هل تؤمن بالحظ السعيد ؟ .. هل هناك علاقة للحظ بالمهارة ؟

في الوقت الذي يعتقد فيه البعض أنه قد كتبت عليهم التعاسة، لأن الحظ مفارق لهم دوماً، وأن نظراء لهم سعداء لأن الفرص الجيدة تأتي إليهم بنفسها، في حين يكدّ آخرون بجهد كبير دون أن يحصلوا لقمة العيش، وآخرون ينعمون بالكثير من النعم، في حين يحظى آخرون بالكثير من المصائب والتي عادة ما تتتالى عليهم بصورة متوالية....

الحظ السعيد

كل ذلك نتاج الحظ...فإن كان الشخص سعيد الحظ فليس عليه أن يحمل همّ شيء، والعكس صحيح تماماً، وبناء على ذلك تداول أجدادنا المثل الشعبي الشهير "حظ عطيني وبالبحر أرميني".

في المقابل يعارض آخرون هذه النظرية، ويعتقدون أن الإنسان وحده من يصنع حظه، وهو وحده من يجلب على نفسه الحظ التعيس، فالمتواكلون المستسلمون من أول محنة تواجههم، لن يتمكنوا يوماً من تحقيق ما يحققه أولئك الذين تواجههم الصعاب المتتالية فيتجاوزنها بثبات وإرادة الواحدة تلو الأخرى فيكونوا من الناجحين، فالقضية قضية إرادات وعمل حثيث، وليست قضية مقدرات محسومة سلفاً، إلا في الحالات الخارجة عن إرادة البشر.

هل تؤمن بالحظ السعيد ؟


هل تؤمن بأن هناك من يولد وفي فمه ملعقة من ذهب وآخر ملعقة من خشب ..؟

أنا أؤمن ، وأعتبر ذلك من قبيل الأقدار التي فرضها الله على عباده .. ولكنني أؤمن أيضاً بتبقي نسبة كبيرة من القرارات الشخصية التي يتحكم بها المرء ويختارها لنفسه (وبالتالي يرفع نسبته من الحظ والنجاح).

عالم النفس يدعى ريتشار وإيزمان درس مسألة الحظ واستجوب 400 شخص عرفوا بين أصدقائهم وأقربائهم بالحظ السعيد. فخلال ثماني سنوات درس تقنيات (زيادة نسبة الحظ) والعوامل التي تقود إلى الحظ الجيد والسيئ ،وفي النهاية توصل إلى نتيجة سعيدة مفادُها أن "الحظ حالة نفسية واجتماعية يمكن تعلمها ورفع نسبتها من خلال أربعة مبادئ رئيسية هي:

- مهارة الإنسان في خلق الفرص لنفسه.
- تبنيه لموقف وتفكير إيجابي حيال الفوز.
- عدم تأثر قراراته التالية بمصائبه السابقة ..
- قناعته الدائمة أنه بالفعل شخص محظوظ أنه بالفعل شخص محظوظ (وهو ما يذكرنا بقانون الجذب).

وقد وضع في ذلك كتابا عنوانه: "عامل الحظ : ومبادئه الأربعة"
ورغم أن هذه العوامل لا تجلب بذاتها الحظ الجيد أو النجاح المجرد إلا أنها كفيلة بتوفير أرضية أفضل لزيادة الفرص السعيدة ..

فالبسبة للمبدأ الأول مثلا ( المهارة في خلق الفرص) لاحظ وايزمان أن أهم صفة تميز المحظوظين هي مهارتهم في خلق الفرص الجيدة لأنفسهم من خلال متابعتهم لما حولهم والتنبه لما يفعله أقرانهم ،واستمرارهم في تعلم معارات جديدة ،كما أنه يملكون رغبة قوية في الصعود ويحيطون أنفسهم بأكبر قدر من المعارف والأصدقاء (وأؤمن شخصيا بقاعدة مفادها كلما زاد عدد المعارف وألاصدقاء ،كلما زادت نسبة العروض الإيجابية المقدمة إليك )!