اكتمل أمس عقد المجانين الذين يحكمون العالم من الفلبين شرقاً إلى الولايات المتحدة غرباً. وها هو دونالد ترامب، الذي عجز أقرب المقربين إليه عن تذكر خصلة حميدة واحدة في تاريخه المضرج بالفضائح والحماقات، يقود القوة العظمى على وجه الأرض.
ربما تكون صدمة ملايين المشاهدين الذين تسمروا أمام شاشات التلفزيون في أنحاء العالم، أقل من الصدمة التي بدت على وجوه المحللين وخبراء السياسة ومحللي توجهات الجماهير، عندما بدأت أرقام المصوتين لترامب تتصاعد بشكل فاق توقعات ترامب نفسه.
"صدمة ترامب" لم تبدأ اليوم، بل رأينا إرهاصاتها منذ إعلان ترشيحه للرئاسة، وتغلبه على عشرة مرشحين في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري، حزب محرر العبيد في أميركا إبراهام لينكولن، والحزب الذي قبل بعض أعضائه على مضض ترشيح رجل أعمال مثير للجدل، لا يملك برنامجاً انتخابياً، ولا يعرف اسم عاصمة اليمن، ويتبجح علناً بتحرشه بالنساء.
نجاح ترامب كان سببه الأول ضعف المرشحين المتنافسين معه في الانتخابات التمهيدية، وتركيز هيلاري كلينتون على إبداء مساوئه، والاستهتار بقدرته على المنافسة، والاعتماد على المنطق القائل: إن بلداً كأميركا لا يعقل أن يمنح ثقته لرجل مثل ترامب، أقل ما يمكن أن يوصف به أنه "شخص غير سوي".
علينا اليوم أن لا ننشغل بالهزات الارتدادية لهذه الصدمة، فنحن أمام عصر جديد يتطلب إعادة النظر في المسلّمات التي كان يعتمدها المحللون وخبراء المراكز البحثية لاستشراف مستقبل عالم يسوسه زعماء من أمثال رئيس الفلبين رودريغو دوتيرتي الذي يشبه نفسه بالزعيم النازي أدولف هتلر، وزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ إيل، المراهق الذي يلهو بالصواريخ العابرة للقارات، وغيرهما، بعد أن انضم إليهم رئيس الولايات المتحدة الأميركية الخامس والأربعين.
وأن لا تنطلي علينا مقولة "أميركا بلد مؤسسات راسخة"، فالنظام الرئاسي المطلق، والأغلبية الكاسحة للجمهوريين في مجلسي النواب والشيوخ يتيحان لترامب تنفيذ بعض وعوده التي قدمها في حملته الرئاسية، وإن كان مبعث التفاؤل الوحيد الذي نعول عليه اليوم أن الوضع الحالي في منطقتنا العربية وصل الدرك السفلي الذي لا يخشى بعده من السقوط.
أميركا اليوم عارية بعد أن فقدت كل أوراق التوت التي حاولت الأنظمة المتعاقبة أن تستر بها عورة انحيازها الفاضح.
لو كان لينكولن شاهداً على هذه اللحظة التي يعتلي فيها رجل شبه مختل ، كرسي الحكم في الولايات المتحدة ، لإنتحر بنفسه موفّـراً على من اغتاله تجشّم كل هذه المشقة..
بغض النظر عن ميل البعض إلى تشجيع وصول ترامب باعتباره يكشف الوجه الحقيقي لأمريكا ، إلى آخر هذا السياق من التفكير .. إلا أنه على المستوى الحضاري نفسه .. مفهوم الحضارة التي تمثلها ناسا ومراكز الابحاث والصناعات والمال والأعمال والشركات وشعار المساواة ، وتمثال الحرية ..
هذه الدولة في مشكلة حقيقية .. أو هكذا يبدو ..!!
لا يمكن تصوّر أمريكا محكومة بهذا المعتوه .. أزماته الضخمة مع المهاجرين ( الذين بنوا أمريكا أصلاً ) .. خطابه شديد العنصرية .. خطابه العنيف للمرأة في أكثر دولة تطالب بإحترام المرأة ( شكلياً ) .. أزمته العنيفة مع الصين .. تصوّراته العنيفة جداً لمعالجة وضع متفجّـر بالأساس في الشرق الأوسط ..
يبدو أن عادة أمريكا أن تختار رئيساً جيداً ، يتلوه رئيساً أحمق .. هي عادة قديمة ، أن تأتي بريغان العاقل ، ثم جورج بوش الأحمق .. ثم كلينتون الذي حقق طفرات جيدة في الاقتصاد الامريكي ، ثم جورج بوش الإبن الأكثر حماقة .. ثم أوباما ، الرئيس الأسود الرمز لتطور الولايات المتحدة ..
ثم أكثـر رئيس مثير للجدل ، والذي يذكّــرك فوراً بنموذج الطفل الأمريكي البدين الممتلئ وجهه بالنمش ، في مدرسة Junior ، لا يكف عن ضرب أصدقاءه وعمل المؤامرات ضدهم ..
رغم كل شيء ، لو قام هذا الرجل بتنفيذ سياساته التي تحدث عنها فعلاً ، فغالباً سنصل لذروة التشويق في السيرك العالمي الذي نعيش فيه .. وستكشف لنا الأيام ، إن كانت فعلاً أمريكا دولة مؤسسات ، أو دولة محكومة بسياسات رئيسها ( الذي له سلطات واسعة بالمناسبة )..
أما بالنسبة للبعض الذين يعتبـرون قدوم ترامب للسلطة أمر جيد .. فأكثر ما أعجبني مقولة انتشرت على تويتر :
قالوا عدو عاقل ، خير من صديق مجنون .. الآن ، جاءنا العدو المجنــون !
- عدو .. مجنون لا يمكن التنبؤ بحركاته مطلقاً ..
وبالتالي ، سيكون هناك الكثير من المرح .. والمرح - عادة - نحن العرب أول من يستمتع به .....!
المصادر : 1 / 2
ربما تكون صدمة ملايين المشاهدين الذين تسمروا أمام شاشات التلفزيون في أنحاء العالم، أقل من الصدمة التي بدت على وجوه المحللين وخبراء السياسة ومحللي توجهات الجماهير، عندما بدأت أرقام المصوتين لترامب تتصاعد بشكل فاق توقعات ترامب نفسه.
"صدمة ترامب" لم تبدأ اليوم، بل رأينا إرهاصاتها منذ إعلان ترشيحه للرئاسة، وتغلبه على عشرة مرشحين في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري، حزب محرر العبيد في أميركا إبراهام لينكولن، والحزب الذي قبل بعض أعضائه على مضض ترشيح رجل أعمال مثير للجدل، لا يملك برنامجاً انتخابياً، ولا يعرف اسم عاصمة اليمن، ويتبجح علناً بتحرشه بالنساء.
نجاح ترامب كان سببه الأول ضعف المرشحين المتنافسين معه في الانتخابات التمهيدية، وتركيز هيلاري كلينتون على إبداء مساوئه، والاستهتار بقدرته على المنافسة، والاعتماد على المنطق القائل: إن بلداً كأميركا لا يعقل أن يمنح ثقته لرجل مثل ترامب، أقل ما يمكن أن يوصف به أنه "شخص غير سوي".
علينا اليوم أن لا ننشغل بالهزات الارتدادية لهذه الصدمة، فنحن أمام عصر جديد يتطلب إعادة النظر في المسلّمات التي كان يعتمدها المحللون وخبراء المراكز البحثية لاستشراف مستقبل عالم يسوسه زعماء من أمثال رئيس الفلبين رودريغو دوتيرتي الذي يشبه نفسه بالزعيم النازي أدولف هتلر، وزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ إيل، المراهق الذي يلهو بالصواريخ العابرة للقارات، وغيرهما، بعد أن انضم إليهم رئيس الولايات المتحدة الأميركية الخامس والأربعين.
وأن لا تنطلي علينا مقولة "أميركا بلد مؤسسات راسخة"، فالنظام الرئاسي المطلق، والأغلبية الكاسحة للجمهوريين في مجلسي النواب والشيوخ يتيحان لترامب تنفيذ بعض وعوده التي قدمها في حملته الرئاسية، وإن كان مبعث التفاؤل الوحيد الذي نعول عليه اليوم أن الوضع الحالي في منطقتنا العربية وصل الدرك السفلي الذي لا يخشى بعده من السقوط.
أميركا اليوم عارية بعد أن فقدت كل أوراق التوت التي حاولت الأنظمة المتعاقبة أن تستر بها عورة انحيازها الفاضح.
لو كان لينكولن شاهداً على هذه اللحظة التي يعتلي فيها رجل شبه مختل ، كرسي الحكم في الولايات المتحدة ، لإنتحر بنفسه موفّـراً على من اغتاله تجشّم كل هذه المشقة..
"انهضوا أيها العبيد فإنكم لا ترونهم كبارا إلا لأنكم ساجدون."- أبراهام لينكولن -
هذه الدولة في مشكلة حقيقية .. أو هكذا يبدو ..!!
لا يمكن تصوّر أمريكا محكومة بهذا المعتوه .. أزماته الضخمة مع المهاجرين ( الذين بنوا أمريكا أصلاً ) .. خطابه شديد العنصرية .. خطابه العنيف للمرأة في أكثر دولة تطالب بإحترام المرأة ( شكلياً ) .. أزمته العنيفة مع الصين .. تصوّراته العنيفة جداً لمعالجة وضع متفجّـر بالأساس في الشرق الأوسط ..
يبدو أن عادة أمريكا أن تختار رئيساً جيداً ، يتلوه رئيساً أحمق .. هي عادة قديمة ، أن تأتي بريغان العاقل ، ثم جورج بوش الأحمق .. ثم كلينتون الذي حقق طفرات جيدة في الاقتصاد الامريكي ، ثم جورج بوش الإبن الأكثر حماقة .. ثم أوباما ، الرئيس الأسود الرمز لتطور الولايات المتحدة ..
ثم أكثـر رئيس مثير للجدل ، والذي يذكّــرك فوراً بنموذج الطفل الأمريكي البدين الممتلئ وجهه بالنمش ، في مدرسة Junior ، لا يكف عن ضرب أصدقاءه وعمل المؤامرات ضدهم ..
رغم كل شيء ، لو قام هذا الرجل بتنفيذ سياساته التي تحدث عنها فعلاً ، فغالباً سنصل لذروة التشويق في السيرك العالمي الذي نعيش فيه .. وستكشف لنا الأيام ، إن كانت فعلاً أمريكا دولة مؤسسات ، أو دولة محكومة بسياسات رئيسها ( الذي له سلطات واسعة بالمناسبة )..
أما بالنسبة للبعض الذين يعتبـرون قدوم ترامب للسلطة أمر جيد .. فأكثر ما أعجبني مقولة انتشرت على تويتر :
قالوا عدو عاقل ، خير من صديق مجنون .. الآن ، جاءنا العدو المجنــون !
- عدو .. مجنون لا يمكن التنبؤ بحركاته مطلقاً ..
وبالتالي ، سيكون هناك الكثير من المرح .. والمرح - عادة - نحن العرب أول من يستمتع به .....!
المصادر : 1 / 2
محول الأكوادإخفاء محول الأكواد الإبتساماتإخفاء الإبتسامات