دراسات: العمل 8 ساعات يوميا يقتلُ إنتاجيتك

معظم الوظائف تتطلب عمل الموظف لـ8 ساعات في اليوم، ولكن لا يبدو أن ذلك يزيد أو يحسن من الإنتاجية.. وهذا يقودنا للتساؤل .. هل العمل لساعاتٍ طويلة مع استراحاتٍ قصيرةٍ أو معدومة، يزيد في الإنتاجية دائما ؟ أم أنه على العكس تماما فهو لا يُساعدُنا بل وحتى ، يُعرقلُنا..! 

 العمل 8 ساعات يوميا يقتلُ إنتاجيتك

من أين بدأ الأمر؟ - بدأ هذا النظام منذ عهد الثورة الصناعية البريطانية لرفع خط الإنتاجية إلى أقصى مستوياتها وتنظيم جداول للعمال في المصانع.
- ظروف العمل كانت سيئة للغاية حيث إن: 10ـ 16 ساعة كانت متوسط ساعات العمل على مدى 6 أيام في الأسبوع.

- متوسط عمر الأطفال للبدء بالعمل هو 10 سنوات - وفي عام 1817 نفذ "روبرت أوين" حملات انتخابية من أجل العمل لـ8 ساعات في اليوم مستخدما الهتاف التالي: "8 ساعات عمل، 8 ساعات استجمام، 8 ساعات راحة".
- ولاحقا في 1926 طبق "هنري فورد" نظام العمل بـ8 ساعات في اليوم، وبسبب تقليص وقت العمل ومضاعفة الأجور استطاع فورد أن يرفع الإنتاجية خلال سنتين.

الاستراحة

العديد من الباحثين يرى أنّ فرض نمط معين من العمل على الموظفين دون السماح لهم باختيار أوقات استراحاتهم وغدائهم له تأثيرٌ سلبيٌ على انتاجيتهم، فالأهم من إعطاء وقت للاستراحة هو إعطاء الخيار للموظف. ففي دراسة من جامعة تورنتو سباربورغ لاحظ الباحثون أنّ إعطاء حرية الاختيار للموظفين فيما يتعلق بتناول طعام الغداء في الشركة والاستراحة من العمل في تلك الفترة أدى إلى زيادة إنتاجيتهم حيث أحسوا بتعبٍ أقل من أولئك الذين فرض عليهم وقت تناول الطعام والاستراحة.

نظام العمل 8 ساعات يوميا

قام الباحثون في الدراسة الأولى من مجموعة دروجيم، ومن خلال برنامج ديسك تايم المتخصص بتتبع عادات العمل والإنتاجية الذي يقوم بشكلٍ خاص بقياس الوقت الذي يقضيه الناس لإنجاز معظم المهام ثم يقارنه بمستوى الإنتاجية الخاص بهم.

فاستطاعوا من خلال دراسة عادات العمل لدى أكثر الأشخاص فاعلية وإنتاجية أن يصلوا إلى الآلية التي يستطيعون فيها إنجاز العمل المطلوب منهم بأقل وقت. وتوصلوا إلى حقيقة مذهلة: إنّ طول فترة يوم العمل لا يهم كثيراً، ما يهم حقاً هو الكيفية التي يقوم الناس بتنظيم يومهم. فالناس الذين كانوا حريصين على أخذ استراحاتٍ قصيرة أثناء العمل كانوا أكثر إنتاجية بكثير من أولئك الذين كانوا يعملون لساعاتٍ أطول.

وقد أُجريت دراسة في السويد تتعلق بتحديد معدل الإنتاجية فيما لو خفضت ساعات العمل في اليوم الواحد حتى 6 ساعات ولوحظ أن مستويات الطاقة الإنتاجية تزداد بصورة كبيرة.

قاعدة 52 /17

والحيلة في ذلك الأمر هو ما أوضحته تلك الدراسة، حيث اتضح أنّ الأشخاص الأكثر إنتاجيةً والذين يشكلون نسبة 10% من مستخدمي ذلك التطبيق يمتلكون شيئاً مشتركاً بينهم، قدرتهم على أخذ استراحات قصيرة فعّالة.

لذلك فإنّ نسبة العمل إلى الراحة المثالية التي توصّلوا إليها هي 52 دقيقة عمل متبوعة بـ 17 دقيقة من الراحة. فالأشخاص الذين حافظوا على هذا البرنامج امتلكوا مستوىً عالٍ من التركيز أثناء عملهم. فقد كانت نسبة التركيز لديهم 100% خلال فترة ساعة تقريباً (كما قلنا 52 دقيقة)، فكرّسوا كامل قوتهم الفكرية لأداء المهام التي يرغبون بإنجازها.

فالموظفون صاحبو أعلى نسبة إنتاجية، في الواقع، لا يعملون لثماني ساعات في اليوم. فكما اتضح، فإن السر في الحفاظ على مستويات عالية من الإنتاجية على مدار يوم العمل ليس العمل لفتراتٍ أطول وإنما العمل بذكاءٍ أكثر مع أخذ استراحاتٍ بشكلٍ متواتر.

ورأت صحيفة هارفارد بزنس ريفيوز أنّ الاستراحات تجعلنا نأخذ وقتاً لنفكر فيما قمنا به، لتقييمه فيما إذا كنا قد قمنا به بالطريقة الصحيحة وبالوقت الصحيح. 

فبحسب النظرية السائدة حالياً، يمتلك الدماغ نمطين من العمل، النمط الأول يدعى "نمط التركيز" والذي يقوم فيه الدماغ بالعمل أثناء أدائك لمختلف المهام (الدراسة، الكتابة، العمل… إلخ)، أما النمط الثاني فهو "النمط المنتشر" والذي يعتبر النمط الذي ينتقل إليه الدماغ في حالات الراحة، أي عندما لا نقوم بالتفكير بشكلٍ كبير. ولربما تعتقد لوهلة أنّ النمط الأول هو المثالي للعمل وزيادة الإنتاجية لكن وبحسب ما تبين فإنّ النمط الثاني مهم جداً.

"عندما تقوم بالتأمل وإراحة دماغك (أحلام اليقظة) فإنّك لن تقوم بالوصول إلى أهدافك المباشرة، مثل قراءة كتاب أو انجاز مهامك في العمل، لكن دماغك سيستفيد من هذا الوقت لطرح أسئلة أكثر أهمية في حياتك، أسئلة تهمك في تطوير مهنتك وعملك أو على صعيد علاقاتك الشخصية حتى!"

 العمل 8 ساعات يوميا يقتلُ إنتاجيتك

ما السبب في فشل نظام عمل الـ8 ساعات؟

العمل 8 ساعات في اليوم لا يتناسب مع أسلوب الحياة الحديث والحياة العملية، كما أن العمل لساعات طويلة يتسبب في:
- الإرهاق.
- القلق والتوتر.
- اندماج ضئيل في العمل.
- إنتاجية أقل.

ما هو أفضل نمط للعمل؟

أفضل نمط للعمل

"اعمل عندما يكون عملك مؤثرا فقط حتى تكون أكثر إنتاجا، واستمتاعا بما تفعل، كما لو أنك خبزت كعكة وتأكل منها أيضا".
الكاتب الأمريكي تيم فيريس يقول أن من 90 - 120 دقيقة هي المدة التي يستطيع الدماغ التركيز فيها قبل الحاجة إلى استراحة.

لضمان رفع الإنتاجية إلى أقصى مستوى يجب توفر هذه الأنماط في العمل:

- وضع خطة للأعمال المستعجلة ضمن الساعة الأكثر إنتاجية للموظف.

- التركيز على القيام بمهمة واحدة.

1- نظام الاستراحة لمدة 15 دقيقة: - خطط لاستراحتين ضمن ساعات العمل مدتها 15 دقيقة: الاستراحة الأولى في فترة منتصف الصباح والأخرى في منتصف الظهيرة.

- اختيار طريقة للاسترخاء مثل: القراءة أو الرسم أو التأمل.

- أدنى وقت لمستوى الإنتاجية في اليوم هو الـ3 مساء، لذا من الأفضل استقطاع وقت للاستراحة ورفع مستوى الطاقة.

2- تقنية بومودورو أو تقنية الطماطم - جولة واحدة من بومودورو عبارة عن 25 دقيقة للتركيز و5 دقائق استراحة: 4 جولات بومودورو، تعني العمل 100 دقيقة مع استراحة 15 دقيقة.

- كتابة ما أنجز بعد كل جولة من بومودورو لمعرفة فترات المماطلة وقلة الإنتاجية.

3- نظام نافذة 90 دقيقة - تقسيم اليوم إلى نوافذ بـ90 دقيقة، وكتابة المهمات في كل نافذة منهم: - التركيز لمدة 90 دقيقة على المهمة الموجودة في النافذة فحسب.
- أخذ استراحة من العمل لمدة 20 دقيقة بعد كل 90 دقيقة من العمل.

المصادر : 1 / 2 / 3 / 4 / 5