بين الحلو و المر .. الانتقام يمكن أن يجعلك أكثر تعاسة من معظم الناس الآخرين..!

على الرغم من الإجماع الشعبي على أن الانتقام هو أمر جيد وحلو وممتع، فإن سنوات من البحوث التجريبية أشارت إلى خلاف ذلك، هذه التجارب وجدت أن الانتقام نادر ما يكون مرضيًا كما كنا نتوقع، وغالبًا ما يترك الانتقام الشخص أقل سعادة على المدى الطويل.

Vengeance


فالرغبة العميقة في الانتقام عبارة عن عاطفة معقدة جدًا، لدرجة أنه كان من الصعب على العلم أن يحاول شرحها، وتشريح أبعادها.

وقد أضاف بحث جديد من جامعة واشنطن الأمريكية لمسة لـ"علم الانتقام "، وأوضح أن لدينا علاقة الحب والكراهية المتعلقة بهذه الرغبة المظلمة للانتقام، هي في الواقع مجموعة مختلطة، تجعلنا نشعر بالسعادة والسوء في نفس الوقت، لأسباب لم نكن نتوقعها على الإطلاق.

لماذا نشعر بالسعادة والسوء في نفس الوقت ؟

قال المؤلف الأول للدراسة، فاد إيداه، وهو طالب دكتوراه في العلوم النفسية والمخ بكلية الفنون والعلوم: "إننا لاحظنا أن الناس تعبر عن كل من المشاعر الإيجابية والسلبية عن الانتقام، وهو ما يعني أن الانتقام، ليس مرًا، ولا حلوًا، ولكنه كلا الأمرين في نفس الوقت".
وأضاف "نحن نحب الانتقام؛ لأننا نعاقب من خلاله الطرف المخالف، لكننا نكره الانتقام في نفس الوقت؛ لأنه يذكرنا بفعل هؤلاء الأشخاص السيئين معنا".

إن العاطفة تتعلق بكتلة من المشاعر المحددة والواضحة التي تنطلق داخلك بقوة وشدة كبيرة نسبيًا، فتقول إنك تشعر الآن بالحب، أو بالكرة، أو بالرغبة في الانتقام، أو بالغضب، وهكذا، بينما المزاجية تتعلق بعاطفة تنشأ تدريجيًا داخلك ، وتدوم لفترة طويلة بشدة منخفضة نسبيًا، فتقول إن مزاجك متعكر، أو مزاجك رائع، من هنا نفهم أن المزاج يتغير نتيجة تراكم أحداث ومواقف، بينما العاطفة تتغير نتيجة لحدث، غالبًا ما يكون شديدًا.

وبالتالي، فإن الانتقام يجعلك تشعر بعاطفة إيجابية، ومزاج سلبي، ولأن العاطفة تكون شديدة وقصيرة، بينما المزاج يكون منخفض التركيز وطويل المدى، فإنك عند السماع عن الانتقام تشعر بالسعادة، لكن على المدى الأكثر بعدًا تبدأ بالشعور بمشاعر الاستياء، وعدم الرضا عن النفس.

وفي دراسة أخرى أجراها باحثون من بون وماستريخت- ألمانيا وبلجيكا- أكدت أن الإنتقام ربما يكون حلوا ولكنه قد يلحق الضرر بصحتك ويجعلك أكثر تعاسة من معظم الناس الآخرين..!

وكشفت الدراسة التي أجريت بين 20 ألف شخص أيضا أن الناس الذين يحبون استرداد ما يتصور أنه ظلم لحق بهم يكون لديهم عدد أقل من الأصدقاء وأقل رضا بالحياة.
وأراد الباحثون اكتشاف ما يؤثر على سمات الشخصية مثل تبادل العواطف الإيجابية والسلبية على "النجاح" و "الرضى بالحياة".

ووجهت أسئلة إلى الأشخاص الذين شملتهم الدراسة إلى أي مدى سيردون على أي تصرف رقيق أو على العكس كيف سيردون على إهانة وجهت إليهم.

وفي تلخيصه للدراسة قال البروفيسور الدكتور أرمين فولك من جامعة بون إن "كلا من الرد السلبي والإيجابي واسع الانتشار بين الشعب الألماني".

وكشفت الدراسة أيضا أن الأشخاص الميالين للشكل الإيجابي أكثر رغبة في العمل لساعات أطول ولكن فقط إذا تصوروا أن رواتبهم التي يتلقونها منصفة لهم.