عش أحلامك.. و اخلع جلباب أبيك !

أكثر من 97% من أهل الأرض لا يعيشون أحلامهم، بل أحلام أشخاص آخرين.. ! 
- محمد التحق بكلية الهندسة لأن والده يريد أن يراه مهندسا ! 
- علي تزوج من الفتاة التي أحضرتها له أمه، و رأت أنها الأقدر على إسعاده.
- مازن قرر العمل في المبيعات رغم كونه لا يحبها، نظرا لأنها المتاحة أمامه و هو قد مل من أخذ مصروفه من أبيه و قارب أن يتم عامه الخامس بعد العشرين.

أكثر الأسئلة التي تصلني على بريدي الإلكتروني طلبا للاستشارة هي: (لا أعرف ما الذي أريد تحقيقه في هذه الحياة!)  

عش أحلامك.. و اخلع جلباب أبيك !

و برغم غرابة السؤال، إلا أن الناظر في حياتنا يرى أنه السؤال الأكثر منطقية في أيامنا هذه، فالشاب الذي عاش حياته مسيرا إلى أن بلغ حد الرجولة، كيف تتوقع منه أن يعلم أين يمضي و متى يمضي و الأهم كيف يمضي !

إن الأوامر التي تلقاها في حياته لم تترك له مجالا لتحديد مصيره. 

و دائما ما أبدأ حديثي مع هؤلاء قائلا: عش أحلامك.. و اخلع جلباب أبيك ! و عندما يسألني أحدهم كيف أعيش أحلامي؟، أخبره بأول شيئين يجب أن يعلمهما جيدا، أن يعرف أولا ما هو الحلم الذي يود تحقيقه، بعدها عليه أن يحترم هذا الحلم حينها سيصبح أمر تحقيق هدفه و حلمه (مسألة وقت)

اختر حلمك، هدفك و طموحك حسبما ترى و تؤمن، إنها حياتك أنت، و أبسط واجب منك تجاهها أن تحياها كما تريد و تدفع ثمن هذا الاختيار.

من الآن فصاعدا لا يجب أن تنظر لأبيك بطرف عينك، لترى هل رضي أم رفض قبل أن تعلن رأيك، احذف من قاموسك الإجابة المميتة (أي شيء) إذا ما سألك أحدهم عما تريده و لا ترض بالقليل، ليكن لك رأي في كل شيء، خاصة فيما يتعلق بحياتك و مستقبلك، أعلن رأيك و بقوة و جرأة و شجاعة لا غضاضة في أن تناقش هذا الرأي، و تصحح ما قد يشوبه من خلل أو خطأ، لكن في الأخير لا يجب أن تتنازل عن حقك في تحديد مصيرك و حياتك، و صدقني: إن متعة الخطأ في اختيارك الحر، تفوق سعادة الصواب فيما تم اختياره لك ! 

هيا احضر ورقة و قلما و دون أهم 65 شيئا تود تحقيقهم في الحياة، هل ستكتب في صدر القائمة سيارة BMW و فيلا تطل على البحر الأحمر، لا عليك ستجد أنك قد كتبت أيضا أريد أن أصبح زوجا رائعا و شخصا مؤثرا، و أن يكون لوجودي معنى في الحياة.

ضع هذه الورقة أمامك، تأملها بعمق، ثم ابدأ في تصعيد أكثر هذه السباب أولوية ليكون على القمة، ضع الأسباب التي جعلت من هذه الأهداف ذات أهمية و أولوية لديك.

الآن قم بما يجب عليك القيام به، مثلا .. هل على رأس قائمتك الحصول على شهادة علمية؟ الآن قم بجمع المعلومات المناسبة عن كيفية الحصول عليها، ضع خطة زمنية، ابدأ في الخطوة الأولى الآن.

المهم أنك قبل أن تخطو ستكون قد فكرت، و قررت بناء على قناعة داخلية قوية، و إيمان حقيقي.

و أؤكد لك أن العالم بأسره سيفسح لك الطريق، و بأن الشمس ستنير دربك بضوئها، و ستغني لك الطيور أنشودة النصر، و لم لا؟.. و أنت واحد من القلائل الذين شقوا طريقهم باختيارهم .

و ليس في الأمر ثمة تفاؤل مبالغ فيه، أو مثالية مفرطة، فما أود منك فعله أن تكون صاحب رأي و موقف، و ألا تفعل -فقط- ما تمليه عليك الظروف، أو يدفعك إليه أبواك أو المجتمع.

للأسف أعرف من الأشخاص من لا يملك القدرة على اختيار ملابسه فأهله أو أصدقاؤه هم من يشيرون عليه بما يصلح و ما لا يصلح ! 

و هيهات لمن لا يستطيع اختيار حذاء أن يختار الطريق الذي سيسلكه.. ! ممتعة هي الحياة لمن عاشها بإرادته، و أملي عليها شروطه، و ألقى لها بقائمة مطالبه ! 

و الخلاصة: لا تعش أحلام شخص آخر، و لا تسمح لأحد أن يختار لك طريقك، أو يملي عليك ما يجب عمله، لتكن حياتك قائمة على ما تريده و تقرره، و لا ترضى أبدا بالقليل من الطموح، نل من الحياة ما تريد بقوة.. و إصرار.