ما هي الذاكرة الزائفة ؟

الذاكرة الزائفة أو الكاذبة هي ذكرياتٌ ملفقة أو مشوّهة لحدث ما. والناس غالبا ما يفكرون في الذاكرة كشيء مثل مسجِّل فيديو يقوم بتوثيق دقيق وتخزين كل ما يحدث بدقة ووضُوح تام. في الواقع، الذَّاكرة عرضة للمغالطة. يمكن للناس أن يشعروا بالثِّقة الكاملة بأنّ ذاكرتهم دقيقة، ولكن هذه الثقة لا تضمن أن ذاكرة معينة صحيحة تماماً..

الذاكرة الزائفة

مثل أن تتذكر بشكلٍ غير صحيح أنك قمت بقفل الباب الأمامي، إلى أكثر خطورة من ذلك، مثل أن تتذكّر زُورًا تفاصيل حادث شاهدته.

تعرف على المزيد حول كيفية تعريف علماء النفس للذكريات الخاطئة، وكيفية تشكيل هذه الذكريات، والتأثير الذي يمكن أن تُحدثه هذه الذكريات.

تعريف الذاكرة الزائفة (الكاذبة)

الذكريات الكاذبة هي تجربة عقلية تُؤخذ عن طريق الخطأ لتمثيل حدث ما من الماضي الشخصي للمرء. يمكن للذكريات أن تكون كاذبة بطرق بسيطة نسبيًا (على سبيل المثال، اعتقاد أحدهم أنه شاهد المفاتيح آخر مرة في المطبخ في حين كانت في غرفة المعيشة) وقد تكون بطرق أكبر ويكون لها آثار عميقة على الذات والآخرين (على سبيل المثال، الاعتقاد الخاطئ بأن أحدا ما تعرض للاعتداء الجنسي في مرحلة الطفولة) (Johnson, M. K., 2001)
الذكريات الكاذبة

ما الذي يسبب الذاكرة الخاطئة؟

إذن فلماذا تحدث الذكريات الكاذبة؟ العوامل التي يمكن أن تؤثر على الذّاكرة الكاذبة تشمل التّضلِيل وسوء توزيع المَصدر الأصْلي للمعلُومات. ويمكن أن تتداخل المعرفة الحالية والذكريات الأخرى أيضا في تشكيل ذاكرة جديدة، مما يتسبب في أن تكون ذكريات الحدث مخطِئة أو كاذبة تماما.

وفي هذا الصدد تقول الأخصائية في علم النفس من جامعة واشنطن إليزابيث لوتفوس إنه من السهل الايحاء لشخص ما بوقوع احداث لم تقع بالفعل، لينخرط الشخص بهذه "اللّعبة"، ويشرع باختلاق احداث وتفاصيل متعلقة بها، تتحول فيما بعد الى ذكريات.

وحول ذلك يقول الأخصائي الرُّوسي في معهد العِلاج النفسي غيورغي بليشاكوف، أنّ الناس عموماً يميلون الى الشعور بالاكتئاب والاضطِراب النّفسي والهيستيريا وغيرها من ظواهر الخَلل النفسي، وهم على استعداد تام لممارسة الايحاء الذاتي، كما يميلون الا الخلط بين الاحداث الواقعية وما يدور في مخيلتهم من فانتازيا، ويضيف "لا تخلطوا الواقع بالخيال". 

ويتابع بليشاكوف ان هذا الامر دفع الكثير من علماء النفس الى دق ناقوس الخطر وتحذير الاطباء المعالجين في هذا المجال ودعوتهم لتوخي الدقة في علاج مصاب يعاني من فقدان الذاكرة، اذ ان المصاب في هذه الفترة معرض لتقبل كل ما يمكن ان يوحى له عن حياته السابقة على انه واقع.

التأثير المحتمل للذّكريات الكاذبة

في حين أننا جميعا على دراية بلاعصمية الذاكرة (التي لم تنس شيئا مهما من المعلومات)، كثير من الناس لا يدركون كيف يُمكن أن تكون الذاكرة كاذبة حقًّا.

الناس عرضة بشكلٍ ملحوظ للاقتراح، والذي يمكن أن يخلق ذكرياتٍ من الأحداث والأشياء التي لم تحدث لنا حقًّا.

في معظم الوقت هذه الذِّكريات الكاذبة غير معقولةٌ إلى حد ما - الذَّاكرة التي جلَبت صورة أن المفاتيح في المنزل، بينما في الواقع تركتهم في السيارة، على سبيل المثال. وفي حالات أخرى، يمكن أن تكون للذكريات الخاطئة آثار خطيرة. وقد وجد الباحثون أن الذكريات الخاطئة هي أحد الأسباب الرئيسية للإدانات الخاطئة، وذلك عادة من خلال الكشف المزيف عن مشتبهٍ به أو ذكرياتٍ خاطئة أثناء استجوابات الشرطة.

المصادر: verywell / rt.com