أسباب من شأنها أن تجعلك تخفق في اكتساب مهارات جديدة

إن حياتنا مُزدحمةً جدًا، و البشر عادةً ما يميلون إلى البقاء سالمين في بقاعهم الآمنة بعد أن تعلموا ما تعلموا و صاروا بارعين، إن أحدهم لا يتخيل أن يكون مُبتدءًا تمامًا في شيء من جديد.. أن يُخفق من جديد، و أن يسخر الناس منه.. كلا، فلنشاهد التلفاز!

أسباب من شأنها أن تجعلك تخفق في اكتساب مهارات جديدة

إذًا، لماذا يفشل الناس عادةً في تعلم شيءٍ جديد؟

1) أغلب الناس لا يلتزمون بتعلم شيءٍ مُحدد:

فإن أحدهم ببساطة يقول ” حسنًا، سيكون رائعًا جدًا لو تعلّمت الروسية يومًا! ” بدون أن يُحضر أقلامًا و أوراقًا ليضع خطة استراتيجية للأمر قابلة للتنفيذ، هو حتى لا يعرف لماذا يريد تعلم هذه اللغة بالذات!

فقط يكتفي بتمنيّ الأمر آملًا أنه سيتفرّغ يومًا و يتحلّل من التزاماته المُتعجّلة و يشرع فيها.

2) تعلّم شيءٍ جديد هو أمر مُخيف!

عندما تشرع في تعلم شيءٍ فإن هناك هوّات و فجوات ضخمة في فهمك للأمر، إنك تصبح واعيًا جدًا لما لا تعرفه، و تعجز عن معرفة من أين يُمكنك البدء!

هذا الجهل يولِّد الخوف و الشك، هل بإمكاني بالفعل القيام بهذا الأمر؟.. و كلاهما يُجبران عقلك إجبارًا على الهلع، فكيف سيتصرف عقلك إذا هلع؟ يستسلم!

3) تعلم مهارات جديدة عادةً ما يكون أمرًا مُحبطًا و مُثبطًا للعزيمة:

فلنقل أنك دفعت إحساس الشك جانبًا و مضيت تتعلم و حان وقت المُمارسة، الآن.. هل تعرف ما الذي سيحدث؟ ستكون عالقًا تمامًا! ستشعر بالغباء الشديد!

فما الحل، لأن أحدهم لا يحب أن يبدو غبيًا هنا؟ ستتوقف عن المُمارسة و تُقنع نفسك أن الأمر لم يكن بهذه الأهمية أصلًا منذ البدء، أنت لم تكن حقًا راغبًا في القيام به.. فلنعُد لمشاهدة التلفاز!

عدم تحديد ما تود تعلمه، الخوف و الإحباط هي حواجز كونية تمنعك من إكتساب أية مهارة، و يُمكن توقعها لذا بإمكانك أن تُهيّء نفسك. 

إقحام أساليب الحفظ المُعقدة و المُعتادة سيُؤخر عملية الإكتساب لا يُعجل بها، إنها عمليةٌ سهلة.. طريقة مُنظمة لقضاء وقتك و جُهدك في القيام بأمور تُساعدك على بناء هذه المهارة، و تجنّب الأمور التي تُعطّله.

لا ينبغي أن تكون خبيرًا !

عندما تتعلم مهارةً جديدة، لا ينبغي عليك أن تقلق بشأن أن تكون خبيرًا أو أستاذًا فيها!

فلنقل أنك لا تُجيد الرسم، لكنك تود تعلمه.. إليك أسوأ ما يُمكن أن تفعله بشأن الأمر : أن تُقارن مُستواك الحاليّ و قدرتك البدائية في الرسم ببيكاسو مثلًا أو مايكل أنجلو !

و لنقل أيضًا أنك تُريد تعلُّم الفرنسية، فتُقرر مُشاهدة فيلمًا فرنسيًا أو تستمع لحديث بين فرنسيين أو على الأقل تستمع لشاب يُجيد تحدثها.. فتُفكر: أنا لن أتمكن من أن أكون بهذه البراعة قط! 

و يزداد الأمر سوءًا إذا كنت قد سمعت بهذه النظرية الخاصة بقضاء 10.000 ساعة لتعلم الشيء، معنى هذا أنك تُريد ما يُقارب 4 ساعات يوميًا لمدة سبع سنوات لكي تتعلم شيئًا! من يملكُ وقتًا لهذا؟

لماذ تُقحم نفسك في هذه المُقارنة المُزعجة التي لن تتركك سوى طريح الإحباط؟

ببساطة، أنت غالبًا لا تحتاج لأن تكون خبيرًا، فهوّن عليك!

فعندما تُقرر تعلّم شيء، إنك لا تتنافس مع الآخرين، إنك فقط تُنافس قُدرتك السابقة في عدم تمكنك من القيام بالشيء، لذا فإن أي تطّور هو نجاح!

حالما تُسلم أن إكتساب المهارات ليست مُسابقة، فإن رفع مهاراتك و قُدراتك يُصبح عملًا أسهل بكثير!