تعاني من مشكلة " قفلة الكاتب" إليك 8 حلول تساعدك على الخروج منها

رواد عالم تعلم ، السلام عليكم ورحمة الله ، كل عمـل حر له أزمة خاصة ، المبرمج والمطوّر والمصمم والمدوّن والمسوّق ، بالتأكيد الكـل يمرّ بهذه اللحظـات التي يتحوّل رأسه فيها الى صفحة بيضـاء ، ويخلو فيها من أي شيء ، فقط فراغ كامل ، وعدم قدرة على استيعاب أو انتاج أي شيء.
 

قفلة الكاتب Writer's Block

 تمثّـل أزمة خاصة للمدوّن تحديداً ، يطلق عليها بشكل عام " قفلة الكاتب Writer's Block "  وهي الحالة التي يفقد فيها الكاتب قدرته علي الكتابة والرغبة فيها ، يغدو الوجود لديها بلا معني ، ويكون ضعيفا أضعف ما يكون ، ويصير انزواؤه فيما يشبه الصندوق المحكم نوعا من الكُمُون الواقي ، يتحاشي مواجهة العالم بمثل هذه الدرجة المبرحه من الضعف ويأمل أن تعود روحه إلي انتفاضها في مثل هذه السكينة والهدأة .

 الغريب أن هذه الظاهرة شائعة جدًا، ومن الأمثلةالشهيرة لقفلات الكتاب ما حدث لجون شتاينبك أثناء كتابة رواية "Of Mice And Men
" و التي استغرقت منه نحو 10 سنوات .
 
 ومثل القفلة التي حدثت لستيفن كينج أثناء كتابة " The Green Mile " ، وقد عبر ستيفن كينج عن موضوع القفلة الكتابية في قصته " Secret Window " والتي تحكي عن كاتب يعاني من هذاالموضوع ولا يستطيع الكتابة.

هناك حالات دامت فيها الفقلة سنوات طويلة على غير المعتاد، فمثلاً، أصيب الكاتب هنري روث (1906-1995) بقفلة كتابية استغرقت نحو 60 سنة! لكن لحسن الحظ يظل هذا الأمر نادر الحدوث.

ما هي الأسباب وراء هذه المشكلة ؟ 

 اجتهد عدد كبير من العلماء والمحللين لتقديم تفسير منطقي لهذه الحالة، فأرجعها بعضهم إلى التوتر النفسي، وصعوبات الحياة، والبعض الآخر إلى تطرق الكتاب والأدباء السابقين في كتاباتهم لكل شيء في الحياة مما يمثل صعوبة متجددة أمام كل من يحاول أن يبدع شيئا جديدا، وبعضهم قال إن ضغط العمل ووجود مواعيد محددة لتسليمه قد يُسهم أيضا في تفجير قفلة الكتابة.

اقرأ أيضا:

خماسية فن القراءة الذكية : 5 خطوات من أجل قراءة ذكية وفعالة


ما هي الحلول المقترحة لهذه المشكلة ؟

التمرين على الكتابة

التمرين على الكتابة كل يوم، لمجرد الكتابة فلا يهم الموضوع الذى تكتبه ، اكتب أي كلام يخطر في ذهنك، من وحي اللحظة.


 تدرج فى مدة الكتابة بداية بخمس دقائق وقم بزيادتها بشكل يومي، لكن حافظ على طقس الكتابة اليومي من باب التزام الفعل الفيزيائي/الجسدي كمحفز لحالتك العقلية والفكرية… من باب التظاهر بالاهتمام معناه الاهتمام.

صادق الورقة والقلم

صادق الورقة والقلم، قم بالكتابة العشوائية، الشخبطة، رسم الأشكال والتخطيط… الورقة والقلم أقرب وأبسط من آي جهاز موبايل، تابلت، لاب أو حاسب… الشخبطة والرسم والكتابة بيدك مستعملاً القلم، سوف يولد لديك أفكار كثيرة رائعة موجودة بانتظار أن تفتش عنها.


غير مكانك المعتاد للكتابة

غير مكانك المعتاد للكتابة، فالروتين قاتل… كثيرًا ما تكون " قفلة الكاتب " نتيجة الروتين المألوف القاتل لطقس الكتابة لديك، لسنوات وأنت تكتب على نفس المكتب في نفس المكان، نفس الوجوه لا تتغير، وحده لون الحائط يبهت يوما بعد يوم،


اخرج، غير مكانك، اعرف وجوه جديدة اكتب وأنت جالس في المقهي، اذهب إلى أقرب مكان طبيعي بجوارك (نهر، غابة، منتزه أو حديقة أطفال). 

الاعتياد شكل من أشكال الإدمان ولهما نفس النتيجة، تغيير البيئة التي تعمل بها ولو يوم في الأسبوع سيفيدك أكثر مما تتوقع.

لا تضغط على نفسك

بعض الكُتاب وخاصة الروائيين منهم ممن يكتبون بانتاجية عالية طوال الوقت وبشكل يومي، النوع الذي يستيقظ في الرابعة صباحًا ليشرب عشرة أقداح من القهوة ويكتب 5000 كلمة في جلسة واحدة ، هذا النوع يصاب بقفلات روتينية أو موسمية نتيجة اعتصار ذهنه طوال الوقت وبكثافة عالية، وهي ليست أكثر من مجرد استراحات أو فواصل صغيرة لإعادة شحن الإبداع وتحفيزه من جديد.


اقرأ كثيرًا

أحيانا ما تكون القفلة راجعة لقلة المعطيات، مع إصرارك على تجاهل هذه الحقيقة الواضحة ، تريد أن تكتب رواية بدون أن تبدأ بتقسيمها على الورق، رسم شخصياتها، اختيار حبكة الرواية، وضع خطط وتلميحات للسيناريو والحوار، بإهمال كل ما سبق فالكاتب يضع نفسه في منطقة رمال متحركة حيث كل حركة غير صحيحة تسارع بغرقه .


 الحل يتمثل في تجديد مصادر إبداعك بشكل متواصل بالقراءة، البحث، الاطلاع والنقاش فهذا ما سيجعل مياه فكرك متحركة بسلاسة ويسر وليست راكدة.

العصف الذهني حل فعّال أيضًا

العصف الذهني بصحبة صديق أو مجموعة مفيد لتجديد الأفكار، والخروج بوسائل تعبير طازجة ، السفر والارتحال منعش جدًا للعقل والجسد ويساعدك على تجديد منظورك للأشياء والأشخاص من حولك، الإنصات لأصوات غير مألوفة وتعلم لغة جديدة أو اكتساب هواية يضيف مزيدًا من الثراء إلى أفكارك وكيف تقوم بالتعبير عنها.


كن مرنًا مع نفسك

السعي المبالغ فيه وراء الكمال كثيرًا ما يتحول إلى عقبة كبيرة، ويقوم بتنمية حاسة نقد ذاتي شديدة القسوة تقوم بتسفيه كل ما تحاول أن تقوم به فلا شيء يرضيها مطلقًا .


 أكثر من رائع أن تجعل من تجويد وتحسين عملك عملية متواصلة لا تنتهي، والأروع ان تعرف انه لا يوجد عمل كامل وأن النقص سيصاحبك بنسب متفاوتة وبشكل أو بآخر.

 تقبل أن هناك دومًا نسبة إخفاق أو فشل في العمل الواحد وواصل النمو والتعلم والكتابة، تعلم أن " تغلق " صوت النقد الداخلي وقت العمل.

داوم على الكتابة ولو بكلمات بسيطة
 

 أكتب، أكتب وأكتب.. أخلق مدار طبيعي يومي للكتابة في حياتك، وحين يأتيك الإلهام ويتدفق الإبداع في مخيلتك فسيجد مسار طبيعي يتجسد من خلاله…

المصادر: alsakher / goodreads / io.hsoub / arageek / ar.wikipedia 

إذا أعجبك الموضوع لا تنس مشاركته مع زملائك لتعم الفائدة