4 عادات فعالة تساعدُك على الحؤول دون القلق والإرهاق

إن الإرهاق غالباً ما يسببُ القلق ، أو على الأقل يجعلُك عرضة له . وأي تلميذ طب سيُخبِرُك أن الإرهاق يخفض مقاومة الجسد للبرد ومئات الأمراض غيره ، ويُخبرك أي طبيب نفسي أن الإرهاق يخفض مقاومتك لمشاعر الخوف والقلق.
وهكذا فإن الحؤول دون الإرهاق من شأنه أن يحول دون القلق.

أربع عادات فعالة تساعدُك على الحؤول دون القلق والإرهاق

وسأعرض لكم بعض العادات الهامة التي من شأنها أن تحول بينك وبين القلق ..

عادة العمل الجيد 1: نظف مكتبك من جميع الأوراق ما عدا تلك التي لها علاقة بالموضوع الذي تعالجُه.

إن مُجرد منظر مكتب يغص بالرسائل التي لم تتم الإجابة عليها وبالتقارير و المفكرات تكفي لتبعث الضيق في النفوس ،لإضافة إلى التوتر والقلق.
والأمر يتعدى ذلك ،لأن ذلك المنظر يذكرنا بالعمل المتراكم وعدم وجود الوقت لإنجازه ،ولن يقلقك ذلك فقط ليسبب لك التوتر والإرهاق ،بل سيقلقك ليسبب لك ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب وقرحة المعدة.

وإذا قمت بزيارة إلى مكتبة الكونغرس في واشنطن ،تجدُ بضعة كلمات نقشت في السقف ،وهي للشاعر بوب Pope: "إن النظام هو القانون الأول في السماء".
ويجب أن يكون النظام هو قانون للعمل أيضا.

قال تشارلز ايفانز هيوز، الرئيس السابق للمحكمة التشريعية العليا في الولايات المتحدة : "إن الناس لا يموتون من العمل الإضافي. بل هم يموتون من القلق والتبذير" أجل من تبذير طاقاتهم -  والقلق لأنهم لا يستطيعون انجاز عملهم.

عادة العمل الجيد 2: قم بالأعمال طبقا لأهميتها

قال هنري ل. دورتي Doherty ،مؤسس شركة ستيز سرفيس Cities Service ،مهما يدفع من أجور ، لن يتم العثور على مقدرتين لا تقدران بثمن ، وهما : المقدرة على التفكير و المقدرة على القيام بالأشياء طبقا لأهميتها.
لو لم يتخذ جورج برنارد شو ذلك قاعدة أساسية للقيام بالعمل المهم أولا ،لربما فشل ككاتب وبقي محاسبا بسيطا في البنك طيلة حياته ،وكانت خطته كتابة خمس صفحات كل يوم ،وقد أوحت له هذه الخطة أن يكتب خمس صفحات في اليوم لمدة تسع سنوات ، مع أنه لم يدّخر سوى ثلاثين دولارا طيلة هذه المدة كلها ،حتى أن روبنسون كروزو وضع جدولا لما يجب أن يفعلهُ كل ساعة من يومه.

عادة العمل الجيد 3 :عندما تواجهُ مشكلة ابدأ بحلها فوراً .. وإن كان لديك الحقائق الضرورية لاتخاذ القرار ،لا تتأخر في اتخاذه.

قال هـ. هول Howell  ،أنه حين كان عضوا في مجلس مديري شركة الفولاذ الأمريكية ،كانت الإجتماعات تستغرق وقتا طويلا – حيثُ تناقش مختلف المواضيع والمشكلات ،لكن من دون اتخاذ الكثير من المقررات .وماذا كانت النتيجة : توجب على كل عضو في المجلس أن يصطحب معه رزمة من التقارير من أجل دراستها في المنزل.
وأخيرا ، استطاع السيد هول أن يقنع مجلس المدير في أن يتناول مشكلة واحدة في وقت محدد ،ومن ثم اتخاذ قرار بشأنها . وربما يكون القرار البحث عن حقائق إضافية ،وربما يفيد ذلك ،أو لا يفيد. لكن يجب التوصل إلى قرار بشأن كل مشكلة قبل الانتقال إلى المشكلة التالية.

وقال أن نتائج ذلك كانت مدهشة: تم انجاز جدول الأعمال. ولم يعُد الأعضاء بحاجة الى اصطحاب رزم التقرير معهم إلى منازلهم ،كما لم يعد هناك أي قلق بشأن المشكلات المتراكمة.
لا تفيد هذه الطريقة مجلس مديري شركة الفولاذ الأمريكية فقط ، بل تفيدنا جميعاً.

عادة العمل الجيد 4: تعلم أن تنظم و تفوض وتدير.

يدفع الكثيرون من رجال الأعمال بأنفسهم إلى القبر لأنهم لم يتعلموا أن يوكلوا بعض المسؤولية إلى الآخرين، ويصرون على القيام بجميع الأعمال بمفردهم. والنتيجة :
الفوضى وتراكم العمل. ومن ثم يطاردهم الشعور بالإسراع والقلق و التوتر.فمن الصعب أن يتعلم الإنسان تفويض المسؤولية إلى أحد.

أعرف ذلك ، لأنني وجدت صعوبة في ذلك في بادئ الأمر . وأعرف أيضا من خلال تجربتي المصائب التي يمكن أن يسببها تفويض المسؤولية إلى من ليسوا أهلاً لها . ومع ذلك يجبُ أن يتعلم الفرد ذلك لكي يتجنب القلق والتوتر والإرهاق.


المصدر : كتاب "دع القلق وابدأ الحياة" لديل كارنيجي