7 أسئلة تشرحُ كيف يقوم الناجح بنشرِ سحره على من حوله

الناجح ينشُر سحره على من حوله وهو من يتولى القيادة في أي موقف مهما كان . وفي وجوده يذعن له الناس ويتركونه يتولى زمام الأمور .. لماذا ؟

الناجح

لأنّ الشخص الناجح معتاد على تقبل المسئولية الكاملة عن جميع تصرفاته. ويمكنه الإرشاد الداخلي الذي يزوده به العقل الباطن من معرفة أنه على صواب في كل ما يفعل. والشخص الناجح يتولى زمام الأمور على الفور حتى لو لم تكن السطة بيده ،وطالمَا أنّ الجميع لا يهتم بتحمل المسئولية خاصة في المواقف الصعبة ،فإنهم يسعدون بإلقاء تبعة المسئولية على شخصٍ آخر بتولي القيادة ،والآن سأضرب لك مثالاً على هذا: 

1- كيف يتصرف الشخص الناجح في المواقف الحرجة ؟

وقع ذات مرة حادث سيارة في البلدة وتوقفت العديد من السيارات غير أن أحداً لم يتحرك لتقديم المساعدة ، ثم توقفت سيارة أخرى ونزل منها شخص ما وتولى مسئولية إدارة الموقف على الفور.

أولاً تفحص الركاب في كلتا السيارتين ، ووجد أن سيدة واحدة فقط هي التي تعاني من إصابة خطيرة ن وقد كان وجهها مغطى بجروح شديدة وذراعها مكسورة وكانت تنزف وفي حالة صدمة ،ولأن الجو كان شديد البرودة فقد تضاعف خطر الصدمة.

وتفحصها هذا الرجل أيضاً ليتأكد من عدم وجود إصابة في النخاع الشوكي قد تمنعها من الحركة ثم استدار وأصدر سلسلة من الأوامر للواقفين حوله.

وصاح قائلاً : "أنت هناك اذهب إلى ذلك المنزل واتصل بالإسعاف ، ثم اتصل بدورية الطريق السريع ، وأنت هناك اذهب معه. وأحضرا معكما بطانيتين لنغطي بهما السيدة وملاءة ومنشفة وأي شيء آخر يمكننا ربط ذراعها به حتى لا تتحرك.

وأنتما أحضرا أي شيء لنحملها عليه إلى داخل المنزل بعيداً عن ذلك الجو البارد . وأحضرا غطاءً مطوياً وبعض الألواح أو باباً أو أي شيء يتحمل وزنها .

وانتما هناك اذهبا إلى الطريق باتجاه الجنوب وأبطئا المرور ،وأنتما اذهبا إلى الطريق باتجاه الشمال وقوما أنتما أيضاً بإبطاء المرور، فنحن لا نريد حادثاً آخر هنا. والباقي اركبوا سيارتكم وغادروا الآن".

وفي لحظات قليلة تحول الأمر من الارتباك إلى النظام والترتيب . كل هذا لأن شخصاً واحداً تولى إدارة الموقف الصعب. فقد كان سلوك هذا الرجل وتصرفه إيجابياً ويتميز بالتسلط حتى إن أحداً لم يناقش أوامره أو حقه في إصدار الأوامر ،بل إن كل واحد منهم أسرع إلى تنفيذ الأمر الذي تلقاه لأنهم كانوا يودون المساعدة وكان كل ما يلزمهم شخصاً يقودهم على الطريق ويتولى تحمل مسئولية اتخاذ القرار.

تلك هي أهم صفة يتميز بها القائد وهي التي تجعل الشخص رابحاً على الدوام . فإذا تمتعت بالشجاعة الداخلية لاتخاذ القرار ثم تحملت مسؤولية تصرفاتك ستجد الناس يذعنون لك دائماً ويتركون لك مهمة تولي القيادة.

ستحيط بك هالة من السلطة قد تكون غير مرئية , لكن يمكن لأي شخص تمييزها بسهولة ولمسها تقريباً . وسيتعامل الناس تلقائياً معك على أنك فائز , وسيتطلعون إلك لتولي القيادة في أي مشكلة تواجههم .

2- كيف يحقق الشخص الناجح السّيطرة ؟

ومن المثال السابق ، يتضح لك أنه عندما يلتقي شخصان للمرة الأولى يصبح أحدهما قائداً ويتولى السيطرة على الموقف . أما الشخص الآخر فيصبح تابعاً . وستدرك على الفور أن الرابحين لا يكونون تابعين أبداً ، بل يحتلون دائماً موضع القيادة.

وأنت أيضاً يمكنك أن تتولى السيطرة على المواقف إذا تذكرت أن كل شخص في العالم في انتظار شخصر آخر ليوجهه . وإذا أردت أن تصبح رابحاً فكن أنت ذلك القائد وستجد أن هذه الاستراتيجية وحدها هي التي ستضعك في مكان القائد وسط تلك الحشود .
وكل ما تحتاجه المبادرة لتصبح كل هذه الحشود تابعة لك . وإذا انتهجت توجهاً إيجابياً فستجد أن الشخص الآخر سيفعل ما تقوله له وستجد أنه في 95% من الوقت سينفذ أوامرك دون تردد أو مناقشة . وفي 5% من الحالات ستجد أنه في حاجة إلى دفعات بسيطة لتحفيزه لتنفيذ أوامرك .

3- لماذا يكون الشخص الناجح متفائلاً ومبتهجاً دائماً ؟

لقد تعلّم الناجحون النظر إلى الجانب المشرق للأمور . وهم يعلمون أن الابتسامة لغة عالمية للحب ،لأنها تصهر المقاومة والمعارضة كما أنها تمنع الخوف وتملأ الشخص الآخر بالأمل والشجاعة .ويعلم الناجحون أن التوجّهات المتشائمة للخاسرين فقط وليست للفائزين .

وأنا أتذكر شخصاً ناجحاً بحق سأشير إليه هنا باسم "ويلر السعيد" كنت قد قابلته في الثلاثينات عندما كنت في المدرسة الثانوية بسيجورني بولاية أيوا . وكان الاسم المستعار للسعيد معروفاً للجميع . لأنه كان مبتسماً ومبتهجاً دائماً ،وكان حلو اللّسان مع الجميع ولم أره يوماً غاضباً أو عابساً ،ولم أسمعه يوماً يتفوه بكلمة تسيء إلى أي شخص.

وكان ويلر السعيد يمتلك ويدير فندق كوبيك وهو واحد من أشهر الفنادق المعروفة على مسافة أميال للبائعين المتجولين. وكانوا يقطعون الطريق للمكوث في فندق ويلر السعيد نتيجة لتوجهه المتفائل وابتسامته المبهجة. وقد وصل ويلر السعيد إلى أعلى درجات النجاح والغني نتيجة لهذا التوجه . لقد كان شخصاً ناجحاً بالفعل ومثالاً إيجابياً يجب إتباعه . 
وإحدى فوائد التفائل والابتهاج هي أن الشخص الناجح قد تعلم ألا يأخذ نفسه مأخذ الجد الصارم . وأن يتمتع بروح الدعابة والتي تسمح له بالنظر إلى الجانب المشرق للموقف.
وقد صاغ ذلك صديق عزيز لي بعبارة أخرى يدعى جورج حيث قال : "لقد حاولت لسنوات طويلة أن أصبح ناجحاً ،ولكني لم أتمكن قط من الوصول إلى ذلك الهدف ،لذا قررت أخيراً أنني لابد أن أعدل مساري كلية ،لذا قررت تغيير أهدافي ،وقررت أن أصبح فاشلاً وفي يوم وليلة أصبحت ناجحاً".

وبالطبع جورج كان يمزح فقد كان ناجحاً ،بل ناجحاً للغاية في إدارة أعماله ،فقد تعلم أن يحافظ على روح الدعابة ،هذا كل ما في الأمر.

4- كيف يكسب الشخص الناجح احترام الآخرين ؟

إذا أردت أن تصبح ناجحاً , وإذا أردت أن ينظر إليك الناس باحترام فلابد إذن أن تتحمل المسئولية تجاه تصرفاتك بما في ذلك أخطاؤك . وعندما يعلم الناس أنك لن تلقي بتبعية الأمر أو اللوم عليهم فسيطيعونك طاعة عمياء , وتكسب تعاونهم المثمر ودعمهم واحترامهم الكاملين .

6 خطوات إرشادية لبرمجة عقلك 

والآن سأقدم لك ست خطوات إرشادية بسيطة يمكنك استخدامها لبرمجة عقلك الباطن بالطريقة الملائمة ، وبالتالي تتعلم كيف تتحمل المسئولية وتكسب احترام الآخرين وتصبح رابحاً حقيقياً في أعينهم وهي:

1- اغتنم كل فرصة تتاح لك لزيادة مسئولياتك ولا تنتظر أن يخبرك أحد بما تفعل ،وخذ زمام المبادرة ،وتصرف بناءً على حكمك الصائب طبقاً للإرشاد الداخلي الذي يزود به عقلك الباطن.

2- أدِّ أيّ وظيفة توكل إليك بإتقان مهما كنت صغيرة , وأنا على يقين من أنك تعرف القول المأثور الذي يقول إن أي عمل بسيط يستحق أن يؤدي بإتقان ،وهي مقولة صحيحة ولن أتوانى عن نصحك بها.

3- تقبل النقد الصادق واعترف بأخطائك ،ولكن لا تسقط في بئر رثاء نفسك ،بل امض قدماً بثقة وشجاعة.

4- التزم بما تعتقد أنه صحيح من الناحية الأخلاقية ،وكن شجاعاً في الدفاع عن أفكارك.

5- تحمل المسئولية الكاملة عن أخطاء من يعملون تحت قيادتك ،وهذا المبدأ سيحدد ما إذا كنت ناجحاً حقيقياً أم مجرد فاشل آخر!.

6- تحمل المسئولية الكاملة عن جميع تصرفاتك الناجحة منها والفاشلة على حد سواء , ومعظم الناس على استعداد لتقبل الثناء عن التصرفات السليمة غير أنهم ليسوا على استعداد لتقبل النقد عن أخطائهم , ولكن إذا أردت أن تصبح ناجحاً حقيقياً فعليك أخذ الحلو والمر معاً.

5- كيف يتعامل الناجحون مع الأخطاء ؟

على الرغم من أنني سبق وذكرت هذه النقطة في الخطوات الست الإرشادية التي تساعدك على كسب احترام الآخرين إلا أن هذه النقطة بالذات مهمة وتستحق المزيد من التوضيح . 

يصعب على الشخص المتوسط التعامل مع المشاكل، ولكن الأصعب هو تقبل النقد والآن سأضرب لك مثلاً يوضح هذا:
لنفترض أن أحد العاملين لديك طلب منك ان تراجع عمله حتى تصحح له الأخطاء , هل تعتقد إذن أنه يريد منك القيام بهذا حقاً ؟ بالطبع لا ،فهو لا يريدك أن تنتقده وتوضح له أخطاءه , بل يريدك أن تثني عليه وتخبره بأن عمله رائع ،وحتى الآن لم ألتق الشخص الذي يرغب في تلقي نقد.

فإذا أردت أن تكون رابحاً فيجب أن تعرف كيف تتعامل مع أخطائك بصدر رحب، والأهم من ذلك ألا تبرمج عقلك الباطن بذلك النموذج السيء.

ستحتاج إذن أن تعرف موضع الخطأ وتعترف لنفسك به ،ثم تنهض وتتقدم إلى الأمام بثقة وطمأنينة . ولا داعي للإحساس بالذنب أو جلد الذات ،فالأمر يشبه السقوط من فوق صهوة جواد أو السقوط عن الدراجة ،لذا عليك أن تنهض وتنفض عنك غبار الخطأ وعد إلى المضمار مرة أخرى. وإذا لم تفعل هذا فسيشل الخوف من الوقوع في نفس الخطأ حركتك.

تعامل مع المشكلة فوراً لأن المشاكل يمكنها مساعدتك ،لأنها تبني خبرة ولأنك ستتعلم ما ينجح وما لا ينجح من الحلول ،وبالتالي تركز جهدك وطاقتك على ما ينجح منها. فالطفل عندما يشرع في تعلم المشي يقع وينهض ،ويقع وينهض ولولا محاولاته العديدية لما تعلم المشي . وأنت أيضاً لا تختلف عن ذلك الطفل ،حيث يمكنك التعامل مع أخطائك بنفس الطريقة التي يتعلم بها الطفل المشي.

6- لماذا يكون النّاجح متوافقاً في تصرفاته ؟

بكون الأشخاص الناجحون متوافقين في تصرافتهم ،فهم يقولون ما يفعلون ،وهم يأخذون كل التزام كأمر شخصي ،ويعتبرون أن كلمتهم عهد لابد نت تنفيذه ،وإذا أردت أن تصبح متوافقاً في تصرفاتك فاتبع هذه الخطوات الست الإرشادية البسيطة وبالتالي يمكنك برمجة عقلك الباطن بالمعطيات الصحيحة.

1- التزم بالأمانة والصدق المطلقين في كل الأوقات ،ولا تسمح لنفسك بمجرد كذبة بيضاء صغيرة ،ولا يوجد استثناء من هذه القاعدة مهما كان الأمر. وبالطبع هذا لا يعني إهانة الناس أو جرح مشاعرهم . فإذا لم تتفوه بقول حسن ،فأفضل ما تفعله هو الصمت.

2- كن دقيقاً وصادقاً في إقراراتك , وهذا يتضمن الإقرارات الشفهية والتحريرية الرسمية وغير الرسمية , لأن توقيعك على أي مستند أو تقرير أو مراسلة أو أي ورقة صغيرة هو شهادة منك بأن المعلومات المحتواة صحيحة.

وبنفس المبدأ عندما توقع على صك فإن هذه شهادة منك بأن رصيدك في البنك كاف لتغطية الشيك . فتوقيعك على أي عمل تقوم به لابد أن يكون له وزن.

3- دافع عن المبادىء التي تعتقد أنها صحيحة ،ولابد أن تكون لديك الشجاعة للإيمان المطلق بمعتقداتك , ولا تقبل أبداً بحل وسط فيما يتعلق بمبادئك الأخلاقية ،وإياك وامتهان مبادئك.

وفي أحلك اللحظات يمكن لموقف اتخذه شخص ما أن ينقذ الجميع. كما يمكن لرجل شجاع يمتاز بالتوافق أن يتخذ قراراً في موقف عصيب فينير الطريق أمام الآخرين.
ومنذ وقت طويل حضرت حفل تقاعد أحد كبار المسئولين التنفيذيين في شركة كبيرة بمدينة أورلاندو بولاية فلوريدا , حيث ألقى كلمة التبجيل رئيس الشركة وقال:
"لقد عمل بوب في شركتنا لسنوات طويلة ،وفي كل الأوقات لم أره يوماً يتوانى عن الدفاع عما يؤمن به ،وعندما كنا نواجه موقفاً صعباً يتطلب اتخاذ قرار شجاع كان بوب دائماً يواجه الموقف بشجاعة وحزم بغض النظر عن تقبل الآخرين أو انخفاض شعبيته بينهم ،وكان دائماً يصر على اتخاذ القرار السليم ويمنحنا الشجاعة التي نحتاجها للقيام بالأمر".

4- التزم بوعودك . لكي تكون متوافقاً في تصرفاتك فلابد أن تلتزم بعهدك والكلمة التي أعطيتها , ولكي تتذكر دائماً الالتزام بعهدك تذكر النقاط التالية:
أ- لا تدع شيئاً يمنعك عن الوفاء بعهدك ،وإن كان بعض الناس يفعلون هذا ببساطةٍ ليرضوا الآخرين أو ليكفوا عن مضايقتهم. وهؤلاء الناس يعلمون جيداً أنهم لا يمكنهم الوفاء بهذا العهد .
ب- لا تتخذ قراراً لا يمكنك تأييده ،ولقد شاهدت بعض الناس في مواقع إدارية وتنفيذية يتخذون قرارات خاطئة حتى يتمتعوا بشعبية بين مرؤوسيهم. ولكن حين تغرق السفينة يمتنعون عن تأييده ! 
ج- لا تصدر أمراً يستحيل تنفيذه ،ولقد شاهدت أناساً في مواقع إدارية وتنفيذية يفعلون هذا ،إذ يصدرون أوامر إرضاء لرؤسائهم يستحيل على مرؤوسيهم تنفيذها ،وعندما يخفقون في تنفيذ لك الأوامر يلقى عليهم باللائمة.

فإذا لم تتمكن من الحفاظ على عهدك ،فإنك وبكل صراحة كاذب ،وإذا كنت كاذباً فأنت غير متوافق ولا يمكن الاعتماد عليك ،وربما تكون عبقرياً ولكن لا قيمة لك كقائد ،إذ يستحيل أن يصبح الكاذب رابحاً. وتعد هذه النصيحة واحدة من النصائح الغالية التي قدمتها لك من خلال هذا الكتاب.

5- تقبل اللوم عندما تكون مخطئاً ،وهذا الأمر يتطلب التوافق ،لأنه واحد من المبادىء الرفيعة للتكامل الذاتي ،فأنت لن تكتفي بإلقاء تبعة الأمر على الآخرين بل إنك في بعض الأحيان ستكذب لتهرب من الموقف.

إذن لا تسمح لنفسك بالوقوع في هذا الفخ وهو أن تكذب لتهرب من الموقف , لأن الهرب يجعل الأمور تسوء ،فكذبة واحدة تقودك إلى الأخرى لتجد نفسك مكبلاً داخل شبكة من الأكاذيب.
لذا فإن أفضل ما تفعله عندما تخطىء هو أن تتقبل اللوم ببساطة وتتجه لعمل شيء آخر. أخطىء واعترف بخطئك ولا تبحث عن كبش فداء . وعلى كل ليس هناك إنسان كامل أو معصوم من الخطأ . اعترف بخطئك وستكسب ثقة الناس عندما يعرفون أنك صادق معهم وستصبح رابحاً حقيقياً في أعينهم.

7- لا تحمل مشاكلك الشخصية إلى العمل. أخبرني صديق لي برتبة رقيب متقاعد في الجيش يدعى "توني" بأن أفضل شخص عملت تحت قيادته في الجيش كان ضابطاً برتبة رائد .

حيث أخبرني توني قائلاً : "كان هذا الرائد يأتي إلى العمل كل صباح تملأ الابتسامه وجهه ،كان بشوشاً ولم أره عابس الوجه في أي يوم.

وعندما تقاعدت من الجيش قلت لذلك الرائد إنه أفضل ضابط عملت معه والسبب أنه شخص يمكن الاعتماد عليه وأنه يأتي إلى العمل كل يوم مبتهجاً وسعيداً ،وهو أمر لم يكن يفعله الكثير من الضباط الذين عملت معهم . واستطرد توني قائلاً :"كان الرائد يخبرني بأنه في كثير من الأحيان يأتي إلى العمل ويقف بالخارج لعدة دقائق حتى يتمكن من رسم الابتسامة على وجهه قبل أن يدلف إلى المكتب . وكان دائماً ما ينجح في ذلك فقد كان من أكثر الأشخاص الذين قابلتهم في حياتي توافقاً وكم سعدت بالعمل معه".

7- كيف يقيم الناجح نفسه ؟

يقيم الناجحون أنفسهم طبقاً لما هم عليه وليس وفقاً لرأي الآخرين فيهم. وهم لا يسمحون لأنفسهم بإتباع رأي الناس أو تقييماتهم ،فالناجحون لا يسمحون للآخرين بالتصرف كقضاة وجلادين.

أما الفاشلون فهم قلقون دائماً بسبب رأي الناس فيهم، وعلى سبيل المثال إذا نظر إليك رئيسك بضيق أو بدا غاضباً غلا داعي للاعتقاد بأنه غاضب منك.

فربما يكون قد تبادل هذا الصباح مع زوجته بعض العبارات الغاضبة حول النفقات المنزلية قبل أن يذهب إلى العمل ،ولأن قليلاً من الناس يتمكنون من رسم ابتسامة على وجوههم مثل الرائد الذي أخبرنا عنه توني , فربما يكون رئيسك من الأغلبية.

ولقد قال لي الجليل تشارلز هارمون : "لقد سمعت الكثير من تلك الملاحظات صباح كل يوم أحد وعندما كنت في أورلاند ،قالت لي إحدى السيدات وتدعى جونز : "لقد ذهبنا إلى دار العبادة الآخر ولم أشأ أن تعتقد أننا كنا على الشاطىء أو أي مكان آخر ولم نذهب إلى الكنيسة . وفي الحقيقة إنني لم أفكر في أي من هذا ولم ألحظ أنها وزوجها لم يكونا متواجدين حتى أخبرتني هي بذلك".

وأعترف بأنني منذ سنوات مضت كنت أهتم برأي الناس بي , ثم شاهدت فيلماً يحكي عن بطل من الشرق رحل إلى الغرب ليتزوج من محبوبته التي ولدت ونشأت في مزرعة في تكساس .
فرآه أحد رعاة القر وهو رئيس عمال المزرعة ،وقد سخر من ملابسه وطريقة تصرفاته كرجل من المدينة حتى إنه تحداه للمبارزة ،ولكن الرجل الشرقي رفض.
سألته خطيبته : "ألن تبارزه ؟" .
فأجابها : "بالطبع لا ،فهذا غير مهم" . 
فسألته : "ولكن ما الذي سيقوله الناس عنك ؟" .
فأجابها : "لست مسئولاً عن رأي الآخرين ،فأنا مسئول عن رأيي في نفسي وحسب".
وعلى الرغم من أنني نسيت بقية الفيلم فقد ساعدني في علاقتي بالناس على مر السنين.
وشعورك بالخوف والقلق والريبة من رأي الناس بك مضيعة للوقت ،لأنك لن تكون ما يريده الناس , بل ستكون ما تريد وهو ما يعول عليه .

كيف تصبح أنت أيضاً ناجحاً ؟

أنت أيضاً تمتلك القدرة والإمكانيات لتصبح ناجحاً إذا تخلصت من المفاهيم السلبية التي قد تجعل منك شخصاً فاشلاً . ومن الحكمة أن تتأمل الماضي وتخطط للمستقبل بوضع أهداف لنفسك , ولكن إذا سرحت في الماضي واستحوذ المستقبل على تفكيرك فلن تدع مساحة لعقلك للتفكير في الحاضر.

فالأشخاص الناجحون يعيشون يومهم ويشغلون أنفسهم بتحدياته والأهداف الحالية التي عليهم تحقيقها . فنجد الحاليين يقفزون للعيش في المستقبل ،بينما يغرق الخاسرون في غيابات الماضي , ويبكون على الفرص الضائعة ،ويفكرون في أنفسهم قائلين : "لو أنني فعلت كذا ... لو كنت هناك ... ماذا لو حدث هذا ...".

ويمكنك الاستجابة للحاضر عندما تركز انتباهك عليه وتكون واعياً للأهداف الحالية ، وعندما يمكنك إعادة عقلك إلى الحاضر إذا قفز إلى المستقبل أو عاد إلى الماضي، والمحافظة على عقلك الواعي والتحكم فيه ذاتياً تمكنك من القضاء على المفاهيم السلبية وإحلال المفاهيم الإيجابية محلها لتتمكن من برمجة عقلك الباطن.

ومن الضروري الحفاظ على تفكيرك الإيجابي عن نفسك وقدراتك الذاتية لتحقيق النجاح ،وإذا برمجت صورتك كشخص ناجح في عقلك الباطن ستتمكن من تغيير مجرى حياتك وتكون ما تريد .

وخيالك هو الذي يفيدك في هذه العملية ،وكما قال العالم الجليل ألبرت أينشتاين :"الخيال هو النظرة الشاملة للحياة المستقبلية ".

إذن تخيل نفسك كرابح وبرمج عقلك الباطن بمفاهيم إيجابية وتوجهات عن الحب والنجاح واحترام الذات وستكون ما تريد .


المصدر: القوة الخفية للعقل الباطن - كيف تطلق العنان لقوة العقل الباطن - جيمس ك. فان فليت