ما هي أسباب ضعف الثقة بالنفس والإحباط؟ .. إليك 14 سببا مهماً

انخفاض الثقة تؤثر مباشرة على التفكير ،فيحدث له نوع من التشويش والتشتت فينشأ القلق والتوتر من ناحية كل فكرة جديدة أو حتى معالجة ماحدث من تجارب .. وحينها يسود الفكر السلبي ..

أسباب ضعف الثقة بالنفس

فالحالة المزاجية لصاحب الثقة المنخفضة .. متقلبة وغير مستقرة .. وبأقل كلمة يدخل في حالات متنوعة من المشاعر السلبية ،فيحتله الفكر السليب ليصل به لحالة من الإحباط الشديد والاكتئاب غير المطلوب، فتوهن الفكر وتقتل الإبداع والابتكار وتجعل الإنسان في أضيق حال وفي أصعب إحساس ..

إن الدنيا تخلت عنه ، والحياة أدارت له ظهرها ،فيسيطر الملل والضيق وضعف الطموح وبهتان المستقبل ..وهذا ما يؤثر على الجسد مباشرة.

وقبل أن يستفحل هذا الأمر ويشتد لابد هنا من معرفة الأسباب التي تؤدي إلى ضعف الثقة بالنفس..

السبب الأول: عدم الشعور بالأهمية

إحساس الفرد أنه لا قيمة له بين أهله وأصحابه ،بين جيرانه وأقاربه هو إحساس سلبي خطير يقود النفس للهروب من المجتمع والبحث عن الانطوائية فيفقد الثقة وينعزل عن الواقع بالإضافة إلى الأأثر السلبي الذي يبطل مفعول الحماسة والهمة..
ولكن ليست هذه هي النهاية .. فلابد أن تقف مع نفسك وتسألها:
لماذا تولد عندي هذا الشعور؟! وما مصدره؟! وما الدليل؟!
..ارسم لنفسك طريق التغلب على هذا الإحساس المؤلم وتعامل معه بقوة حتى لا يسطو عليك هذا الوهم أنك غير مهم.. 

السبب الثاني: إلقاء الملامة على الآخرين

نعم ، فكرة سهلة ومريحة وهادئة أن تلقي دوماً باللوم على الآخرين ..
فأنت أعظم قائد لولا الآخرون ..
وأنتِ أهم امرأة على كوكب الأرض .. لولا الآخرون 
أنت أهم من أنجبت الأمهات .. لولا الآخرون.
هذا أعظم طبيب وهذه أعظم معلمة.
هذا أهم مهندس وهذه أعظم عالمة .. لولا (غباء) الآخرين.
من أراد أن يكون صاحب بصمة وأثره يُحكى للآخرين لابد أن يستعين بالله أولا ثم باستثمار قدراته ومهاراته .. فلن ينتهي الآخرون من الحياة ،أو تصدر أوامرك بقتل هؤلاء الرعاع جميعا! .. ولن تستيقظ يوماً فتجد من يساعدوك أو من يحبوك فقط هم من يعيشون على كوكبك والبقية تذهب إلى الجحيم!..

افق من هذا اللوم الذي لن ينتهي ولن يثمر ولن يفلح ،إنه فقط يعطل السير ويؤخر الوصول ويقتل الطموح ويأد الثقة .. أنت بحاجة لك أنت وليس للآخرين.

السبب الثالث: عدم نجاح بعض مواقف الماضي 

حين يخفق الواحد منا في بعض مشاريعه أو أهدافه ،أو لم يصل لما يريده أو يرتبه ،أو لا يدرك ما يأملهحتى هذه اللحظة .. يبدا يتسلل إليه الشك في قدراته من ناحية والشك في تحقيق النجاح من ناحية أخرى.
وكا هذا يضعف العزيمة ويوهن الهمة فيفقد الواحد ثقته ،حتى يظن أنه هكذا يعيش وهذا حاله ولن يتبدل أو يتغير أو ينجح.
ولكن يا صاحبي .. لا تقاس الأمور هكذا..
بل هناك مبادئ مهمة في دراسة الأفكار من جديد؟ في تقييم الاهتمامات والأولويات مرة أخرى؟ هل تستطيع التحقق من وضع أهداف حقيقية واضحة محددة وهي ما نسميه "التجارب الفعالة".

السبب الرابع :المثبطون "البيئة غير المشجعة"

لماذا وُجدوا في الحياة ؟! .. المثبطون ولدوا ليزيدونا إصراراً وثقة ونجاحاً، ليس كل من تقابل سيكون متحمساً لفكرك ونجاحك..
النفس البشرية حية تسعى، وهي حية تسعى بداخلها غيرة وحقد وحسد وكره إلا من رحم الله وأحب..

فهو من يتمتع بالقلب السليم الذي يحب الآخرين .. ويقدم لهم يد العون وروح النجاح وإحساس الأمل ونظرة النجاح وقوة الثقة ،فلا تعتمد كثيرا على الغير، ولا تضع من حولك في أكثر من حجمهم حتى لا تفاجأ بالخسائر الكثير وإضاعة الوقت فتتعطل الفكرة وتضعف الثقة.
ادرس الأمور ،فأنت صاحب الحق في حياتك ولديك الثقة والمهارة فلا تسخرها تحت أقدام من لا يهتمون بها أو يضغطون عليها لقتلها.

السبب الخامس: ضعف العلاقة مع الله

ضعف العلاقة مع الله وكثرة الذنوب تقسي القلب وتفقد الثقة وتجلب القلق والتردد.
لأن كل ذنب يؤخر الرزق وما اصيب عبد في رزقه إلا بالذنب يصيبه.
فالثقة بالنفس رزق والفكر الرشيد رزق .. الهمة العالية رزق وصناعة القرار المؤثر رزق والنجاح المأمول رزق.
فإذا تعاملت مع إله الكون الذي بيده أن يقول للشيئ كن فيكون .. 
بالإهمال وبالغفلة ضاع منك الكثير وفقدت من الأمل والهمة والثقة والعزة الكثير..

السبب السادس: التربية منذ الصغر

سبب منطقي أن يكون الإهمال في تربية الأولاد في الصغر له الأثر السلبي على شخصيتهم من عدم استيعاب الأولاد ولا مشاركة لأهدافهم أو احتواء لطموحاتهم، وكذلك إلقاء اللوم عليهم عند كل موقف وبعد كل تجربة وخلال كل قرار..
هذا يفقد الولد ثقته في نفسه وخاصة إذا سخر منه الأهل أمام أصحابه أو جيرانه.
وهذا السبب له حل: .. ابدأ بفك العقد المتكونة تجاه من قام بتربيتك في صغرك سواء الوالد أو الوالدة أو غيرهما حتى تصل لنقاط الضعف الناتج عن هذه التربية وبمبدأ تقييم الضعف و الخلل .. فيتم التعامل معه بعكسه ونستعين بصحبة ثقة أو أقارب يحبونك ويشاركونك افكارك لتقديم النصيحة وفك الاشتباك مع الذات .. 

أسباب ضعف الثقة بالنفس

السبب السابع: معوقات الخواطر

من أكبر معوقات الثقة بالنفس والشعور بالنقص ووهم العجز، وأنه لا فائدة فيك وهذا آخر ما لديك.
ولذلك هذه الخواطر تعالج بمقاومتها وعدم السماح لها بالتوغل والاستحواذ على تفكيرك..
فأنت مهم صديقي الكريم ولديك قدرات ومهارات .. نعم أهملتها قبل ذلك ولكن آن الأوان للتعامل معها وتطويرها وتجديدها وإعادة استثمارها في سوق النجاح.

السبب الثامن: التسرع في تقويم الأمور

فالظل لا يعكس الحقيقة: كثيرا ما يتم إصدار الأحكام التعسفية على فكرة أو مشروع أو قرار قبل التأني في دراسته وتقييمه .. والتسرع في الأمور يولد فقدان الثقة حيث إنها فكرة لم تكتمل ..
فكل القرارات متسرعة والتجارب مشوهة والخطوات ناقصة والأفكار مشوشة، فأعطِ نفسك فرصة وتمهل وخذ الأمور برفق وأعطِ كل ذي حق حقه .. ودعني أذكرك بمواقف أنت تسرعت فيها وندمت عليها اشد الندم .. ولو صبرت قليلاً لاختلفت الأمور وتغيرت الأحكام.

السبب التاسع: الخوف من اتهام الآخرين بالسخافة

إرضاء الناس غاية لا تدرك .. ولا زال صاحبنا يضع في ذهنه أن إرضاءهم واجب!!
بل والأخطر من ذلك أنه يخاف أن يقوم بعمل أو يقنعهم بفكرة أو يحدثهم عن هدفه خشية السخرية من شخصه والتسفيه في رأيه .. ولا أظنك صديقي تقبل بهذا!
فتضعف ثقته بنفسه لأنه سيصبح هامد اليدين لا يقوم بعمل ولا يؤدي دوراً ،ولا يرسم لنفسه صورة تثبت له قبل غيره أنه قائد وناجح ومؤثر ومهم.

السبب العاشر: لا يعرف قدراته ومستسلم للافتراضات

يحدثه الناس لديك مهارة كذا ، ويحدثه صاحبه لديك مهارة كذا ،ويحدثه أقاربه لديك مهارة كذا، وهولا يصدق ولا يدرك ولا يقدر ذلك حتى يمر عمره .. وهو جامد ساكنلم يقدر ذاته ولم يستعمل إمكانياته ولم يساعد نفسه للتجديد والتطوير والتغيير.
الافتراضات قابلة للتعديل وأنت من يغيرها وما يسري عليك يسري على غيرك . وما يسري عليك يمكن أن لا يسري على غيرك والعكس .. وما ينفعك ربما يضر غيرك فلا تستسلم أيها المتدرب الهمام لأي افتراضات وأنت صاحب التجربة فكن على قدر المسؤولية.

السبب الحادي عشر: التقيد بأنماط محددة للتفكير

حينما يعتاد الواحد منا على طريقة تفكير معينة فهي تلازمه ولا تنفك عنه ، كما تكون نظرته الثابتة للأمور وتقييمه المحدد للتجارب دون فتح أفق للتفكير مختلف..
وإذا لم يطور الإنسان من فكره ويغير من نظرته ،فسوف يعيش في ظل النمطية القاتلة للإبداع والتميز.
والحل عزيزي القارئ يكمن بداية من القراءة بتنوع حتى تمر بمجالات مختلفة للذكاء والتفكير وتنشيط الإبداع والابتكار.

أسباب ضعف الثقة بالنفس

السبب الثاني عشر: الانشغال بالآخرين وترك الانشغال بالنفس

- عقدة الغيرة
- عقدة الانتقام.
- عقدة الفضول
- عقدة حب الاستطلاع
- عقدة الشماتة.
هي ببساطة ملخص لمن انشغل بالآخرين وترك الانشغال بنفسه .. فأنت خلقت تتحمل مسؤولية نفسك أنت.

السبب الثالث عشر: تراكم الشعور بالضعف والإحباط

أخطر مشكلات العالم هي المشكلات النفسية وعدم مقاومة وعدم مواجهة الشعور السلبي منذ أن يبدأ يلوح في الأافق سواء بكلمة أو فكرة أو نقد أو سخرية، فيتمكن منك ويتراكم لديك..
غلا تترك هذا الشعور يتراكم حتى لا تزداد شوكته وتقوى عليك سطوته، فتقل ثقتك بنفسك دون مبرر يذكر ولا سبب يفهم ، وإذا رجعت بالذاكرة الآن ستجد لديك الكثير.

السبب الرابع عشر: الثقافة الضعيفة والمعلومات الرخيصة

نعم: الثقافة الضعيفة والمعلومات الرخيصة التي يتعلمها صاحبها أو يقرؤها في أي كتاب أو اي موقع على الانترنت دون الرجوع لأهل العلم ومصادره يقلل من قوة المعلومات وقوة التغيير.
"إنما العلم بالتعلم " بالتعب والسهر فليس من رقد كمن تعب وسهر .. وليس من سمع كمن قرأ وتعلم وليس من نظر كمن تأمل وتدبر وتفكر..
فلت تسود إلا بالعلم ،ولن تقوى إلا بقوة المعلومات ،ولن تزداد ثقتك بنفسك أو تتمكن من قراراتك إلا بقوة معلوماتك.

وأخيرا فقط لا تنسحب ..

- عندما تسوء الأمور و كثيرا ما يحدث .. عندما يبدو الريق الذي تسير فيه بجهد وعرق عسيراً وشاقا .... عندما يقل المال وتتراكم الديون .. عندما ترغب في الابتسام لكن تضطر إلى التنهد... عندما تشعر بالضغط بسبب حرصك الشديد .......
استرح إن كان لابد لكن لا تنسحب لأن الحياة معروفة بتقلباتها والتواءاتها..

هذه حقيقة : لذا كثيرا ما يتحول الفشل إلى نجاح ، والضعف لقوة وعدم الثقة لقيادة، شرط عدم الاستسلام.
النجاح هو فشل استفاد منه صاحبه ، فانسحب الشك إلى ثقة.
لا يمكنك أن تتنبأ أبدا بمدى قربه منك .. فقد يكون قريبا جدا عما تظنه بعيدا للغاية..
تجلد واستمر في النضال عندما تتأزم الأمور فقد حانت اللحظة..
الوقت الوحيد الذي يتعين عليك عدم الانسحاب فيه هو عندما تزداد الأمور سوءاً!

المصدر : كتاب أسرار قوة الثقة بالنفس - شريف شحاتة -