مترجم:22 عادة مزمنة للأشخاص التعساء .. تجنبها كي تكون سعيدا

في حين أنّ السعادة قد تأتي بشكلٍ طبيعي لبعض الناس أكثر مما تأتي لآخرين، إلاّ أنّ هناك بعض الأشياء التي نفعلها جميعا تُسهم في رَفاهِنا العاطفي.

22 عادة مزمنة للأشخاص التعساء

ليس المقصود من هذه المقالة انتقاد أو إدانة الأشخاص غير السُّعداء، وإنما تسليطُ الضَّوء على بعضِ العادات التي يمكن أن تُسهم في تعاستهم. والهدف من هذه المقالة هو تثقيفك حول هذه السلوكيات الشّائعة بحيث يمكنك تجنُّبها كلّما أمكن ذلك.

من خلال القيام بذلك، ستَرفُض السّلبية المرتبطة بالتعاسة وتترك مساحة أكبر، يمكنك من خلالُها رسم الإيجابية، والتفاؤل بدلاً من ذلك..

دعونا نبدأ رحلتنا من خلال العاداتِ الأكثر انتشارا بين الأشخاص التُّعساء..

1- تركيزهم دائما على الأشياء السيِّئة

الجميع يختبر خليطاً من الأشياء الجيدة والسيئة في حياتهم، ولكن ردود فعلنا يمكن أن تكون مختلفة جدًّا اعتمادا على ميلنا الحالي نحو الجيد أو السيئ.

بالنِّسبة للناس غير السُّعداء، فإنَّهم يركِّزون في كثيرٍ من الأحيان على الحَالات السَيئة، وأنَّهم قد يمكثُون فيها لفترةٍ طويلة بعد أن حدثت وانتهت. في المقابل، عندما تحدث أشياء جيدة لهم، ينسَونها بسُرعة بمجرّد انتهائها.

2- يتوقُون للسّيطرة على الحياة

الأشخاصُ الغير سُعداء يرغبُون في السّيطرة على كلِّ التفاصيل الصّغيرة. فهُم قلقُون من أنّ عالمهم سوف تنهار إذا فقدوا هذه السَّيطرة، وبالتالي، فهم يُهملون احتضان طبيعة الحياة التي لا يمكن التنبؤ بها.

وهذا أمر سيعانيه الكثيرُون في نهاية المَطاف لأنهم سيكتشفُون أخيرًا أنَّ سيطرتهم كانت في الغالب وهمٌ في كلِّ الأوقات. وإلى أن يصلوا إلى هذه النقطة، سيسعون جاهدين لتولي مسؤولية كلِّ جانبٍ من جوانب وجودِهم.

3- يعتقدون أنّ الحياة أساسا صعبة

بالنّسبة للشخص الكئيب، يبدو أنّ الحياة معركةٌ مستمرة يجبُ محاربتها كل يوم من كلِّ عام. إنهم ينظرون إلى حقيقةٍ قاسية وخطيرة، ويعتقدون أنَّ الحياة هي في نهاية المطاف صراعٌ طويل حتى الموت.

الشخص غير السَّعيد لا يرى قِطاراً دوَّارا جميلاً بين الصعود والهبوط، الارتفاع والانخفاض. يرى فقط منحدراً طويلاً، مُرعبا، تمّ تصميمه لتخويفك.

4- كلّ حديثهم عن القيل والقال

جزء منك هو ما تقوله عمّا حولك وللأشخاص الآخرين. غالبا ما يكون حديثُ الشخص اليائس عن النّميمة أو يشتكي بشأنِ مدى فظاعةِ حياته. وكما هو مذكورٌ أعلاه، فإنَّ التركيز ينصبُّ عادة على ما يحدث خطأً بدلاً من التركيز على الصّواب.

5- يقارنُون أنفُسهم بالآخرين باستمرار

جميعُنا أفرادٌ فريدون ونحنُ من يجب أن يمشي في مساراتنا الخاصّة من خلال الحياة. وهذا يعني أن رؤيتنا للنّجاح يجب أن تكون متميزة عن أي شخصٍ آخر.

على الرغم من هذا، هناك ميلٌ لكثير من الناس - في كثير من الأحيان أولئك الذين لديهم درجة من التّعاسة - لمقارنة حياتهم مع حياة الآخرين. بغضِّ النظر عن مقدار ما يجب أن يكونوا شاكِرين له، هؤلاء الناس ينظرون دائمًا للآخرين على أنهم أفضل حالاً وهذا يعمل فقط على تعميق شعورِهم بعدمِ الرِّضا.

6- يملؤون الفراغ بـ"الأشياء"

نعودُ إلى النقطة السَّابقة حول إجراء المقارنات، فالعديد من الأشخاصِ التعساء يحاولون ملء الفراغ الذي يشعرون به في حياتهم من خلال إنفاق المال على أشياء جديدة، لامعة في كلِّ وقت.

فهم يرون أنها وسيلة لحفظ ماء الوجه مع أقرانهم لرؤيتهم كأشخاصٍ ناجحين وسعداء. على الرغم من معرفتهم أنها سوف تتلاشى بسُرعة، إلاّ أنّهم لا يزالون يملؤون حياتهم بالممتلكات على أمل أن يؤدي ذلك في نهاية المطافِ إلى سعادتهم.

7- عمومًا لا يثقون في الغرباء

جميعنا نلتقي بالغرباء على أساسٍ منتظم، ولكن كيف يُمكن لرد الفعل تجاههم أن يميز بين السعيد وغير السَّعيد. في حين أنّ هذا ليس الحال دائما، لكن الشخص الإيجابي والسعيد سيكون منفتحاً جداًّ ووديا تجاه شخصٍ غريب.

ومن ناحية أُخرى، فإن الشخص غير السَّعيد سيميل إلى أن يكون حذرًا وغير واثقٍ من أولئك الذين لا يعرفهم وسيسعى إلى إبقائهم على فوهة السِّلاح حتى يقيِّم بشكلٍ صحيح التهديد الذي قد يشكِّلونه.

8- ينسحبُون بسهولة

لتحقيق الأشياء في الحياة - مهما كانت كبيرة أو صغيرة - تحتاج إلى أن يكون لديك شعور أو امتلاك حلٍّ من حولك. لسوء الحظ، فإن الأشخاص الغير سعداء يفتقرون إلى هذه الإدارة، وغالبا ما يتخلّون عن مهمة أو حلم ببساطة لأنهم واجهوا الفشل.

وكما سبق أن ناقشنا، فإن الأفراد المكتئبين يرون الحياة عملاً شاقا، ولذلك فإنَّهم لا يتوقعون أن ينجحُوا بنفس القدر الذي يتطلّعون إليه.. وهذا يأخذنا إلى النقطة التالية..

9- يلقون باللّوم على الجميع وكلّ شيء آخر

عندما تنحرفُ الأمور في الحياة، لديك خيارين: يمكنك إما الوقوف، أن تكون واثقاً، وتعترف بأنّك سببٌ في الوضع، أو يمكنك الإختفاء بعيدا وتوجيه أصابع اللّوم بشكلٍ مباشر على أيِّ شيء آخر.

فالأشخاصُ غير السُّعداء لا يرغبون في تحمُّل المسؤولية عن الأشياء التي ارتُكبت بشكلٍ خاطئ، ولكنهم يفضِّلون أن يبدُوا أعذارًا عن سبب وقوع الخطأ.

10- يحملون الضغائن والأحقاد

الأشخاص غير الُّسعداء لا يسعَون فقط لإلقاء اللّوم على الآخرين، بل يميلُون إلى التمسك بهذا الاعتقاد والحفاظ على الضَّغينة ضد هذا الشخص لمَّا يعتبرونه مخطئاً.

11- متشائمُون حول المُستقبل

المستقبل مليءٌ بالمجهُول والعديد من الناس سيتصوّرون تحسنا في حياتهم بفضل الفرص التي قد تأتي في طريقهم. بدلاً من ذلك، يرى الشخص غير السعيد رؤية قاتمةً للمستقبل بحيث لن تبتعد المشاكِل أبدا.

وسينظُرون إلى آفاقهم على أنها فقيرة إلى حدٍّ ما ويفترضُون أنَّ الأوقات الصَّعبة قريبة جدّا.

12- قلقون حول ما يعتقده الآخرون عنهم

قد لا يكون لدينا سيطرة مباشرة على ما يعتقدُه الآخرون ويقولونه عنا، ولكن يمكننا أن نختار كيف نردّ عليها. بالنسبة للشخصيات الكئيبة، فإن كيفية رؤية الآخرين لهم أمرٌ بالغ الأهمية، وينتهي بهم المطاف إلى شعورٍ بالقلق في جميع الأوقات بسبب ذلك.

وهم يعتقدون أنَّ سعادتهُم مرتبطة بطريقة أو بأخرى بالآراء التي يُعرب عنها الآخرون. لا يبدو أنهم يُدركون أن السّعادة تأتي من داخل ذواتنا.

13- في كثير من الأحيان أنانيون

شخص غير سعيد لا يريد أن يكون غير سعيد. إلاّ أنّه لا يعرفُ دائمًا طريق العودة لنظرةٍ أكثر إيجابية. الغير سعداء أحيانا يخطئون بين حماية الذّات و رعاية الذّات وهذا يظهر أنفسهم من خلال السّلوك الأناني.

14- يفشلُون في التعبير عن الامتنان

من السَّهل التقاط الثقوب في حياتك والتّوق للأشياء التي تفقدُها، ولكن حتى إذا امتلكت ما تريد، هناك احتمالات أنك لن تكون سعيداً. أولئك الذين هم أكثر سخطاً من حياتهم هم الذين يفشلُون في رؤية كل النِّعم التي يملِكونها في حياتِهم اليوم.

وهذا النُّقص في الامتنان يعبِّر أيضًا عنهم بطريقة حقيقية لأن هؤلاء التُّعساء أقل احتمالا أن يقوموا بشُكر أحدٍ ما قدم لهم خدمة ما أو مساعدة.

15- يضعون الأمور خارج النسبة

الحياة مليئة بالأحداث الصَّغيرة المتنوعة، من الإيجابية والسلبية. لقد رأينا بالفعل كيف أن الأفراد الغير سعداء متحيِّزون تجاه السلبية، بالإضافة إلى أنهم أيضاً غالبا يبالغون في حجم المشاكل.

حتى الأشياء الصغيرة، والقضايا غير الهامة تصبحُ كارثية لهم و يجب عليهم أن ينزعجُوا منها.

16- يكنسون القضايا الخطيرة تحت السجادة!

وعلى الرّغم من ميلهم إلى المبالغة في تقدير أهمية المشاكل الطّفيفة، فإنَّ هؤلاء الأشخاص هم أكثر عرضةً لإخفاء قضايا أكثر خطورة من الأشخاص الآخرين. فهم يفضِّلون محاولة تجاهل الأشياء طَالما أنهم يمكنهم ذلك لتجنّب الحَرج الذي يتصوَّرونه من مشاركة صعوباتهم.

هذا السُّلوك الخفي يمكن أن يكون له آثار جانبية مثل الكذب، التفكير بجنون العظمة، وتفاقم الوضع في نهاية المطاف.

17- يفتقرُون إلى الأهداف المحدّدة بوضوح

الحفاظ على نظرة إيجابية غالبا ما ينطوي على العمل نحو هدفٍ معين أو حلُم معين، ولكن عندما يكون شخصٌ ما مُكتئب، فإنه يُلغي الأهداف ويُعاني من نقصٍ لاحق في التوجيه والإدارة.

ولأنهم ليسوا مطالبين بوضع الخُطط واتخاذ الخطوات اللازمة لتحقيقها، فإنهم ينجرفُون دون أي آفاق واضحة للمستقبل.

18- يهجُرون تعلُّم أشياءٍ جديدة

بالإضافة إلى افتقارهم إلى الأهداف، فإن الأشخاص غير السُّعداء لديهم رغبة ضئيلة في محاولة تعلُّم أشياءٍ جديدة. وهم يتوقفون عن تعلُّم مهارات إضافية أو تحدي أنفسهم بمهمة جديدة عليهم.

وبدلاً من ذلك، يعيدون تركيزهم إلى تلك الأشياء التي يعرفون كيفية القيام بها ويصبحُون راكدين نوعاً ما في نهجِهم في الحياة. إنهم في نهاية المطاف يعيشون حياتهم في تِكرار.

19- قلقون على المال بغضِّ النّظر عن ثروتِهم

في حين أنَّ نقص المال، أو عدم وجوده، يمكن أن يؤدي في كثير من الأحيان إلى فترات صعبة في حياة شخصٍ ما، ويمكن أن يقال أيضًا أن الناس غير السُّعداء مشغولون بالمال حتى عندما يكونون آمنين ماليا ..

فهم قلقون من انَّهم لم يحصلوا على ما يكفي من المال، وانه سينفد يوماً ما، ويتركهم معوزين. هذا القلق موجود على طول الطريق حتى في سلّم الثروة، حتى في أعلاه .. فإنه يبدو أنّه عرض من أعراض التعاسة أكثر ممّا قد قد يكون سببا.

20- يجعلون كل شيء متعلِّقٌ بهم

عندما يكون شخص غير سعيد بطريقةٍ مزمنة، فالأنا التي يملكها تكون متضخِّمة أكبر بكثير من الأشخاص الآخرين.

وهذا يؤدي إلى الرَّغبة في تحويل كلّ محادثة وكلّ تفاعل في اتجاهٍ واحد هو مركزه. إذا كان شخصٌ آخر يتحدث عن شيء - جيد أو سيئ - في حياته، فإنَّه لن يمر وقتٌ طويلٌ قبل أن يُحاول المشارك التّعيس ربط ما يقال له حوله بحيثُ يحول الانتباه مرّة أخرى في اتجاهه.

21- ينتقلُون إلى الاستنتاجات

بدلاً من السماح للأحداث تأخذُ مجراها، الاشخاص غير السُّعداء يحبون القفز مباشرة ليفترضوا أنّ الذي سيحصل، سيكُون سيئًا. ويتوقعون، في كثيرٍ من الأحيان، أن النتيجة المرجوة ستكون سيئة بالنسبة لهم لأنهم تفشلوا في النظر في جميع المُعطيات الموجودة تحت تصرفهم.

فهم يحاولون تخمين ما قد يفعله الآخرون، ويفضلُّون الجهل على المعرفة، ويرفضون قبول أدلّة واضحة قد تتعارض مع وجهة نظرهم.

22- يفتقرون الى خيارات النِّظام الغذائي الصحي

في حين أنَّ النظام الغذائي هو موضوعٌ معقَّد على حد سواء في الجانب البيولوجي والعقلي، عندما يكون شخص ما غير سعيد، فإنَّه يميل إلى اتخاذ خياراتٍ سيئة حول الطعام والشَّراب الذي يستهلكه.

انَّهم يميلُون إلى الأشياء التي تعطيهم الاندفاع المؤقَّت من الاندورفين، لكنهم يفشلُون في أخذِ العواقب المتوسطة والطويلة الأجل في الاعتبار.


توضح هذه المقالة بعض العادات الشائعة العديدة التي يتبعها شخصٌ غير سعيد. معرفة هذه الأمور الـ 22 وتجنبها يمكن أن يجعلك في الواقع أكثر سعادة، فنحن نأمل أن تحقق نظرة أكثر إيجابية حول الحياة.

ما رأيك؟ هل هناك أيّ عادات أخرى يمكنك إضافتها إلى هذه القائمة وهل ساعدتك على التفكير بعناية أكبر في سُلوكك في المستقبل؟ اسمحوا لنا أن نعرف ذلك من خلال ترك تعليق أدناه.

المصدر: aconsciousrethink