كيف يتعامل الأشخاص الأذكياء مع الأشخاص المُزعجين ؟

في عالمٍ مثالِي، كلّ شخص نتفاعل معه سيكون لطيفًا، جميلاً، مراعٍ لمشاعر الآخرين، يقظاً، سخياً، وأكثر مِن ذلك. وسننعمُ جميعا بجوٍّ هادئ حيث لا أحَد يضطربُ أو يُهان.

كيف يتعامل الأشخاص الأذكياء مع الأشخاص المُزعجين

ومع ذلك، نحن لا نعيش في عالم مثالي. بعض الناس يدفعوننا للجنون، ونحن (على نحوٍ لا يمكِنُ إنكارُه) ندفعُ بعددٍ قليلٍ إلى الجنون كذلك. هؤلاء الذين لا نحبهم ، يستهزئون، يهينون شخصيتنا، يشكِّكون في دوافعنا، أو أنهم لا يتفاعلُون مع نكاتِنا على الإطلاق - ولكن يتوقعون منّا أن نضحَك على كل ما لديهِم.

وفقًا لرُوبرت سوتون (أستاذ العلوم الإِداريَة في جامِعة ستانفُورد)، فإنه ليس من المُمكن - ولا حتى المِثالي - بناء فريقٍ يتألف تمامًا من الناس الذين تحبهم و يمكنك دعوتهم للشّواء في الفناء الخلفي.!

وهذا هو السّبب في أنّ الناس الأذكياء يستفيدون لأقصى دَرجة مِن النّاس الذين لا يحبون.
وإليك كيفية القيام بذلك..

1- يتقبّلون فِكرة أنهم لن يتمكّنوا من حُبِّ الجَميع.

أحيانا ننشغل في فخ التفكير بأننا أشخاص لطيفين. ونحن نعتقد أنّنا سنحبُّ أيّ شخصٍ نتفاعلُ معه - حتى وإن لم يحدث ذلك. فمِن الحتمي أن تواجه الشّخصيات الصّعبة التي تعارضُ أفكارَك. الناس الأذكياء يعرِفون هذا. وهم يُدركُون أيضًا أنّ الصِّراعات أو النِّزاعات هي نتيجة للاختلافات في القيم.

هذا الشّخص الذي لا تحبه ليسَ في جوهرِه إنساناً سيئًا. السبب وراء عدم توافقك معه على طول هو أنّ لديك قيمٌ مختلفة، وهذا الاختلاف يخلق إصدار أحكام على الآخر. وبمجرد قبولك أنه لن يحبك الجميع، وأنك لن تحب الجميع بسبب اختلافٍ في القيم، يمكن للإدراك أن يأخُذ العاطفة بعيدا عن الحالة. وقد يؤدي ذلك إلى التفاهم بشكل أفضل بالموافقة على اختلاف الرّأي.

2- لا يتجَاهلُون أو يرفُضون أولئِك الذين لا يحبون.

يقول سوتون: "أنت بحاجة إلى أشخاص لديهم وجهات نظر مختلفة ولا يخشون أن يجادلوا". "إنهم نوعٌ من الناس الذين يمنعُون المنظّمة من القيام بأشياء غبية". قد لا يكون الأمرُ سهلاً، ولكن تحمّلهم. غالبًا ما يكون أولئك الذين يتحدّوننا أو يثيرُوننا هم من يدفعُنا إلى رؤى جديدة ويساعدون في دفع المجموعة إلى النّجاح. تذكّر، أنت لستَ مثالياً أيضاً، ولكن الناس لا يزالون يتسامحُون معك.

3- يتعاملون مع أولئك الذين لا يحبون بلُطف.

مهما كانت مشاعرُك لشخص ما، فإنّ هذا الشخص سيكون متناغما للغاية لموقفك وسلوكِك، ومن المرجّح أن يعكس ذلك مرةً أخرى لك. إذا كنت وقحًا معهم، فإنهم على الأرجح سيَرمُون الاحتشام بعيدًا ويكونون وقحِين معكَ أيضًا. لذلك، عليك أن تبقى عادلاً ونزيهاً.

4- يتفحّصُون توقُّعاتِهم الخاصّة.

ليس من غير المألوف أن يكون لدى الناس توقعات غير واقعية حول الآخرين. قد نتوقع من الآخرين أن يتصرفوا تمامًا كما نفعل، أو يقولون الأشياء التي قد نقولها في حالة معينة. ومع ذلك، هذا ليس واقعيًا. يقول ألان. كافايولا، أستاذ جامعي في علم النفس بجامعة مونماوث في فرع ويست لونج في نيو جيرسي: "الناس يملكون سمات شخصية متأصلة ستحدد إلى حدٍّ كبير كيفية تفاعلهم. "توقع الآخرين أن يفعلوا كما تفعل هو تعريضُ نفسك لخيبة الأمل والإحباط."

إذا كَان هناك شّخصٌ ما يجعلُك تشعُر بالضبط بنفس الطريقة في كلّ مرة، اضبِط توقعاتك بشكلٍ مناسب. بهذه الطريقة ستكون مهياً نفسيًا وسلوكُهم لن يفاجئك. الناس الأذكياء يفعلون ذلك في كلِّ وقت. فهم لا يتفاجؤُون دائما من سلوك الشخص الغير محبوب.

5- يتحوّلون إلى الداخل ويركِّزون على أنفسِهم.

من المهم أن تتعلم كيفية التعامل مع الإحباط عندما تتعامل مع شخصٍ يزعجك. بدلاً من التفكير في كيفية إزعاج هذا الشّخص، ركّز على طريقة ردّة فِعلك لماذا كانت بهذا الشّكل. أحيانا ما لا نحب في الآخرين هو في كثيرٍ من الأحيان ما لا نحبُّ في أنفسنا.

6- يتوقفون بعض الوقت ويأخذون نفسًا عميقا.

بعض الخصائِص الشّخصية قد تكونُ دائما على نفسِ الحال، تقول كاثلين بارتل (مستشارة الصّراع في كاليفورنيا). ربما هذا الشّخص يفتقد المواعيد النهائية، أو رجل يقول نِكات خارج اللّون. ألقِ نظرة على ما يُميِّزك ومن الذي يدفعُك للهيجان. وبهذه الطريقة، تقول بارتل، يمكنك التحضير له عندما يحدُث مرَّة أخرى.

وفقاً لها، "إذا كنت تستطيع التوقف والتّحكم في ضخّ الأدرينالين الخاص بك والانتقال إلى الجزء الفِكري من الدِّماغ، عليك أن تكون أكثر قدرةُ على إجراء المحادثة وتخطي الحكم". يمكنُ أن يُساعدكَ أخذُ نَفَسٍ عميق وخُطوة كبيرَة إلى الوراء  أيضا على تهدئتك وحمايتك من ردة فعل مبالغٍ فيها، مما يتيح لك المضي قدُما بعقلٍ وقلبٍ أكثر انفتاحا.

7-يعبِّرون عن احتياجاتِهم الخاصّة.

إذا كان بعض الناس يستمرون بإيذائك وإزعاجك، دعهم يعرفون بهدوءٍ أن أسلوبهم وسُلوكهم هو مشكلة بالنسبة لك. تجنب اللغة الاتهامية وبدلاً من ذلك حاول المعادلة "عندما تقوم. . . انا اشعر . . ." . على سبيل المثال، أخبر ذلك الشخص: "عندما تقطعني في الاجتماعات، أشعر بأنك لا تقدر مساهماتي". ثم خذ لحظة وانتظر رده.

8- يجعلُون مساحة بينهما.

إذا فشِل كلُّ شيء آخر، الناس الأذكياء يسمحون بمساحة بين أنفسهم وبين أولئك الذين لا يحبّون. اعذر نفسك واذهب في طريقك. إذا كان في العمل، انتقل إلى غرفة أخرى أو اجلِس في الطرف الآخر من طاولة المؤتمر. مع القليل من المسافة، ومعرفة الغير، قد تكون قادراً على العودة والتفاعل مع كلٍّ من هؤلاء الذين تحبُّهم و الذين لا تحبهم كما لو لو كانوا غيرَ مُزعجين.