لماذا يقوم الأشخاص الطيبين بأمور سيئة أحيانا؟ .. إليك 16 سبب نفسي !

ما السبب وراء تورط أشخاص أذكياء وناجحين في أعمال منافية للقانون والأخلاق؟

لماذا يقوم الأشخاص الطيبين بأمور سيئة أحيانا

قام الدكتور في مدرسة "روتردام أوف مانغمنت" في هولندا "مويل كابتين"، بعمل دراسة الأسباب التي تقف وراء قيام الأشخاص الطيبين بأمور سيئة، والمؤثرات النفسية الداخلية التي تمهد للقيام بهفوات بسيطة وجرائم صغيرة، تتطور فيما بعد إلى جرائم كبيرة.

1- الانحياز لخدمة مصالح ذاتية

يعتقد أغلب الناس أنهم أذكى وذوو مبادئ أرقى مقارنةً بمن حولهم، لكن هذا الاعتقاد الخاطئ، وقد يؤدي إلى إحساسهم بالظلم حال تمكن غيرهم من التفوق عليهم.

وعلى سبيل المثال، إذا تمت ترقية زميل في العمل معهم لا يعترفون بأن السبب في نجاحهم، هو إمكانياتهم العالية أو أداؤهم المميز، بل يربطون ذلك بأسباب أخرى. وبالتالي، تتولد داخلهم الرغبة في القيام بأشياء غير أخلاقية للوصول إلى تلك المرتبة.

2- استهلاك واضح!

تساهم الأوساط التي تشهد الثراء الفاحش في بروز سلوكيات غير أخلاقية، وعادةً ما يطغى الجوّ التنافسي على أجواء العمل، ولا يعتبر ذلك عائقًا إلا إذا أصبح الموظفون يرون أن ظفر زملائهم بمكافآت وامتيازات، ظلم لهم. وبالتالي تنبثق داخلهم رغبة في القيام بتصرفات منافية للأخلاق.

3- الخضوع للسلطة

الخضوع للسلطة

يعتبر الخضوع وطاعة السلطة من المكونات المتجذرة في الثقافة والعمل. ومن هذا المنطلق، يجد الكثير من الموظفين صعوبة كبيرة في رفض طلبات أي شخص يتمتع بسلطة تفوقه.

وفي المقابل، يكون من السهل جداً تبرير التصرفات السيئة، خاصةً إذا ما اعتبر بعض الأشخاص أنفسهم مجرد أداة لتنفيذ رغبات أشخاص آخرين، وبالتالي ينخفض إحساسهم بالذنب والمسؤولية.

4- القدم في الباب!

القدم في الباب

يُقدم بعض الأشخاص الذين يتمتعون بالنفوذ والسلطة، على توريط بعض الأشخاص الآخرين في أعمال تخرق القوانين والقواعد، فيما لا يتمكن الأشخاص البسطاء من الرفض، بل يعطيهم ذلك شعوراً بالانتماء للفريق.

ويساهم الاستسلام لرغبات الآخرين بدوره، في تعديل الإدراك الذاتي، إذ يبدأ بعض الأشخاص في النظر لتصرفاتهم على أنها جانب من الولاء وتحمل المسؤولية، فيما قد يؤدي ضيق التفكير إلى دفع الأفراد للقيام بتجاوزات أخلاقية بشكل متزايد.

5- الفائز يحصل على كل المنافسات!

الفائز يحصل على كل المنافسات

يميل الأشخاص إلى الغش في المنافسات التي يكون فيها فائز واحد وخاسر واحد، إذ يسعون بشتى الطرق إلى تجنب الخسائر المالية، وخاصةً فقدان سمعتهم في حال الخسارة.

وفي الواقع، فإن الأشخاص الذين يستعملون الخداع والاحتيال يكونون على مسافة بضع خطوات من تحقيق أهدافهم.

6- إشكالية العقوبات

العقوبات

أثبتت القوانين التي تفرض غرامة مالية على الأفراد الذين يقومون بتجاوزات أخلاقية، عدم نجاحها.

فقد ساهمت في تغيير نظرة الأشخاص للأخطاء التي يقومون بها، ما ساهم في تجريدها من أبعادها المعنوية والأخلاقية، وأصبح الناس يتجنبون الوقوع في الأخطاء حتى لا يضطروا لدفع مبالغ مالية.

7- رؤيا النفق!

رؤيا النفق

لا يوجد شيء خاطئ مع تحديد الأهداف والعمل بجد لتحقيقها. هذا فقط يصبح مشكلة عندما يقوم الناس بالتركيز على هدف وحيد معين، لدرجة أنهم يتركون الاعتبارات الهامة الأخرى مثل الرحمة والأخلاق من تفكيرهم.

8- قلّة النوم ونقص السكر في الدم

 قلّة النوم

يفتقر الأشخاص الذين يعانون من الجوع والتعب إلى القدرة على ضبط أنفسهم. وقد أوضحت الأبحاث أن عدداً من المشاركين أخفقوا في اختبارات رياضية كما ارتكبوا محاولات للغش، نتيجةً لشعورهم بالتعب الشديد.

وعموماً، قد لا يؤدي التعب بالضرورة إلى محاولات الغش، ولكنه يفتح أبواب الإغراء ويضعف من عزيمة الأشخاص وقدرتهم على التصدي لميولهم السيئة.


من المرجح أن يتحول أي سارق مبتدئ إلى سارق متمرس بمرور الوقت. ويمكن تفسير ذلك بالحالة النفسية التي توهم الأشخاص على إثر قيامهم بجرائم صغيرة، بأنه لا مخرج لهم من الشرك الذي أوقعوا أنفسهم فيه.

ولعل أبرز مثال على ذلك، أن الكثير من التجار الخارجين عن القانون يفرحون كثيراً بالمكافآت التي يتلقونها جراء القيام بمجازفات خطيرة، مما يدفعهم لإعادة الكرة مرات ومرات مهما كان حجم المخاطرة ونتائجها.

10- آلية الاستقراء

يميل الأشخاص غالباً إلى مقارنة سلوكياتهم الحالية بما كانوا عليه في الماضي. ومن هذا المنطلق، قد ينحدر الأشخاص إلى ذروة تصرفاتهم غير الأخلاقية، في حال توقفوا عن اعتبارها سلوكيات مشينة.

ومن الطبيعي أن تتحول التصرفات المنافية للأدب والأخلاق إلى روتين يومي. وبالمثل قد تنقلب التصرفات المشينة والمستحيلة في نظر العديد، إلى شيء ممكن.

11- السوق ،وضغط المساهمين

أفاد شارلز برينس، الرئيس التنفيذي السابق لشركة الخدمات المالية الأميركية City Group، بأنّ عليك مسايرة التيار والرقص، طالما أن الموسيقى مازالت تعمل، فيما كان ذلك إشارةً للاستثمار في أسهم الشركات بأميركا سنة 2007، حيث انهارت الأسواق تماماً في فترة وجيزة.

وبالرغم من أن الجميع كانوا يدركون أن الكارثة على الأبواب، إلا أن العديد مارسوا ضغوطات على موظفين ومسؤولين عن الاستثمار في تلك الفترة، مما وضعهم في موقف لا يُحسدون عليه بعد خسارتهم لكل شيء.

12- الآثار السلبية للشفافية

للشفافية

تعد الشفافية من الخصال الإيجابية في شخصية الإنسان، إذ إنها تقلل من إمكانية وقوعه في فخ الأفعال المنافية للأخلاق.

وأشارت العديد من الأبحاث لحقيقة أن تضارب المصالح قد يؤدي إلى عواقب وخيمة. ويرجع ذلك للظاهرة النفسية التي تعرف "بالترخيص الأخلاقي".

فبعض الأشخاص يستغلون عامل الشفافية لمناقشة آرائهم ورغباتهم التي تتعارض مع الآخرين، وبالتالي، يعوضون الجانب الإيجابي بالتصرف السيئ ويبررون أفعالهم على أنها من منطلق الشفافية. وتؤدي هذه التصرفات بصاحبها إلى مزيد الانغماس في انحيازه لشخصه ومصالحه.

13- تواصل سيئ مع الأشخاص

تواصل سيئ مع الأشخاص

بصفة عامة، تتم معالجة قضايا الفساد والجرائم العنصرية بين الأشخاص، عن طريق محاسبة الأطراف المذنبة وتسليط أشد العقوبات عليهم. وفي هذه الأثناء، لا يتم التطرق لحيثيات المشكلة ودوافعها ومبرراتها حتى يتم حلها من جذورها.

كما أن تهرّب الأفراد من الحوار ومحاولة حل الإشكاليات يخلق جواً من التقوقع على الذات ورفض الآخر، وتصبح الأعمال غير الأخلاقية مبررة.

14- التنافر المعرفي

التنافر المعرفي هو انزعاج الاشخاص عندما يرون رأيين متناقضين أو سلوكهم لا يتفق مع معتقداتهم. إنها واحدة من أقوى القوى النفسية الدافعة للسلوك البشري السيئ. 

عندما يفعل الأشخاص الذين يشعرون أنهم طيبين أشياء سيئة، التنافر المعرفي يجعلهم يتجاهلون هذا السلوك، لأنهم لا يمكن أن يتسامحوا مع التناقض الحاصل بين سلوكهم ومعتقداتهم.

15- الضغوطات الاجتماعية

لا يرغب أي فرد في أن يكون مصدر إزعاج للآخرين، لذلك يحاول بعض الأشخاص التأقلم مع المجموعة، حتى وإن تطلب الأمر قيامه بأفعال لا تناسبه ولا تتماشى مع ذاته.

ومن هذا المنطلق، يتغاضى بعض الأشخاص عن بعض التصرفات المسيئة والمهينة لهم، حتى يحافظوا على العلاقات السلمية داخل المجموعة.

وقد تؤدي هذه التصرفات لاتخاذ قرارات مشكوك فيها، ولا تتلاءم مع شخصيتهم بهدف إرضاء الآخرين والحفاظ على مكانتهم داخل وحدة المجموعة.

16- قبول السرقة الصغيرة

السرقة الصغيرة

قد يتصور المرء أن أخذ الأشياء الصغيرة من مكان العمل، مثل دفاتر وأقلام، وورق الحاسوب، غير مؤذية. ولكن عندما يتم تجاهل السرقات الصغيرة من قبل الإدارة، يصبح المر أكثر عرضة لتقبل ما كان عليه سابقا.

المصادر: businessinsider / huffingtonpost