9 ابتكارات لا يعلم معظمنا أنها من ابتكار "الجنس اللَّطيف" !

على مرّ التاريخ، عانت المرأة من التمييز في العديد من المجالات، وأبرزها المجال العلمي، إذ حُرمت الفتيات من التعليم قديماً، ومن ثم حُرمن من فرصة المنافسة علمياً، فقد وَجدت نفسها تواجه العديد من العراقيل التي منعتها من نيل المال، أو الشهرة، أو حتى التقدير الذي ناله معظم المخترعين المعروفين.

9 ابتكارات لا يعلم معظمنا أنها من ابتكار "الجنس اللَّطيف"

وسنعرض لكم في هذا الموضوع، نساء عظيمات قدَّمن اختراعات رائعة لنا، لا يعلم معظمنا أنها من ابتكار الجنس اللَّطيف:

1- كاثرين بور بلودجيت "الزجاج غير العاكس"

كاثرين بور بلودجيت "الزجاج غير العاكس"

إنها ليست السيدة الأولى في العالم التي تحصل على درجة الدكتوراة في الفيزياء من جامعة كامبريدج فحسب، ولكنها أيضًا أول أمرأة تعمل بشركة جنرال إليكتريك، ويعود لابتكارها الفضل في إنتاج العديد من كاميرات تصوير الأفلام وآلات العرض السينمائي، واليوم صار لابتكارها الفضل في إنتاج النظاارات الشمسية، وزجاج السيارات، وشاشات الكمبيوتر.

2- مارغريت نايت "الأكياس الورقية"

مارغريت نايت "الأكياس الورقية"

لم نكن نَحظى بالأكياس الورقية والبلاستيكية لولا العالمة، والمخترعة الأميركية، مارغريت نايت، والتي توصلت إليها في منتصف القرن التاسع عشر.

وفي الواقع، لم تخترع "نايت" آلة صنع الأكياس الورقية تحديداً، لأنها كانت شائعة في ذلك الوقت، إلا أن ما اخترعته كان آلة صنع الأكياس الورقية بشكلها الحالي، أي تلك الأكياس التي تملك قاعدة مسطحة تمكّن المشتري من ترتيب بضائعه بشكلٍ أسهل.

وقد أسال هذا الاختراع لُعاب شخص يُدعى شارلز أنان، فسرق فكرة "نايت"، وسبقها ليُسجل الآلة باسمه، وحاز بذلك براءة الاختراع، ومن ثم أصبح من حقه الحصول على أموال طائلة بفضل اختراع قام بسرقته.

بل كانت حجته عندما حاربته "نايت" في المحكمة، هي أنها كاذبة بكل بساطة، لأنَّه لا يمكن لامرأة أبداً أن تكون قادرة على اختراع شيء مماثِل، ولكنهُ خسر القضية بعد أن قدَّمت المخترعة الحقيقية التصاميم الأصلية للآلة إلى المحكمة، لتتمكن من الحصول على براءة اختراعها في عام 1871.

3- جوزيفين كوشران "آلة غسل الأطباق"

جوزيفين كوشران

بدأت قصة اختراع آلة غسل الأطباق، والتي سهلت مهمة الملايين من نساء العالم، عندما كسر أحد خادمي المخترعة الأميركية "جوزيفين كوشران"، عدداً من الأطباق في أثناء غسلها، وهو الأمر الذي دفع هذه السيدة الغنية إلى التفكير في إمكانية اختراع آلة لغسل الأطباق؛ بغرض مساعدة خادميها، وبالتأكيد، لضمان عدم كسر المزيد من الأطباق الباهظة الثمن.

واستمرت محاولات "كوشران" عدة أشهر دون فائدة، إلى أن اقتربت من فقدان الأمل، إلا أن وفاة زوجها والديون التي خلفها بعد رحيله، أجبرتها على متابعة العمل، لكن هذه المرة بهدف بيع الآلة، وليس الاستفادة الشخصية منها، مستعينةً في ذلك بميكانيكي يدعى جورج باترز، وتمكنت في النهاية من اختراع آلة غسل الأطباق، ثم الحصول على براءة اختراعها سنة 1886.

ولكن على غير المتوقع، لم ينل الاختراع اهتمام ربات البيوت، لكنه لقي إقبالاً من طرف المطاعم والفنادق، وهو الأمر الذي حقق أرباحاً مكّنت "كوشران"، من تأسيس شركة Cochrane’s Creatio المتخصصة في بيع آلات غسل الأطباق، وهي الشركة التي أصبحت فيما بعد تحمل اسم Whirlpool الشهير، بعد أن اشترتها شركة Hobart، عام 1916.

4- تابيثا بابيت "المنشار الدوار"

المنشار الدوار

في أواخر القرن الثامن عشر، ظهرت طائفة دينية مسيحية تسمى "شيكر"، وهي طائفة تعتقد في العودة الثانية للمسيح، وتثمن الحياة الجماعية، والمساواة بين الجنسين، وتقدس الاجتهاد في العمل.

ولدت "تابيثا بابيت" في 28 أكتوبر عام 1784 م، وسط جماعة من طائفتها، في منطقة ماساتشوستس الأمريكية، التي كانت غنية بالأشجار والغابات، لذلك عمل الرجال في قطع الأخشاب والنجارة، وعملت النساء في صناعة النسيج.

ين هؤلاء عاشت "تابيثا"، حياة هادئة، تصنع النسيج، وعندما وصلت سن البلوغ بدأت تسأل: لماذا ينبغي أن نعمل بقوة؟ كيف يمكن أن نعمل بذكاء؟ وهكذا بدأت تفكر في طرق مختلفة لتوفير الجهد اللازم وتخفيف أعباء العمل عن رفاقها.

وصفها أحد أعضاء جماعتها بأنها كانت "لبقة، دقيقة الملاحظة، موهوبة، وواحدة من أكثر نساء الطائفة ذكاء".

كانت "تابيثا" تلاحظ الرجال، وهم يقطعون الأخشاب باستخدام المنشار التقليدي، ورأت كيف أن الأمر يحتاج إلى اثنين من الرجال، يحركان المنشار في الاتجاهين، رغم أن المنشار لا يقطع إلا في اتجاه واحد، ما يجعل نصف جهد الرجلين، دون نتيجة.

صممت "تابيثا" الجزء الأول من المنشار، ثم صنعت النصل (أسنان المنشار) بشكل دائري، ثم ركبت الأسنان على عجلة يمكن أن تدور بسرعة كبيرة، لذلك يقطع المنشار الخشب في كل حركة يتحركها.

كان اختراعا ناجحا، وموفرا للطاقة، حيث يمكن لرجل واحد، أو حتى سيدة، أن يستخدم المنشار لقطع وتسوية الأخشاب، ويمكن قطع الأخشاب، بنصف المجهود، وفى نصف الوقت، الذى تستغرقه عملية القطع باستخدام المنشار التقليدي.

وفى خلال فترة قصيرة أصبح المنشار الدوار هو الأداة الرئيسية التي تستخدم في قطع وتجهيز وتصنيع الأخشاب، الأمر الذى أدى إلى طفرة هائلة في كمية الأثاث، واعتبر بمثابة ثورة في مجال صناعة الأخشاب، ولا يزال هذا المنشار محفوظا في ألباني- بنيويورك.

في طي النسيان: ولكونها امرأة، من أقلية صغيرة، تعيش حياة بسيطة كحياة النساك، في ظروف اجتماعية وسياسية متقلبة، واتساقا مع تقاليد الطائفة، لم تحصل "تابيثا" على براءة اختراع رسمية، لأي من مخترعاتها.

ماتت "تابيثا بابيت" في عام 1853 م، عن عمر 69 عاما تقريبا، وظل سبب وفاتها غير معروف،والآن، تنتشر آلات قص الأظافر المعدنية، وآلات الغزل الحديثة، والمنشار الدوار، في كل مكان في العالم.

5- ماري أندرسون "ماسحة زجاج السيارة"

هذا الاختراع الهام لم يكن له وجود عند بداية ظهور السيارات، فقد كان السائقون يخرجون أيديهم من النافذة، ويمسحون الزجاج بأنفسهم في أثناء القيادة، وهو الأمر الذي لاحظته المخترعة الأميركية، "ماري أندرسون" فقررت ابتكار أداة قادرة على القيام بهذه المهمة.

وتمكنت "ماري"، بالفعل، من اختراع أول ماسحة آلية لزجاج السيارات، صنعتها باستخدام الخشب، والمطاط، وحصلت على براءة اختراعها عام 1903، إلا أن ابتكارها قوبل بالرفض، والسُّخرية من طرف شركات تصنيع السيارات، وقلَّل السائقون من شأنه، معتبرين وضع جسم كهذا على زجاج سياراتهم، سيشتت انتباههم أكثر من أن يساعدهم.

فيما لم يبدأ الاهتمام الحقيقي بهذا الاختراع إلا بعد 10 سنوات، أي ابتداءً من عام 1913. ولكن للأسف، كانت مدة صلاحية شهادة حق الملكية قد انتهت، ولم تجددها "ماري" بعد أن اقتنعت بأن اختراعها عديم الجدوى، ومن ثم لم تستطع الحصول على أية أرباح من المبيعات التي حققتها الماسحات، بعد أن اكتسبت شهرة واسعة.

6- ستيفاني كوليك الكيفلار "kevlar"

kevlar

تمكنت الباحثة الكيميائية الأميركية، "ستيفاني كوليك" ، في بداية الستينات، من ابتكار مادة عظيمة، وهي مادة "الكيفلار"، والتي تعد من أقوى المواد على كوكبنا، ويُصنع منها ذلك النسيج الخفيف، والذي يعد أقوى من الفولاذ بـ5 أضعاف، بالإضافة إلى كونه قادراً على تحمّل أقسى درجات الحرارة، والبرودة.

وتُستخدم هذه المادة في عدة مجالات؛ نذكر منها صناعة البذل الواقية من الرصاص، والسيارات، والقوارب، وحتى في صناعة بذل الفضاء.

7- فيرجينيا أبغار جدول "apgar"

apgar

يعتبر جدول "apgar" أول فحص طبي يخضع له الإنسان عند ولادته، ويساعد الأطباء على تقييم الحالة الصحية للمولود بشكل سريع جداً، ويرجع اكتشاف هذا الجدول إلى طبيبة تخدير أميركية تُدعى "فيرجينيا أبغار"، والتي ابتكرت هذا الاختراع العظيم في بداية الخمسينات، بعد فترة كانت نسبة وفيات الأطفال حديثي الولادة فيها مرتفعة جداً.

وكان الهدف من صنع هذا الجدول، الذي يُستخدم حالياً في جميع أنحاء العالم، هو تحديد الوضع الصحي للمولود بشكل سريع، يمكّن الأطباء من التدخل لإنقاذه قبل فوات الأوان، إذ يتكون الجدول من 5 معايير، هي: التنفس، والمظهر، ورد الفعل، والنشاط العضلي، ومعدل النبض. ويُرصد لكل معيار من هذه المعايير درجات من صفر إلى اثنين، ثم يُجمع عدد الدرجات النهائي؛ للتعرف على الوضع الصحي للطفل.

8- جريس هوبر "حاسوب عملاق بجامعة هارفارد"

جريس هوبر

يعود لجريس هوبر الفضل في وضع العديد من مصطلحات البرمجيات وعلوم الحاسوب المستخدمة حاليًا، ومنها على سبيل المثال مصطلحا خطأ وتنقيح برمجي (bug) و (debug)، وقامت عام 1944 بابتكار آلة (Mark 1 ) وهي عبارة عن ألة حسابية عملاقة يبلغ وزنها 5 أطنان، وتماثل حجم غرفة تقريبًا.

9- ماريا تلكس "نظام التدفئة بالطاقة الشمسية"

ماريا تلكس

ماريا تلكس هي عالمة فيزيائية وكيميائية وبيولوجية، اشتهرت باختراعها لجهاز التقطير الشمسي وابتكارها لنظام التدفئة بالطاقة الشمسية والمصمم للمساكن إضافة إلى أجهزة أخرى قادرة على تخزين الطاقة انطلاقا من أشعة الشمس.

واستمرت ماريا تلكس في تطوير تطبيقات الطاقة الشمسية وعملت مع المهندس المعماري إليانور ريموند، حيث صممت أول بناية مجمعة للحرارة انطلاقا من أشعة الشمس سنة 1948 بشارع دوفر بولاية ماساتشوستس. وتجمع الطاقة الشمسية انطلاقا من مجسمات ترتفع درجة حرارتها في حجرة تتكون من طبقة مزدوجة من الزجاج وورقة سوداء معدنية، ويمر الهواء الساخن عبر الجدران لينقل الحرارة إلى الجزيئات المتبلورة من كبريتات الصوديوم وتخزن هذه الطاقة الحرارية لتستعمل لاحقا. وهذه التكنولوجيا هي التي تستعمل في المواقد الشمسية أو السخانات. كما قامت العالمة بتطوير مواد قادرة على تحمل درجات الحرارة القصوى في الفضاء الخارجي.

المصادر: women-inventors / history / explainthatstuff / notablebiographies / famousinventors