3 عادات تلاطفُ الكون و تعزز الإبداع

كم عدد المشاريع التي قمت بتعليبها في ال 12 شهرا الماضية لأنك اعتبرت أنّها لا تستحق أن يُطلق عليها مشاريع بارعة، أو حتى مُمتازة؟ إحجامُك عن السّماح لنفسك بإنشاءِ أيّ شيء من أجل مصلحةِ الإبداع يمكن أن يُقعدك مرَّةً أخرى. العلاج؟ فهم والاعتراف بمكانك في الكون.


في شباط / فبراير 1990، التقَط مسبار الفضاء فوياجر 1 الصُّورة التي تراها أدناه. أصبحت تعرف باسم "النقطة الزرقاء الباهتة". إنها صورة للفضاء والأرض، كما رأينا من على بعد 6 مليارات كيلومتر (3.7 مليار ميل). في تشرين الأول / أكتوبر 1994، قال عالم الفلك والمؤلِّف كارل ساجان هذا عن النقطة الزرقاء الفاتحة: "قيل إنّ علم الفلك هو تجربة مُتواضعة وبناء للشّخصية. ربّما لا يكون هناك دلالة أفضل على حماقة تصوُّر البشر من هذه الصورة البعيدة لعالمِنا الصغير".


النُّقطة هي: أنت صغِير، لكنّك مهم. أفكارُك مهمَّة، لأنّه على الرّغم من ذلك، هناك ما يقرُب من 7 مليار شخص يتجوّلون حول "النقطة الزرقاء الباهتة" اليوم، إذا كان ما في رأسِك يساعد، يثقِّف أو يسلِّيك أنت فقط وعددٌ قليل من الآخرين، فأنت لديكَ تأثيرٌ إيجابي.

طارِد التقدُّم، وليس العمل الفنّي المميّز.

يُعتقدُ أنّ بابلو بيكاسُو قد أنتجَ في حياته حوالي 50 ألف عمل فنِّي، بما في ذلك اللّوحات والسيراميك والرُّسومات. هل كلّ واحدٍ من تلك الأعمال الفنِّية تُحفة؟ بالطبعِ لا. هل اعتزَم بيكاسُو أن يَكون كذلك؟ من غير المرجّح.

هناك تعريفاتٌ تقول أن العمل المميز هو أيّ شيء مكوّن من مهَارة بارزة أو فنية. انسَ ذلك لمدّة ثانية. لقد وصلنا لرؤية التُّحفة كما لو أنّها تتويجٌ بإنجاز، قمّة، ونحن في كثيرٍ من الأحيان غير راغبين في عرض أيّ شيء أقلّ من أفضلِ ما لدينا. 

هناك فخرٌ وبهجة في مطاردَة التقدم. إذا كانت التُّحفة هي هدفك، إذاً عليك أن أن تعتَرف بهذه الرّحلة أو أنّك ستضمنُ تذكرة بطيئَة إلى أيّ مكانٍ تُريد.

دع نَفسك تُبدع واستمتِع به.

النُقطة الزرقاء الباهِتة، انّها المكان الذي أنت والجميع الذين عاشوا ووُلدوا فيه،وهو الذي يُدعى المنْزل. إنّه  صغيرٌ، تقريبا لا يمكن تصوُّره، لذلك إذا كنت قلقًا من أنّ فكرتك لن تكون كبيرة بما فيهِ الكفاية، تذكَّر أنَّه على نطاقٍ عالمي، فأنتَ غير مرئي تقريباً. اللوحات الأكثر جمالاً والكتب العقلية الانحناء هي مجرّد أشياء، عالقة على سطح صخرة تسافرُ عبر الفضاء بسُرعة 67،000 ميلا في الساعة.

إذا كانت لديك الفُرصة والرّغبة للإبداع، فأنتَ محظوظ بشكلٍ كبير. دعْ نفسك تُبدع واتّخذ مُتعةً في ذلك.

كُن سخيًّا مع إبداعِك.

لماذا تمكّنتَ من تلك المشاريع التي كنت تعمل عليها؟ لأنّك تخاف أنّ الناس قد يحكمُون عليكَ سلباً؟ أنت تخشى أن يقولوا أشياء سيِّئة عن عملك؟ حسنا، أنت على حق، وبعضهم سيكون كذلك. كثير من الناس هم أقطاب مُعاكسة لك. سيكرهُون عملك، وحتّى لو لم يكرهوه، فلن يخرجوا عن طريقهم لتصنيفه. أُترك هؤلاء الناس. إنّهم يشتركُون في نفس النُّقطة الزرقاء مثلك أنت، لكنهم لا يملون عليك ما هو جديرٌ وما هو ليس كذلك.

هناك أشخاصٌ يحبون عملك. كن سخيًا مع هؤلاء الناس.