كم من نساء تستحق وصف العظمة دون بعض الرجال!

قتل زوجها في معركة فقررت أن تلحق به في سبيل الله،كم من نساء تستحق وصف العظمة دون بعض الرجال رحمها الله إليكم قصتها :

كم من نساء تستحق وصف العظمة دون بعض الرجال!

كان الصحابي الجليل أبان بن سعيد بن العاص رضي الله عنه قد أصابه سهم مسمومة، و كان حديث عهد بعرس كان قد تزوج من بنت عمه قبل المعركة بيومين، و كانت زوجته حاضر في المعركة و لم يكن الخضاب ذهب من يدها، و كانت من المترجلات البزلات من أهل بيت شجاعة و براعة، فلما علمت بموت زوجها أبان أتته تتعثر في أذيالها إلى أن وقعت عليه، فلما نظرته صبرت و احتسبت و لم يسمع منها غير قولها: "هنئت بما أعطيت و مضيت إلى جوار ربك الذي جمع بيننا ثم فرق و لأجهدن حتى ألحق بك فإني لمتشوقة إليك، حرام علي أن يمسني بعدك أحد و إني قد حبست نفسي في سبيل الله عسى أن ألحق بك و أرجو أن يكون ذلك عاجلا".

ثم حفر له و دفن في مكانه و صلى خالد بن الوليد عليه، فلما غيب في التراب لم تقف على قبره و أتت إلى سلاحه و لحقت بالجيش من غير أن تعلم خالدا بذلك و قالت: " على أي باب قتل بعلي فقيل لها على باب توما و الذي قتله صهر الملك"، فسارت إلى أصحاب شرحبيل بن حسنة رضي الله عنه و في يوم من أيام الحصار على مدينة دمشق رأت رجلا على باب توما يحمل صليب و هو يشير إليه: اللهم أنصر هذا الصليب و من لاذ به.

قال شرحبيل بن حسنة حيث كنت أنظر إلى هذا الرجل إذ جاءت زوجة أبان بنبلة فلم تخطيء رميتها، و إذا بالصليب قد سقط من يده و هوي إلينا و كأني أنظر للمعان الجوهر من جوانبه فما فينا إلا من بادر إليه ليأخذه، و نظر عدو الله من توما إلى ذلك من تنكس الصليب الأعظم و إهوائه على المسلمين، فذهب الرجل و بلغ الملك أن الصليب قد ملكته العرب. 

فحزم الملكه وسطه و أخذ سيفه و قال من شاء منكم فليتبعني و من شاء فليقعد فلابد لي من القوم عسى أن أشفي صدري فتبعه القوم كالجراد المنتشر، و نظر شرحبيل إلى عدو الله و هو مقبل فرمى الصليب من يده، فلما رأى الأمير الصليب مرميا على الأرض صرخ بأصحابه صرخة هائلة و نظرت زوجة أبان إليه و هو يحمل على شرحبيل و من معه فقالت من هو هذا قالوا الملك و صهره و هو من قاتل أبان.

فلما سمعت بذلك منهم حملت حملة عظيمة إلى أن قاربته و رمته بنبلة و كان الروم أرهبوها فلم تلتفت إليهم دون أن خفقت بنبلتها على صاحبها و قالت باسم الله ثم أطلقتها، و كان عدو الله واصلا إلى شرحبيل إذ جاءته النبلة فأصابت عينه اليمنى فتقهقر إلى ورائه صارخا، و همت بأن ترميه بأخرى فتبادر إليه الرجل و استتروا بالطوارق و تبادر إليها قوم من المسلمين يحامون عنها، ثم أخذت ترمي بالنبل فأصابت علجا من الروم فخر هاويا إلى الأرض ثم ضربت بأخرى فقتل من تريد،صهر الملك الذي قتل أبان.

كم من نساء تستحق وصف الرجولة دون بعض الرجال، و فيه قال الشاعر :
فلو كانت النساء كمثل هذه ....... لفضلت النساء على الرجال