المرتزقة الرقميين .. أبرز الشركات التجارية في بيع برامج التجسس !

تلجأ العديد من الحكومات إلى شركات التجسس لزيادة الرقابة على شبكة الإنترنت، بهدف الحصول على معلومات، قد تقود إلى قمع الصحافيين والحقوقيين والأقليات والمعارضين السياسيين، إلا أنه في نفس الوقت تتزايد الحملات المدنية لمقاومة سياسات الحكومات، التي تحاول فرض رقابتها على الإنترنت.

أبرز الشركات التجارية في بيع برامج التجسس

وفي ما يلي أبرز الشركات العالمية في بيع برامج التجسس..

1- شركة "هاكينج تايم" الإيطالية

تعد شركة هاكينج تايم الإيطالية واحدةً من شركات العالم الرائدة في بيع برامج التجسس للحكومات، التي تنوي مراقبة مواطنيها، وتبيع الشركة برامج متنوعة، منها ما هو مختص في اقتحام الرسائل النصية القصيرة والبريد الإلكتروني، مثل برنامج DAVINCI، ومنها ما يرتبط بالتجسس على المحادثات الصوتية، كبرنامج PGP، بالإضافة إلى برامج أخرى قادرة على تشغيل الميكروفون والكاميرا عن بعد. وسبق لمنظمة بلا حدود أن صنفتها ضمن قائمة أعداء الإنترنت، كما تصفها بـالمرتزقة الرقميين.

وكانت الشركة الإيطالية قد تعرضت إلى الاختراق في 2015، من قرصان مجهول، سرّب بيانات عملائها، ومراسلات كشفت تعامل مجموعة من البلدان العربية مع الشركة، مثل المغرب الذي أنفق ثلاثة ملايين يورو، بين 2010 و2014، في استيراد برامج للتجسس على هواتف أندرويد، واختراق البريد الإلكتروني.

مثلما أظهرت التسريبات أن مصر عقدت صفقات مع شركة هاكينج تايم، بقيمة 518 ألف يورو في الفترة بين 2010 و2014، من أجل تمكينها من رخص برنامج "RCS"، المختص في اختراق الرسائل النصية. ووردت في التسريبات أيضًا معاملات العديد من الحكومات العربية الأخرى مع الشركة المتخصصة في بيع برامج التجسس، مثل السعودية والإمارات والسودان.

2- شركة "ناروس" الإسرائيلية

تمثل الشركات التقنية الإسرائيلية الريادة في القرصنة الرقمية، و"ناروس" هي إحدى هذه الشركات، التي تعرض خدماتها لحكومات العالم الراغبة في التجسس على مواطنيها.

تعرف الشركة ببرنامجها المشهور "NarusInsight"، القادر على اختراق الشبكات الرقمية المشغلة على مختلف الأجهزة، وتحليل البيانات والمعلومات كميًّا ونوعيًّا، مع إمكانية التحكم في شبكة الجهة المستهدفة.

وتذكر تقارير أن شركة مصر للاتصالات استخدمت برنامج شركة "ناروس" الإسرائيلية للتنصت على المواطنين، مما أثار قلق البعض في احتمال أن تكون البنية الاتصالية لمصر مخترقة بكاملها من قبل الشركة. وكذلك استوردت البرنامج كل من باكستان والسعودية.

3- شركة "جاما" البريطانية

تحظى خدمات التجسس، التي تقدمها شركة جاما البريطانية، باهتمام الحكومات العربية، وتعتبرها منظمة "بلا حدود"، أحد أخطر أعداء الإنترنت، من ضمن خمس شركات تجسسية أخرى، وللشركة فرع في ألمانيا ينشط في نفس المجال.

ويعتبر برنامج "FinFisher Suite"، الذي صممته شركة "جاما" أحد أكثر برامج التجسس تطورًا، ويوظف البرنامج في التجسس على الرسائل، والمحادثات الصوتية، والبيانات المفعلة في الحاسوب أو الهاتف الذكي، علاوة على قدرته على تشغيل تقنية التقاط الصوت والصور عن بعد.

وكانت الحكومة المصرية، في عهد نظام مبارك، عقدت صفقة مع الشركة لشرائه، بقيمة 388 ألف يورو، غير أن تزامن الثورة في نفس الفترة التي كان فيها البرنامج قيد التجريب، منع استكمال الصفقة.

4- شركة "نايس سيستيمز" الإسرائيلية

شركة إسرائيلية أخرى متخصصة في الأمن المعلوماتي والتجسس، مقرها في تل أبيب، ولها شراكة تعاون مع شركة "هاكينج تيم" الإيطالية، تتعامل الشركة مع جهات مختلفة، تشمل وسائل إعلام وحكومات وشبكات اتصالات، وتعد من أعرق شركات التجسس الرقمية، إذ تأسست منذ 1986.

تطرح الشركة برنامجها "زيوس"، أحد أشهر برامج التجسس التي تقوم بجمع البيانات، باختلاف أنماطها، سواء كانت رسائل أو صوتيات أو مرئيات، حيث صمم خصيصًا لاختراق أكبر قدر ممكن من مواد جهاز الكمبيوتر.

وسربت ويكيليكس العام الماضي إحدى مراسلات الشركة الإسرائيلية، التي تظهر قيامها بتعاملات تجارية مع الحكومة الأوغندية، التي طلبت برامج خبيثة، لتوظيفها في التجسس على بعض الناشطين السياسيين، وجمعيات مدافعة عن المثليين.

5- شركة "بلوكوات" الأمريكية

تتخصص الشركة الأمريكية في تقديم خدماتها التقنية للحكومات، حيث تقدم برامج للتجسس، والاختراق، وتحليل البيانات، وحماية القواعد الرقمية. تتميز الشركة بكثرة البرامج التي تعرضها. صنفتها منظمة "بلا حدود" كأحد "أعداء الإنترنت"، بسبب خدماتها الرقمية، التي تمكن الحكومات من قمع حقوق الإنسان وحرية المعلومات.

وتتعامل الشركة مع طائفة واسعة من حكومات العالم، تضم الصين، والهند، وإندونيسيا، والعراق، والبحرين، والكويت، ولبنان، وماليزيا، وقطر، ونيجيريا، وروسيا، وسوريا، والسعودية، والإمارات، وتركيا، وبلدان أخرى.

هل يتمُ الآن التجسس عليك أم لا ؟

رغم ذلك، تعمل أيضًا العديد من المنظمات والشركات والأفراد على دعم مشاريع ابتكار أنظمة تقنية، مقاومة لبرامج التجسس، التي تستعملها الحكومات، من أجل تحرير رواد الإنترنت من الرقابة.

ومن بين البرامج برنامج " Detekt"، الذي تنصح به منظمة العفو الدولية الصحافيين والحقوقيين والعموم، وللتأكد من خلو حواسيبهم من برمجيات التجسس المعروفة، عبر مسحها بواسطة البرنامج.

وطوّر ديتيكت المختص في الأمن الرقمي، الألماني كلاوديو غورانيري، بشراكة مع منظمة العفو الدولية، التي قالت إنه "جاء ردًّا على الحكومات التي تستخدم المعلومات التي تحصل عليها من خلال المراقبة والتجسس لاحتجاز المدافعين عن حقوق الإنسان والصحافيين واعتقالهم، بل وحتى تعذيبهم بشكل تعسفي".

لتحميل البرنامج: github


مصدر : ساسة بوست