09 أمور تذّكرها إذا كنت تحب شخصاً يعاني من القلق

القلق صعبٌ، أليس كذلك؟ ليس فقط للناس الذين يعانون منه، ولكن بالنسبة لك أيضاً - أي الناس الذين تتعاملُ معهم - حينما يتعرّضون له. إنّها ضرائب عاطفية على كِلا الطرفين، قد تكون أعراضُها جسديا في بعض الأحيان، وبالطبع تتأثّر عقليا معظم الوقت.

القلق


يجب تغيير الخُطط لاستيعاب القلق. ويجب تجنُّب حالاتٍ في بعض الأحيان. التخطيط يجب أن يكون أكثر دقة قليلاً. يمكن أن تتغير الاحتياجات العاطفية يوميًا. ويمكن أن يكون من الصّعب الولوج في رؤوسهم لفهمهم.

1- يمكنُهم أن يتعبُوا بسهولة.

القلق مُرهق. يبدو أن الأشخاص الوحيدين الذي يفهمون كيف يمكن أن يكون الإرهاق حقا هو الناس الذين يعانون من القلق أنفُسهم. القلق يجعلُ الناس يعيشون في حالة مُفرطة التوتر.

هم دائمًا في حالة تأهب، عقلهم نادرا جدا ما يستقر، وجسدُهم دائمًا على استعداد للقتال. مع ارتفاع ضغطِ الدّم يأتي التعب.

هل أمضَيت من قبل أسبوع عمل مجهد، حيث استيقظت كل يوم في التفكير"واو، آمل حقاً أن أحصل على استراحة قريبا"؟

هذا الشخص مهموم كلّ يوم، وهو مُتعب.
تذكر أنه في المرة القادمة التي تدفع فيها شخص ما يعاني من القلق إلى أن يكون أكثر إنتاجية.

2- يمكنهم أن يُقهَروا بسهولة.

إنهم أيضا يُسحقون بسهولة بسبب ذلك. إنّهم على بيِّنة من كلِّ ما يجري حولهُم.
كل ضجيج، كل عمل، كل رائحة، كل ضوء، كل شخص، كل كائن. بالنسبة لشخص موجود في مثل هذه الحالة من فرط التنبيه وهي حالة لا تبدو ساحقة (على سبيل المثال التفكير في حُفنة من الناس يتحدثون في غرفة) يمكن أن يسبب لهم دوران الرأس.

عند محاولة تشجيع شخص ما يعاني من القلق للذهاب إلى مكانٍ ما، فقط ضع في اعتبارك أنّ المحفِّزات التي تستمتع بها يمكن بسهولة أن تكون ساحقة بالنسبة لهم. حاول عدم إرغامهم على الأمر. تأكّد من أنّهم يعرفون أنهم يستطيعون المُغادرة وأنّهم قادرون على القيام بذلك في أيّ وقت.

3- يُدركون جيدًا أنّ قلقهُم غير عقلاني في كثيرٍ من الأحيان.

إن الوعي بعدم العقلانية لا يمنع الأفكار من الجَريان. وهو لا يوقف التفكير في مئات السيناريوهات السيئة المختلفة. إذا كان سهلاً قولهم "حسنا، هذا غير عقلاني - إذاً لا توجد نقطة تثير القلق حول هذا الموضوع،" فغالبية الذين يعيشون مع القلق لن يكون لهم مشاكل معه بعد الآن.

واحد من أسوأ الأشياء عن القلقِ هي مدى إدراك عدم العقلانية التي يمكن أن تكون. الإشارة إلى أنّه غير عقلاني لا يساعد - إنّهم يعرفون ذلك بالفعل. ما يحتاجون إليه هو الرّحمة والتفاهم والدّعم - نادرا ما يحتاجون إلى نصيحَة حول كيف أن قلقهُم غير عقلانية وغير مجدي (لأن هذا ليس حتى نصيحة). 

4- يمكنهم التعبير عن مشاعرهم (في الواقع، أنت عليك فقط الاستماع).

وجود القلَق لا يعني أنّهم غير قادرين على التّعبير أو التواصل. (ما لم يكونوا مذعُورين، في هذه الحالة على الأرجَح لا يمكنُهم، لا يزالون يحبون التحدُّث ومازالوا يجبّون التّحدث عن أنفسهم. وسوف يقولون لك كيف يشعرون.

في كثير من الأحيان، يعتقد النّاس أنّ الشخص الذي يُعاني من القلق، لا يمكنه أو لا يريد التّواصل مع الآخرين - لأنهم يختارُون عدم القيام بذلك، وعادة ما يكون ذلك بسبب رفض الطرف الآخر تماماً في المرة الأخيرة التي انفتحوا فيها. لذلك في المرة القادمة عندما تعتقد أنهم غير قادرين على التحدُّث عن أنفسهم، عض لسانك وامنحهم الفرصة للتحدُّث فعلا. ثم خذ الوقت للاستماع.

5- لا يحتاجون الى شخص يسألهم باستمرار "هل أنت بخير؟" في حين أنّهم قلِقون.

عندما ترى شخص ما منزعج أو مذعور وأنت تعرف أن لديه القلق، هل تحتاج حقا أن تسأله "هل أنت بخير؟"

أنت تعرف الإجابة مُسبقًا. قلبهم ينبض مليون ميل في الساعة، أيديهم مشوَّشة، وصدورُهم مشدودة، أطرافُهم تهتزُّ من تدفُّق الأدرينالين وعقولهم قد غرقت فقط في الاستجابة للقتال. بكلِّ صراحة؟ البعض منهم ربّما يعتقدُ أنّه يموت. لذا بدلاً من السؤال "هل أنت بخير؟" حاول شيئًا أكثر فائدة قليلاً وبنَّاءً. ومن الأمثلة الجيدة على ذلك ما يلي:

"تذكَّر تنفُّسك".
"تذكر إدراج أي تقنية ساعدتهم من قبل"
"هل تريد مساعدتي لمساعدتك في مكان أكثر هدوءا / أكثر أمنا / أكثر هدوءً؟"
"أنا هنا إذا كنت بحاجةٍ لي". (عند هذه النقطة، يجب تركُهم وحدهم ما لم يطلبوا)
"أنت قلِق، إنه لن يدوم. لقد حصل لك هذا من قبل، سوف تجتازه مرّةً أُخرى "

ولكنّ مفتاح كلّ هذا: إذا كانوا يطلبون منك أن تتركهم وحدهم - اترُكهم وحدهم! هم من ذوي الخبرة في التعامل مع قلقِهم. 

6- يجدُون صعوبة في السماح له بالرّحيل.

جزء من القلق ثابتٌ على التفكير، ولكن لفهم هذا حقا، نحن بحاجة إلى فهم من أين ينبع التفكير. عندما يواجه أي شخص حادث صادِم في حياته، حيثُ معظم الناس الذين يُعانون من القلق كان لهم النّصيب الوافِر، هنا الذَّاكرة (إذا لم يتم التعامل معها بشكلٍ صحيح)، فإنّها تقوم بتخزين ذلك  في جزء من الدماغ حيث يستخدمه لتحديد ما إذا كنا في 'خطر'. يمكنك معرفة المزيد عن ذلك هنا.

يتمُّ تخزين الذاكرة بطريقة ومنطقة مختلفة تماما من الدِّماغ بالمُقارنة مع الذَّاكرة اليومية التي يتم رفعها بعيدًا.

هذا يجعلُ الدماغ يتفاعلُ بشكلٍ مختلف مع الذاكرة. ويسعى الدِّماغ بنشاط إلى إقامة روابط بين الذاكرة المُؤلمة والوضع الحالي. 

7- يمكن أن يجدوا صُعوبة في التغيير (حتَّى لو كان متوقَّعا).

كلُّ شخص لديه منطقة الراحة الخاصّة به، سواءً قلِق أم لا. إنّ دفع منطقة الرّاحة يمكن أن يكون صعبا حتى على الشّخص الأكثر انضِباطاً، وبالتالي فالأشخاص الذين يعانُون من القلَق يمكن أن يكون الأمر أكثر صعوبة عليهم.

هنا لا يعني بأنّ أولئك الذين يعانُون من القلق يكرهُون التّغيير أو دفع مناطق الراحة الخاصّة بهم، إلا أنّهم يجدوون صعوبة كبيرة في جلبِ أنفسهم للقيام بذلك.

فقط تذكر أن تمتلك أكثر قليلاً من الصّبر والتفاهم لأولئك الذين يعانُون من القلق. انهم يحاولون، هم حقا كذلك.

8- إنهم (دائما) يتجاهلونكَ عمدا.

جزء من إدارة القلق هو السّيطرة على المونولوج الداخلي الذي يأتي معهم. في بعض الأحيان يمكن أن يستهلك هذا العمل الكثير من الاهتمام. أغرب الأشياء يمكن أن تُفجِّر أنماط تفكير غامضة لأولئك الذين يعانُون من القلق. إذا انجَرفوا فجأةً من المُحادثة، فهناك فُرصة جيِّدة في أنّهم يفكِّرون في شيءٍ ما قيل للتو أو أنهم يحاولون تهدئة أفكارهم. كلاهما يحتاجُ تركيزاً هائلاً.

في الحقيقة، إنّهم لا يتجاهلونك. أو ليسَ عمداً على الأقل. انهم فقط يُحاولون عدم حدوث انهيار عقلي هناك أمامك. أنت لا تحتاج إلى أن تسأل "هل أنت بخير؟" ولا تحتاجُ على وجه الخصوص إلى استجوابهم على ما قلته للتو. إذا كان الأمر مهمًا، فجرب جلبه برفقٍ مرّة أخرى عندما يبدون أكثر انتباها.

يمكن أن تكون عقولهم منطقة حربٍ في بعض الأحيان. وسينسحبون من المُحادثات بشكلٍ غير متوقع، وسيشعرون بالسوء لقيامهم بذلك إذا أدركوا الأمر. 

9- ليسُوا حاضرين دائمًا. 

كما ذُكر في النقطة أعلاه، انهم ليسوا دائمًا موجودين في المُحادثة. الأحداث اليومية يمكن أن تجعل الجميع يَضيع في التأمُّل في مرحلةٍ ما أو أخرى، ولكن بالنسبة لأولئك الذين يعانُون من القلق كلُّ شيء تقريبا يمكن أن يَكون بمثابة الزناد التأمُّلي.

سينحسِرون إلى أعماق عقولهم بشكلٍ منتظم جدا وعليك أن تلاحظ على الأرجح الشُّغور على وجوهِهم. خلافا لما تقترحُه الأفلام الرومانسية، فإنه ليس من الأفضل دائما أن ترويعهم حينما ينغمسُون في التّفكير (على الرّغم من أنه في بعض الأحيان بالتأكيد يمكن أن يكون!)

ادفعهم بلطف مرَّة أخرى إلى واقعٍ منتظم. ذكرهم أين هم، ما يفعلونه (وليس حرفيا، أنهم قلقون ).