"نوموفوبيا" .. رهاب التخلي عن الهاتف !

مع تزايد استخدام الهواتف المحمولة، انتشر نوع جديد من الرهاب، يعرف باسم "نوموفوبيا"، وهو عبارة عن مرض يصيب الفرد بالهلع لمجرد التفكير بضياع هاتفه المحمول أو حتى نسيانه في المنزل.

نوموفوبيا

النوموفوبيا هي اختصار لـ (no-mobile-phone phobia) هي الشعور بالخوف من فقدان الهاتف المحمول أو التواجد خارج نطاق تغطية الشبكة، ومن ثمة عدم القدرة على الاتِّصال أو استقبال الاتِّصالات.

وأشارت دراسة أجرتها شركة "سكيوريتي انفوي" المتخصصة في الخدمات الأمنية على الأجهزة المحمولة، إلى أن 66 في المئة من مستخدمي الهواتف المحمولة في بريطانيا وحدها يعانون من الـ"نوموفوبيا".

وأظهرت الدراسة التي نشرتها صحيفة الدايلي ميل، أن معدلات الإصابة بالـ"نوموفوبيا" تنتشر بصورة أكبر بين فئة الشباب من عمر 18 إلى 24 عاماً، حيث أفاد 77 في المئة منهم أنهم لا يستطيعون التواجد بعيداً عن هواتفهم المحمولة لثوانٍ معدودة، بينما بلغت هذه النسبة 68 في المئة بين الفئة العمرية من 25 إلى 34 عاماً. وبيّنت كذلك أن النساء بتن مهووسات بفقدان هواتفهن أكثر من الرجال.

وكشفت الدراسة عن أن الأشخاص يتفقدون هواتفهم المحمولة بمعدل 34 مرة في اليوم، وأن 75 في المئة من الأشخاص يستخدمون هواتفهم حتى في الحمام. كما أوضحت أن مصطلح الـ"نوموفوبيا" لا يقتصر فقط على الخوف المرضي من فقدان أو نسيان جهاز الهاتف المحمول، وبالتالي فقدان القدرة على الاتصال، بل تشمل أيضاً القلق من عدم التواجد في نطاق التغطية.

نوموفوبيا

وأشارت إلى أن عوارض المرض عبارة عن عدم امتلاك القدرة على إطفاء الهاتف، وتفقد الرسائل الالكترونية والرسائل النصية والمكالمات التي لم يجب عليها بهوَس، التأكد من شحن البطارية باستمرار، وعدم القدرة على التخلي عن الهاتف حتى أثناء دخول الحمام.

النوموفوبيا رهاب قد تعاني منه ولكنك لا تدرك!! حيث أن هذا الفقدان يعني عدم القدرة على التواصل مع الأصدقاء والانقطاع عن كل ما يحدث حولهم. يأتي ذلك بعد أن اعتاد هؤلاء الناس حمل الهواتف في كل مكان يذهبون إليه في حجرة النوم، وفي مكان العمل، وأثناء سيرهم، وأثناء استخدامهم المصعد وحتى أثناء دخولهم دورة المياه وبالتالي فإن فقدان الهاتف الجوال يعني فقدان واحد من أعز الأصدقاء الذي يقضي معه أكبر وقت من حياته.

ووفقاً للدكتور ديفيد غرينفيلد، وهو أستاذ مساعد في مجال الطب النفسي في جامعة كونيتيكت للطب، فإن إرفاق الهاتف الذكي يشبه عمليات الإدمان الأخرى، حيث ينطوي ذلك على تقلبات الدوبامين في الدماغ. الدوبامين هو ناقل عصبي ينظم مركز المكافأة في المخ، وهذا يعني أنه يحفز الشخص على فعل الأشياء التي يعتقد بأن سيكافأ لفعلها.

قال غرينفيلد: "في كل مرة تحصل على إشعار من هاتفك الذكي، فإنه يحدث ارتفاع طفيف في الدوبامين، والذي يدفعك على الشعور بأن هناك شيء مُقنع، سواء كان ذلك رسالة نصية من شخص تحبه، أو بريد إلكتروني، أو أي شيء". وأضاف أيضاً: "عند حصولك على هذا الإشعار، فإنك لا تعرف ماذا يحتوي أو ما هو الشيء الذي يريده منك، وعندما تذهب لهاتفك لمعرفة ذلك، فإن هذا يجبر الدماغ على متابعة التحقق والتفكير في ذلك الشيء".

هل هذه الحالة عادية ولا تعني شيئا؟

نوموفوبيا

هل تظن أن هذا الأمر وهذه الحالة هي حالة مفتعلة ولا تعني شيئا؟؟ أنت مخطئ! حينما يبتعد الانسان المصاب عن تقنية الموبايل فإنه يحس كـأنه ضائع! يحس نفسه تائهاً! تغيب عنه حالة الأمن، في هذه الحالة فإن الإنسان عندما يحس أن أحداً ما يشغله عن هاتفه النقال أو التقنية التي يملكها فإنه يحاول أن يبتعد عن هذا الشخص! وهذا يؤدي طبعا إلى محدودية التواصل الاجتماعي في الحياة الحقيقة، وهذا يعني تقليل الخروج من البيت، تقليل التواصل مع الناس، وأيضا يعني تقليل الارتباط بالعالم الخارجي!

في كاليفورنيا يقدم مركز Morning Side استشارات للذين يعانون من مشاكل في الادمان على شيء ما، وأعترف أن الكثير ممن يراجعونه يمتلكون هذه النوموفوبيا، وقالوا إن النوموفوبيا هي بالأصح ادمان على التقنية مثلها مثل الادمان على المخدرات أو السجائر أو أي شيء آخر.

ما هو الحل؟

- عليك جعل أوقات يومية يتم فيها إيقاف تشغيل الهاتف الخليوي وتجربة المحادثات وجها لوجه أكثر مع الناس أو العزلة بعض الشيء من حين لآخر.

- يجب أن تكون متوازنا ،اجعل لكل ساعة تُمضيها مع الهاتف، اتصال مع أحد الأشخاص.

- حرِّر نفسك من التكنولوجيا كل شهر، ليوم واحد أو أكثر من دون جهاز لابتوب ،تابلت أو هاتف. فسوف تشعُر بالتحرُّر.

- ضع هاتفك بعيدا عنك لمسافة لا تقل عن 15 قدماً عند النوم ليلا. 

- قسِّم يومك في مناطق زمنية، حيث يمكنك قضاء بعض الوقت باستخدام التكنولوجيا، ولكن في المقابل أيضا عليكَ الاهتمام بالتفاعل الحقيقي مع الناس.

والآن .. هل ترى علامات "نوموفوبيا" أخرى تريد إضافتها إلى القائمة؟ شاركنا إياها في التعليق.


المصادر: / wikipedia / almanalmagazine / psychologytoday