ما هي دروس الحياة التي علينا أن نتعلمها في العشرينات من العمر؟ .. إليك 13 درساً مهما

"ما هي الدروس القاسية التي تعلّمنا إياها الحياة في العشرينيات؟". يُجيب " Thelonius Poon " بثلاثة عشر درسًا يراها الأكثر غيابًا عن أذهان الناس في عالم اليوم..
13 درساً مهما

1- لا تتبع شغفك.. إنه فخ .."مطاردة شغفك" من أكثر العبارات التي تقوم بغسيل أدمغتنا في الحياة ..

الكثير من الناس حيارى بشأن شغفهم الحقيقي، خاصة في سن الشباب. والشغف الأكثر شيوعًا في أنحاء العالم تجاه السباحة، أو الرياضة، أو القراءة… إلخ؛ أشياء ليست متاحة كوظائف للغالبية. بل إنّ أغلبهم لن يحب فعل هذه الأشياء عندما يضطر إلى استخدامها في كسب المال بطريقةٍ ما.

يكتشف الكثيرون منّا أنّنا قادرون على الشغف بمسارات وظيفية عملية وعادية. هذا لأن ما يخلق الرضا الحقيقي بالوظيفة والإحساس بالشغف تجاهها هو أولًا تحقيق الاستقلالية، والكفاءة، وتكوين علاقة جيدة بزملائك في العمل. هذه الخصال الثلاث يُمكن أن توجد في العديد من الوظائف العملية، وربما تجعل القيام بأغرب الوظائف كل يومٍ أمرًا بالغ الروعة. ينبغي أن يعلّمونا هذا في المدرسة.

لا ينبغي لكل أحد أن يصير سباحا أوليمبيًا ليشعر بشغفٍ خارقٍ حيال عمله. إننا نحن البشر نتمتع بالمرونة، وقادرون تمامًا على إيجاد الإشباع الوظيفي في مساراتٍ مهنية غير نجومية. ستصدمك معرفة عدد مديري المكاتب الذين يتمتعون بإشباعٍ وظيفي هائل لأنّهم قادرون على العمل باستقلالية، ولأنهم يتولون المزيد من المسؤوليات عندما تزداد كفاءتهم. وإن حظوا بعلاقاتٍ جيدة مع زملاء العمل فيُمكن للوظيفة أن تكون لذيذة.

في المقابل، فإن مغني الروك الذي يلعب الموسيقى طيلة اليوم يُمكن أن يكون مساره المهني كابوسًا مطبقًا. لماذا برأيك يكتئب كل هؤلاء النجوم ويقتلون أنفسهم بالمخدرات والعاهرات؟ هل تظهر عليهم سعادةٌ غامرة واتزان داخلي بشأن ظروف عملهم؟ إنّهم منفصلون عن عائلاتهم نصف الوقت، يستعبدهم برنامج الجولات الغنائية.

2- الحبّ في العشرينيات بمثابة معلّمك، وفي منتصف العمر أساسك، وفي سن الشيخوخة أجمل ذكرياتك

إن كنت أعزب، تعلّم كيف تُسعد نفسك ولا تعتمد على شريكٍ في سعادتك أو تحققك. لن تُسعد أحدًا آخر إن لم تعرف كيف تُسعد نفسك. شخصان غير متأقلمين لا يتناغم فيهما القلب مع العقل لن يقدرا على موازنة عيوب كلٍ منهما. يجب أن نتزّن لكيلا نخلّ بتوازن الآخر. تريد أن يُخرج شريكك أفضل خصالك، لا أسوأها.

يتشبّث الكثير جدا من الأشخاص بعلاقاتهم في العشرينيات من العمر، وينتهي بهم المطاف في النهاية إلى الانفصال على أية حال بسبب تغييرٍ للمسكن من أجل ظروف العمل. العقد الثالث من العمر فترة متقلّبة، خطط على هذا الأساس. من الطبيعي أن تنغمس في المواعدة والأشياء من هذا القبيل، فقط لا تعتبر عزوبيتك نهاية العالم. يومًا ما ستصير متزوجًا للشخص نفسه منذ 60 عامًا، وستتذكر أيام الوحدة.

3- عالم العمل الحقيقي صعب، لكن هذه الحقيقة ليست رخصة لاتخاذ الطريق السهل .طبيعة الأعمال بشكل عام صعبة وتنطوي على العمل، ولكن هذا هو الثمن لكسب رزقك.و دفع المستحقات الخاصة بك، ولكن سوف تصبح أسهل مع مرور الوقت.

لقد مر آباؤنا جميعا بهذا، وآباؤهم من قبلهم. المدرسة حاضنة تجعل الجميع يظنون العالم الحقيقي سهلًا وخطيًا. عالم العمل الحقيقي صعب، وستفشل مراتٍ عديدة لكن هذا لا يعني أنك ستفشل إلى الأبد. عادة ستبدأ بالحفر ببطء أسفل الجدار حتى تتمكن من تحطيمه واختراقه. 

4- الوظائف الخطّية غالبا ما تمون تنافسية بجنون، ومزدحمة على الطريق والوظائف الحالمة والتي من الصعب الحصول عليها تتضمّن غالبًا موهبة وتفانيًا غير عاديين، بالإضافة إلى عملية ترشيح طويلة.

اعرف نفسك، وقرر ما تجيده واختر على هذا الأساس. تقبل حقيقة أنّه لا طريق سهلة للهرب. لابد أن تمر بالمنحدر لتحصد منافع النجاح حيث فشل أقرانك. الجميع متفائلون أكثر من اللازم حيال هذا، وغالبًا ما تصدمهم جرعة خطيرة من الواقع عندما يواجهون البطالة الحقيقية. حتى تمهيد الآباء كل شيءٍ لك لن يُفلح، لأنك تخسر استقلاليتك لحسابهم. حفر طريقك في هذا العالم سيعتمد بالكلية عليك.

5- الكثير من النساء في العشرينيات لا يعرفن ما يردن حقا، لكنّهن يعتقدن أنهن يفعلن ذلك.

ليس النساء فقط، الرجال أيضًا. هذه نصيحة للرجال من سني. بعض النساء يؤمنّ بأن الزواج من رجلٍ ثري لا يحببنه مشبع بالنسبة لهن. وأخريات يعتقدن أن بإمكانهن تغيير الرجال. والكثير من الناس في مجتمعنا ليسوا واعين بأنفسهم، ويعتقدون أن الدولارات المنطقية العقلانية ستُشبع أرواحهم بالكامل. لكنها لن تفعل. نحن في حاجة إلى توازن بين الحب والتوقعات المادية المحققة لنكون سعداء.

ليست كل النساء هكذا كما هو واضح، لكن المجتمع برمج عددًا ليس بالقليل من النساء (والرجال أيضًا) على التشبث بأنماطٍ جنسية خاطئة. كن واعيًا تمامًا بهذا، واحم قلبك. إن وهبته أكثر من اللازم فسينكسر، ولن تقدر على أن تحبّ كما ينبغي بعدها.

6- إن أردت أن تكون ثريًا أو مشهورًا أو أن تجرّب شيئًا محفوفا بالمخاطر .. افعله قبل الثلاثين ..لا تنتظر .. كن مستعدّا للقتال بكل ما لديك، والتضور جوعًا، والعيش في مستوى اجتماعي أسوأ بكثير من أقرانك إن تطلب الأمر أثناء مرورك بالمنحدر.

بعد الثلاثين، تصير مطاردة أحلامك أصعب، خاصة إن كنتِ امرأة تريد إنجاب الأطفال في سن مبكرة. الناس يأخذون رهنًا عقاريًا، وينجبون أطفالًا، ثم تنخفض قدرتهم على المخاطرة. العشرينيات هي وقت الإخفاق قدر ما تستطيع. يُمكنك مطاردة أحلامك بعد الثلاثين، لكن ربما تقع على عاتقك مسؤوليات أكثر. افشل وأنت لا تزال شابًا وحرًا، ويمكنك تحمل تكلفة تدمير نفسك.

لدي الكثير من الأصدقاء الذين يقولون إنهم يرغبون في تغيير كل شيء بعد الثلاثين لكنني لم أر هذا يحدث بعد. تحتاج إلى الدفع بشدّة إن كنت تريد التهام شيءٍ ليس على قائمة الحياة العادية. إن كنت تريد بدء عملك الخاص، أو فعل شيءٍ يحمل قدرًا كبيرًا من المجازفة، افعله الآن أيًا تكن ماهيته. لست في حاجة إلى بلوغ القمة الآن، لكنك تحتاج على الأقل إلى البدء في صراعك الآن.

ضحّ بكل شيءٍ الآن، من أجل حياة الأحلام التي تريدها، لأنك عندما تكبر لن تستطيع فعل هذا. التضحية بعقدٍ من عمرك تستحق إن كنت ستعيش 50 عامًا من الروعة. ليس هناك سباقٌ حقيقي في الحياة، فمسار حياة كل شخصٍ يختلف عن الآخر، وليست هناك إحصائيات تحدد ما سيحدث. الأمر فقط أنّ مرورك بالمنحدر في الأربعينيات أو الخمسينيات أصعب بكثير من المرور به في العشرينيات.

13 درساً مهما

7- أصدقاؤك وعائلتك .. لا يعرفون دائمًا ما هو أفضل لك

إنهم يعرفون ماضيك، ومن أين أتيت، لكن هذا ليس ما يحدد باقي حياتك. بصفتك شخصًا بالغًا، يجب أن تتخذ القرارات بنفسك، ماذا ستعمل، وأين ستعيش، ومن ستتزوج. لا حاجة إلى ازدراء أمانيهم، لكنك تحتاج إلى التفكير بنفسك لنفسك. لكن يحبّونك دائمًا بدون قيد أو شرط، وكذلك ربما لا يتمنون لك أفضل حياةٍ مادية.

لكنّهم كذلك لا يريدون أن تؤذي نفسك، أن تصبح مكتئبًا من الفشل، أن تعاني، وأن تكون فقيرًا، وأن يؤلمك قلبك. لذا يحاول العديد من الآباء حماية أطفالهم، وحثهم على القبول بالوظائف الآمنة، وعيش حياة آمنة. لذا يريدونك أن تتزوج الفتاة الآمنة، مدرسة الحضانة التي ستصبح أمًا مثالية. الحياة ليست الأمان. الحياة هي فعل ما تريد فعله حقًا. هم يريدونك أن تحظى بحياةٍ مادية آمنة مثالية، حتى وإن كنت تدري أن روحك لن تتغذى على ما تحتاجه لتشعر بالاكتمال.

8- هناك الكثير من الناس الأنانيين غير واعين بحجم الدمار الذي يتسببون فيه للآخرين

ليس الخطأ خطأهم على الدوام. لقد تمت برمجتهم على هذه الطريقة، ولا يسعهم سوى إيذاء الأشخاص بشكلٍ غير واع. ابتعد عن هؤلاء. سيدمّرونك ببطء إن سمحت لهم بذلك. لا حيلة لهم. ربّما يكون جزءٌ منهم لطيفًا بعض الأحيان، لكن إن لم يتحكموا في شياطينهم، فهم فاسدون من الداخل.

9- يمكنك أن تختار ..إما حياة سعيدة تقليدية خالية من التوتر وإما حياة مثيرة صعبة التي ولكن لها معنىً 

حياةٌ ذات معنى تتضمن تحديات، وتغيرات، وبذلًا لجهدٍ يتخطى الحدود، وستكون بطبيعتها أكثر توترًا. الحياة السعيدة التقليدية أكثر استقرارًا وطبيعية، لكنك لن تشهد القمم والقيعان. ربّما ليلة زفافك، لا شيء آخر. ثمن أن تكون خروفًا هو الملل. وثمن أن تكون ذئبًا هو الوحدة.

99% من الناس يريدون راتبًا ثابتًا، وأمانًا وظيفيًا، ومعاشًا تقاعديًا مريحًا، ومنزلًا مرهونًا، وزوجة وطفلين أو ثلاثة، و10 أيام إجازة مدفوعة في السنة. هذا شيءٌ جيد، هذه هي الطريقة التي يعمل بها المجتمع ويحافظ على توازنه. إن أردت فعل شيء آخر في حياتك، يجب أن تكون مستعدًا للتضحية بهذه الحياة العادية، على الأقل في البداية. العالم ليس معدًا ليوجد به ألف شخصية من نوع رجل الأعمال إيلون ماسك، ممن تغيّر أفعالهم وجه اللعبة.

10- تقبل حقيقة أنك لا يمكنك التنبؤ بالمستقبل، والبشر معروفون بسمعتهم السيئة في التنبؤ بمستقبلهم الخاص.

بشكلٍ عام، مستقبلك ستحدث فيه أشياء جيدة وأخرى سيئة. نأمل في توازن الجانبين، لكن هذا ما يجعل الحياة تستحق الحياة. بدون المعاناة، لا نقدِّر الصحة والحياة الطبيعية حق قدرها. بدون الموت، لا نقدّر الشباب. ستحتوي الحياة دائمًا على قدرٍ من الألم الشديد، ولحظاتٍ من النعمة الخالصة. تقبلها لما هي عليه، قطعٌ جيدة من الشوكولاتة، وأخرى سيئة جدًا.

11- المال مهم، لكن فقط ما يفوق 70 ألف دولار في العام لكل من الزوجين

انظر إلى تلك الإحصائيات بجدية، وخطط حياتك وفقًا لها. اسأل نفسك ماذا ستفعل لو كنت تمتلك 20 مليون دولار، ولست مضطرًا إلى العمل على الإطلاق. كيف سيحدد هذا وجودك؟
هل ستستمر في وظيفتك، أم أنها لا تعطيك أي حس بالإشباع المجتمعي؟ الإفلاس أمرٌ مريع، والفقر شيء لا يجب أن يضطر أي إنسان في يومنا هذا، وفي عصرنا هذا، إلى المرور به. لكن حياةً في عملٍ تكرهه هي شكل من أشكال العبودية. حرر نفسك.

12- اسأل نفسك إن كنت ستندم على هذا القرار في سن الثمانين قبل اتخاذه

سيعطيك هذا منظورًا ما. حتى وإن جعلك أكثر تهورًا، ربّما يُفترض بك أن تتهور.

13- التغيير في الحياة بطيء وتدريجي وغالبًا لا تلحظه حتى تواجه مشكلة

غالبًا ما نبالغ في تقدير ما يمكننا فعله في عام، لكننا نقلل من شأن ما يمكننا فعله في عامين أو ثلاثة. أعتقد أن أفضل تشبيهٍ نستخدمه هنا هو المدرسة. لا تتغير الأشياء في اليوم الأول، هذا يتطلب أعوامًا من الدراسة. أشياءٌ صغيرة كل يوم تتراكم لتصبح في النهاية حياتك. التواريخ الوحيدة المهمة حقًا في المدرسة هي الامتحانات، والتي هي ربما 5% من وقتك فيها. 95% من وقتك تتحضر لهذه الخمسة بالمائة. التلميذ الذي أمضى ساعة إضافية كل يومٍ يستذكر سيكون على الأرجح أفضل دائمًا في الامتحان النهائي. الأشياء الصغيرة هي التي تتراكب لتبني الأشياء الكبيرة.

والوقوع في الحب يتطلب وقتًا، والوقوع في الحب أمر تدريجي. السير تجاه وظيفة أحلامك يتطلب وقتًا، وهو أمر تدريجي. احتضار الآباء تدريجي، يقتل السرطان بعض الناس على مدار أعوام. افتراق الأصحاب أمرٌ تدريجي. بدء مشروعٍ ناجحٍ أمر تدريجي. إدمان الخمر تدريجي. العلاقات المؤذية تبدأ ببطء، وتسوء مع الوقت. إننا لا نخسر أرواحنا في يومٍ واحد، نخسرها رويدًا رويدًا. كن واعيًا تمامًا بالشخص الذي تنزلق إلى أن تكونه، بمساوئه وبمحاسنه.

هكذا ينتقل حديثي الثراء من شراء أول سيارة بورش إلى شراء عشرٍ منها. شراء السيارة الأولى يحدث بين يومٍ وليلة. بينما العشر الأخرى تأتي على مدار عقدٍ، حتى لا يصبح الأمر مثيرًا بعدها. 

لعب القمار مثالٌ رائع آخر. اسأل أي شخصٍ كيف وصل إلى المقامرة بمليون دولار. لقد صعد طريقه إلى الهاوية بالتدريج. تشبيه آخر؟ التسلق إلى قمة إيفيرست، يومًا بيوم. لا يحدث الأمر في يوم واحد. لذا أحث الجميع هنا كل يومٍ أن يعوا جيدًا نوع الشخص الذي يبنون ذواتهم إليه، أو يسمحون لأنفسهم بالانحدار إليه.

المصدر : quora