأحيان، فإن تلك اللّفتة هي أكثر أهمية من التوصُّل في الواقع إلى حلّ، لأنه يظهر للشخص الآخر كم تقدِّر علاقتكما. بوضوحٍ وهدوء تحدَّث عمّا تريد من الوضع واستمع إلى وجهات نظر الطّرف الآخر. افهم ما الذي يعنيه "الفوز" - الفوز بالحج’ أو الفوز على الشخص الآخر أكثر. فالإثنان مُختلفان جدًّا.

3- اطرح أسئلة رائعة.

أن تكون محادثاً أفضل، لا تحاول أن تكون الشّخص الذي يملك كلّ الإجابات الصّحيحة. بدلاً من ذلك، كن الشّخص الذي يسأل كلّ الأسئلة الصحيحة. عندما تسأل أسئلة عظيمة، ستظهر أنك حريصٌ على المشاركة والانفتاح لاستكشاف المزيد في هذا الموضوع. شجِّع الطّرف الآخر على مشاركة المزيد من آرائه، وتحفيز النِّقاش، وحتّى خلق أفكارٍ جديدة. تأكّد، لن ينساك بسُرعة.

كيف أطبِّق ذلك:

اطرح الأسئلة التي يمكن أن يتُؤدي إلى إجاباتٍ مثيرة للاهتمام. للقيام بذلك، أبقِ أسئلتك مفتوحة، هذا هو، لا يمكن الإجابة عليها بـ"نعم" سهلة أو "لا". اسمح لأسئلتك أن تأتي من مكان الفضولِ الحقيقي. أُنظر في الكيفية التي يمكن للآخرين الاستفادة من هذه الأجوبة. عند ممارسة مهارات الاستماع الجيدة، ستقترح الأسئلة المدروسة بعمق نفسها عليك.

4- تفاوض بفعالية.

كثيرٌ من الناس يجدون التَّفاوض واحدة من أصعب مهاراتِ الاتصال للتعلُّم. هذه واحدة من عددٍ قليل من مهارات الاتصال التي تُستخدم في الغالب لتحقيق أقصَى قدرٍ من المصلحة الذَّاتية. في حين أنّه لا يمكن تجنُّب ذلك في الحياة والعمل، فالدُّخول في التفاوض دون مهاراتٍ هو كالذهاب إلى معركة بالأسلحة بدون سلاح.

كيف أطبِّق ذلك:

كُن حازماً. لديك خيارات. ابحث عن نتيجة الفوز. يجب أن تُدرك أنّه إذا رغب الطرف الآخر في التفاوض، فلديك شيءٌ ما يحتاجه. كن حازماً في طلب ما تريد، واهدِف عالياً بما أنّه واقعي بالنسبة له. استمع إلى ما يقوله (ولا تتكلّم).

اجمع أدلّة حول مقدار احتياجهم لما لديك. دائماً ليدك خيارات جاهزة إذا فشل التّفاوض - يمكن للطّرف الآخر دائما أن يشعُر بثقتك أو يأسِك. أظهر له كيف أنّك تبحث عن نتيجة فوز - فوز (ترضي الطرفين) من خلال تلبية مصالحه الأساسية أيضًا. 

5- الاستماع الاستباقي.

هذه هي أسهلُ مهارة يمكنها أن تجعلنا أفضل في التّواصل على الفور. هل لاحظت من قبل أنّه عندما يكون شخص ما متكلِّم جيِّد، هناك شيءٌ مخادع أو غير جديرٍ بالثِّقة عنه؟ ولكن عندما يكون الشخص مستمعًا جيدًا، نراه كشخصٍ صبور وموثوق وسخي.

كيف أطبِّق ذلك:

استمع إلى الطّرف الآخر وكأنّه أهمُّ شخصٍ في العالم في تلك اللحظة. شاركه بشكلٍ كامل وكن حاضراً معه. امنع نفسك من إصدار حكمٍ على ما يقول / تقول. أبقِ عقلك بعيداً عن التفكير في ما سوف تقوله. استمع ليس فقط إلى كلماته / ها، ولكن أيضا إلى عواطفه / ها. نبرة الصّوت، وتيرة الكلام، والتحوُّل في الطّاقة يمكن أن يقول لك الكثير عنه. هذا يجعل من الأسهل بالنسبة لك الرّد بأنسب الطُّرق.

6- استخدِم لغة الجسد.

يجب أن تعرف أنّ ما يقرب من 97٪ من جميع الاتصالات غير لفظية. فالرِّسالة التي ترسلها دون أن تقول حتّى كلمةً واحدة هي الانطباع الذي سيأخذه الآخرون عنك. كبشر، نحن مجبولون على مراقبة الناس واتخاذ القرارات المفاجِئة عمّا إذا كان هذا الشخص صديقاً، عدواً، أو حبيبًا.

كيف أطبِّق ذلك:

العمل على الأساسيات الثّلاث للغة الجسد الجيِّدة: الابتسامة، واتصال العين، والمُصافحة. ابتسِم لشخصٍ ما من قلبك عند مقابلته. أُنظر في عين الشّخص عند التحدُّث إليه، أو عندما يتحدَّث إليك. اجمع بين الابتسامة واتصال العين الجيد، والمُصافحة الحازِمة. دائمًا حافظ على جسمك مسترخٍ وموقف يدلُّ على الثِّقة. راقب لغة جسد الآخرين لجمع المعلومات الهامّة. هل اندمج؟ غير صبور؟ دفاعي؟ يمكنك تخصيص ردِّك للحصول على النتيجة التي تريدها.

7- ألْهِم الآخرين بفكرة.

الفكرة هي واحدة من العناصر الأكثر قوة لأي تواصُل. وجود فكرةٍ مع شخصٍ ما يمكن أن يخلق رابطة مشتركة مبنية على قوة الخيال المشترك.

كيف أطبِّق ذلك:

شارك فكرًا فريدًا، والذي من شأنه أن ينشِّط الآخرين. كلّ شخصٍ لديه أفكار، ولكن تلك التي تستحق المشاركة هي تلك المنعشة والملهمة. عندما تكون لديك فكرة ما، من الخطأ إبقائها قريبة جداًّ من صدرك. شاركها مع الآخرين، كوِّن اقتراحات مفتوحة لتحسينها أو تفسيرها. إن طرح المدخلات لإعادة تشكيل الفكرة معاً يبني الثِّقة التي يمكنُها أن تقطع شوطًا طويلا إلى الأمام.

8- عبِّر عن شُكرك للآخرين.

الاعتراف بالجميل لشخصٍ ما هو فعلٌ يسمح لذلك االشّخص أن يعرف شيئا كبيرا عنه أو عنها. وهو يختلف عن المجاملة أو الاطراء. والفرق يكمن في النية. أنت لا تحاول الاستفادة من هذه الإيماءة، ولكن لتسليط الضّوء بصدقٍ على الآخرين. وسوف يشعرون بالفرق.

كيف أطبِّق ذلك:

ابحث عن الخير في شخصٍ ما، وقُل له كم هو عظيم. عندما نجامل شخصاً ما، يمكننا أن نجامل أنفسنا بشكلٍ غير مباشر. فمثلا، عندما تقول: "أنا حقا معجبٌُ بتقريرك"، هل هذا الكلام حول التقرير، أم هو حولك و حول موافقتك على تقريره؟ حاول أن تقول بدلاً من ذلك: "تقرير لطيف، لديك بعض الأفكار الرائعة" الآن كل شيء حوله، وليس أنت. أفضل التواصل يكمن في الدقة.

9- الخطابة.

الخطابة هي واحدة من أكبر مخاوف النّاس في كلِّ وقت. ولكن مع قدرتها على التأثير وإلهام العديد من الأفراد في وقتٍ واحد، فهي واحدة من أقوى أشكالِ التواصُل. فكِّر في أفضل الخطباء في التاريخ - وينستون تشرشل، مارتن لوثر كينغ، أو ستيف جوبز - يتواصلون بوضوحٍ وبإقناع، ممّا يجعلنا نشعر على نحو أفضل بعد الاستماع إليهم. سواء كان لديك عرض عمل أو حملة خيرية، سيتم وضعك في حالاتٍ حيث عليك التحدث إلى مجموعة.

كيف أطبِّق ذلك:

فكِّر في شخصٍ واحدٍ في الجمهور يحتاج إلى سماع رسالتك. كما هو الحال مع معظم مهارات الاتصال والاستراتيجيات، ركِّز على مستلمِ رسالتك. ثق أنّه لديك شيءٌ مهم لمشاركته، وأنّ هناك شخصٌ في الجمهور سيستفيد منه. لا تهدف إلى أن تكون مثاليًا في عرضك، اهدف إلى أن تكون عاطفيًا حول رسالتك. استمر بالتدريب.

10- بناء الثِّقة والأصالة.

في حين أنّ هناك العديد من أفضل الممارسات في مجال التواصل، هناك قاعدة واحدة فوق كلِّ شيء: أن تكون صادقاً مع نفسك. فالناس سيثقون بك فقط، إذا كانوا يشعرون أنك شخصٌ حقيقي يقف على شيءٍ جديرٍ بالاهتمام. دون الثِّقة، لا يمكن أن يكون هناك أي جودة للتواصل والترابط.

كيف أطبِّق ذلك:

أبقهِ حقيقيًا. لا تحاول أبداً أن تكون شخصًا ما. لا "تتظاهر به" إذا لم تكن قد فعلته، واعمل على أن تكون أفضل حتى تُصبح كذلك. سوف تكسب احترام الناس بهذه الطريقة. كن صادقًا مع نقائصك، شارك خبراتك الشخصية المُلهمة، كن مسؤولاً أمام كلامك، وتحدّث بقناعة. التواصل مع الآخرين سيأتي بشكلٍ طبيعي إليك.

المصدر: هنــا