كم يجبُ أن ننام؟ .. هل يجب فعلاً على الإنسان أن ينام 8 ساعات يوميّاً !

النوم هو مؤشر حيوي شامل لمدى صحتنا ، وكما نعلم فإن الإنسان يقضي تقريبا ثلث حياته في النوم ،و تتفاوت عدد ساعات النوم التي يحتاجها الإنسان الطبيعي تفاوتًا كبيرًا من شخص إلى آخر، ولكن المؤكد أن عدد الساعات التي يحتاجها نفس الشخص تكون ثابتة دائمًا.

كم يجبُ أن ننام؟

فبالرغم من أن الإنسان قد ينام في أحد الليالي أكثر من ليلة أخرى إلا أن عدد الساعات التي ينامها الشخص خلال أسبوع أو شهر تكون عادة ثابتة، فيما تنصح المؤسسة الوطنية للنوم في أمريكا بالحصول على قسط كاف من النوم يتراوح ما بين 7 إلى 9 ساعات يوميًّا، للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و64 عامًا للحفاظ على صحة جيدة.

معظمنا يعرف أن الحصول على ليلة نوم جيدة أمر مهم ، ولكن القليل فقط من يحصل على ذلك بسبب أن هناك العديد من الأسباب التي تعمل على إحداث خلل في الساعة البيولوجية ،منها: شرب القهوة بكثرة، مشروبات الطاقة، إاء غير ملائمة في غرفة النوم ، الأجهزة الالكترونية ،المنبهات.. فمع هذه الأشياء كم من الساعات يجب أن ننام للحصول على نوم مريح ؟

يعتقد كثير من الناس أن عدد ساعات النوم اللازمة يوميًّا هو ثمان ساعات. وهذا الرقم هو متوسط عدد الساعات لدى أغلب الناس، ولكنه لا يعني بالضرورة أن كل إنسان يحتاج ذلك العدد من الساعات. فالنوم يتراوح بين أقل من ثلاث ساعات لدى البعض إلى أكثر من 10 ساعات لدى البعض الآخر.

 ما عدد ساعات النوم التي يحتاج إليها الإنسان الطبيعي؟

في دراسة للمركز الوطني للإحصاءات الصحية بالولايات المتحدة الأمريكية، وجد أن اثنين من كل عشرة أشخاص ينامون أقل من 6 ساعات في الليلة، وواحد من كل عشرة ينام 9 ساعات أو أكثر في الليلة.

ويدعى الأشخاص الذين ينامون أقل من 6 ساعات بأصحاب النوم القصير، والذين ينامون أكثر من 9 ساعات بأصحاب النوم الطويل، ولكنهم طبيعيون. "فنابليون وأديسون كانا من أصحاب النوم القصير. في حين أن العالم آينيشتين كان من أصحب النوم الطويل."

بمعنى أن عدد ساعات النوم التي يحتاج إليها الإنسان إذا كان طبيعيًا ولا يعاني من أحد أمراض النوم لا تؤثر في إنتاجيته وإبداعه.

وخلاصة القول إن عدد ساعات النوم التي يحتاج إليها الإنسان تختلف من شخص إلى آخر، فالكثير يعتقدون أنهم يحتاجون إلى ثماني ساعات نومِ يوميًا. وأنه كلما زادوا من ساعات النوم  كان ذلك صحيًا أكثر، وهذا اعتقاد خاطئ.

فعلى سبيل المثال إذا كنت تنام لمدة خمس ساعات فقط بالليل وتشعر بالنشاط في اليوم التالي فإنك لا تعاني مشكلات ونقص النوم.

هل يتغير النوم مع تقدم السن؟

مع نمو الأطفال فإن نومهم يتغير تدريجيًا. ولكن ما إن يصل المرء إلى مرحلة البلوغ فإن عدد ساعات النوم التي يحتاج إليها الجسم لا تتغير مع تقدم العمر، ولكن في المقابل فإن طبيعة وجودة النوم تتغير كلما تقدم بنا العمر.

فعند كبار السن يصبح النوم خفيفًا وأقل فاعلية وأقل راحة، ذلك كله رغم عدم تغير ساعات النوم. والسبب في ذلك يعود إلى أن نسبة كل مرحلة من مراحل النوم السابقة تتغير مع تقدم السن.

فعندما يبلغ الرجل نحو سن 50 سنة والسيدة نحو 60 سنة، فإن نسبة النوم العميق تكون قد وصلت عادة إلى نسبة بسيطة جدًا من وقت النوم، وعند البعض قد تختفي تمامًا.

فتجد الأشخاص في هذه السن أسرع استيقاظًا نتيجة للضوضاء الخارجي مقارنة بصغار السن. فعلى الرغم من عدم التغيير الكبير في عدد ساعات النوم مع تقدم السن إلا أن طبيعة النوم تختلف، فيصبح النوم خفيفًا ومتقطعًا طوال الليل، وهذا أحد أسباب النعاس خلال النهار الذي يصيب الكثير من كبار السن.

كم يجبُ أن ننام؟

هل يجب فعلاً على الإنسان أن ينام 8 ساعات يوميًّا

هناك أقل من 5% من البشر ينامون لفترات قصيرة بشكل طبيعي، وتتحدث الدراسات عن أن ثمة تغيرًا بيولوجيًّا في الجينات يسمى "دي أي سي 2" قد يسمح لبعض الناس بالنوم بصفة مستمرة لأربع ساعات فقط في الليلة، دون معاناة من أي آثار بدنية سلبية، فإذا كنت تنام لمدة خمس ساعات فقط بالليل وتشعر بالنشاط في اليوم التالي فإنك لا تعاني من مشاكل ونقص النوم.

فيما يدلل الخبراء على أن ثمة علامات أخرى تدلل على حاجتك للنوم ومنها، احمرار في العينين وبروزها للأمام وكذلك شحوب في الوجه، وعدم القدرة على الربط بين الأشياء أثناء الحديث بحيث تكون الحالة أقرب للهذيان، الخمول والضحك، وبعض الناس تكون علامات النوم عندهم هي الثورة والعصبية لأتفه الأسباب.


المصادر: 1 / 2 / 3 / 4