فتى أمضى ثلث حياته يدبر مشروعاً متطرفاً جعل منه أشهر المجرمين عنفاً في التاريخ، كتب عن نفسه قائلاً "حظيت بتربية مميزة محاطاً بأشخاص مسؤولين وأذكياء"، مضيفاً إلى نفسه ألقابا مثل "قائد فرسان الحق" تيمناً بالفرسان الصليبيين (يبدو من كلامه أنه كان ماسونيا ) ..
ففي صغره "كان صبياً عادياً، بيد أنه كان منطوياً على نفسه ولم يكترث بالسياسة"، هكذا تحدث والد بريفيك ذلك الشاب الطويل الأشقر، الذي نفذ مجزرة سجلت على أنها الأخطر التي شهدتها النرويج منذ الحرب العالمية الثانية.
1- حياته
في عام 1979، ولد طفل جميل لـ (وينس ديفيد بريفيك) الاقتصادي النرويجي الذي يعمل دبلوماسيًّا في لندن ولـ (وينش برينج) الممرضة النرويجية أيضًا وسمياه (أندرس)، في العام الأول من ولادة (أندرس) انفصل والداه وخاض الأب نزاع حضانة للطفل انتهى بخسارته لصالح الأم، أمضى (أندرس) الأربع سنوات الأولى من عمره في شارع (فريتزنرز) في العاصمة النرويجية (أوسلو)، في العام الرابع سيكتب المركز النرويجي للصحة النفسية للأطفال والمراهقين (SSBU) تقريرًا يعرب فيه عن قلقه من طريقة تعامل الأم مع الطفل..
إنها تضربه بشدة، تتحرش به جنسيًّا، وتخبره كثيرًا بأنها تتمنى لو كان ميتًا، قبل ذلك التقرير بقليل كتب طبيبان نفسيان تقريرين عن الطفل يتضمنان قلقًا طبيًّا حول حالته العقلية والنفسية مع توصية قاطعة بإزالته من حضانة الأم وإلحاقه بدار رعاية أطفال حكومية..
في التقرير أيضًا سيكتب أحد الطبيبين عبارة غير مفهومة لم يعرف أحد أهميتها في حينها: (لأندرس ابتسامة غريبة، ابتسامة لا تدل على مشاعره وإنما تأتي دائمًا كاستجابة مدروسة للبيئة المحيطة به)، بعد سنوات سيعرف العالم بأكمله معنى هذه الجملة!
2- مجازره !
في الثاني والعشرين من يوليو لعام 2011، وفي مجمع المباني الإدارية للحكومة النرويجية وتحديدًا أمام مبنى مكتب رئيس الوزراء (جينس ستولنبرج) وقفت شاحنة متوسطة لم يهتم بها أحد في ذلك الوقت، في الساعة الثالثة وخمس وعشرين دقيقة انفجرت الشاحنة بمنتهى العنف لتقتل ثمانية مواطنين مباشرة وتصيب أكثر من 209 آخرين من بينهم 12 بإصابات حرجة، كانت صدمة بالغة للعاصمة النرويجية الهادئة، لكن أوسلو لم تشهد نهاية اليوم بعد لأن شخصًا ما له رأي آخر.
على جزيرة (أوتويا) وقبل انفجار مجلس الوزراء كان قسم الشباب (AUF) بحزب العمال الحاكم النرويجي يقيم مخيمًا صيفيًّا ويشرف على تنظيمه، بعد الانفجار بساعتين تقدم شرطي من المخيم وأظهر شارته وادعى أنه من قوات تأمين الحشود تحسبًا لأي هجوم آخر، دخل الشرطي المخيم بابتسامة هادئة، ثم بدأت المذبحة.
عندما فتح الشرطي النيران على الجميع بغزارة وبشكل عشوائي لم يفهم أحد تقريبًا ما الذي يحدث بالضبط ولم يكن لهم أي ردود أفعال وإنما انقسموا مباشرة لقسمين (قتلى/ مصابين)، في هذا الهجوم قتل الشرطي 68 شخصًا وأصاب أكثر من 110 نصفهم على الأقل كانوا في حالة خطرة، وبالفعل تُوفي منهم المواطن رقم 69 بعد الهجوم بيوم واحد، كانت مذبحة مجنونة لم يستوعبها أحد وأكبر عدد من القتلى يقع في النرويج منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وفي مسح إحصائي بعد ذلك وجدوا أنه من كل أربعة نرويجيين فهناك واحد على الأقل يعرف شخصًا مصابًا أو قتيلًا في الهجومين، ما يهمنا هنا هو الشرطي صاحب الابتسامة الهادئة، لقد كان شخصًا ذا طفولة مضطربة وتضربه أمه كثيرًا وتتحرش به، طفل يدعى (أندرس وينش بريفيك)!
خطط (أندرس) لهجومه قبل أن يحدث بست سنوات على الأقل، تعلم صناعة القنابل المنزلية والنتيجة كانت قنبلة من خليط معقد من بعض المواد الكيميائية والأسمدة والبنزين انفجرت في وجه الجميع في مجمع المباني الحكومية، وسافر إلى العاصمة التشيكية (براج) للحصول على أسلحة غير قانونية ينفذ بها هجومه الثاني على المعسكر الصيفي
واتبع في هجماته الأسلوب التكتيكي الشهير (الذئب المنفرد)، الأهم أنه قضى أربع سنوات كاملة بدون تواصل اجتماعي يذكر، لا يقيم علاقات، لا يستعمل الإنترنت بشكل يثير الشبهات، يتعامل بهواتف المرة الواحدة المحمولة التي لا يمكن تعقبها، كان حريصًا بشدة ألا يتسرب منه أي شيء يدلُّ على ما يخطط له، كل ما كان يمكن عمله في ظروف أخرى عن طريق مراقبة هاتفه أو نشاطه الإنترنتي مثلًا لم يكن له أي قيمة، لذلك يصنف (أندرس) في فئة (المنعزلين) أو الأشخاص الذين لا يتركون آثارًا رقمية أو إلكترونية.
3- عقيدته واتجاهه السياسي
في عام 1999 التحق بريفيك بحزب التقدم وهو تنظيم يميني شعبوي، أوكلت إليه مسؤوليات محلية مع حركة شبيبة الحزب. ولأن الحزب كان شديد الانفتاح على "التعددية الثقافية" كما يرى بريفيك ترك الحزب في عام 2006.
وقال الحزب إنه كان فتى خجولاً بعض الشيء ونادراً ما كان يشارك في المناقشات، وغالباً ما ينتقد الإسلام والتعددية الثقافية والماركسية على الإنترنت حيث ينشط كثيراً، إلا أنه يعتبر نفسه "أكثر ميلاً إلى التساهل" و"متهاونا". وإن كانت دوافعه لا تزال غامضة وتعكس تناقضاً، إلا أن تصميمه بات جلياً.
ونشر بريفيك يوم المجزرة شهادة طويلة من أكثر من 1500 صفحة على الإنترنت عرض فيها بشكل مفصل التزامه العقائدي بمكافحة الإسلام والماركسية خلال السنوات التسع الأخيرة، واللحظة الحاسمة في خريف 2009 حين قرر الانتقال إلى تنفيذ مشاريعه.
4- محاكمته
والغريب في الأمر أن أندرس برينج بريفيك، منفذ الهجومين في النروج الذين أديا إلى مقتل حوالي 92 شخصاً أقرّ أنه تصرف وحده غير أنه رأى أنه لا يجب أن يعاقب على ما قام به.
وأضاف المحامي نقلاً برفيك قوله إنه لا يجب أن يعاقب على عملية التفجير التي استهدفت مبان حكومية في أوسلو ولا الهجوم المسلح الذي استهدف مخيماً للشبان في جزيرة أوتويا قرب العاصمة.
وقد أصدرت محكمة نروجية في 2012، حكماً بالسجن لمدة 21 سنة مع بنود قد تؤدي إلى السجن مدى الحياة بحق أندرس بيهرينغ بريفيك المعروف بـ"سفّاح أوسلو"، بعد أن وجدته سليماً عقلياً ومدركاً لما كان يقوم به .
وكان بريفيك قد كرر أنه يرفض إعباره مختلاً عقلياً وظلّ يدافع عمّا قام به...!!
مصدر : irishtimes

ففي صغره "كان صبياً عادياً، بيد أنه كان منطوياً على نفسه ولم يكترث بالسياسة"، هكذا تحدث والد بريفيك ذلك الشاب الطويل الأشقر، الذي نفذ مجزرة سجلت على أنها الأخطر التي شهدتها النرويج منذ الحرب العالمية الثانية.
1- حياته
في عام 1979، ولد طفل جميل لـ (وينس ديفيد بريفيك) الاقتصادي النرويجي الذي يعمل دبلوماسيًّا في لندن ولـ (وينش برينج) الممرضة النرويجية أيضًا وسمياه (أندرس)، في العام الأول من ولادة (أندرس) انفصل والداه وخاض الأب نزاع حضانة للطفل انتهى بخسارته لصالح الأم، أمضى (أندرس) الأربع سنوات الأولى من عمره في شارع (فريتزنرز) في العاصمة النرويجية (أوسلو)، في العام الرابع سيكتب المركز النرويجي للصحة النفسية للأطفال والمراهقين (SSBU) تقريرًا يعرب فيه عن قلقه من طريقة تعامل الأم مع الطفل..
إنها تضربه بشدة، تتحرش به جنسيًّا، وتخبره كثيرًا بأنها تتمنى لو كان ميتًا، قبل ذلك التقرير بقليل كتب طبيبان نفسيان تقريرين عن الطفل يتضمنان قلقًا طبيًّا حول حالته العقلية والنفسية مع توصية قاطعة بإزالته من حضانة الأم وإلحاقه بدار رعاية أطفال حكومية..
في التقرير أيضًا سيكتب أحد الطبيبين عبارة غير مفهومة لم يعرف أحد أهميتها في حينها: (لأندرس ابتسامة غريبة، ابتسامة لا تدل على مشاعره وإنما تأتي دائمًا كاستجابة مدروسة للبيئة المحيطة به)، بعد سنوات سيعرف العالم بأكمله معنى هذه الجملة!
2- مجازره !

في الثاني والعشرين من يوليو لعام 2011، وفي مجمع المباني الإدارية للحكومة النرويجية وتحديدًا أمام مبنى مكتب رئيس الوزراء (جينس ستولنبرج) وقفت شاحنة متوسطة لم يهتم بها أحد في ذلك الوقت، في الساعة الثالثة وخمس وعشرين دقيقة انفجرت الشاحنة بمنتهى العنف لتقتل ثمانية مواطنين مباشرة وتصيب أكثر من 209 آخرين من بينهم 12 بإصابات حرجة، كانت صدمة بالغة للعاصمة النرويجية الهادئة، لكن أوسلو لم تشهد نهاية اليوم بعد لأن شخصًا ما له رأي آخر.
على جزيرة (أوتويا) وقبل انفجار مجلس الوزراء كان قسم الشباب (AUF) بحزب العمال الحاكم النرويجي يقيم مخيمًا صيفيًّا ويشرف على تنظيمه، بعد الانفجار بساعتين تقدم شرطي من المخيم وأظهر شارته وادعى أنه من قوات تأمين الحشود تحسبًا لأي هجوم آخر، دخل الشرطي المخيم بابتسامة هادئة، ثم بدأت المذبحة.
عندما فتح الشرطي النيران على الجميع بغزارة وبشكل عشوائي لم يفهم أحد تقريبًا ما الذي يحدث بالضبط ولم يكن لهم أي ردود أفعال وإنما انقسموا مباشرة لقسمين (قتلى/ مصابين)، في هذا الهجوم قتل الشرطي 68 شخصًا وأصاب أكثر من 110 نصفهم على الأقل كانوا في حالة خطرة، وبالفعل تُوفي منهم المواطن رقم 69 بعد الهجوم بيوم واحد، كانت مذبحة مجنونة لم يستوعبها أحد وأكبر عدد من القتلى يقع في النرويج منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وفي مسح إحصائي بعد ذلك وجدوا أنه من كل أربعة نرويجيين فهناك واحد على الأقل يعرف شخصًا مصابًا أو قتيلًا في الهجومين، ما يهمنا هنا هو الشرطي صاحب الابتسامة الهادئة، لقد كان شخصًا ذا طفولة مضطربة وتضربه أمه كثيرًا وتتحرش به، طفل يدعى (أندرس وينش بريفيك)!
خطط (أندرس) لهجومه قبل أن يحدث بست سنوات على الأقل، تعلم صناعة القنابل المنزلية والنتيجة كانت قنبلة من خليط معقد من بعض المواد الكيميائية والأسمدة والبنزين انفجرت في وجه الجميع في مجمع المباني الحكومية، وسافر إلى العاصمة التشيكية (براج) للحصول على أسلحة غير قانونية ينفذ بها هجومه الثاني على المعسكر الصيفي
واتبع في هجماته الأسلوب التكتيكي الشهير (الذئب المنفرد)، الأهم أنه قضى أربع سنوات كاملة بدون تواصل اجتماعي يذكر، لا يقيم علاقات، لا يستعمل الإنترنت بشكل يثير الشبهات، يتعامل بهواتف المرة الواحدة المحمولة التي لا يمكن تعقبها، كان حريصًا بشدة ألا يتسرب منه أي شيء يدلُّ على ما يخطط له، كل ما كان يمكن عمله في ظروف أخرى عن طريق مراقبة هاتفه أو نشاطه الإنترنتي مثلًا لم يكن له أي قيمة، لذلك يصنف (أندرس) في فئة (المنعزلين) أو الأشخاص الذين لا يتركون آثارًا رقمية أو إلكترونية.
3- عقيدته واتجاهه السياسي
في عام 1999 التحق بريفيك بحزب التقدم وهو تنظيم يميني شعبوي، أوكلت إليه مسؤوليات محلية مع حركة شبيبة الحزب. ولأن الحزب كان شديد الانفتاح على "التعددية الثقافية" كما يرى بريفيك ترك الحزب في عام 2006.
وقال الحزب إنه كان فتى خجولاً بعض الشيء ونادراً ما كان يشارك في المناقشات، وغالباً ما ينتقد الإسلام والتعددية الثقافية والماركسية على الإنترنت حيث ينشط كثيراً، إلا أنه يعتبر نفسه "أكثر ميلاً إلى التساهل" و"متهاونا". وإن كانت دوافعه لا تزال غامضة وتعكس تناقضاً، إلا أن تصميمه بات جلياً.
ونشر بريفيك يوم المجزرة شهادة طويلة من أكثر من 1500 صفحة على الإنترنت عرض فيها بشكل مفصل التزامه العقائدي بمكافحة الإسلام والماركسية خلال السنوات التسع الأخيرة، واللحظة الحاسمة في خريف 2009 حين قرر الانتقال إلى تنفيذ مشاريعه.
كما انضم إلى نادي رماية، مما سمح له بالحصول على رخصة بحيازة قطعتي سلاح إحداهما بندقية آلية يعتقد أنه استخدمها لإطلاق النار على الفتيان والفتيات المشاركين في مخيم صيفي لشبيبة الحزب العمالي في جزيرة أوتوياه قرب أوسلو.

والغريب في الأمر أن أندرس برينج بريفيك، منفذ الهجومين في النروج الذين أديا إلى مقتل حوالي 92 شخصاً أقرّ أنه تصرف وحده غير أنه رأى أنه لا يجب أن يعاقب على ما قام به.
وأضاف المحامي نقلاً برفيك قوله إنه لا يجب أن يعاقب على عملية التفجير التي استهدفت مبان حكومية في أوسلو ولا الهجوم المسلح الذي استهدف مخيماً للشبان في جزيرة أوتويا قرب العاصمة.
وقد أصدرت محكمة نروجية في 2012، حكماً بالسجن لمدة 21 سنة مع بنود قد تؤدي إلى السجن مدى الحياة بحق أندرس بيهرينغ بريفيك المعروف بـ"سفّاح أوسلو"، بعد أن وجدته سليماً عقلياً ومدركاً لما كان يقوم به .
وكان بريفيك قد كرر أنه يرفض إعباره مختلاً عقلياً وظلّ يدافع عمّا قام به...!!
مصدر : irishtimes
محول الأكوادإخفاء محول الأكواد الإبتساماتإخفاء الإبتسامات