كيف تكتسب مهارة 80/20 ؟.. وكيف تُطبِقها في حياتك ؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته زوار عالم تعلم .. تعرفنا في مقال سابق على حقيقة القاعدة العجيبة 80/20 في استثمار الجهد وحسن تسيير الحياة .. وسنكمل بإذن الله في هذا المقال الكلام عن كيفية تطبيق هذه القاعدة في حياتنا وكيف نستفيد منها في التفاوض ،الدراسة، في العلاقات، في الإدارة ،في الحياة وغيرها.. تابعوا قراءة المقال..

كيف تكتسب مهارة 80/20

تطبيقات القاعدة 80/20

أولا: 80/20 في التفاوض:

يوفر مبدأ 80/20 نظرية واضحة ومفيدة في التفاوض. فقبل أن تلقي بنفسك في خضم في خضم المفاوضات عليك أن تتعامل مع مطالبك التفاوضية طبقاً لهذا التقسيم كما يلي:
1- مطالب جوهرية وقليلة العدد ( نسبتها حوالي 20% ).

2- فترة تفاوض مبدئية، وهي الفترة الأولية في المفاوضات وتمثل 80% من وقت التفاوض. وفيها يتناوش الطرفان ويقوم كل منهما بتقديم ما يمكنه من التنازلات.
ويمكنك بناء استراتيجيتك التفاوضية على أساس قاعدة ( 80/20 ) كالتالي:

خطوة 1: استنفذ الفترة الأولى من المفاوضات ( 80% ) من الوقت )، في تقديم التنازلات عن مطالبك الثانوية فقط ( 80% ) ولاحظ أن تمسكك بمطالبك الجوهرية ( 20%) سيبدأ عندما تصل إلى الفترة الجوهرية (20% من الوقت).

خطوة 2: بوصولك إلى الفترة الجوهرية في المفاوضات (آخر20% من الوقت) ذكر الطرف الآخر بتنازلاتك السابقة التي قدمتها (80% من مطالبك الثانوية) ،واقض ما تبقى من وقت في الإلحاح عليه ليثبت رغبته في الوصول إلى حل وذلك بالموافقة على مطالبك الجوهرية (التي تمثل 20%) وستنجح.

ثانيا: 80/20 في الدراسة:

كلنا نعرف كم المراجع و الكتب المقررة على طلبة المدارس أو الجامعات ،ويتطلب التعامل مع هذا القدر الهائل من المواد الدراسية والعلمية تطبيق قاعدة 80/20،طبقا للخطوات الثلاث التالية:

1- عليك أن تحدد المواد الأساسية (20% أو 30% مثلا) التي تحظى بأكبر مجموع من الدرجات ( 80% أو 70% مثلا ). بعد ذلك عليك ألا تتهاون في دراسة هذه المواد ،بل اجعلها ورقتك الرابحة لضمان النجاح .أي المذاكرة هنا بنسبة 100%.

2- يأتي دور المواد الباقية (80% أو 70%) التي لا تمثل سوى (20% أو 30%) من مجموعات الدرجات. يمكنك مع هذه المواد الاستمرار في مد تطبيق قاعدة 80/20. وذلك بأن تحدد الأجزاء الهامة ( 20%) من هذه المقررات ،والتي يتكرر ورودها في الامتحانات السابقة (بنسبة 80%). بعد ذلك عليك أن تركز على دراسة هذه الأجزاء بعمق بنسبة 100%.
يبقى أمامك تلك الأجزاء الكثيرة ( 80%) التي لا تمثل سوى أهمية ضئيلة في مجموع الدرجات النهائية ( 20%). فماذا تفعل بها؟
استمر في تطبيق قاعدة 80/20 مرة أخرى، وذلك بأن تدرس هذه المواد بنسبة جهد وتركيز 20% فقط ،يمكنك أن تقرأها مرة واحدة وبسرعة ،وأن تمر عليها مرور الكرام.

3- المراجعة: حاول تحصيل 80% على الأقل من المواد التي استذكرتها ببذل مجهود لا يتعدى 20% من الوقت والجهد. واعلم أن المواد التي تستطيع أن تراجعها بفعالية بنسبة جهد ووقت 20% هي تلك المواد التي استوعبتها فعلاً. أما المواد التي تتطلب 80% من الوقت والجهد فهي التي لم تستطيع تحصيلها بدرجة كافية. لذا اعمل على أن تصل بدرجة استيعابك للمواد الأساسية إلى 20% من الجهد والوقت أثناء المراجعة، وهو يعني استيعاب هذه المواد بقوة بحيث تصبح مراجعتها أمراً يسيراً لا يكلفك سوى 20% من الجهد و الوقت الذي كنت تتكلفه أثناء مذاكرتها. وعندما تصل إلى مرحلة 80/20 في المراجعة، حاول أن تحافظ على هذا المستوى في الأداء، ولا تخاف الامتحان. 

ثالثا: 80/20 في العلاقات 
نقابل كل يوم كثيرا من الناس، وقدرتنا الاستيعابيةأن نوطد علاقتنا مع 20% فقط منهم. لكن كيف نحدد الأسس التي نختار بها الشخصيات المهمة التي تقع داخل فئة الـ 20% ،لنميزها عن الشخصيات العادية التي تقع ضمن فئة الـ 80% الأقل أهمية؟
لا تستطيع أن تقوم بهذا الاختيار و التمييز بين الشخصيات إلا داخل إطار أشمل وأعم لأهدافك الشخصية وتطلعاتك المستقبلية. فبعد أن تحدد أهدافك تستطيع أن تنتقي أفضل الشخصيات (20% منها) التي تتوافق بنسبة 80% مع هذه الأهداف والمتطلبات. يمكنك بعد تحديد هذه الشخصيات أن تركز على منحها الاهتمام الكامل (بنسبة 80%) ،أما بالنسبة إلى الشخصيات الأقل أهمية، فيمكنك أن تستمر في تطبيق قاعدة 80/20 خطة ابعد في التعامل  معها ،فتمنحها 20% من اهتمامك.

تذكيــــــــــــــر:

"قد تكون هذه التفرقة جائرة، لأنه علينا أن نتعامل مع كل الناس بالدرجة نفسها من الاهتمام. وهذا أمر يصعب إنكاره، ورغم أنه يتعارض مع مبادئ الفعالية والنجاح. ولا يجب أن ننسى أن هنالك أخلاقاً وأعرافاً وقيماً للتعامل مع الآخرين مهما كانت درجة تصنيفنا لهم، مثل الاحترام والعدل والأمانة ،وهي مبادئ يجب الالتزام بها بنسبة 100% ولكن المقصود بالاهتمام ببعض الشخصيات هنا هو ذلك الجهد العاطفي الإضافي الذي نمنحُه طوعاً. وهو يتضمن الحرص على توجيه مثل هذه العلاقات المهمة وجهات معينة لتصبح أكثر حميمية وديمومة في المستقبل."

رابعا: 80/20 في الإدارة

من الممكن إعادة اكتشاف الجودة الشاملة مع تلافي العيب الرئيسي فيها، وذلك بتطبيق قاعدة 80/20، كالآتي:
1- تبدأ بدراسة العيوب الشانعة في المنتجات، ونقسمها كالتالي:
* عيوب بسيطة ومسئولة عن 20% فقط من المخاطر والشكاوى.
* عيوب خطيرة مسئولة عن 80% من المخاطر والشكاوى.
يتم بعد ذلك اختيار أخطر 20% من هذه العيوب لمعالجتها.
2- نقسم بعد ذلك خطوات الإنتاج كالتالي:
* خطوات إنتاج مسئولة عن 20% من العيوب .ويتم إحكام الرقابة والضبط على أهم 80% من هذه الخطوات.
* خطوات مسئولة عن 80% من العيوب. ويتم إحكام الرقابة والضبط على أهم 20% من هذه الخطوات.
ويمكننا الآن أن ندرك بأن تحسين 20% من برنامج الجودة المطبق في أي شركة، يمكن أن يؤدي إلى تحسين جودة المنتجات بنسبة 80% .
وهكذا يمكن إزالة 80% من أخطر مشكلات الجودة بإنفاق 20% من إجمالي تكاليف الجودة الشاملة.

خامسا: 80/20 في الحياة

1- في العمل:
يمكنك بتطبيق المنطق السابق أن تحدد المهارات الأساسية (20%) والتي تمكنك من تنفيذ 80% من العمل الموكل إليكبكفاءة وفعالية. عليك بالعمل على إتقان هذه المهارات تماماً (بنسبة لا تقل عن 80%). لا مانع بعد ذلك من إتقان عدد من المهارات غير الأساسية التي لا تنجز إلا 20% من المهام الموكلة إليك. عليك كذلك بالتركيز على المهام الاساسية القليلة (20%) التي ترفع كفاءة عملك بنسبة 80%.

2- الاستثمار
قديما قالوا: إنه من الحكمة ألا تضع كل البيض في سلة واحدة. أما قاعدة 80/20 فتقول: ضع 80% من استثماراتك في أفضل 20% من الأوعية الادخارية ،وبهذه الطريقة تستطيع أن تجني أرباحاً أفضل بكثير.
فلا تُحاول تشتيت مدخراتك في عديد من الأوعية الادخارية أو بالاستثمار في أسهم شركات كثيرة لا تستطيع متابعتها. فمن الأفضل أن تستقرئ اتجاهات السوق وتختار أفضل وسائل الادخار وتضع فيها كل مدخراتك. ولا تنسَ ما قلناه عن إخضاع القاعدة لما يحدث في الواقع وليس العكس.

3- في اختناقات المرور:
تحدث 80 % من اختناقات المرور في 20% فقط من الطرق والشوارع. فإذا ما سلكت نفس الطريق إلى عملك كل يوم فستكتشف أن 80% من حالات التوقف ام إشارات المرور تحدث في 20% من بعض الطرق والتقاطعات فإذا تجنبت هذه الطرق والتقاطعات استطعت أن تتجنب 80% من التأخير.

كيف تكتسب مهارة 80/20 ؟

عليك بخطوتين أساسيتين لتطبيق قاعدة 80/20 بفاعلية:
1- الاختيار الدقيق للعناصر التي تقع في فئة 20% وتلك التي تقع في فئة 80%.
2- الربط بين الوسائل والنتائج بأسلوب مبتكر وغير تقليدي.
لكن هاتين النقطتين لا تخضعان للحسابات الكمية ،وإنما للتقدير الكيفي من وجهة نظرك أنت. فلكي تكتسب هاتين المهارتين (الاختيار الصحيح والربط الابتكاري ) يجب أن ترى الظواهر التي تنطبق عليها 80/20 في الكون من حولك ،ولأن البصيرةشيئ والبصر شيئ آخر فإن تطبيق قاعدة 80/20 يخضع لحسن التقدير والحدس والذكاء أكثر مما يخضع للحسابات والأرقام.


المصدر : المرجع في إدارة العمر للدكتور أكرم رضا