ماذا تعرف عن متلازمة الهايبرثيميسيا.. توجد منها 20 حالة فقط حول العالم !

الهايبرثيميسيا Hyperthymesia هي حالة الأشخاص الذين يفقدون قُدرتهم على نِسيان تفاصيل حياتهم وتجارِبهم الشّخصية، وتذكّر كل لحظة مرّت في حياتهم.

الهايبرثيميسيا

مصابُون بفرط استذكار أم أذكياء؟!

ميّز الباحثون بين حالتَي فرط الاستذكار وقدرات الأشخاص الأذكياء القادرين على ربط أحداث معينة تكون في نظرهم مهمة بطريقة تجعلُهم يتذكَّرونها على مرِّ السنوات، وكذلك طلبة العلم الذين يحفظون المعلومات بطرق إبداعية تجعل نسيانها صعباً.

ويكمن الفرق الأساسي بينهما هو أن المصابين بالهايبرثيميسيا غالباً ما يتذكرون الأحداث المرتبطة بحياتهم وسيرتهم الشخصية أو الأحداث العامة التي كان لها أثر في حياتهم الشخصية؛ فكلّ الأمر يدور حولهم وحول كونهم جزءاً من ذكرياتهم الشخصية.

وبخلاف ما قد يظنه كثيرون للوهلة الأولى، الهايبرثيميسيا ليست موهبة يُحسَد عليها المصابون بها، وإنما مرض حقيقي له أعراضه التي قد تقود لفقدان السّيطرة على الأفكار والذكريات، وتسبِّب القلق والتوتر.

أعراض الهايبرثيميسيا

يعبّر المصابون عن مرضهم باستذكار التواريخ بدقة، فيُعتَقَد أنهم "يَرَون" الحدث أمامهم عند ذكر التاريخ المتعلق به، ويُمَيَّزون بذلك عن بعض مرضى التوحد، الذين لديهم عبقرية حسابية، بأن الهايبرثيميسيين فقط يملكون الشقّ المتعلّق بالذاكرة منها.

استرجاع الذكريات عملية غير واعية لدى المصابين؛ ما يجعلهم يعانون حالة متفاقمة من القلق والتوتر نتيجة الذكريات التي تنهمر دون توقف في لحظات الاسترجاع.

الخصائص

يبدو أن العديد من الصِّفات شائعة بين المتضرِّرين.

قد يقضُون الكثير من الوقت في التفكير في الأمور التي حدثت لهم في الماضي.

لديهم القدرة على التركيز بعمق، ومنع الإلهاءات في البيئة من حولِهم.

بدلاً من ذلك، فإنه يمكن أن يتم تشتيتُهم بسهولة بواسطة ذكرياتهم و يفقدون التركيز على الأمور الجارية حولهم. إنّهم أكثر عُرضة لحُلم اليقظة والخَيال.

20 مصاباً والأسباب تكادُ تكون مجهولة!

سُجِّلَت 20 حالةً فقط مصابةً بالهايرثيميسيا حول العالم! ما يجعل تحديد الأسباب صعباً جداً؛ لأن الأوراق البحثية التي تصدر عن جمهور العلماء لتحدد أسباب مرض ما تستند إلى دراسات وتجارب على عدد كبير من المصابين وعلى عدة مراحل. 

لكن اتفق العلماء على أن الأمر له علاقة وثيقة بتضخم الفص الصدغي والنّوى القاعدية، أيضاً الحُصَين الذي يقع عند الفص الصّدغي الإنسي، ويشارك في فرط الاستذكار، هذا بينما يسهم القشر الصدغي في تخزين هذه الذاكرة. 


المصدر: هنــا