التحدُّث مع الرضيع حديث الولادة يجب أن يبدأ مبكراً، هل تعتقد أن طفلك لا يفهمك؟
فقد كشفت دراسَة حديثة، أنّ أدمغة الأطفال الرُّضع الذين تقل أعمارهم عن 6 أشهر قادرة على التّعامل مع اللُّغات الأجنبية أكثر ممّا كان يعتقده العلَماء في السَّابق، وأنّهم على استعداد لتخزين هذه المعلُومات الأولى لسنوات، حتى في حالة عدم سماعهم للُّغة الأم.
فبعدما كان الكثير من الآباء والأمّهات يرَون أن مهّة الأطفال الرُّضع هي الأكل والنوم، أصبحوا يدركون أن صغارهم يحتفظون بتجاربِهم المبكِّرة مع اللغات الأجنبية وفقاً لدراسة نشرت على موقع pnas.
وعكف الباحثون على دراسة أشخاص بالغين يتحدثون اللغة الهولندية، تم تبنِّيهم وهم رضَّع من كوريا الجنوبية. وتوصّل الباحثُون إلى أنّ هؤلاء الأشخاص يملكُون قدرة أفضل على تعلُّم الأصوات الفريدة من نوعها في اللغة الكورية.
كما اكتشف الباحثون أنه لا يوجد اختلاف في فهم اللغة الكورية بين الأشخاص الذين تم تبنيهم وهم في سن الرضاعة وأولئك الذين تم تبنيهم في سن الطفولة، وأن كلتا المجموعتين تمكنت من تعلُّم الأصوات المميَّزة للُّغة الكورية أسرع من المجموعة الناطقة حصراً باللغة الهولندية.
وقد أفاد الباحثان في هذه الدراسة جيون تشوي، من جامعة هانغ يانغ في سول، وآن كاتلر من معهد ماكس بلانك لعلم اللغة النفسي في هولندا، أنّ الخطوات الأولى للبرنامج الدولي للتبنِّي بين كوريا الجنوبية وهولندا كانت بطيئة نوعاً ما. علاوةً على ذلك، كان عمر الأطفال الذين يتم تبنِّيهم يفوق السّنة. ومع رسوخ هذا البرنامج بين البلدين، ارتفع عدد الرُّضع الوافدين من كوريا الجنوبية.
تعلُّم اللغة
ونتيجة لذلك، تمكن الباحثان من تعيين مجموعة تضم 29 فرداً بالغاً يتقنون اللغة الهولندية، قدموا إلى هولندا إما في عمر لا يتجاوز الستة أشهر أو بعد 17 شهراً من ولادتهم. في المقابل، تم تعيين مجموعة مرجعية مكونة من أشخاص ناطقين باللغة الهولندية، ولم يسبق لهم التعرض إلى اللغة الكورية.
وعلى إثر ذلك، اختبر الباحثان قدرة كلتا المجموعتين على التمييز بين أحرف اللغتين، مثل حرف T، إذ يوجد في اللغة الكورية 3 أصوات منطوقة منه.
التفكير المجرّد يشمُل الرضع
قبل التدريب، لم تفلح مجموعة التبني والمجموعة المرجعية على حد سواء كثيراً في التمييز بين مختلف أصوات اللغة الكورية. وخلافاً لذلك، أثبت الأشخاص الذين تم تبنيهم سرعتهم في تحديد الاختلافات خلال أسبوع ونصف الأسبوع من عملية التعلُّم. كما أثبتوا جدارتهم بشكل واضح في تمييز الأصوات في منتصف الدِّراسة، وذلك مقارنةً بأولئك الذين لم يسبق لهم التعرض للغة الكورية.
خلال هذه الدِّراسة، أخذ الباحثون بعين الاعتبار عوامل أخرى، قد يكون لها تأثير على النتائج، على غرار السِّن الحالية للأشخاص المشاركين وجنسهم. إلا أنهم توصلوا إلى عدم وجود اختلاف في قدرات تعلم اللغة بين الأشخاص الكوريين الذين انتقلوا إلى هولندا في مرحلة الطفولة بغرض التبنِّي، وأولئك الذين انتقلوا أيضاً لنفس الغرض، لكن في الأشهر الأولى.
وفي سياقٍ متصل، تشير هذه النتائج إلى أن قدرة تمييز الأنماط المجردة للغة تشمل الرضع أيضاً، وتبدأ في عمر يتراوح ما بين ثلاثة وستة أشهر.
نصائح للحديث والتواصل مع طفلك
نقدّم لك هذه النصائح وفقا لما عرضه موقع هافنغتون بوست:
1 ـ خلال عملية الحديث مع الرضيع، تكتسي طريقة التواصل مع الطفل أهمية أكثر من مضمون الحديث. وفي حال كنا لا نعرف ماذا يجب أن نقول للطفل الصغير، يمكن أن نصف للطفل ما نحن بصدد القيام به، أو أن نمدح الطفل أو أن نغنّي له أو نبتكر له أغاني جديدة.
وفي الوقت نفسه، فإن الطفل سيسجِّل في ذهنه العديد من الرّسائل. وعلى الرغم من أنه لا يفهم معنى ما نقوله، فإنه سيعلم من خلال أصواتنا أننا نهتم به.
2 ـ عند الحديث مع الرضيع، انظر دائماً إلى وجهه؛ إذ سيشعر حينها بأنه جزء من اهتماماتك. كما أن حاسة السمع ستساعد الطفل على تطوير المهارات البصرية.
3 ـ في كثير من الحالات، يربط الطفل أصواتنا بملامستنا له. وعموماً، فنحن نقوم بهذه الخطوة إما لملاطفته وإما لدغدغته وإما للعب معه عندما نخاطبه.
4 ـ لا يجب على الأب والأم فقط مخاطبة الرضيع، وإنما ينبغي لأفراد الأسرة كافة التواصل معه، ما من شأنه أن يدمجه في الحياة الاجتماعية ويساهم في تنمية مشاعره.
5 ـ إذا كنت في جولة مع رضيعك، فاغتنم الفرصة كي تصف لطفلك الصغير كل ما تشاهده. وبهذه الطريقة، سيتمكن الآباء من إثارة اهتمام الطفل لكل ما يحيط به، كما يمكن إثراء معجمه اللغوي.
استخدِم في حديثك مع ابنك كل النّغمات التي تعرفها. كما يمكنك تقليد الأصوات والنبرات والهمس له واستخدام نغمات مختلفة كلما تغير موضوع الحديث معه. وعموماً، من شأن هذه التقنية الأخيرة أن تجذب اهتمامه وتسلّيه وتجعله يشعر بالحب. وتجدر الإشارة إلى أن جميع هذه التقنيات، تساعد ابنك على تعلم الكلام.
وفي حال استعمل الآباء بين الحين والآخر النبرات الاستفهامية أو التعجبية، فسرعان ما سيدرك الطفل أن أبويه يوجّهان له دعوة، وسيحاول المشاركة في الحوار من خلال بعض الأصوات التي يطلقها.
المصادر: livescience / pnas / hacerfamilia
فقد كشفت دراسَة حديثة، أنّ أدمغة الأطفال الرُّضع الذين تقل أعمارهم عن 6 أشهر قادرة على التّعامل مع اللُّغات الأجنبية أكثر ممّا كان يعتقده العلَماء في السَّابق، وأنّهم على استعداد لتخزين هذه المعلُومات الأولى لسنوات، حتى في حالة عدم سماعهم للُّغة الأم.
فبعدما كان الكثير من الآباء والأمّهات يرَون أن مهّة الأطفال الرُّضع هي الأكل والنوم، أصبحوا يدركون أن صغارهم يحتفظون بتجاربِهم المبكِّرة مع اللغات الأجنبية وفقاً لدراسة نشرت على موقع pnas.
وعكف الباحثون على دراسة أشخاص بالغين يتحدثون اللغة الهولندية، تم تبنِّيهم وهم رضَّع من كوريا الجنوبية. وتوصّل الباحثُون إلى أنّ هؤلاء الأشخاص يملكُون قدرة أفضل على تعلُّم الأصوات الفريدة من نوعها في اللغة الكورية.
كما اكتشف الباحثون أنه لا يوجد اختلاف في فهم اللغة الكورية بين الأشخاص الذين تم تبنيهم وهم في سن الرضاعة وأولئك الذين تم تبنيهم في سن الطفولة، وأن كلتا المجموعتين تمكنت من تعلُّم الأصوات المميَّزة للُّغة الكورية أسرع من المجموعة الناطقة حصراً باللغة الهولندية.
وقد أفاد الباحثان في هذه الدراسة جيون تشوي، من جامعة هانغ يانغ في سول، وآن كاتلر من معهد ماكس بلانك لعلم اللغة النفسي في هولندا، أنّ الخطوات الأولى للبرنامج الدولي للتبنِّي بين كوريا الجنوبية وهولندا كانت بطيئة نوعاً ما. علاوةً على ذلك، كان عمر الأطفال الذين يتم تبنِّيهم يفوق السّنة. ومع رسوخ هذا البرنامج بين البلدين، ارتفع عدد الرُّضع الوافدين من كوريا الجنوبية.
تعلُّم اللغة
وعلى إثر ذلك، اختبر الباحثان قدرة كلتا المجموعتين على التمييز بين أحرف اللغتين، مثل حرف T، إذ يوجد في اللغة الكورية 3 أصوات منطوقة منه.
التفكير المجرّد يشمُل الرضع
قبل التدريب، لم تفلح مجموعة التبني والمجموعة المرجعية على حد سواء كثيراً في التمييز بين مختلف أصوات اللغة الكورية. وخلافاً لذلك، أثبت الأشخاص الذين تم تبنيهم سرعتهم في تحديد الاختلافات خلال أسبوع ونصف الأسبوع من عملية التعلُّم. كما أثبتوا جدارتهم بشكل واضح في تمييز الأصوات في منتصف الدِّراسة، وذلك مقارنةً بأولئك الذين لم يسبق لهم التعرض للغة الكورية.
خلال هذه الدِّراسة، أخذ الباحثون بعين الاعتبار عوامل أخرى، قد يكون لها تأثير على النتائج، على غرار السِّن الحالية للأشخاص المشاركين وجنسهم. إلا أنهم توصلوا إلى عدم وجود اختلاف في قدرات تعلم اللغة بين الأشخاص الكوريين الذين انتقلوا إلى هولندا في مرحلة الطفولة بغرض التبنِّي، وأولئك الذين انتقلوا أيضاً لنفس الغرض، لكن في الأشهر الأولى.
وفي سياقٍ متصل، تشير هذه النتائج إلى أن قدرة تمييز الأنماط المجردة للغة تشمل الرضع أيضاً، وتبدأ في عمر يتراوح ما بين ثلاثة وستة أشهر.
نصائح للحديث والتواصل مع طفلك
نقدّم لك هذه النصائح وفقا لما عرضه موقع هافنغتون بوست:
1 ـ خلال عملية الحديث مع الرضيع، تكتسي طريقة التواصل مع الطفل أهمية أكثر من مضمون الحديث. وفي حال كنا لا نعرف ماذا يجب أن نقول للطفل الصغير، يمكن أن نصف للطفل ما نحن بصدد القيام به، أو أن نمدح الطفل أو أن نغنّي له أو نبتكر له أغاني جديدة.
وفي الوقت نفسه، فإن الطفل سيسجِّل في ذهنه العديد من الرّسائل. وعلى الرغم من أنه لا يفهم معنى ما نقوله، فإنه سيعلم من خلال أصواتنا أننا نهتم به.
2 ـ عند الحديث مع الرضيع، انظر دائماً إلى وجهه؛ إذ سيشعر حينها بأنه جزء من اهتماماتك. كما أن حاسة السمع ستساعد الطفل على تطوير المهارات البصرية.
3 ـ في كثير من الحالات، يربط الطفل أصواتنا بملامستنا له. وعموماً، فنحن نقوم بهذه الخطوة إما لملاطفته وإما لدغدغته وإما للعب معه عندما نخاطبه.
4 ـ لا يجب على الأب والأم فقط مخاطبة الرضيع، وإنما ينبغي لأفراد الأسرة كافة التواصل معه، ما من شأنه أن يدمجه في الحياة الاجتماعية ويساهم في تنمية مشاعره.
5 ـ إذا كنت في جولة مع رضيعك، فاغتنم الفرصة كي تصف لطفلك الصغير كل ما تشاهده. وبهذه الطريقة، سيتمكن الآباء من إثارة اهتمام الطفل لكل ما يحيط به، كما يمكن إثراء معجمه اللغوي.
استخدِم في حديثك مع ابنك كل النّغمات التي تعرفها. كما يمكنك تقليد الأصوات والنبرات والهمس له واستخدام نغمات مختلفة كلما تغير موضوع الحديث معه. وعموماً، من شأن هذه التقنية الأخيرة أن تجذب اهتمامه وتسلّيه وتجعله يشعر بالحب. وتجدر الإشارة إلى أن جميع هذه التقنيات، تساعد ابنك على تعلم الكلام.
وفي حال استعمل الآباء بين الحين والآخر النبرات الاستفهامية أو التعجبية، فسرعان ما سيدرك الطفل أن أبويه يوجّهان له دعوة، وسيحاول المشاركة في الحوار من خلال بعض الأصوات التي يطلقها.
المصادر: livescience / pnas / hacerfamilia
محول الأكوادإخفاء محول الأكواد الإبتساماتإخفاء الإبتسامات