10 أفكار تمنعك من مغادرة منطقة الراحة المحيطة بك

سواء كنت تعتقد ذلك أم لا، فالقدرة عمدًا على ترك منطقة الراحة الخاصة بك لتحقيق أهداف طويلة الأجل هو ما يفصل الناس المتميزين عن العاديين.

10 أفكار تمنعك من مغادرة منطقة الراحة الخاصة بك

تخيّل دائرتين غير متصلتين ببعضهما البعض بأيّ شكلٍ من الأشكال. واحدة صغيرة وطبيعية، والثانية أكبر بكثير ومتفوّقة. تمثل الدائرة الأولى حياة مريحة مليئة بالاسترخاء، وتصفح الإنترنت، و الاستلقاء طوال اليوم في السّرير في عطلة نهاية الأسبوع واستهلاك كميات لا تحصى من الشوكولاته المفضّلة لديك.

إنه رمزُ الحياة المقضية في منطقة الرّاحة. في النّظرة الأولى، قد يبدو لك قوس قزح، ولكن في الواقع، إنها دائرة لا تضمن لك شيئًا غير النّدم.

ثم هناك الدّائرة الثانية: مليئة بالأراضي المجهُولة التي تنتظر أن يتمَّ اكتشافُها، والأحلام الكبيرة التي تحتاجك لتجعلها تصبح حقيقة. في هذا النمط من الحياة اختبارات الإرادة الخاصّة بك والانضباط على أساسٍ منتظم. كلّ يوم جديد هو تحدٍّ جديد. ومع ذلك، فإنّ الجائزة لكونك شجاعاً وملتزماً ضخمَة وتستحق الجُهد.

لأخذ قفزة نوعية إلى الأمام، تحتاجُ إلى تحديد واستئصال الأفكَار السّلبية التي تثبطك من مغادرة منطقة الرّاحة للأحسن. وفيما يلي قائمة من 10 التي هي الأكثر شيوعا و الأكثرُ خطراً.

1- "ليس عليّ حقاً فعلُ ذلك."

إذا لم يكُن هناك أيّ شخصٍ آخر يدفعك لتفعل شيئًا، فإنه من الصّعب جدا أن تُبقي دوافعَك عندما تُريد التخلّي عنها. فجأةً، يبدأ عقلك يقصفُك بأسباب للتّخلي عن هدفِك والقيام بشيءٍ من المرح. هذا الفكر نموذجي و قد واجهتُ ذلكَ الطّريق مرّاتٍ كثيرة جدًّا. حتى أنّني اعتقدت في أهداف وتخلّيت عن التزاماتي من أجلها. ومع ذلك، كلّما شعرتُ بالطعم المرِّ للفشَل، كلّما أدركت كيف تشكّلت هذه الرغبة بشكلٍ خيالي.

في الواقِع، عليكَ أن تفعل ذلك وليس هناك شكٌّ في ذلك. أيًّا كان هدفُك، لا يمكنك التخلّي عن ذلك على أساسِ الانفعالات التي تأتي خِلال الأوقات الصّعبة. بمجرّد أن يتبادرَ هذا التفكير الخطير إلى ذِهنك، ذكِّر نفسك بهذه المقالة. فالدماغ لا يدخر جُهدا لإقناعك بالتّخلي عن أهدافِك حتّى تشعُر على نحو أفضل على الفور، وأنت تعلمُ أنّك ستشعُر بشعورٍ أسوأ بعد ذلك.

2- "سأبدأ غدًا."

في بعض الأحيان، إنه أفضل شيءٍ يمكنك القيام به. ومع ذلك، فإنّه يعمل فقط إذا كنت فعلاً ستبدأُ غدا. والمشكلة الحقيقية هي، أنّ معظم الناس لا يطبِّقون وذلك الغد لا يأتي أبداً. فالوقت السِّحري عندما تشعر أنّك على استعداد ومتأهب.

3- "الآن ليست اللحظة المثالية".

منذ فترةٍ طويلة جدًّا أردت أن أبدأ مدونة لتحسين الذات، ولكن لم أشعر وقتها أنّها فكرة جيدة. بدلاً من ذلك، ظللتُ أقنع نفسي أنه في غضون أشهرٍ قليلة سأكُون على استعداد للبدء كمُحترف. وبمجرد مرور بِضعة أشهر، وددتُ أن أخرج بعذرٍ آخر وهو  أنّ الانتظار شهرا آخر أفضل من البدء اليوم.

كما تُلاحظ، إنها حلقَة مُفرغة. إذا كنت تعتمد مثل هذه العَقلية، فلن تبدا أبداً. بمجرّد أن فعلت ذلك على الفور وقمتُ بما لم أستطع القيام به لعدّة أشهر، في غضون ساعاتٍ قليلة كان موقعي يعيش. قررت أخيرًا تجاهل الأعذار والخرُوج من منطقة الرّاحة. هذا هو القرار الوحيد الذي لن تندمَ عليه. كلُّ شيءٍ آخر يجلبُ النّدم ويجعلك تتساءل: "ماذا سيحدث إذا حاولت ..."

4- "سأبدأ بمجرّد أن أمتلك المزيد من _____".

شخصيا، "المزيد من الوقت" يبدو أنّه العذر المفضل لديّ. عندما يتعلق الأمر بعمل شيء غير مريح، هناك دائمًا شيءٌ لإبقائنا مشغولين ومشتّتين. في الواقع، ومع ذلك، فإن هذا الشيء لن يُحدث أي فرق كبير في حياتك، ولكن عليك الاستمرار في استخدامه كعذرٍ سهل. انه مريح فقط.

كلّما أدركتَ أنك تستخدم هذا العذر، يجب أن تُدرك أنه في معظم الحالات، لديك بالفعل كل ما تحتاجُه للبدء. إذا كنت لا تعمل بجدٍّ نحو خلقِ بيئةٍ أفضل للبدء، أعدك أنه لن يحدث من تلقاء نفسه أو بمُصادفة.

5- "لو كان لديّ فقط _____، سأنجح بالتأكيد."

هناك فكرةٌ غبية أخرى تمنع عددا لا يُحصى من النّاس من النجاح في الحياة، وهي التّفكير في أن شيئا سيأتي في نهاية المطاف سيؤدي إلى نجاحٍ مؤكد. ما يعمل حقًّا هو الاعتماد على العوامل الداخلية لتحسين نفسك.

بالتأكيد، بعض الناس أفضلُ حالاً من الآخرين، ولكن العوامل الداخلية هي التي تهمُّ أكثر من غيرها. جميع تلك الخارجية هي مجرد إضافات لطيفة ولكن ليست مطلُوبة.

6- "أنا لست جيدا بما فيه الكفاية حتى أبدأ."

في الوقت الحاضر تم قصفُنا بتسليط الضوء على حياة النّاس الآخرين. سواءً كان ذلك إعلان أو لافتات فوتوشوب، إينستاجرام أو الفيسبوك أو بلوق، فإن معظم المعلومات المشتركة هو مجرّد غيض من فيض. عادة، يتم إخفاء الحقيقة القَبيحة، لذلك تشعُر بأنك الوحيد الذي يُعاني هبوطاً في الحياة.

ونتيجة لذلك، فأنت تشعُر في نهاية المطاف بشعورٍ غير ملائم. إذا كنت لا تشعر بشعور جيد بما فيه الكفاية، فإنّه من الصّعب الإفراج عن قوة الإرادة الداخلية والقوة التي تتبنى ترك منطقة الراحة الخاصة بك. حتى الآن، اسمحوا لي أن أقول لكم الحقيقة القاسية.

معظم الناس يشعرُون بعدم الأمَان، لديهم الشكوك الذّاتية وتجربة اللّحظات عندما يعتقدون أنّ التخلّي هو الحلّ الوحيد. ومن المرجّح جدّا أن وسائل تواصلهم الاجتماعي لا تُخبر القصّة بأكملها.

إنها مجرّد طريقةٍ للدّماغ يُحاول خداعك بها. تجاهل ذلك، لأنك بالفعل جيدٌ بما فيه الكفاية. وإذا لم تكن كذلك، أوهمه بذلك حتى تفعلها!

7- "هذه هي آخر مرّة أُماطِل فيها!"

في كلِّ مرّةٍ تقوم فيها بإجراءِ استثناء، فأنت تلقائيًا تقوم بجعلِ المُحاولة القادمة أكثرَ صعوبةً. مع مرورِ الوقت، عقلُك سيبني عادةً سيّئة من المُماطلة في جميع التكاليف، وستُصبح صراعا حقيقيا للالتزام بأي من الالتزامات الخاصَّة بك. 

تحتاج إلى إدراك أنها أصعب اللّحظات وكيف تتفاعل بمجرد حدوثها: إما أن تفعلها أو تكسرك. إذا كنت تستطيع عضّ الرّصاصة واتخاذ الإجراء فوراً، فهذه الحقيقة وحدها ستجعل المحاولات المستقبلية أسهل بكثير.

8- "اليوم سأستمتع، ولكن غدا سأركِّزُ على أهدافي! "

في الواقع هذا يمكن أن يعمل، ولكن فقط إذا قمت بتعديل الجُملة: الآن سأعمل على تحقيق أهدافي بحيثُ في نهاية اليوم أستطيع أن أشعر بالارتياح و الإنجاز. إذا جعلتَ المتعة أولويتَك الأولى، فإنه من الصعب حقاً أن تتوقف وتكسب أنشطة غير مُريحة.

الحصول على أشياء ممتِعة دون العمل في المقام الأول هو جوهر البقاء في منطقة الراحة. إذا ذهبت في هذا الطريق، مع مرورِ الوقت عادة سيِّئةٌ أُخرى ستتجذّر. لحسن الحظ، يمكنك أن تجعل هذا الأمر يعمل لصالِحك بشرطِ أن تفعل ذلِك في ترتيبٍ عكسي.

9- "أنا لا أعرف كيف!"

هذا أمر مفهومٌ تمامًا. معرفة شيءٍ ما ليس نتيجةً للموهبة أو السِّحر، انها نتيجة العمل والتحسين المُستمر. في عالم اليوم المليئ بالمعلومات المُتاحة على الفور ومجانًا، لا يمكنك فقط أن تقول "لا أعرفُ كيف أبدأ" ثم تستسلم.

وأنا أكتب هذه المقالة، هناك بالفعل أكثر من 2 ملايين تدوينة مكتوبة اليوم. وعلاوة على ذلك، نُشر ما يقرب من 000 500 1 كتاب في عام 2015 وحده. ساعات لا تحصى من المواد التعليمية المنشورة على موقع يوتيوب ومواقع مماثلة. ببساطة، هناك على الأقل عددُ مُعتبر من الطّرق المجانية لتعلُّم حلِّ أي مشكلةٍ لديك. يمكنُك معرفة أيّ شيء وضعت عقلك فيه.

10- "أنا أعيش فقط لمرّة واحدة والحياة تعني أن أتمتّع!"

إذا كان هناك شيءٌ واحد أنا متأكد منه هو أنّ الرِّضا الحقيقي والمُتعة لا يمكن أن تكون موجودة إلاّ داخل منطقة الانزعاج. أنت لا تحقق السّعادة الحقيقية والوفَاء على الفور. إنها ثمينة جدا لتحدُث لأيِّ شخصٍ في أيّ وقت. ما عليك القيامُ به أولاً هو تبنِّي الفوضى بحيث تأتي في نهاية المطاف إلى السّلام.

البقاء داخل منطقة الرّاحة الخاصة بك يبدو ممتعاً على السّطح وهذا هو السّبب في أنّ معظم الناس يتركون تلك المنطقة المحفوفة بالمخاطر. ومع ذلك، بمجرّد أن تخطو خطوة نحو المجهول وتفعل شيئا لم تفعله من قبل، ستُدرك أنّك قد كنت بعيداً عن قاعدة ذلك الافتراض.

يبدو أن البقاء داخل منطقة الرّاحة الخاصة بك يعني عدم المخاطرة بأيِّ شيء. في الواقع، الخطر إضاعة حياتِك كلّها وفقدان طعمٍ لا يصدّق من الإنجَاز المتميّز. من فضلك، لا تفعل ذلك لنفسك.