"حرب الإنترنت" أو " حرب المعلومات" هي أعمال تقوم بها بلد تحاول من خلالها اختراق أجهزة الكمبيوتر والشبكات التابعة لبلد آخر بهدف تعطيلها أو تحقيق أضرار بالغة.وقد بدأت بعض البلدان تعزيز تكنولوجيا المعلومات خاصة في عسكرة فضاء الانترنيت.
وفي الواقع فإن جيوش حماية المواقع الالكترونية قد أنشئت منذ زمن، وفي العصر الحديث، تحرص بلدان كثيرة على تعزيز تكنولوجيا المعلومات خاصة في عسكرة فضاء الأنترنت. في حرب الخليج عام 1991، دمرت الولايات المتحدة الأمريكية نظام الدفاع الجوي العراقي من خلال إطلاق فيروسات الكمبيوتر،كما لعبت شبكات القوات الأمريكية دورا هاما أيضا في حرب كوسوفو والحرب على العراق. إلى جانب الولايات المتحدة وبريطانيا وروسيا واليابان والهند وغيرها من البلدان،أنشأت الصين فريق من " الجيش الأزرق " لحماية فضائها الالكتروني الخاص.
1- التأسيس
الجيش الأزرق عبارة قوة من "محاربي الفضاء الالكتروني" قوامها 30 خبيرا واجبهم حماية شبكات الكمبيوتر العائدة للجيش الصيني من الاختراقات والهجمات الخارجية.
قال الأمين العام للجمعية الصينية للعلوم العسكرية اللواء لو يوان، إن " الجيش الأزرق" هو عبارة عن عناصر من قوات الجيش تقوم بتدريبات لتكون جاهزة لتنفيذ جميع تدابير الوقاية واستجابة لأي هجوم على شبكاتها الالكترونية.
ويعتقد أن أفراد هذا الجيش ينحدرون من مختلف قطاعات المجتمع الصيني، فمنهم جنود وضباط وطلبة جامعة وغيرهم من "أفراد المجتمع."
وجاء تأكيد تشكيل الجيش الازرق في سياق مؤتمر صحفي عقدته وزارة الدفاع الصينية. وقال جينغ يانشينغ الناطق باسم الوزارة إن الغرض من تشكيل الوحدة تحسين اجراءات الامن الخاصة بالقوات المسلحة الصينية.
2- سبب التسمية
اعتاد الغرب تسمية الجيوش الخاصة بهجوم شبكات الانترنت بـ " الجانب الأحمر". وإن تسمية وزارة الدفاع الصينية لإدارتها الخاصة بحماية شبكاتها للانترنت "الجيش الأزرق" ليس لها دلالات خاصة. ويعتقد تنغ جيا جون زميل في المعهد الصيني للدراسات الدولية أنه لا ينبغي المبالغة في مناقشة معنى ومغزى إطلاق تسمية الجيش الصيني لحماية الشبكات الانترنيت بـاللون الأزرق. وفي المناورات العسكرية غالبا ما يشار إلى الجانبين في المواجهة باسم " الأحمر "و " الأزرق"،وإن اللونين لا يمثلان معنى محددا، بل مجرد شعار يستخدم للتمييز بين الجانبين.
3- ما الفرق بين " الجيش الأزرق" و "الهاكر" ؟
يعتقد تنغ جيا جون من المعهد الصيني للدراسات الدولية أنه ليس هناك مجال للمقارنة بين " الجيش الأزرق" و" هاكر"، لأن " الجيش الأزرق " الصيني يختلف تماما من حيث أهدافه و جوهره عن "الهاكر". أولا، من ناحية الشرعية، يعتبر " الجيش الأزرق" شبكة وضعتها السلطات الصينية، وهو قانوني وشرعي، في حين أن "الهاكرز" هم مجموعة من المبرمجين الذين يتحدون الأنظمة المختلفة ويحاولوا اقتحامها، وهذا العمل غير قانوني وغير شرعي.
ثانيا، من ناحية القصد، أنشئ " الجيش الأزرق" من أجل حماية الفضاء الإلكتروني الخاص بالجيش الصيني على شبكة الإنترنت، في حين أن " هاكر" تقوم بالهجوم على المواقع الانترنت بشكل عشوائي والقيام بعمليات إجرامية تخريبية لمسح المعلومات.
الضرورة التاريخية لمجتمع المعلومات
يعتبر " معرفة أنفسنا ومعرفة العدو يعني الانتصار الكامل" من القوانين الحربية المشاعة في ساحة المعركة. وفي ظل التطور السريع في مجال تكنولوجيا المعلومات اليوم، تحتاج الصين إلى الدفاع عن أمن شبكاتها المعلوماتية وذلك باعتمادها على " الجيش الأزرق" بوجه التحديد .
وفي هذا الصدد، تعتقد الصين أن إنشاء "الجيش الأزرق" ضروري جدا وذات مغزى.ومع ذلك، فإن مقارنته مع الشبكات الغربية، لا تزال تقابل " الجيش الأزرق" مشاكل عديدة، مثل مفهوم الحرب الالكترونية الصينية، وظائف ومهمة ولوائح جيش الحرب الالكترونية، كلها تحتاج إلى التكامل، كما تنتظر مرافق الحرب الالكترونية والتشريعات الدولية الخاصة بها للمزيد من التحسن.
مصادر : arabic.people / bbc / theaustralian
محول الأكوادإخفاء محول الأكواد الإبتساماتإخفاء الإبتسامات