احذر فالتشاؤم معدِ .. كيف تتعامل مع المتشائمين من حولك ؟

يَشعُر بعضُ الناس أن الدنيا قد ضاقت بهم، وأغلقت أبوابها أمامَهم، فيتملكهم اليأسُ، والإحباط، والتشاؤم، فهم ينظرون إلى الجانبِ الأسوأ في كلِّ شيء، ويرون أنهم غيرُ قادرين على التغيُّر، كما أنَّهم يفقدون الثقةَ في قُدرتهم وفي المستقبل، وهناك حالاتٌ تشاؤمية قد تدمِّر أصحابها، وتضع حائلاً كبيرًا بيْنهم وبيْن النَّجاح والصمود، وقد يُؤدِّي بها التشاؤم إلى الانتحار كحلٍّ سريع ومُريح في نظرِ أصحابها، ونظرًا لوجودِ عدَّة تجارِب فاشلة في حياة بعضِ الناس، فقد تؤدِّي بهم للميل إلى التشاؤم.

المتشائمين

إذ تقول دراسات التنمية البشرية: إنه من بين 60 ألف فكرة تراودنا في اليوم توجد ثلاث أفكار إيجابية منها فقط. لذا فإنه ليس من العجيب أن أغلب الأشخاص يميلون إلى الانغماس في الأفكار السلبية.

ومن الطبيعي أن نُظهر بعض الأنين والنحيب على بعض الموضوعات من هنا وهناك، لكن بعد ذلك يصبح من الخطر جداً أن تتحول أمزجة الناس في بيئتهم المحيطة إلى أمزجة سيئة بمرور الوقت. وعليه فإن المثل القائل "مَن أكثر الجلوسَ مع قومٍ، سيغدو مثلَهم" صحيح.

خرجت عالمة النفس إيلاينة هاتفيلد بنتائج من دراسةٍ أجرتها في جامعة هاواي، جاء فيها "رويداً رويداً نَقبل اللهجة والوضعية الجسدية وحتى تعابير الوجه من الأشخاص الذين نكثر الجلوس معهم وتنتقل إلينا.

ومثل أي مرضٍ معدٍ آخر ينقُل الأشخاص السلبيون مزاجهم السيئ إلى بيئتهم المحيطة، ولن يظل هذا بدون تبِعات..

تأثير المتشائمين معدٍ .. !

المتشائمين

المشكلة الأكبر تكمن في أننا نتحمل الوضع العقلي للناس في بيئتنا المحيطة، وعندما يفكر الناس حولنا تفكيراً سلبياً باستمرار، فإننا سنغدو سلبيين أيضاً عاجلاً أو آجلاً.
وليس هذا كل ما في الأمر فحسب، إذ أن عُلماء الأعصاب يرون أن الأشخاص السلبيين يضرون بصحتنا.

فعندما نكون في مجتمَع يكثُر فيه السلبيون، فإن ذلك قد يؤدي إلى تحفيز التوتر في أجسامنا. وعند التوتر يبدأ القلب بالنبض بصورة أسرع، في حين تقل درجة التركيز، كما أظهرت دراسة علمية أخرى أنّ مَن يصاب بالتوتر، تكون قدرته على حل المشاكل أقل.

هل يوجد حل للمشكلة؟

فرْض المزاج الجيد

مثلما هو الأمر في كثير من الأحيان، يمكن أن نجعل من السلبيات شيئاً إيجابياً، والخبر الجيد يقول أن المزاج الجيد أمرٌ معدٍ أيضاً.

فقد وجد باحثون بريطانيون من جامعة وارويك أن مخاطر الاكتئاب تقل، عندما يُحاط المرءُ بأصدقاء يتمتعون بصحة جسدية جيدة.

وبما أنه من المستحيل إبعاد جميع السلبيين من محيط المرء، تبقى إذاً هذه الإمكانية: وهي فَرْضُ المزاج الجيد على الناس، بدلاً من ترك العدوى تنسحب علينا.

مصادر: 1 / 2