كيف غيَّر الهاتف النقال حياتنا؟ .. إليك أهم 10 آثار سلبية ربما أول مرة تسمع بها !

معظمنا يميل إلى التفكير بأننا نتحكم بالتكنولوجيا، وأنَّ التكنولوجيا ليست سوى أداة بالنسبة لنا في الحياة اليومية وأنه ليس بمقدور أيّ منتج تكنولوجي أن يتحكم بحياتنا. ولكن هل لاحظنا أنه مع دخول الهاتف النقال الى حياتنا، أصبحنا متاحين تقريبا 24 ساعة في اليوم لكل من يرغب بالاتصال بنا!


فقد أحدثت الهواتف الذكية نقلة نوعية في حياة الناس، حتى بات نمط عيشهم، اليوم، مختلفا كثيرا عما كان عليه في عقود مضت.

كيف كانت حياتنا قبل الهاتف النقال ؟

في الماضي الجرائد والكتب كانت تحتل حيزا مهما من الوقت، سواء للحصول على الأخبار أو للتسلية، وقبل أن تتيح الهواتف المحمولة إمكانية الاتصال بشكل دائم، كان بوسع الفرد أن يتأخر في مكان ما لساعات طويلة دون أن يجد نفسه مضطرا إلى الإجابة على مكالمات تلاحقه.

فضلا عن ذلك، كان المرء يستمتع بأسفاره السياحية بكل أيامها ولا يقف عند كل صغيرة وكبيرة كي يلتقط صورا ينشرها على مواقع التواصل الاجتماعي.

ولأن غالبية البيوت كان فيها خط هاتفي أرضي واحد، فكان من المألوف أن تتعرف على أفراد عائلة صديقك واحدا واحدا، قبل أن يتمكن رفيقك من التحدث إليك.

وكان الأصدقاء قبل اكتشاف الهواتف الذكية يجدون وقتا كافيا لعيش حياة واقعية، وينطلقون في رحلات وينظمون الحفلات فيما بينهم ويتبادلون الأحاديث مباشرة عوضا عن "دردشات" التطبيقات الإلكترونية.

وظل الحصول على صورة يتطلب جهدا غير يسير، إذ كان عليك أن تكون مصحوبا بآلة تصوير، ثم تنتظر بعدها مدة لتحصل على نسخ مطبوعة من الصور بعد دفع قدر من المال.

وغالبا ما كان الفرد يجد نفسه يقضي على الضجر أثناء سفره في القطار أو جلوسه في قاعة انتظار بقراءة الكتب.

والآن يبلغ عدد سكان العالم حوالي 7 مليارات نسمة، فيما يبلغ عدد الهواتف 6 مليارات هاتف محمول، إذ أصبحت تكنولوجيا الهاتف النقال أكثر انتشاراً من المراحيض العامة، حيث يوجد (2.4 مليار نسمة دون مرحاض).

وسنعرض فيما يلي بعض من آثاره السلبية التي ربما الكثير منا ل يسمع عنها شيئا من قبلُ..

1- يزداد ظهرنا انحناءً

يزداد ظهرنا انحناءً

نقضي في المتوسط 4.7 ساعات نحدق في الهاتف، ويمكن لهذه العادة أن تسبب ضغطاً على "العمود الفقري العنقي"، وهو ما يوازي حوالي 27 كغ، أي ما يعادل وزن صبي عمره 8 سنوات، محمولاً على الأكتاف.

وبذلك، يمكنك في سنة واحدة، أن تتجاوز ألفاً وأربعمائة ساعة من الإجهاد العنقي، إضافةً إلى الوقت الذي ينفق أمام الكتب أو أمام الكمبيوتر، والذي يمكن أن يشكل خطراً جدياً أو إصابة في العمود الفقري.فضلاً عن الألم المؤقت الذي يحدث لنا جميعاً.

2- قصر النظر


أصبح انتشار الأجهزة التي تجبر العين على الاطلاع عن قرب في ضوء خافت، واحداً من بين الأسباب الرئيسية لهذا الوباء، خاصةً في بعض مناطق العالم.

ففي السبعينيات، كان ربع سكان قارة أميركا الشمالية يعانون من قصر النظر، أما اليوم، فنصفهم يعانون منه، فيما تصل الآن نسبة قصر النظر بين الشباب البالغين في الولايات المتحدة إلى 35%، وتصل في الصين إلى 80% من الطلاب.

3- سلوك قهري

نتحقق من الهاتف بشكل قهري، وقد يصل ذلك للبعض إلى حوالي 110 مرة في اليوم، بمقدار 9 مرات خلال ساعات الذروة، وتبلغ ذروة الاهتمام بالنظر للهاتف من الساعة الخامسة مساءً حتى الساعة الثامنة مساءً.

إذ ينجذب الدماغ البشري إلى كل ما هو جديد، ونظام الإشعارات فى التطبيقات يعمل بشكل جدي على جذب الانتباه، والتحقق من كل ما هو جديد.
كما أن البهجة من وجود رسالة نشطة يفرز الدوبامين، وهو ناقل عصبي أساسي في نظام التحفيز (وهو ما يُفرز أيضاً عند تناول النيكوتين).

4- "نوموفوبيا"

نوموفوبيا

يستخدم حوالى 93 % من الأولاد ما بين 18-29 عاما الهاتف الذكي كوسيلة للهروب من الملل، فضلاً عن أنشطة بديلة مثل قراءة الكتب، أو التواصل مع الأصدقاء.

فيما أصبح استخدام الهاتف المحمول عادة متأصلة، بدلاً من كونه وسيلة للتسلية، فهناك مصطلح للشعور من الذعر والقلق الذي يأتي من عدم وجود الهاتف معك يسمى"نوموفوبيا" (أي فوبيا عدم وجود الهاتف). هذا التعبير مستحدث في الآونة الأخيرة، ولكن هذا الخوف يراود بالفعل أكثر من نصف الأشخاص المهتمين بالتكنولوجيا.

5- اضطراب النوم

اضطراب النوم

يمنع الضوء الأزرق المنبعث من شاشات الهاتف الذكي والكمبيوتر اللوحي، إفراز هرمون "الميلاتونين"، فيتعارض ذلك مع إيقاعات الساعة البيولوجية، مما يقلل من مدة النوم العميق.

وهذا الأمر يمكن أن يمهد الطريق لمرض السكري والسرطان والسمنة، لهذا السبب يوصي الخبراء بتجنب استخدام الأجهزة التكنولوجية ساعتين أو ثلاث ساعات قبل وقت النوم.

6- يقضي على الحوار

مجرد وجود الهاتف الخلوي على الطاولة يكفي للحد من كفاءة المحادثة، والحد من مستوى المشاركة الوجدانية مع الطرف الآخر، ووجود الهاتف الذكي، حتى دون لمسه، يقلل من الاتصال بالعيون مع المستمع ويقلل من الاهتمام بتفاصيل تعبيراته أو نبرة صوته.

7- تشتيت الانتباه

تشتيت الانتباه

إذ نميل لممارسة مهام متعددة، ويمكننا القفز من نشاط إلى آخر كثيراً من الأحيان، فالقراءة السطحية لأي صفحة على شاشة الهاتف تختلف حتماً عن صفحات الكتاب أو المجلات الورقية، وهو ما يؤثر في قدرتنا على التركيز، واعتمادنا على الذاكرة.
وحسبما تشير العديد من الدراسات أنه إذا حصلنا سابقاً على معلومات من الإنترنت، سوف تكون أقل ثباتاً من تلك المخزنة مسبقًا لدينا، على عكس التي نعرفها من الكتب.

إذ يبلغ متوسط انتباه الإنسان، أو القدرة على استمرار تركيزه دون تشتت، ثماني ثوان، بينما في عام 2000، كان حوالي اثني عشرة ثانية.

8- يُسبب "التشوش"

التشوش

الميل إلى الاعتماد على أنظمة تحديد المواقع GPS، جعلنا أقل استعداداً لتدريب إحساسنا على معرفة الاتجاه.

وبالإضافة إلى ذلك، فإن أولئك الذين يعتمدون فقط على خرائط جوجل أو أنظمة الأقمار الصناعية الأخرى من أجل التوجه، يعانون كثيراً عندما تكون البطارية منخفضة، أو ينقطع الاتصال بالإنترنت.

9- جنون السيلفي

جنون السيلفي

يلتقط البشر اليوم كل دقيقتين عدداً من الصور يزيد على تلك الموجودة منذ 150 سنة مضت، إذ تُلتقط كل يوم مليون صورة شخصية على مستوى العالم، ويتم تحميل ثمانين مليون صورة على موقع إنستغرام.

لقد غيّر انتشار المصورين الطريقة التي كنا نقدر بها الفن، فقد حظيت كاميرا الهاتف الصغيرة تلك باهتمام متزايد حتى قبل أن ننتبه لها، لذلك حظرت العديد من المتاحف مثل أوفيزي في فلورنسا، ومتحف متروبوليتان في نيويورك) استخدام عصا الصورة الشخصية واعتبرتها "خطيرة للغاية" في الأماكن المزدحمة.

10- جعلنا شهوداً

الانتشار الواسع للهواتف الذكية حتى في أفقر مناطق العالم غيّر تماماً الطريقة التي توثق بها الأزمات والأحداث العنيفة، بالإضافة إلى إدارة حالات الطوارئ وحالات البحث العلمي.

إذ يمكن للهواتف أن تعمل كأجهزة رصد الزلازل والاستفادة من الشبكات الاجتماعية لنشر طلبات الإغاثة والمساعدة (مثلما فعل تويتر أثناء الحرب في سوريا)، ويمكن لها إخبارنا عن الطقس أو إبلاغ العلماء بانتشار الأمراض.


المصادر: skynewsarabia / focus / webteb
مصدر الصورة: theguardian