كيف تتخلّص من مخلفاتك العاطفية وتراكمات الماضي ؟ .. إليك 8 خطوات هامّة لذلك

حين نفشل في التخلص من مشاعر الغضب والإحباط والتوتر وغيرها. تتراكم هذه المخلفات العاطفية داخلنا وتكبر، وشيئا فشيئا تحتل مساحة ضخمة، لنجد أنفسنا ذات يوم وقد ازدحم العقل بها، ولم تعد لدينا القدرة على مواجهة تحديات جديدة. لا تشغل هذه المخلفات مساحة مادية كما يحدث في مخلفات منازلنا، لذلك فإننا إن لم نهتم بالتخلص من مشاعرنا السلبية يوميًا، سينتهي بنا الحال وقد غمرتنا حالة من عدم الرضا، ودون طاقة لإنجاز أي شيء.

وسنعرض لكم بعض الخطوات الهامة للتخلص من هذه المشاعر السلبية التي تعكِّرُ صفو حياتنا ..

كيف تتخلّص من مخلفاتك العاطفية وتراكمات الماضي

1- عبِّر عن مشاعرك

 التفكير السلبي يكون بسبب الكثير من المشاعر السلبية التي لم نعبّر عنها، لذلك لا تحتفظ بها كلها داخلك، التعبير عنها أحيانًا بحيث تصبح أمامك، في كلمات تكتبها أو تحكيها لأحد أصدقائك، يفيدك في حلها أو حتى تقدير حجمها جيدًا، بحيث لا تسيطر على كل حياتك.

2- قم بتفريغ عقلك!

حين يدخل عقلك في سباق التفكير، يكون من الصعب الاحتفاظ بالهدوء، أو السيطرة على الأفكار، لذلك، جرب محاولة أن تفرغ عقلك لدقيقة واحدة من أية أفكار، بعد هذه الدقيقة سيمكنك أن تملأ عقلك بأفكار إيجابية.

3 - تخلص من السلبيين حولك !

إذا كنت محاطًا بأشخاص سلبيين، فسيكون أغلب تفكيرك بطريقة سلبية، والعكس صحيح، لذلك فمن الأفضل، إذا كان هذا هو الحال، أن تأخذ خطوة للخلف بعيدًا عن هذه التأثيرات السلبية، وأن تقضي وقتًا في مكان هادئ تسمح فيه للأفكار الإيجابية بأن تشغل مساحة أكبر في عقلك.

4 - كن إيجابيا في تعبيراتك

هل تميل في أغلب الأوقات إلى العبوس، إذا كان الأمر كذلك فأنت أكثر عرضة للشعور بعدم الراحة، ومن ثم فقدان الثقة بالنفس، وهو ما يقودك إلى التفكير السلبي، واجترار الماضي الحزين.
إذا حرصت على تغيير لغة الجسد بحيث تميل للابتسام، وتعبر لغة جسدك عن شخص منفتح، فسيجنبك ذلك التفكير السلبي.. فتصَّنُع الابتسامة تجعلك مبتهجاً حقا.

كيف تتخلّص من مخلفاتك العاطفية وتراكمات الماضي

5- لا تتوقع الكثير دائما

عادة ننتظر الكثير من أنفسنا ومن الآخرين، وحين لا تتحقق توقعاتنا نشعر بالأسى، ويتطور شعورنا هذا للإحباط، فالتوقعات هي المصدر الكبير لشعورنا بعدم الرضا، ونحن غالبًا لا نعلم ذلك لذا علينا إعادة النظر في توقعاتنا بناء على المعطيات الفعلية أمامنا، وأن نغيرها إذا احتاج الأمر. 

6- سارع بإيجاد حل!

لا يكفي أن تنظر لداخلك وتكتفي بالتفكير في مخلفاتك العاطفية، لأن هذا سيئ جدًا، لذا عليك أن تسارع وتجد حلاً بسرعة .. فيمكنك مثلًا حضور دورة تدريبية في التعامل مع الناس أو التحكم في الغضبأو فن الإلقاء، أو أن تتعلم التدبر والاسترخاء، إذا كان القلق هو مشكلتك الأساسية، تذكر أنه لن يكون بوسعك التخلص من كل المخلفات العاطفية بجرة قلم، لأنها تكونت لديك خلال شهور وسنوات، لكنك إذا بدأت  خطوة بخطوة في التخلص منها، فستحقق تدريجيًا النقاء لعقلك.

7- تقبّل الماضي 

جزء كبير من مخلفاتنا العاطفية التي تتراكم داخلنا يكون مصدرها أخطاء الماضي التي لم نتقبلها بعد، والتي تؤثر على حاضرنا. حين لا نتجاوز صفحة الماضي يظل له تأثير ضار، لهذا فهو شيء أساسي أن ننظر أمامنا، ونتحرر من أخطائنا، ومن لوم النفس والشعور بالإحباط، فعلينا تنظيف عقولنا كما نقوم بتنظيف ملابسنا.

اسألأ نفسك مراراً .. ماذا سأستفيد من الاسترجاع الدائم للمواقف التي تزعجُني ؟ وهل هناك فائدة سأجنيها أم لا ؟؟ .. وإن لم تجد، استعد حالاً لوداع هذا الشعور غير اللطيف، تقبله ولا تنسَ لأنه بمثابة درس! وكما يقول كريم الشاذلي في كتابه كم حياة ستعيش أن الألم هو ضريبة تعلمها في هذه الحياة و اكتساب الخبرات.

ولو لم نكن نخطئ أو نُذنِب لما خُلِقنا أصلا على هذه الأرض فحتى أبونا آدم عليه السلام أخطأ بأكله من الشجرة وفي هذا رسالة للبشر أنه لا يوجد إنسان كامل وكل بني آدم خطاء وهذا كي نعود إلى الله ونتوب ولو لم نكن نخطئ لما كان هناك عفو ومغفرة واختبار وجنة ونار..

8- غيِّر عاداتِك القديمة

لا يكفي أن تتخلص من مخلفاتك العاطفية، دون أن تغير عاداتك القديمة، حتى لا تعود لتمتلئ بالاستياء مرة ثانية. الخروج من منطقة الراحة يساعدك في رؤية الحياة من منظور آخر، وتملؤك بالمشاعر السعيدة، وتمنحك الطاقة التي تحتاجها لتقبل على تنفيذ مشروعات جديدة.. يمكنك مثلا أن تغير عادة سيئة كالتدخين بأخرى جيدة كالقراءة..

الخروج من منطقة الراحة يعني أن نكتشف آفاقًا جديدة، ونسمح للحياة أن تدهشنا، ونتخلص من الخوف من التحرك للأمام، ونكتشف عوالم مختلفة ونبحث عن فرص أخرى تمنحنا معارف جديدة، ونبحث عن الإلهام و الإبداع ونتجاوز الحدود التي نحيط بها أنفسنا ونتقوقع فيها..