بعض الناس يفضلون الاختلاء بأنفسهم، والجلوس وحيدين، على أن يختلطوا بالآخرين في الأحداث الاجتماعية الكبيرة، وعلى العكس من ذلك يُفضل آخرون أن يكونوا محاطين بالكثير من الأصدقاء والزملاء، وأن يشاركوا في كل نشاط يقربهم من عدد أكبر من الناس، وبالتأكيد يعلم كلٌّ منا إلى أي نوع ينتمي.
لكن هل تسائلنا عن السبب وراء ذلك، هل يا ترى الأسباب مكتسبة من خلال التربية والبيئة المحيطة، أم أسباب جينية مرتبطة بتركيباتنا؟
أهي الطبيعة أم العادة المكتسبة من البيئة، معظم الناس يعرفون هل هم، انطوائيون ،اجتماعيون، أم مزيج من الاثنين.
لدى معظم الناس ميزات من هذه وتلك، لكن الناس عادة تميل إلى أحد الأسلوبين أكثر من الآخر، فهل يعود سبب ميلِ الناس لجهة أسلوب ما على حساب الآخر في مجال طيف تدرج الشخصيات إلى الجدلية الأزلية: الطبيعة مقابل الاكتساب بالتعلم من البيئة..
الحقيقة أنهما ليسا نقيضين كالأبيض والأسود لا يجتمعان ، ثمة بينهما منطقة رمادية لأنه لا مجال أبداً لنقول أن تربية أحدهم كانت منزلية بحتة، كذلك لا مجال لنقول أن التربية تعود إلى العوامل البيئية وحدها.
لنفرض مثلاً أنك في صغرك تعرضت كذا مرة للتنمر والإقصاء ،فكبرت هادئا تحب الانزواء، لأنك تعرضت للتنمر في صغرك .. أو لنقل أنك ترعرعتَ ثرثاراً محباً لجذب الأنظار والانتباه، لأنك حُرِمتَ منها في طفولتك عندما تعرضت للسخرية والانتقادات ..
هذان منتوجان مختلفان جذرياً عن بعضهما .. إذاً يستحيلُ أن تكون البيئة وحدها التي تجعلُ المرء انطوائياً ..
في الواقع وطبقا لآراء هانز آيسنك ،عالم النفس في ستينيات القرن الماضي فإن الأمر يتعلق بدماغنا ومواده الكيميائية ، قد تكون نشأت بهذه الطريقة أو بتلك ، ولكن طالما كان لديك عقلُك فستكون أنت رغما عن الطبيعة والتربية المكتسبة معا.
عام 1999 قاس العلماء تدفُّق الدم لدى الانطوائيين والاجتماعيين ،فوجدوا أن الانطوائيين يتمتعون بتدفق دم أكثر يسري في ناصيتهم (الفص الجبهي) والمهاد الداخلي..
هذه الأجزاء الدماغية هي المسؤولة عن تذكر الأشياء وتخطيط المناسبات وحل المشكلات ،أما الاجتماعيون فكان تدفق دمهم أقوى في مناطق الدماغ: التلفيف الحزامي الأمامي ، الفصوص الصدغية، والمهاد الخلفي .. وهي جميعا أجزاء متعلقة بالحس.
وفي حالتهم هذه بالذات بالحس الاجتماعي ،لعل هذا هو سبب استمتاع الناس الاجتماعيين بصحبة الناس ،لأن أدمغتهم تكون في أسعد حال ،عندما تدغدغ حواسهم وتحفز.
فبعد عقود من الزمن في أبحاث هاتين الشخصيتين ، استنتج معظم العلماء أن الأمر متعلق بوجود هرمون الدوبامين في الدماغ ،في إشارة إلى أن لدى الاجتماعيين حساسية أقل للدوبامين ،ولهذا يحتاجون إلى كثير من الاستثارة والتحفيز كي يحصلوا على قدرٍ كافٍ منه ، وهذا متعلق بكمية تدفق الدم نحو أجزاء معينة في دماغنا كما قلنا آنفاً.
ففي دراسة عام 2012 أجراها رانيد بكنر من جامعة هارفارد ،وجد أن لدى الانطوائيين طبقة مادة رمادية أسمك في قشرتهم أمام الجبهية، على صلة بالتفكير واتخاذ القرارات أكثر من الاجتماعيين.
يقل بكنر أنَّ هذا لعله السبب الذي يجعل الانطوائي أقدر على التفكر بكافة تفاصيل قرار ما ،فيما الاجتماعي أقدر على اتخاذ القرار وتنفيذه بشكل أسرع.
الآن إذا سألتم عن سبب تدفق دم بعض الناس إلى فصهم الجبهي أكثر من تدفقهم إلى مهادهم الخلفي، فسأقول لكم أن الأبحاث التي أُجريت لحد الآن غير كافية للإجابة على هذا السؤال، فلا تزال العديد من أسرار بيولوجيا الإنسان والعقل البشري مبهمة كي نفهم لماذا نحن على ما نحن عليه!
لكن هل تسائلنا عن السبب وراء ذلك، هل يا ترى الأسباب مكتسبة من خلال التربية والبيئة المحيطة، أم أسباب جينية مرتبطة بتركيباتنا؟
أهي الطبيعة أم العادة المكتسبة من البيئة، معظم الناس يعرفون هل هم، انطوائيون ،اجتماعيون، أم مزيج من الاثنين.
لدى معظم الناس ميزات من هذه وتلك، لكن الناس عادة تميل إلى أحد الأسلوبين أكثر من الآخر، فهل يعود سبب ميلِ الناس لجهة أسلوب ما على حساب الآخر في مجال طيف تدرج الشخصيات إلى الجدلية الأزلية: الطبيعة مقابل الاكتساب بالتعلم من البيئة..
الحقيقة أنهما ليسا نقيضين كالأبيض والأسود لا يجتمعان ، ثمة بينهما منطقة رمادية لأنه لا مجال أبداً لنقول أن تربية أحدهم كانت منزلية بحتة، كذلك لا مجال لنقول أن التربية تعود إلى العوامل البيئية وحدها.
لنفرض مثلاً أنك في صغرك تعرضت كذا مرة للتنمر والإقصاء ،فكبرت هادئا تحب الانزواء، لأنك تعرضت للتنمر في صغرك .. أو لنقل أنك ترعرعتَ ثرثاراً محباً لجذب الأنظار والانتباه، لأنك حُرِمتَ منها في طفولتك عندما تعرضت للسخرية والانتقادات ..
هذان منتوجان مختلفان جذرياً عن بعضهما .. إذاً يستحيلُ أن تكون البيئة وحدها التي تجعلُ المرء انطوائياً ..
في الواقع وطبقا لآراء هانز آيسنك ،عالم النفس في ستينيات القرن الماضي فإن الأمر يتعلق بدماغنا ومواده الكيميائية ، قد تكون نشأت بهذه الطريقة أو بتلك ، ولكن طالما كان لديك عقلُك فستكون أنت رغما عن الطبيعة والتربية المكتسبة معا.
عام 1999 قاس العلماء تدفُّق الدم لدى الانطوائيين والاجتماعيين ،فوجدوا أن الانطوائيين يتمتعون بتدفق دم أكثر يسري في ناصيتهم (الفص الجبهي) والمهاد الداخلي..
هذه الأجزاء الدماغية هي المسؤولة عن تذكر الأشياء وتخطيط المناسبات وحل المشكلات ،أما الاجتماعيون فكان تدفق دمهم أقوى في مناطق الدماغ: التلفيف الحزامي الأمامي ، الفصوص الصدغية، والمهاد الخلفي .. وهي جميعا أجزاء متعلقة بالحس.
وفي حالتهم هذه بالذات بالحس الاجتماعي ،لعل هذا هو سبب استمتاع الناس الاجتماعيين بصحبة الناس ،لأن أدمغتهم تكون في أسعد حال ،عندما تدغدغ حواسهم وتحفز.
فبعد عقود من الزمن في أبحاث هاتين الشخصيتين ، استنتج معظم العلماء أن الأمر متعلق بوجود هرمون الدوبامين في الدماغ ،في إشارة إلى أن لدى الاجتماعيين حساسية أقل للدوبامين ،ولهذا يحتاجون إلى كثير من الاستثارة والتحفيز كي يحصلوا على قدرٍ كافٍ منه ، وهذا متعلق بكمية تدفق الدم نحو أجزاء معينة في دماغنا كما قلنا آنفاً.
ففي دراسة عام 2012 أجراها رانيد بكنر من جامعة هارفارد ،وجد أن لدى الانطوائيين طبقة مادة رمادية أسمك في قشرتهم أمام الجبهية، على صلة بالتفكير واتخاذ القرارات أكثر من الاجتماعيين.
يقل بكنر أنَّ هذا لعله السبب الذي يجعل الانطوائي أقدر على التفكر بكافة تفاصيل قرار ما ،فيما الاجتماعي أقدر على اتخاذ القرار وتنفيذه بشكل أسرع.
الآن إذا سألتم عن سبب تدفق دم بعض الناس إلى فصهم الجبهي أكثر من تدفقهم إلى مهادهم الخلفي، فسأقول لكم أن الأبحاث التي أُجريت لحد الآن غير كافية للإجابة على هذا السؤال، فلا تزال العديد من أسرار بيولوجيا الإنسان والعقل البشري مبهمة كي نفهم لماذا نحن على ما نحن عليه!
محول الأكوادإخفاء محول الأكواد الإبتساماتإخفاء الإبتسامات